مقالات سياسية

يا سيادة الرئيس: أسمعنا مرٌة !!

سيف الدولة حمدناالله

السيد/ رئيس الجمهورية

بعد التحية ،،

لقد أوحت لنا في مخاطبتكم بهذه الرسالة ما ورد بالمذكرة التي قيل أنها رفعت اليكم بواسطة عدد من أعضاء حزبكم ، والتي حوت ضمن أشياء أخرى مطالبتكم بالعمل على (استقلال القضاء)، والواقع أن تقديم مثل هذا المطلب لرأس الجهاز التنفيذي بالدولة يوضح حجم المشكلة بأكثر مما يمهد الطريق لحلها ، فالمفروض أن يكون القضاء قادراً على تحقيق استقلاله عن بقية سلطات الدولة بنفسه كما تقول نصوص الدستور، لا أن يستعين بغيره من السلطات، بل من واجب القضاء حماية نفسه من تدخل سلطات الدولة الأخرى في أموره، فما الذي أقعد بقضائنا حتى لا يكون قادراً على حماية استقلاله !!، ولسنا وحدنا في السودان الذين تتغنى الحكومة عندهم باستقلال سلطاتها الثلاث عن بعضها وفق دستورها بخلاف الواقع ، فليست هناك دولة في هذا الكون لا تقول بأن قضاءها مستقل وليست هناك أمة لا ينص دستورها على الفصل بين السلطات، بما في ذلك دولتي بورندي وكوبا، فمثل هذه النصوص كشفت عن عورتها ثورات الربيع العربي، فالنيابة والقضاء المصري كانا عاجزين عن حماية الحقوق والحريات وملاحقة جرائم المسئولين الحكوميين التي كشفت عنها ثورة 25 يناير مع ما يقول به الدستور المصري عن استقلال القضاء. ، اذن فلننصرف عن النصوص وندخل فيما يقول به واقع قضائنا.

ليست هذه المرة الأولى التي ترفع اليكم فيها مذكرة بشأن استقلال القضاء، فقد سبق أن تقدم لكم القاضي الشجاع عبدالقادر محمد أحمد بخطاب يشير اليكم فيه بالانتهاكات التي حدثت لحرمة القضاء وسيادة حكم القانون في بداية عهدكم بالحكم وهي الانتهاكات التي كانت سبباً في تدحرج القضاء الى أن بلغ هذا المستوى من العجز والمهانة، ولم يخرج عبدالقادر في خطابه عن أصول وتقاليد مهنة القضاء، فقد خاطبكم عبر رئيس القضاء ورئيس الجهاز القضائي للعاصمة القومية (بحسب التسمية في ذلك الوقت)، واستهل خطابه لكم يقول: " ارجو فى البداية أن أؤكد لكم ياسيادة الرئيس اننى لا اخاطبكم من باب اختلاق البطولات فنحن نعيش فى وطن كله ابطال ، ولا اخاطبكم مدعيا الشجاعه فهذه يفترض ان تكون من شروط تولى القضاء ، ولا اخاطبكم من باب المشاركه فى العمل السياسى فأنا أؤمن ايمانا مطلقا بأن من يختار العمل فى سلك القضاء ينبغى عليه أن ينأى عن الخوض فى امور السياسة، فأنا اخاطبكم يا سيادة الرئيس فى امر من الامور التى اصبح السكوت عليها فيه احتقار لنفسى كقاض" ثم مضى يقول : " لقد اتضح لنا جليا انكم ياسيادة الرئيس ومنذ قدومكم للسلطه فى 30/6/1989 قد بادرتم بخرق مبدأ استقلال القضاء بتدخلكم الصريح فى شؤون السلطه القضائيه ، تدخلا افقدها استقلالها وسلبها كرامتها واقعدها عن اداء دورها المنوط بها "

