حبا لله وإنتصارا للبسطاء ووفاءا للشهداء

إشتكت جميع فئآت المجتمع ( موظفين وعمال ومزارعين ومواطنين ومهنيين من دكاترة ومهندسين ومحامين وغيرهم بل جميع المواطنين) أي إشتكي الشعب السوداني بأجمعه من وطأة الضرائب والجبايات المختلفة سوى كانت رسمية أو شبه رسمية درجت الدولة علي فرضها دون دراية أو علم بآثارها السالبة وقد تطرقت الصحافة السودانية لمثل هذه المسائل لكن الدولة مازالت غافلة عن خطورة ما تقدم عليه حيث أنها ترفع من معدلات تحصيل الضرائب بمسمياتها المختلفة بين الحين والأخر حتي أضحت تربح في السلع والخدمات اكثر من من يقدمون تلك الخدمات واليوم يخرج علينا وزير المالية بحديث ممجوج ومتناقض مع بعضه البعض حيث يقول لا مخرج لدينا سوي بزيادة الضرائب والجمارك وإنتاج القمح والبترول ونحن نقول له نعم لزيادة إنتاج القمح والبترول وهذا أمر لا يحتاج لكثير تفكير ولا يحتاج لمجهودات مضنية حيث أن الفشل في الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي تتحمل الدولة مسئوليته لأننا كل ما فشل موسما زراعيا وجدنا أصابع الإتهام تتجه نحو مؤسسات الدولة المختلفة في أنها من وراء إستيراد أسمدة فاسدة أو تقاوي منتهية الصلاحية او ان التمويل اللازم لم يتسلم في زمانه او ان هنالك رسموما إضافية قد فرضت وما الي ذلك من أسباب بل حتي الصادرات السودانية توقفت بسب إرتفاع الضرائب علي الإنتاج مما يفقد السلع السودانية المنافسة لصادرات أخري ترد للأسواق العالمية من بلدان شرق اسياء والهند والصين. وكما هو معلوم وذكرناه تكرارا ومرارا لا يمكن إحداث إصلاح إقتصادي دون إصلاح سياسي شامل وتوفر إرادة وطنية للعمل والإنتاج. ولعل ثورة 30يونيو كما يسميها أنصارها قد اخفقت في تبني مشروع وطني يتوافق عليه الجميع ينقذ البلاد من حالة الركود الإقتصادي والتردي في جميع الاوضاع الإجتماعية والإنسانية . ولكنها إنفردت بالقرار السياسي والإقتصادي في البلاد بصورة غير مسبوقة وأخفقت في ملفات كثيرة تتعلق بالحرب و السلام والتنمية وأفرزت سياساتها مشاكل جديدة ادت لتعقيدات كثيرة في حياة البلاد السياسية والإجتماعية والثقافية وعلاقاتها بالجوار والمجتمع الدولي . واليوم الدولة السودانية تتخبط وتتجه نحو المجهول بصورة درامية متسارعة الخطي والحكومة مرتبكة ومضطربة ولا تدري من أين تصلح حالها؟ ولا تعلم أين تكمن المشكلة ؟ هل في كادرها البشري ؟ أم في نهجها الشمولي ؟ أم في عذلتها الدولية ؟أم في نبرة التحدي والتعالي التي تتحلي بها لتخويف الخصوم والفرقاء السياسين والناشطين؟ أم في تركيبتها السكانية ؟حيث أن الدولة دخلت في صراعات مسلحة كثيفة وغير محسوبة العواقب أدت لمزيد من إراقة الدماء ومبررا لحمل السلاح في وجهها. أم في ملفات فساد منسوبيها المتكدسة في الرفوف اومشورة في الصحف؟ إن الحيرة التي تخيم علي قادة الإنقاذ والإنشقاقات التي حدثت في صف التيار الإسلامي والتشكيلة الوزارية الغير متجانسة وإنعدام البرنامج وغياب الرؤية وسياسة الكبت والإغصاء والتصريحات الغير مسئولة وغير مسبوقة والإعترافات بالأخطاء دون الشروع في رفع المظالم ومحاولات الإصلاح وما الي ذلك من سمات النظام كلها تؤكد علي حقيقة فشل المشروع الذي روجت و بشرت به الإنقاذ وجعلته مبررا علي إنقلابها المشؤم في صبيحة 30يونيو1989م كما أن القيادات التي أفرزها النظام غرقت في ملفات الفساد الي أغمس قدميها إلا ما رحم ربي وقليل ما هم ومعظمها تتصف بالغباء والتردد وعدم الدربة والدراية كما أن معظمها تحوز علي كراهية الجماهير بسرعة فائقة وبصورة ملفتة للنظر . هذا بالإضافة للنهج الأممي ومحاولة تصدير الثورة الذي إنتهجه النظام في بداياته ثم تراجع عنه بصورة منكسرة و صنفته عالميا بالنظام المنبطح فلا أحد يعتد به او يتحالف معه وترك ليلقي مصيره بنفسه وهذا ما تلمسناه جيدا في عملية الإنفصال وسلام دارفور ومحكمة الجنايات الدولية والقبول الدولي الذي يحظي به النشاط المعارض بشقيه المدني والمسلح لان دوافعه إنسانية ووطنية ويتطلع للحرية والسلام والعدل وهذا ما يفتقر له النظام بكل تأكيد. ثم إن دعوات الإصلاح وحديث الصحافة والنشطاء السياسيين والأحزاب الوطنية مع النظام لرؤيتها للخروج الأمن من مستنقع الوحل الذي أدخلتنا في سياسات المتخبطة لم تلق آذان صاغية بل قوبلت بالتشكيك في النوايا والإتهام بالعمالة والسخرية ولهجات التحدي الممنهجة بل ورسم الطريق للتغيير بدفع الطامحين في ذلك لإستخدام القوة حيث يردد قادة النظام دائما الداير يغيرنا يجرب لحسة كوعه وجينا بالبندقية وما بنمشي بغيرها…. ولعله أخطأ في ذلك وتجاوز حدود المعقول والمسموح به في التعبئة السياسية مما وحد الشعب بكافة قواه الوطنية نحو هدف إزالته بكافة السبل المتاحة بل الكفر بكل ما جاء به من افكار وسياسات حتمت علي الحادبين علي الوطن نفض يدهم عنه تماما بكل بسالة جراة. لذلك لا أمل ياسادة الوزير في الخروج من ما نحن فيه بزراعة قمح أو إنتاج بترول او زيادة ضريبة جمركية أو غيره فهذه مسكنات ما عادت تشفي جراحنا العميقة وإن ما نتطلع له من حرية وعدالة وكرامة إنسانية وتوزيع عادل للثروة والسلطة وحكم راشد وعلاقات خارجية حكيمة تحمي مصالح السودان وحقوقه المشروعة في التنمية والرفاهـ لا يمكن تحقيقها إلا بإسقاق نظامكم حبا لله و وإنتصارا للبسطاء وفاء للشهداء.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..