ولماذا يعارض السيد الصادق المهدي؟؟!

بالنظر إلى نشاطات ومجهودات السيد الصادق المهدي الجمة وزخم تحركاته المكوكية ومبادراته وإتفاقاته التي لا تحصى ولا تعد، لا نجد ما إستفاد منه السودان، فتصريحاته وكتاباته كلها نظريات فلسفية دون أثر في أرض الواقع، وهذا بالضبط ما يريده السيد الصادق، فكل ما يقوم به في حقيقة الأمر معارضة صورية وبالونات وهاجة فارغة عالية الصوت لإمتصاص النشاط الحقيقي للمعارضة وتوجيهه وجهة أخرى إن لم يكن لتشتيته وإفراغه من مضمونه لصالح النظام، وهو تخريب أكثر من مساعٍ لإصلاح الوضع في السودان، فأي من بياناته وقراراته وتوصياته ودراساته لم تر النور ولم تصل إلى نهاياتها المنطقية والمرجوة، كلها حرطقات بدون نتيجة وجعجعة دون طحناً.
ولكن، لنكن واقعيين ونسأل أنفسنا، لماذا يثور الصادق المهدي ضد النظام أو يعارضه بجد؟ فقد قبض المليارات من النظام )وادعى أنها تعويضات(، ويتحرك بكل حرية، ويتحدث بأريحية ويجتمع بالسفراء وممثلي الأمم المتحدة وكافة دول العالم، وبسكرتير الحزب الشيوعي لدولة الجنوب ويصدر البيانات بلا حسيب ولا رقيب، ويقابل البشير متى شاء وأنا شاء، ويعقد معه الإتفاقيات تلو الأخرى ?دون أن نرى لها تطبيق أو تنفيذ على أرض الواقع كما قلنا- وهو مستمتع بحياته الإجتماعية والثقافية والرياضية، وبسفرياته الداخلية والخارجية ومشاركاته الفكرية داخلياً وخارجياً، وقد وظف ابنيه أحدهم مستشاراً للرئيس بالقصر والآخر ضابطاً بالأمن، وتتحدث بناته وتعقد الإجتماعات وتقود المظاهرات وجل ما يحدث لإحدهن لوي اليد وطبطبة على الكتف بينما أبناء وبنات الشعب من عوضية إلى السنهوري لهم الرصاص في الراس. فلماذا يثور الصادق المهدي؟ أمن أجل ديمقراطية لا يؤمن بها ولا يطبقها في حزبه الذى تشظى شذر مذر: متوالي، إصلاح وتجديد، فدرالي، قيادة جماعية، قومي، ..إلخ.؟ أم من أجل الحرية للرعاع الذين تعلموا وفهموا أخيراً حقيقة الأمور التي تؤكد ما قاله “تور شين” من قبل لبنت المهدي حينما إحتجت وطالبت بحقوق أبناء المهدي عقب وفاته، حيث قال: “يا بت بناء المراكب أبوك لا مهدي ولا أنا خليفته، الدهية حكم ساي!!!”
لقد نصب السيد الصادق المهدي نفسه (بموافقة النظام) سفيراً فوق العادة للنظام، يسدي له خدمات جليلة تذلل له الصعاب وتطيل عمره وتبقيه على رقاب العباد، وبالمقابل يوفر النظام للصادق كل ما يريد ويشتهي. فهو بمثابة رئيس فخري، ولم يتبقى سوى عزف السلام الجمهوري له علناً!!!!. فلماذا يعارض السيد الصادق المهدي النظام، وهو والنظام (….. في سروال واحد) كما يقول البعض؟ نقول لقيادات المعارضة ألا تضيع وقتها في محاولة إرضاء السيد الصادق المهدي أو إستمالته أو توقع شيئاً مفيداً للوطن من ورائه، فهذا من سابع المستحيلات، فالصادق يلعب لصالح أوراقه وأبنائه والقلة المستفيدة حوله. وإني علي يقين أن المعارضة لو إضطرت للحديث مع المؤتمر الوطني مباشرة لأنفع للسودان بدلاً من لف ودوران السيد الصادق المهدي. فأفيقوا يا قادة المعارضة وأنسوا أمر السيد الصادق المهدي وبياناته، ومبادراته ونظرياته وفلسفته أو فلفسته (أي كثرة الكلام المنمق بلا فائدة)، فرؤيته وسياساته وتطلعاته تتعارض تماماً وتطلعات ومطالب جماهير الشعب السوداني عامة وشعوب الهامش خاصة، لأنه يعلم يقيناً بأنهم (شعوب الهامش التي كان يستغفلها) قد فهموا ووعوا اللعبة وخرجوا عن طوع بنانه ولم يتبقى له إلا التمسك بهذا النظام في سبيل إنقاذ نفسه، كما أنه يعلم تماماً أن نهايته ونهاية النظم الطائفية والديكتاتورية والشمولية مع نهاية هذا النظام وقيام نظام جديد تتساوى فيه كل شعوب السودان في الحقوق والواجبات، وهذا ما يزعجه فعلياَ!!!
على المعارضة أن تنسى أمر السيد الصادق المهدي، وما يسمى معارضته ومبادراته فلا فائدة ترجى من ورائها غير جرهم إلى الوراء وتأخير وزيادة معاناة الشعب السوداني، وعليهم أن يمضوا قدماً في نضالهم مستصحبين القاعدة الجماهيرية لحزب الأمة والأنصار كجزء أصيل من هذا الشعب والتي وعت وعرفت اين تمكن مشكلتهم على وجه الخصوص وعلة السودان على العموم ومن المتسبب الاساسي في خراب السودان وفي مشاكله وكوارثه السياسية. كما على المعارضة التركيز على توحيد رؤاها وتنظيماتها الكثيرة في تنظيم واحد ووضع خطط وترتيب عملها ونشاطاتها في صمت دون ضجة أو إعلان إلا ما يلزم ودون تفصيل.
والنصر للسودان ولشعوب السودان!!!