ثم واصل القاضي عبدالقادر يوضح لكم في خطابه ما جرى من انتهاكات في حق القضاء تمثلت في قيام مجلس قيادة الثورة بتشكيل محاكم عسكرية موازية للقضاء لمحاكمة المدنيين في الجرائم العادية ، وقيامه بفصل عدد كبير من القضاة من ذوي الخبرة والكفاءة بالمخالفة للقانون والدستور وبموجب توصية من رئيس القضاء (جلال علي لطفي) الذي قام المجلس بتعيينه بعد عزل رئيس القضاء (مولانا ميرغني مبروك) الذي كان قد جرى تنصيبه بموجب انتخاب من الجمعية العمومية للقضاة، واستعان رئيس القضاء الجديد في اعداد توصيته لكم بعزل القضاة – والتعبير هنا لعبدالقادر- ) بعدد من زملاء المهنه ممن تمردوا على سلوك واخلاق مهنة القضاء فجعلوا من مكتب السيد رئيس القضاء غرفة عمليات تحاك فيها الدسائس ضد القضاة بخيوط الاقاويل والانطباعات الخاصه ، ثم يخرجون منها ليلوحوا فى وجه البعض بكشف رفديات او تنقلات مرتقب من باب التهديد وليهمسوا فى اذن البعض بكشف ترقيات من باب الاغراء وللأسف نجحوا فى اغتصاب شجاعة وكرامة البعض فانهارت السلطه القضائيه انهيارا لم يشهده التاريخ بطوله وعرضه ) ولعله يعني هنا القاضي أبا يزيد حسن أحمد ورفاقه من الاسلاميين (أبا يزيد اختار الانتقال فيما بعد للعمل الديبلوماسي حيث عيٌن وزيراً مفوضاً باحدى السفارات قبل أن يصطدم بخلافات اطاحت به ثم انتهى الى مغترب بدولة قطر) .

ثم ختم القاضي عبدالقادر مذكرته لكم بكل الأدب وهو يقول : "وبدورى لا اجردكم من فضيلة العدل والرجوع الى الحق فأن كسرى قد عدل ذات مره وانتم احق بالعدل من كسرى انو شروان فاعدلوا يا سيادة الرئيس ودون عدلكم استقالتي بين ايديكم فأرجو قبولها استنادا لحكم الماده 73 / 2 من قانون السلطه القضائيه لسنة 1406 هـ ".
بطبيعة الحال، القاضي عبدالقادر لم يكن من بين الذين جرى فصلهم من العمل وكان في امكانه أن يصمت كلآخرين الذين واصلوا العمل لينهل مما يترفون به اليوم من نعيم ، (القاضي عبدالقادر كان يشغل وظيفة قاضي جزئي بمحكمة الخرطوم المدنية) . ومثل شجاعة قاض كعبدالقادر كان من المؤكد أن يقابلها الرئيس الأسبق نميري بكل تقدير، فالرئيس النميري حين قام القضاة بتنفيذ اضرابهم الشهير ضده احتجاجاً على قراره بعزل بعض القضاة في العام 1983، وتخاذل سبعة من القضاة ولم يشاركوا في الاضراب، قال عنهم النميري أن القاضي الذي يتخاذل عن زملائه جبان ولا يصلح للعمل بالقضاء، فأصدر قراراً بنقلهم للعمل بديوان النائب العام، فماذا كان جزاء شجاعة القاضي عبدالقادر عنكم والذي لم يصدح لكم بغير قول الحق ، الذي حدث أنكم لم تأخذوا من مذكرته الاٌ بما ورد في سطرها الأخير، حيث قبلتم استقالته من العمل، فخسر السودان قاضياً شجاعاً مثله بأكثر مما خسر عبدالقادر، ولم تمض ليلة واحدة على قبولكم استقالته حتى تلقفته أجهزة الأمن لتقوم بحبسه في زنزانة بسجن كوبر لعدة أشهر دون تهمة .

