من تصدير الأزمات إلى استيراد الفقر

من تصدير الأزمات إلى استيراد الفقر

منى أبو زيد
[email protected]

من تصدير الأزمات إلى استيراد الفقر ..!
أوليس مضمون جملة العنوان أعلاه هو ما ظلت تفعله حكومة جمهورية السودان منذ حلول نيفاشا وحتى قدوم الاستفتاء ؟! .. “إذا رأيت حجراً في الطريق ? مطلقاً! – فأزله ولا تنتظر حتى تتعثر به” .. هكذا تقول الحكمة الهندية التي لا ولم تؤمن ? يوماً ? بمعناها حكومة جمهورية السودان ..!
أي حكومة تحترم نفسها ? قبل شعبها – ترصد لائحة بأزماتها المحتملة، قبل حين من الدهر، ثم تشرع في إجهاض تلك الأزمات (القضاء عليها قبل أن تولد بإزالة أسبابها المحتملة)، فينبري المحللون لتحديد حجم الأزمة وتقييم مقدرات الدولة حكومة وشعباً على احتمالها، ويجتهد الخبراء في قياس قطر الفجوة بين مقتضيات الأزمة والمهارات المتوافرة لإدارتها ومن ثم قياس حجم النجاح المتوقع ..!
فماذا كانت تفعل حكومة هذا البلد طيلة السنوات الماضيات ? بخلاف تصنيع التوتر وتصدير الأزمات – أين كانت آذانها من أبواق المحذرين ؟! .. كانت كعادتها بانتظار هبوط معجزة اقتصادية من السماء، على طريقة المن والسلوى ..!
عليكم الله .. فقط سنوات ما بعد نيفاشا ودعكم من ما قبلها .. أين إستراتيجية تلك السنوات الفائتة ؟! .. إن كان في هذا البلد ود مقنعة واحد استصحب أسوأ السيناريوهات الاقتصادية الممكنة ووضع لها الحلول المتاحة، هل كان مجلس الوزراء سوف يخرج علينا بقراراته تلك، التي تشبه تدابير فصل الخريف ..؟!
سنوات قليلة كانت كافية جداً لتوجيه دفة سفينة الفقر في هذه البلاد بعيداً عن لعنة البترول .. في العام 202م – القريب – كان ترتيب الدول العربية بحسب مؤشرات الفقر الإنساني (وفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة) يضع السودان في ذيل قائمته، كالعادة (المرتبة العاشرة بنسبة 31% ) ولكنه كان متقدماً على المغرب (المرتبة الحادية عشرة بنسبة 34% ) تليهما اليمن في المرتبة الأخيرة (بنسبة 40% ) ..!
وبينما تقهقر السودان، أصبح اليوم نجاح النموذج الاقتصادي المغربي في محاربة الفقر مثالاً يحتذى .. فالسياسة الاقتصادية التي انتهجها المغرب قلصت أعداد الفقراء إلى النصف فقط خلال عشر سنوات ..!

ماذا فعلت المغرب حتى قلبت الهوبة ؟! ..هل ذهبت إلى الفكي؟! .. كلا .. أنشأت مشاريع استثمارية مكثفة وموجهة في قطاع البنيات التحتية، وأصلحت النظام الضريبي، ثم أنشأت قطاعاً قوياً للقروض للتمويل الأصغر ..!

