صراع الوشاية وأزمة القيادة

بسم الله الرحمن الرحيم
صراع الوشاية وأزمة القيادة
المسيرية وصراع الوشاية طلت مستجدات ظرفية أشبه بالعاصفة الرملية التي جاءت للمنطقة خلال اليومين الماضيين والتي حملت معها الكثير من التساؤلات حول أهداف قيادات المسيرية المتصارعة وعلى أي هدف تتصارع هذه القيادات ، فإذا كانت المسألة مرتبطة بأبيي ، فإن أبيي قضية تتطلب الوحدة مع تحقيق الهدف بتوعية إنسان المنطقة بالأهداف المراد تحقيقها وفق المفهوم الاجتماعي والاقتصادي حول طبيعة النزاع ، ومن هو المستفيد من الموارد ، وأيضا إبعاد المنطقة من شبح الحرب الأهلية .

إذن أزمة المنطقة أزمة قيادة وليس أزمة سلام أو تعايش سلمي فأي قيادة عندما تفقد المصداقية والأيمان بالأهداف النبيلة لابد أن تقل قدراتها في تفجير طاقات الشباب والاستفادة من مبادرات الشباب . ،فالشباب يمتلك ذخيرة فكرية كبيرة يمكن أن يستفيد منها السودان ناهيك عن استفادة المنطقة ، فإذا كانت القيادة جادة في مسعاها لصالح المنطقة بالتأكيد سوف تستفيد من أفكار الشباب السياسية ، وتوظف ذلك في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتخطيط العلمي لمشاريع التنمية ، بدلا من المهاترات التي لا تليق بالأدب السياسي في مخاطبة الآخرين وأن الوصف بالمتسكعين في الشوارع هذا أمر غريب ، ولا يليق حتى بالذي أطلقه ، وينبغي للمتحدث أن لا يغيب عن ذاكرته إثناء الحديث الأدب والاحترام حتى لا ينزلق .

إذ يجب إبعاد المنطقة عن الصراعات السياسية التي تؤدي إلى التفرقة وبعثرت المجتمع ، فالمجتمع في هذه المرحلة محتاج إلى وحدة الرأي والهدف والقيادة الحكيمة التي تحقق له أهداف تاريخية عظيمة وتقوده لمعرفة الطريق الصحيح الذي يسلكه لمناقشة قضيته بصورة علمية مع نظامي جوبا والخرطوم والمجتمع الأفريقي كما حصل في لقاء الإدارة الأهلية مع وفد الاتحاد الأفريقي في 6/11/2013م ومن خلال القراءة الموضوعية لذلك اللقاء الذي تم بين المسيرية ووفد الأفارقة كان وفد المسيرية أكثر وعياً في طرح القضية أمام وفد الاتحاد الأفريقي . وإذا كان الأمر استمر هكذا لابد من أن يحترم الاتحاد الأفريقي ممثلا في مجلس السلم والأمن الأفريقي رغبة المسيرية الجامحة في السلام والتعايش السلمي .

إن وشاية نظام الإنقاذ أثرت على وحدة أبناء المسيرية المنضويين تحت لواء المؤتمر الوطني والذين ليس لديهم هدف واضح تجاه مشكلة أبيي ، وبين من هم خارج مظلة المؤتمر الوطني والذين يصارعون لتثبيت الحقوق التاريخية للمسيرية بعيداً عن مفهوم المؤتمر الوطني الذي أدخل تلك القضية في صراع أكبر من إمكانيات القبيلة وتنصل عن مسئولياته وبالتالي ظل المؤتمر الوطني ( يحيك) الوشايات بين أبناء المسيرية للتفرقة أكثر مما كانت عليه . حيث أن أي فريق يدعى أنه أحق بهذه القضية من غيره مما حرف المسار الصحيح عن القضية وهي ابيي ، إلى شتائم وكيل الإساءات للطرف الأخر وفق إستراتيجية ومنهجية محدده بما يمليه عليه حزبه ، فالمؤتمر الوطني لا يقبل أن تتدخل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى في مشكلة أبيي ، لأن ذلك لا يعني مناقشة أزمة أبيي بين جوبا والخرطوم بمعزل عن قضايا السودان ككل ، وإنما تدخل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني يحرج المؤتمر الوطني بلا شك .ولذلك تقسمت قيادات المسيرية في الخرطوم إلى كيانات بلا أهداف وهي.
1- اتحاد المسيرية الذي أنشطر إلى قسمين
2- الهيئة الشبابية للدفاع عن أبيي
3- الهيئة الشبابية لمناصرة قضية أبيي
4- شباب القطاع الغربي
5- اللجنة الإشرافية بالتنسيق مع إشرافية ( أجوك )
فأبيي لا تحتمل الوشايات التي تؤدي إلى صراعات شخصية وهذه الصراعات الشخصية أثرت بشكل سلبي على وحدة المسيرية ومن هنا اقترح الآتي .
1- عقد مؤتمر جامع في المجلد يشمل كافة المسيرية في داخل السودان وخارجه لمناقشة مشكلة أبيي بوعي على الصعيدين المحلي والإقليمي .
2- توحيدة رؤى المسيرية تجاه الهدف مع الوضع في الاعتبار إن قضية أبيي قضية الشعب السوداني وليست قضية قبيلة .
3- تشكيل مكتب إعلامي يتولى ضبط التصريحات عبر وسائل الإعلام وتلخيص ذلك في وثائق تثبت الحق التاريخي للأجيال القادمة .
4- توحيد كيان المسيرية في كيان واحد بدلا من الكيانات الكثيرة وتوحيد المنبر بدلا من تعدد المنابر التي أصبحت خصماً على القضية .
5- أن يتولى أبناء المسيرية في المهجر إقامة ندوات سياسية ومهرجانات كل حسب الموقع المتواجد فيه لتوضيح القضية للشعوب الأوربية والأسيوية والأفريقية حسب المستطاع .
6- يجب جمع وثائق كل الاتفاقيات التي صدرت بشأن أبيي مع قرار محكمة التحكيم الدولية لاهاي ودراساتها بعناية وفق القرار الدولي 2046 الصادر بتاريخ 2/5/2012م لمعرفة الثغرات والعثرات التي أدت إلى تدويل القضية في المحافل الدولية .
7- ينبغي الابتعاد عن نبرت الحرب السياسية عبر وسائل الإعلام والفضائيات التي لا تخدم القضية
8- يجب التفاعل مع كافة القضايا السودانية ذات الاهتمام المشترك . بدلا من حصر القضية في أبيي
9- يجب الابتعاد عن طرح القضية من منظور سياسي لخدمة أهداف حزب على حساب الآخرين وخاصة منظور المؤتمر الوطني .

وعلى قيادات المسيرية أن لا تركن للوشاية من قبل المؤتمر الوطني حتى لا تقود المنطقة إل منزلق خطير يؤدي إلى احتدام الصراع مع المجتمع الإقليمي والدولي وتفقد حقها وفق برتوكول أبيي . لأن المسيرية في هذه الظروف أحوج إلى طرح قضيتها للمجتمع الإقليمي والدولي من أي وقت مضى مع توضيح كافة الملابسات التي مرت بها وأسباب إبعاد المسيرية عن القضية من قبل المؤتمر الوطني في الوقت الذي تتناول فيه ووسائل الإعلام القضية من منظور قبلي وهذا خطأ تاريخي .
حسين الحاج بكار

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..