لقد ظللنا نقول أن القضاء، كشأن العسكرية، مهنة تقوم على التقاليد والأعراف غير المكتوبة والتي يجري توارثها جيلاً بعد جيل، وقد تسبب خروج معظم القضاة الذين كانوا بالخدمة نتيجة الفصل أو الاستقالات في انقطاع حلقة تواصل الأجيال ومن ثم تلاشي التقاليد المهنية التي عرف بها القضاء السوداني، ومن ذلك ? وأخطرها – دخول السياسة في دنيا القضاء، حيث تم تعيين كثير من القانونيين من منسوبي تنظيم الجبهة القومية الاسلامية الذين استقدمتهم ادارة القضاء من السعودية ودول الخليج ومن مهنة المحاماة للعمل كقضاة، وجعلتم على رأس القضاء قاض لا تسعفه خلفيته العلمية والعملية (قاضي شرعي) لادراك معنى وحقيقة ومفهوم استقلال القضاء، ولذلك لم ير رئيس القضاء في الأمر غضاضة أن يدخل القضاء في مجال العمل التجاري والاستثمار، فأنشأ ادارة للاستثمار القضائي برئاسة قاضي محكمة عليا تقوم بالعمل في المشاريع التجارية ومن بينها مشروع (أبقار القضاة) وله منافذ لبيع الحليب والأجبان بأنواعها وكذلك تأجير الفنادق (فندق موني بدار القضاة) وتأجير محطات الوقود.

تعتبر المحكمة العليا السودانية – قبل الانقاذ ? المنهل الأساسي لصناعة القانون، وكان قضاة المحكمة العليا يتفوقون في ذلك على علماء القانون الاكاديميين من أساتذة الجامعات، وكانت الأحكام التي تصدر عنها (السوابق القضائية) تشكل المصدر الأساسي لدراسة القانون بالجامعات، ويمكن لكم الرجوع بالسؤال للسيدة/ فريدة ابراهيم التي تعمل معكم كمستشارة لرئيس الجمهورية، فهي بحكم عملها بالقضاء لفترة طويلة تستطيع أن تحدثكم عن مقدار ما أسهم به قضاة أجلاء مثل هنري رياض سكلا وحكيم الطيب ووقيع الله عبداالله وعبداالله ابوعاقلة ابوسن وحسن محمود وغيرهم في دنيا العدالة وصناعة القانون وترسيخ معنى استقلال القضاء، في مقابل مستوى المحكمة العليا اليوم، الذي بلغ تدنٌي الاداء المهني بها الى الحد الذي اضطرت فيه ادارة القضاء للاستعانة بقانونيين من خارج الخدمة والتعاقد معهم على كتابة الاحكام القضائية من منازلهم بنظام المقطوعية لقاء أجر معلوم ، حيث تقوم ادارة القضاء بارسال (موتوسيكل) اسبوعي يجوب الاحياء السكنية لارسال وجمع الملفات من قضاة المقاولة، وهي ملفات قد تشمل أحكاماً بتأييد عقوبات بالاعدام ، ومما يؤسف له أن كثير من الزملاء قد شاركوا في هذا المسخ القضائي المخالف للتقاليد المتعارفة ولعل ذلك قد حدث بسبب قسوة ظروف الحياة.

كان من الطبيعي أن يؤدي انقطاع تواصل الأجيال الى فقدان من يهدي الجيل الحالي الى ما ينبغي فعله وما يتعين تركه في محيط العمل القضائي ، فلولا انقطاع تواصل الأجيال لما سمح القضاء بتخصيص محاكم لتحصيل ديون الشركات التجارية (محكمة سوداتل) ، ولم يكن ليخطر ببال أحد أن يشهد قضاء السودان بكل تاريخه ما يقال له (القاضي الموبايل) ، وهو قاض ينتقل الى القضية في مكان اختصاصها ، فهو قاضي نوعي يختار القضايا التي يحكمها اينما كانت، وأمره معلوم ومشهور بين ضحاياه في كل اركان ولاية الخرطوم.

لقد انصرفت ادارة القضاء عن التصدي لمهمتها الأساسية في ترقية المهنة واتجهت نحو تحقيق رفاهية ألقضاة بتشييد المنازل والمباني والاثاثات وتمليك السيارات والحصول على مزايا العلاج بالخارج والبعثات والاعارات، ففي الوقت الذي لم يشارك فيه رئيس القضااء.وهو بحكم منصبه رئيس للمحكمة العليا في اصدار حكم واحد (هذه حقيقة من مضابط المكتب الفني للمحكمة العليا) يفتخر لقضاته بأنه قد أنجز لهم تحقيق مليار ومائتي مليون جنيه عند استبدال قاضي المحكمةة العليا لمعاش التقاعد.