والآن .. ماذا فعل الله باستراتيجيات محاربة الفقر في السودان ؟! .. أين علاماتها الفارقة في تحسين حال محمد أحمد ؟! .. لا شيء يذكر .. كيف لها أن تنجح والمقاربات السياسية تهمين على كل الاعتبارات الأخرى ؟! .. كيف والاستراتيجيات الخاصة بمحاربة الفقر ? في هذا البلد ? ما تزال متذبذبة وغير واضحة المعالم ؟! .. أنَّى لها والهيئات المستقلة الخاصة بمتابعة الفقر ما تزال اختراعاً لم تقتنع بجدواه وفعاليته حكومة السودان التي يعشعش الفساد الإداري والمالي بين أروقتها ..؟!
انفصال الجنوب بريء براءة الذئب من تلك السوءات .. وإلا فما علاقته بغياب الشفافية في استخدام الموارد .. ما علاقته بلعنة التوزيع غير العادل للثروات بين أفراد هذا المجتمع الواحد ؟! .. ما علاقة منعطف الاستفتاء بهيمنة البيروقراطية على أجهزة الدولة .. ما علاقة هذا وذاك بضعف الرقابة وغياب الكفاءة من شروط التعيين السياسي ..؟!
ما فيش علاقة .. هكذا يقول تحليل عينات الدم في قميص يوسف ..!

عن صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. العدوى انتقلت من البونى الى شريكتة لما السياسة دخلت الحوش .. هدة صرخة وا سوداناة .. من بت ابو زيد المغتربة بنت المغتربين….لقد بدأ تقبل العداء فى سودانا الحبيب… ولا عداء للقاعدين بعد اليوم

  2. الشعب السوداني جميعه شعب غير منتج

    الشعب السوداني اثقلت كاهله الضرائب والاتاوات الحكومية

    الزراعة بترول السودان الحقيقي طمرتها الحكومة بالضرائب المهولة واللامنطقية

    لا امل ولا نجاح لنا الا بالزراعة لا بترول ولا معادن

    لا امل في انجاح الزراعة ما دامت الضرائب والاتاوات مفروضة

    لا بد من دعم حكومي حقيقي للزراعة بداية من بذر الحبة وحتي حصادها

    لا بد من فصل الزراعة عن السياسة فصل الدين عن الدولة

  3. يابتنا قبل يومين واحد من النواب ويدعى عبد الرحمن على الصافى دخل فى
    نوبة بكاء حار بى سبب ماسمعه من الفساد وهذا ليس من تاليفى الموضوع نشر
    فى الاهرام اليوم .. وصدقينى يابت ابوزيد لو جلستى جوار اى واحد من الانقاذ
    تشعرى بوجود رائحة كريهة تنبعث من جسده لان الجسد فسد

  4. عليك الله انظرة نحوى اسرتك او ناس لك علاقة دم معهم وناس الحى فى كم كوز اصبح مليادير فى سنين بسيطه وكيف كان وضعه قبل 1989 وكم زول كان مستور وعلم الله اليوم وقيسى على كده وخليك من السمع والقصص والحكاوى

  5. الاخت الكريمة كل ما قلتية صحيح كل الحكومات التي جائت بعد الاستقلال كانت حكومات

    بيوتات جائت من اجل نفسها وليس من اجل امة بداء من حكومة المهدي نهايتا بالانقاذ

    التي حتي نفسها صعبت عليها انقاذها هذا ان دل علي شي فانما يدل علىى دعوات المظاليم الذي

    ليس بينة وبين اللة حجاب ساقهم اللة الي جهنم زمرا

    واتمني ان يعلم الشعب السوداني هذة الحقيقة المؤلمة وان ننهض سويا من هذا الحلم

    المزعج باكرا قبل فوات الاوان

    سؤالي المحوري هل نحن كا امة فقدنا الاراة في تغير مثل هذة الانظمة الجاثمة على

    صدورنا ام الارادة هي التي فقدنها

  6. احتراماتي أختي مني
    ارجو ان ننتبه بأنه لكل مقام مقال واتمني الا نقوم باضعاف الانسان الشمالي السوداني والاستهانة به في ظل الظروف الراهنة…. فقد يقود الامر الي مالا يحتمله المتوهمون والمنجرفون وراء الكتابات المجاملة في معظمها … لأنهم قد لا يعلمون قيمته ولعل غبار المغريات قد افقد البعض تحري الرؤي ….ودمتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..