يوسف محمد ? 20/11/2013م

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جزء كبير من المقال يعانق الحقيقة ،، فالصادق المهدي أصبح يجدف في إتجاه النطام ويدفع بقوة في جانب المحافظة عليه ،، فهو يعيش بأريحية تامة ،، حرية ،، مال ،، إجتماعبات ،، سفر ومستقبل مضمون لأبتائه وكل أنواع الترف الذي يعيشه هؤلاء اللصوص وعائلاتهم وأزلامهم من يرمون لهم بعض الفتات ،، لابد من توفر جبهه قوية منظمة لإسقاط النظام والعمل على إعادة كل الأموال المنهوبة ومحاسبة كل من ساهم وشارك في دمار هذا البلد وكل من شارك في هذا النظام حتى ولو ليوم واحد ،، نحن لانريد أن نعود مرة أخرى لمربع واحد ،، نريد أناس شرفاء وطنيين ليقودوا هذا البلد ويعيدوا له مكانته وريادته التي سلبت منه ،، نريد إعادة الثقة للمواطن السوداني المسكين ،، نريد بناء علاقات مع العالم الخارجي بتوازن تام حسب المصلحة الحقيقيه للبلد وليس لصالح فئة معينه ,,

  2. هجوم الذي لا يتضمن أكثر من عبارات عاطفية لا منطق فيها، بدلاً من ترديد قول لم يقله ود تور شين رحمه الله (قول يتماشى مع دعايةالمستعمر وأبواقه أمثال نعوم شقير لتشويه صورة الثورة المهدية ورجالاتها الكرام)وكيل إتهامات لا يسندها دليل، كان الأجدرأن تحلل الوثيقة التي قدمها حزب الأمة القومي لتجمع المعارضة وتبين ما فيها من سلبيات (إن وجدت) ولذلك لا يوجد في مقالك ما يفيد القارئ

  3. تشكر على مقالك. والحقيقة أن الصادق (الأفاك) يرى فى الانقاذ مهدية ثانية وكما قلت فقد انكشف زيفه لمعظم المخدوعين ورخم ذلك غدا سيخرج علينا حارقوا البخور لاعقوا حذاء سيدهم لايهامنا بأن (القبة تحتها فكى).

  4. ومنذ متى كان الصادق معارضا لهذا النظام حتى يعارضه الان ؟ الصادق منذ ان عرف السياسة فهو المعارض قبل الانظمة للمعارضة ثم لماذا يعارض الانظمة وهو القابض للاتعاب دئما في صراعه مع قوى المعارضةمن قبل الاجلا نظمه؟ وهل بالفعل يصلح رجلا يتلون كالحرباء ان يكون زعيما للمعارضة؟وهل يمكن ان يسمح شعب السودان لمثل هذا ان يصبح ذات يوم رئيسا للوراء ليشبعه كلاما؟هذا الرجل في تقديري لا يصل الا ان يمتهن حرفة في سوق المشاط اوخفيرافي اسواق القري لعله يكلم نفسه ليلا

  5. المعلق علي حران
    .
    .
    .
    .
    كلنا كنا مخدوعين زيك وكنا نصارب ونشاكل ونناقش نقاش المستميت وكنا نظن ابو دقنن زي حرير الضريسة كنا نظنه امل الامة لكن الراجل طلع جرتاق عرائس وفيما مضى من الزمن كان يعيب على الامام الشهيد الهادي الجمع بين الامامة والزعامة وكان يتحدث عن السندكالية مع العلم ان كل الانصار لا تعرف عنها شيئا ولكنه بعد 33 سنة جمع الامامة والزعامة فالرجل مولع بكل شيء يكون في الامام فصار يعقد القران ويجرتق العروس وماشي في اتجاه تجهيز حفرة الدخان ترك كل مشاكل السودان وبقى في العرائس وانطبق عليه بيت الشعر :
    عجوزا عاشت ستينا وزنت اربعينا ***** واشترت تيسا ونعجة لترى لذة المتناكحينا

  6. شكرآ لاختصارك مسيرة خمسون عامآ قضاها الصادق ( مع آخرين ) في ترسيخ مقولة (رجل افريقيا المريض )…

  7. فقط يعارض لذر الرماد علي العيون ويفشل كل نضال ضد البشير وولده في سدة الحكم فترة تدربيه مع الانقاذ وقبضه 400 مليار جنيه ىسوداني لشراء ذمته وقد كان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..