لا ينتهي هذا الحديث دون سرد هذه القصة التي تبين مدى المهانة التي بلغها القضاء بأيدي أهله ، والتي تقول تفاصيلها أن أحد القضاة كان يقوم بواجبه في مراجعة حالات المقبوضين في منتصف الليل بحراسة قسم شرطة امتداد الدرجة الأولى، وعند خروجه من القسم اعترضته دورية من القوات المسلحة على رأسها ضابط ذي نفوذ كبير وقد جرى ذلك أمام أفراد شرطة القسم، وأصدرت له الدورية الأوامر بالمبيت حتى الصباح داخل سيلرته في الشارع العام بدعوى سريان حالة حظر تجول في ذلك الوقت، رغم بيانه لصفته وحمله لتصريح من الجهات المختصة بالمرور، وليست المهانة فيما فعله الضابط ما يستحق الوقوف عنده ، فمثل هذا السلوك ليس بأسوأ مما حدث للقاضي الذي تم رفعه في (دفار الكشة) بالسوق العربي في حادثة معلومة كتبت عنها الصحف، ولكن الذي يحزن المرء بأكثر من ذلك هو قيام (شيخ) جلال الدين محمد عثمان باستدعاء القاضي في اليوم التالي حيث قام بتعنيفه على تطاوله بالاحتجاج على تصرف الضابط أمام جنوده، ثم قام بتسليمه خطاباً بفصله من الخدمة يداً بيد دون توجيه تهمة أو عرضه على مجلس محاسبة بحسبما يقول القانون.

اننا لن نرتكب الخطأ الذي وقع فيه أبناء حزبكم لنناشدتكم لاتخاذ خطوات تضمن استقلال القضاء، فقد أوضحنا خطل الاستعانة بسلطتكم لنجددة سلطة كان ينبغي أن تكون رقيباً عليكم، ولكننا نطلب منكم أن تأخذون العلم بما ورد في هذه الخطاب من باب توضيح ما أغفلته مذكرة أبنائكم عسى أن تدركوا حجم المعضلة.

سيف الدولة حمدناالله
[email protected]

تصويب: في مقالنا السابق ورد اسم القاضي حسن عيسى باعتباره القاضي الذي امتنع عن اصدار الأمر للشرطة باستخدام القوة في تفريق مظاهرة الطلابية، والصحيح أن القاضي المعني هو مولانا عوض الحسن النور والذي خلف زميله حسن عيسى في منصب القاضي المقيم بمحكمة جنايات الخرطوم شمال وكلاهما من أعلام القضاء.

تعليق واحد

  1. يا مولاتا مع احترامى وتقديرى لك انت بتأذن فى مالطه مع ان مالطه بها مسلمين كثر بحكم وجود الاتراك فيها الا ن القاضى بيحكم ضد المتظلم ( وبقول ليهو انا شفت الخيره وحكمت ضدك ) الان لا يوجد قضاء ولا قانون

  2. ده مش جلال المزوراتي بالله ده رئيس قضاء المفروض الرئيس لو عايز يصلح القضاء يعين عبدالقادر محمد احمد بدل هذا الجلال

  3. تاريخ القضاء فى عهد محاكم العدالة الناجزة(نميرى) غير مشرف
    تاريح القضاء فى عهد محاكم امن الثورة والنظام العام مخجل
    38سنة من عمر القضاء فى السودان غير مشرفه ومخجله:mad: :mad:

  4. شيخ جلال اشترى لنفسه قصر بالرياض من اموال القضائية بعد ان استولى جهاز الامن على السكن المخصص لرئيس القضاء وضمه لمباني الجهاز ولا بد من مصادرة منزله في يوم من الايام وهذه المعلومة يعرفها كل القضاة وانا منهم

    سيف الدولة انت وامثالكم مثل عبدالقادر املنا في عودة القضاء لسابق عهده

  5. مقال ناصح جميل من انسان يتنفس القانون .. مقال مهداه للسيد الرئيس وزمرته
    عسى ولعل ان ينصلح الحال المائل .. لك الود وانت لا تقل عن الشجاع عبد القادر
    محمد احمد له التحية والقومه

