فخامة الرئيس.. ما بين ..مستشفى القلب.. و حديقة مليس !

الأخوة الطليان تكرموا مشكورين علي دول الإقليم كله وليس السودان ببناء مستشفى لإجراء عمليات القلب الدقيقة بالمجان وتكفلوا بكل ما يلزم من متطلباته التي كانت و زالت كانت تجود بها جهات خيرية داعمة !
والحق يقال إنه مستشفي في غاية الروعة من حيث المظهر الأنيق و الرعاية الفائقة التي لا يجدها من يدفعون دم تلك القلوب العليلة في مستشفيات مافيا العلاج الطبقي عندنا وهي في أسوأ مستوياتها وقد باتت من قبيل تجارة الموت وليس العلاج !
بالأمس تفضل السيد رئيس الجمهورية بزيارة ذلك المستشفي بمنطقة سوبا غرب ، فاستبشر أولو الأمر من الطليان بذلك المقدم الذي رأوا فيه مخرجاً لأزمتهم المالية التي نجمت عن تخفيض الجهات الداعمة لميزانية المرفق ، فطرحوا مطلبهم على فخامة الرئيس وهم قوم مباشرون كما هو معروف عنهم ! قالوا للرئيس كنا نتلقى دعماً قدره خمسة ملايين دولار ولكنه بات ثلاثة ملايين .. أى أن العجز المطلوب تغطيته هو مليونان من الدولارات فقط وهو بذات المقدار الذي تبرع به فخامته لبناء حديقه تذكارية لصديقه السيد ملس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا الراحل وبدون أي تفويض من شعب السودان طبعاً كالعادة !
ولكن رئيسنا الذي لا يعترف بالمؤسسية أوالمرجعية ولا بمن شبههم خاله الرئاسي بقطيع البهائم الذين يسيرون وراءه والكلام ليس من عندي !
وكان يتبعه في تلك اللحظة وفد مكون من الدكتور المتعافي وزير الزراعة ولست أدري ما علاقته بالموضوع وإن كان طبيباً وإثنين من تمامة الجرتق هما وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال وهو طبيب ايضاً و بحر أبو قردة الذي يفترض أنه وزير الصحة وصاحب الجلد والرأس !
الرئيس لم يقل للمسئول الإيطالي سندرس الموضوع مع الجهات المختصة أو يطلب منه المخاطبة عبر القنوات المعنية هذا إن كانت هنالك جهات بهذه الصفة عنده ، ولم يشر لوزير الصحة الذي لم ينبس ببنت شفة طوال فترة الإجتماع .!
ولكن رئيسنا الذي يفتي دائماً على الهواء ..قال لهم لماذا لا تجعلون العلاج للطبقة المستطيعة بالمال لتغطوا عجزكم بدلاً من أن تتسولوننا وهم الذين كمن جاءوا ليساعدوه في دفن والده مجاناً فاخفى المحافير كما يقول المثل !
رد عليه المسئول الإيطالي بقول حازم ، نحن لم نأت لنتاجر في شفاء الناس بل لمساعدة من لا يستطع الدفع سواء من السودانيين أومواطني دول الجوار !
حاول المتعافي وهو سيد تجار المشروع الحضاري أن يشرح فكرة الرئيس ، فاوقفه الرجل الإيطالي منتهراً إياه بصلابة قائلا أرجوك نحن لا نفكر مثلكم !
فالرئيس يعلم أن المتعافي بدد عشرة ملايين دولار فقط لاغير في صفقة البذور الفاسدة وهو طليق يتبختر خلف القوي الأمين!
ولعل الإقتراح الثاني الذي قدموه للمسئول الإيطالي ببناء مستشفى تجاري مرادف ومجاورلمستشفاهم بعد أن رفض فكرة عنبر الطبقة المقتدرة الذي قدمه الرئيس هو من بنات أفكار السمسار المتعافي و ربما يدخل في اللعبة أحمد بلال وهو السبب الذي دفعهما لإدخال عصهما فيما لا يخصهما في تلك الزيارة الفضيحة بغرض منافسة مستشفي الإيطاليين و تعلمون من سيكون المُلاك ومن المستفيدون !
يالها من سبةٍ ،صدقت حيالها مقولة من قال .. ينصر الله دولة الكفر طالما كانت عادلة .. ويخذل دولة المسلمين إن هي كانت ظالمة !
حاجة تكسف والله العظيم وقد نشرها الإيطاليون بجلاجلها في إعلامهم الذي لا يعرف المجاملة في بلد يحاكم فيه رئيس الوزراء برلسكوني بتهمة ممارسة الرذيلة مع مومس قاصر !
فيما رئيسنا الذي يمارس رجاله رذيلة الفساد منذ ربع قرن ولا زال يصطحبهم معه لينزع الرحمة من قلوب الذين جاءوا يمدونها على جناح الإنسانية التي ماتت في قلوب أهل هذا النظام ..!
ولن نقول شعبنا يستاهل.. و.. لكن نقول ما يرضي الله ..لا حول ولاقوة إلا به وهو الكريم الرحيم على هذه الأمة المنكوبة في إسلامها .. وكرامتها .. وعافيتها !

[email][email protected][/email]