الصحافيون والعرش..!!

كان عبد الباري عطوان بائسا فقيرا يقود عربة نفايات في شوارع العاصمة الاردنية..ام زياد الأرملة الفلسطينية زارت ابنها في عمان وتوقفت تتامل بناية سامقة..ظنت ام عبدالباري ان جلالة الملك الحسين يعيش في هذا البرج العاجي..ضحك الشاب اليائس وجر والدته من أطراف عباءتها السوداء..وتدور الايام دورتها وذاك البائس الفقير يغدو صحفيا شهيرا ويزور قصر الملك حسين ويروي للعاهل الاردني تلك الطرفة القديمة..الملك يطلب من عطوان ويلح ان يجعله يتشرف باستقبال والدته في القصر الملكي والصحفي يتمنع. 
في مطار الكويت كان مئات الشخصيات المهمة تنتظر الرئيس السادات الخارج من الحرب منتشيا..أنور السادات يقلب نظره في الحشود حتى يجد ضالته ويهمس في إذن الصحفي احمد بهاء الدين انه ينتظره في مقر اقامته عند العاشرة مساءا.. احمد بهاء رئيس تحرير مجلة العربي ينتقد السادات بشدة لانه صور مصر دولة على أعتاب الفلس..يسهر الرجلان ويتبادلان النصح الى وقت متأخر من الليل.
في يوم استشعر الرئيس جمال عبدالناصر بدنو الاجل..اختار اربعة اشخاص لادارة مصر اثناء فترة مرضه .. من بين الاربعة شمخ محمد حسنين هيكل ..لم يكن الرجل حينها يشغل اي منصب سوى رئاسته لتحرير صحيفة الاهرام .
في يوم ما وقعت عين السيد كارل روف على جورج بوش الصغير.. كان وقتها بوش سليل الاسرة ذات المجد السياسي بعيدا عن ميدان السياسي .. روف كان احد مساعدي الرئيس بوش في كثير من حملاته الانتخابية.. صانع الملوك الذي يملك منشأة في الترويج السياسي راهن على جورج الصغير.. منذ ذلك الوقت كان الرجل يدفع بوش من حاكم ولاية تكساس الى رئيس لأمريكا لدورتين .. كارل روف بعد ان شغل منصب نائب كبير موظفي البيت الابيض انتهى للعمل صحفيا في مجلة (نيوز ويك) وقناة (فوكس نيوز).
السيد ديفيد اكسلورد كان صحفيا في شيكاغو تربيون..شارك بفاعلية في حملة بيل كلينتون الرئاسية.. منذ اللحظة الاولى وضع عليه المرشح الرئاسي باراك أوباما آماله في الوصول للبيت الابيض.. لم يخيب الصحفي توقعات السياسي الطامح .. عمل اكسلور مستشارا رئاسيا للرئيس أوباما وترك المنصب في 2011 ليتفرغ لحملة أوباما الثانية.. نجح ديفيد اكسلورد في تثبيت الرئيس أوباما في البيت الابيض في الدورة الرئاسية الثانية.
تذكرت حالنا في السودان ونحن نواري جثمان الزميلة نادية عثمان الثري إمسية الأحد الماضي.. غاب عن المشهد الحزين كل ساسة بلادي رغم ان الخبر الصدام قد أذيع على الهواء مباشرة قبل العاشرة مساء..لم يحضر تشيع الجثمان وزير الاعلام ولا حتى الامام الصادق ولا زميلنا في بلاط الصحافة امين حسن عمر.
اخبرني زميل رافق السيد رئيس الجمهورية في رحلة خارجية انه وجد نفسه في مؤخرة الطائرة الرئاسية يتجاذب أطراف الحديث مع افراد الحراسة وليس من ورائهم سوي حقائب اعضاء الوفد الرئاسي ..في كل المؤتمرات الصحفية للسيد الرئيس او نوابه يتصدر المجلس كبار الوزراء..من اليسير إتاحة الفرصة لصحفي اجنبي مهما قلت قامته لمقابلة كبار الساسة .. مثل هذه الفرصة لا تتاح لاهرامات الصحافة السودانية.
اين المشكلة ..في الصحافة ام السلطة ام في كليهما..؟!!.

الأهرام اليوم
   [email protected]

تعليق واحد

  1. بصراحة كده ومن الاخر وبالدارجي مفيش ساسة بالتالي مافيش صحافة ولا رجالتها حاليا اقلية منهم اعتبرهم مثل عبدالباري وهيكل مثل محجوب محمد صالح وفيصل والخسارة الكبيرة حيدر ابراهيم لكن ناس الهندي ابوالعزائم وراشد وموسي يعقوب والطيب مصطفي هل هم يمثلون كتاب للنظام ومدافعين عنه يوجد فرق لابد للصحفي ان يكون محايد مثل الكاميرا التي لا ترمش لا نريد طبالين للنظام وفي النهاية قادة اي نظام موظفون كالعمال ياخذون اجورهم وليس هنا ممنوعين من النقد كانهم ملائكة ورسل

  2. تحتة وسلام

    ودي دايرة كلام، طبعاً (في كليهما)

    اذا كان رئيس السلطة البشير وخلفه أمثال عبد الرحيم وزير الدفاع بالنظر وهلم جرا

    ونقيب الصحافة تيتاوي ومن خلفه أمثال الهندي رئيس تحرير وهلم جرا.

    اها كدة كفاية والا افقط ليك “هلم جرا” الفوق دي.

  3. شكرا على هذة الفذلكات الرائعة والتابلوهات المؤثرة اى اعلام واى صحافة من هو وزير الاعلام وكيف جاء مشاركا لانقاذ التى سلبته حكمه الديمقراطى هؤلاء كما قالوا يحتلون غير مواقعهم ولذلك جاء وزير الاعلام غلف اللسان وسوف يذهب غير ماسوف عليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..