  6. :eek: :eek: :eek: :eek: :eek:

    ده مش لو غنيتو ليهو ده لو بكيتو ليهو عديل ماسامعكم

    ان ما اخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه–

  7. كان من الطبيعي أن يؤدي انقطاع تواصل الأجيال الى فقدان من يهدي الجيل الحالي الى ما ينبغي فعله وما يتعين تركه في محيط العمل القضائي الحق يقال سيف الدين احيانا ما تتلمس جانب الصواب لكن اخذك الموضوع واختزاله في قضية نفر او فرد يجعل من اموضوع امر شخصيا احترم دائما تناولك لمواضيع تثير الشبهات واحيانا كثير تتلمس اطراف الحقائق الا انني اقول لمن يقرا الراكوبة ليس كلما يسرد هو الحاصل في بلادنا فنحن والحمد بخير رغم الهفوات والزلات ورغم تعاسة الحياة عندنا الا اننا بخير صدقوني لقد رايت بام عيني كيف استبيحت الفضائل وسرقت الذمم فلا قضاء ولا ضاء مالكم لاترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوار سنكون بخير ما دمنا نتحدث عن السلبيات فلا اصلاح الا اذا ان هنالك من يقولوا هناك كارثة وان هول الامر الا ان الانتباهة تاتي من التهاويل وسلامتكم

  8. الأستاذ سيف الدولة

    لا تيأس ولا تلين لك قوة في قول الحق .

    واصل في كتاباتك هذه دون الألتفاف لمن يقول لك غير ذلك .
    ( انت بتأذن فى مالطه )
    ( لاحياة لمن تنادي )
    _____________

    بل عليك بالقول :

    فأن لم يستطع فبلسانه .
    __________

    لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها .

    نحن دولة الأسلام فعلينا العمل بما أمرنا به خالقنا .

  9. اهـدى هـذه القـصة الى الرئيس الـبشير : اشـتـكى يهـوديا الى القاضى فى عـهـد خلافة سـيدنا عـلى بن ابى طالب امير المؤمـنين نـفـسـه مدعـيا ان له درعـا اسـتولى عـليه. وفى الجلـسة طـلب القاضى من سيدنا على وهـو امير المؤمنين ان يـقـف بجانـب خصمـه اليهـودى وخاطـبه باسمه مجـردا من لـقـب الخلافة وكان حـكـمه الذى اصـدره لصالح اليهـودى وتـقـبل سـيدنا على الحـكم . وعـنـدما رأى اليهودى وتـبين له شـجاعـة القاضى وعـدله وايضا قـبول سيدنا على بالحكم بالرغـم من انه الحاكم اسـلـم وقال هـذا هو الدين الصحيح الذى يجـب اتباعـه .

  10. أتأسف للحال الذي وصل اليه القضاء في السودان في عهد مولانا جلال فالرجل حسب معرفتي له كل همه ان يستثمر ويجني الفوائد لنفسه ولاقربائه وللدائرة الضيقة من القضاء المحيطين به ……. الرجل لم يفكر في تطوير العمل القضائي وهو في تقديري واعتقادي رأس الفساد بالهئية القضائيه
    لا مجال لاصلاح حال القضاء بالسودان الا بعد ازاحة هذا الرجل والقضاء علي الدائرة التي حوله من الانتهازيين والاقرباء

