السودان …نقمة الوحدة ونعمة الإنفصال

السودان …نقمة الوحدة ونعمة الإنفصال
سارة عيسي
[email protected]
يقول الدكتور منصور خالد أن تاريخ التاسع من يناير ليس هو يوم النفخ في الصور ، واضاف ، أن الدكتاتور الروسي جوزيف ستالين كان مخطئاً عندما أعتقد أن إنفصال أوكرانيا سوف يهدد بقاء روسيا ، ونحن في هذه العجالة ليس من الصواب مقارنة الحالة السودانية بألمانيا وروسيا وأثيوبيا ، فالسودان كان دولةً موحدة منذ القديم ، فحتى الدولة المهدية ببنيتها الضعيفة تمكنت من المحافظة على توحيد السودان ، وليس السبب لأن الإمام لمهدي كان من الأشراف القرشيين أو أن ثورته تبنت النسخة السودانية من المشروع الحضاري ، بل السبب لأن الثورة المهدية طرحت مشروع التحرر وأنقذت المواطن السوداني من ضنك الضرائب التي كانت تأخذها الحكومة التركية ، كما أن الدولة المهدية تجنبت الخوض في الجهوية الحادة لذلك وجدت رواجاً شاسعاً في غرب السودان أكثر من شماله ، أما ما يحدث الآن فهو ضياع لكل مكتسبات التاريخ والجغرافيا ، وقد رثى الأعداء أكثر من الأصدقاء منظر الرئيس البشير وهو في ثوب زفاف جنوبي ويتوكأ على عصاه وهو يمشي على البساط الأحمر الذي فرشه له القائد سلفاكير ، فكما قالت العرب : أتى لُبد على لُبد ، فهذه هي النهاية ، وحديث الرئيس سلفاكير عن طرد الدارفوريين من الجنوب هو حديث رجل الدولة المسؤول ، فكل الدول المجاورة تستخدم سلاح الحركات الدارفورية عندما تصفي حساباتها مع حكومة الخرطوم ، وذلك إبتداءً من إدريس دبي ونهايةً بالرئيس الأرتري أسياس أفورقي ، لذلك فرح رجال الإنقاذ وطربوا ورقصوا عندما جزم لهم القائد سلفاكير بأنه طرد المجموعات المسلحة الدارفورية من مدينة جوبا ، وهذا طرد مُعلق يعتمد على سير معارك الحركة الشعبية مع مجموعة اللواء اطور ، كما أنه يعتمد على البلبلة التي يُمكن أن يحدثها جيش الرب اليوغندي في جنوب السودان ، إذاً هدية القائد سلفاكير تصبح موجبة الإيفاء بمجرد إعتراف الشمال بدولة الجنوب ووقفه للعدائيات ، خلافاً لذلك علينا تأمل تصريحات كل الجنرالين عبد العزيز الحلو ومالك عقار ، فقد اشارا إلى امتلاكهما لقوة مسلحة أكبر بكثير من التي تملكها الحركات الدارفورية ، لذلك قابل المشير البشير الحسنة بحسنة مثلها وأعترف للمرة الأولى في حياته أن فرض الوحدة عن طريق الحرب أمرٌ فاشل ، وهو بذلك يضرب بعرض العائد بفتوى فريق القدم ? أو ما يسمون أنفسهم بالهيئة العالمية لعلماء المسلمين الذين حرموا التصويت في الإستفتاء ، ولا ننسى أن هذه الهيئة هي الوجه العالمي لتنظيم الأخوان المسلمين ، فهي لا زالت تعتبر أن جنوب السودان هي بوابة الفتح الإسلامي والأفريقي ولا يُمكن التفريض فيها ، وهذه النظرية أفسدها الرئيس البشير عندما صرّح بأنه أول من يعترف بدولة الجنوب الوليدة ، وهذه المرة لم يربط الإعتراف بنزاهة وشفافية الإستفتاء كما يردد مستشاروه في أجهزة الإعلام .
فهل يُمكن أن يتحول هذا الإستفتاء لنعمة أو نقمة ؟؟ ، أقول نعم ومنذ الآن هو نقمة ، صحيح أن خطاب البشير في الجنوب كان تصالحياً ومتناغماً مع ما يريده المجتمع الدولي ، ولكن لا زال خطابه في الشمال عنيفاً ولا ينذر بخير ، فهو يعد شعب الشمال بكرباج قدو قدو ويطلب منهم التطهر ثم الإغتسال بين حينة وأخرى ، فالتعامل بينه وبين أهل الشمال يمر تحت جسري الطهارة والنجاسة ، وهو قد حدد لهم دستورهم وصفتهم العرقية في الهواء الطلق وقال لهم كونوا عرباً ومسلمين ، أما الطامة الكبرى فكانت الزيادات الأخيرة في اسعار السلع الإستهلاكية والمحروقات ، ويبدو أننا على وعد بالتكيف مع سياسة العصيدة والدوكة والطايوق التي بشر بها وزير المالية علي محمود ، إذاً الإنهيار حدث في الشمال والجنوب لم يوقع بعد على قسيمة الطلاق ، كل المفكرين وأصحاب الاقلام في حزب المؤتمر الوطني كانوا يراهنون على فوضى عارمة تعم كل أراضي الجنوب قبل التصويت على الإستفتاء ، لكن هذه الأمنية قد خابت ، فقد ثبت بالدليل القاطع أن الحركة الشعبية أدارت معركتها الإعلامية بذكاء بالغ ، وقد فتحت الجنوب لكافة وسائل الإعلام العالمية ومن بينها قناة الجزيرة والتي عُرفت بتبنيها للخط العروبي والإسلامي في كل مكان ، فلأول مرة يتحدث المواطن الجنوبي لوسائل الإعلام بدون خوف او وجل ويعبر عن وجهة نظره ، وبدأ الجنوب وكأنه قارة جديدة لم يكتشفها العالم ، فالجنوب مقبلٌ على الإستفتاء ومعه قلب كل العالم ، أما الشمال سوف يصحى ويستيقظ على عصا الرئيس البشير وسوطه و صوته وهو يطلب منهم الإغتسال .
سارة عيسي .
المشير لن يستطيع ادخالنا لاسلامه … لان اسلامه هو ما تمليه عليه المصلحه فقط يعاونه مجموعة من كبار الكهنه يسمون بعلماء السلطان ….. رجال رخيصون حد التراب يقفون على قارعة الطريق لمن يدفع لهم .. والفرق بينهم وبين من يقفن ليلا فرق مقدار .. كل يبحث عن عيشه من العفن ..مع تحياتنا لقناة طيبه الفضائيه ..
بارك الله لكم دولتكم الجديدة ولتنعموا بالسلام والرخاء افى الدولة المدنية التى تحمل شعار الدين لله والوطن للجميع
خطاب البشير كان تصالحيا وتناغميا لان هذا ما طلبه منه الامريكان ان يتم انفصال الجنوب دون اى عكننة با المقابل يتم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتعطيل قرار الجنايئة والتفكير في رفع العقوبات سيدتى لقد بيع الجنوب بثمن بخس والبقية تاتى
ان القلب ليدمي لما يحصل باالبلد
لعنة الله على الكيزان