  11. ما أصاب القضاء،من تدهور وتدخل أصاب كل قطاعات الحياة. فقط طبيعة النظام القضائي وسرية معاملاته تجعله غامضاً بالنسبة للعاملين خارجه. التربية والتعليم، الزراعة، الصحة،الجيش، الشرطة، الإدارة الأهلية و……..و……… كلها تحولت إلى قطاعات استثمارية تدر الملايين للمستفدين, أصبح لأي وزارة من هذه الوزارات وجهين وجه عام معروف للعامة والسوقة، ووجه خاص مكرس لعلية القوم والصفوة. وهذا معلوم وظاهر ولا يحتاج إلى شرح. حتى الشرطة تحولت إلى جهاز ترفي ترك مهمته الأساسية في الحفاظ على الأمن واصبح القادة والضباط يتنافسون في كنز الأموال والذهب والفضة. قابلت عقيداً بالشرطة قدم لدورة أقيمت بكلية نايف الأمنية. قابلته في محل بيع أجهزة لابتوب، وبعد التحية والاحترام قال لي أن يخشى من أن ينقل إلى شمال دارفور!! فلما استغربت ذلك منه، قال لي كيف لي أن أذهب إلى شمال دارفور للموت وينعم غير بالحياة بالخرطوم؟ هل تعلم سيدي، أن لبس (زي) الشرطة السودانية أصبح يخاط بالرياض وجدة ودبي؟ هل تعلم أن الشارات العسكرية لهذا الجهاز أصبحت تستورد من الصين وتايلاند؟ لقد أصبح المظهر مسيطراً على الجوهر، ونسى أو تناسي منسوبي هذا الجهاز الدور الرئيسي المناط بهم فراحوا يجمعون الثروات ويبالغون في الهندام في سباق محموم. وقس على ذلك الحال بوزارات الصحة والتعليم وغيرهما من الوزرات. إننا ياسيدي نعيش حالة اسمها (توتال بلاك أوت). وهي حالة تحدث عند انفحار محطة التوليد الرئيسية بالبلد.

  12. والله يا مولانا انتظرنا مقالك دة اسبوع عشان نقرا لينا حاجة فيها الفايدة زى ما عودتنا دايما، لكن المرة دى ما عندك فرق من اشباه الصحفيين البكتبو اليومين ديل. فاذا كنا بعد (23 سنة انقاذ) لم نعى حقيقة ان الانقاذ اتلقى لم اتلق و لن تفعل الا ما يطيل عمرها و يمكن حكمها، فنحن شعب ساذج لا يستحق غير الانقاذ. ان اكثر ما اعجبنى فى تاريخ السودان الحديث (بعد بونية هاشم بدر الدين، الله يطرى بالخير) هو ما قاله البوشى لنافع (نحن حكاية نجى نناقشك فى الندوات و نثبت ليك انو انت كعب دى ما عندها معنى لانو انت عارف نفسك.. انت اكتر زول ساهمت فى تدمير االبلد دى). فياخوانا خلونا من النصايح و اخبار الفساد و خلاف الصادق و الترابى و غيرو ، و ورونا حاجات فيها الفايدة… عذرا مولانا، فنحن لا نزال نرجو منك الكثير.

  13. يا مولانا كتاباتك بلسم في زمن اختلط فيه الطيب بالخبيث ( الوضع عكر) لكن أنشاء الله تصفي وسيبقي الطيب والخبيث الي مذبلة التاريخ

  14. الاخ سيف ان ما وصل اليه القضاء ليندى له الجبين تخيل ان ما وصل اليه حال القضاء ان يتم تشكيل محكمه خاصه (بامر رئيس القضاء مباشره ) هذه المحكمه للنظر فى مخالفات الاوامر المحليه وبعض القوانين بالاضافه لبعض التشريعات الولائيه هذه المحكمه تسلم لقاضى لايمت للقضائيه حتى ولو بصله المصاهرة ناهيك عن صله الدم عسكرى سابق برتبه مساعد فى القوات المسلحه والادهى والامر ان يمنح فى امر التشكيل سلطات قاضى من الدرجه الاولى اشهد الهد ان واحد من الخبرات فى محاكم مجاس القضاه يعتبر افضل منه حيث انه لايصلح القاضى المعنى ان يكون عضوا فى تلك المحاكم تخيل ان ما لديه من سلطات تعادل درجه قاضى عمل بالقضائيه لاكثر من ثلاثه عشر عاما- هذا القاضى عباره عن متحصل بالقوه الجبريه ان اقل غرامه يفرضها فى احكامه هى 1000 جنيه ( مليون بالقديم لابسط مخالفه ) تخيل ان يصدر حكما على ست شاى بهذا المبلغ بالاضافه للسجن كمده بديله شهرين شهر كعقوبه اصيله وقس على ذلك الباعة المتجولون ? وبائعى اكياس النايلون واصحاب الدرداقات وغيرهم وغيرهم من اصحاب المخالفات هذه القرارا ت استئنافها ليست للمحكمه العامه اى صله به بل محاكم الاستئناف مباشره وللاسف الشديد ان قضاتها صامتون فى اضافه هذه الاعباء اليهم وصامدون حتى تاريخ اللحظه فى نظر الاستئنافات
    تخيل ان شركه نفايات الت اليها عمليه لجمع النفايات بالمدينه امتنعت بعض الشركات والمحال التجاريه عن سداد قيمه الرسوم ( النفائيه) المقرره وفقا لامر محلى ولائى بعد تعين هذه الشركه اصبحت المحليه ليست لها علاقه بتحصيل هذه الرسوم ورغما عن ذلك تاتى الشركه امام هذه المحكمه مدعيه بان المواطن الفلانى رفض سداد الرسوم يمثل هذه الشركه مندوب مفوض من المحليه لتحصيل رسوم النفايات لصالح الشركه المحكمه الموقره تصدر الامر للمواطن بالسداد لصالح الشركه مع التغريم وتنظر المساله باعتبار انها تنفيذ حيث ان المواطن اذا ابدى اى درجه من الممانعه زج به القاضى الهمام فى السجن لحين السداد علما بان امر التكليف بالحضور يصدر لمدير الشركه او صاحب الاعمال مباشره فيكون بذلك لامناص من سداد المبلغ المقرر والله الامثله كثيره وليست لها حد تملاء صفحات وصفحات ولكن حاولت فقظ ان القى باضاءه ولو عابره عل هذا الفساد وشكرا

  15. ألا غدرت بنو أعلى قديما *** وأنعم إنها ودق المزاد
    ومن يشرب بماء العبل يغدر *** على ما كان من حمى وراد
    وكنتم أعبدا أولاد غيل *** بني آمرن على الفساد
    لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
    ولو نار نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد

  16. حبيبي سيف الدوله .. القاضي هو خليفة الله في الارض .. ولمكانة العدل عند الله .. حرم الملوك والامراء والرؤساء عن خلافته في الارض ومنحها للقاضي .. ولخوف رسولنا الكريم عن اندثار العدل بمرور الزمن .. قال .. قاض في الجنة وقاضيان في النار .. ولك ان تتخيل .. الانحطاط الذي وصل اليه مستوي العدل في السودان .. الا يستحق هذا الانحطاط العدلي ان يقابل من الله عز وجل .. بان يخسف الله بالسودان كما خسف بقوم لوط .. ونعم بالله .. فيا سيف .. من الاشياء المهمة للغاية .. هي الاسماء التي وردت بمقالكم .. لنحفظها جيدا .. لنقيم عليها القصاص .. فيا سيف عمنا العركي ود الشيخ العليش رئيس محكمة الاستئناف العليا بمدني .. شغال سمسار عربات امام جميع اعين ناس مدني .. ولك ان تقيس .. اعانكم الله في بسط العدل في السودان ..

  17. سؤال يا مولانا خارج النص انا مواطن لدي عقار مؤجر بدفع عليه ضريبة عقاريه( عوائد) و ضريبة دخل شخصى وليس لدي دخل آخر هل القانون يفرض ذاللك؟

  18. هل تعلم ان القاضى ع -ا-ا قدم استقالته مسببه قائلا ان القضائية اصبحت خيار وفقوس لانه تم نقله الى جنوب كردفان اثناء احتدام المعارك لكى يكسر شوكته -والقضية معروفة تجمع الجيمعابى والوزراء بكرى صالح والحرامى عبد الرحيم حسين -ولم يلين عزم القاضى قئلا انما اهلك الذين من قبلكم اذا سرق الضعيف اقاما عليه الحد اما الشريف تركوه -والطوفان قادم – اضف الى ذلك فساد نائب رئيس المجلس الوطنى هجو قسم السيد -مدير شركة داتا للحفريات -قضية بالرقم 2247 \2009 امام محكمة العمل الخرطوم -وتدخل القاضى المشرف ا- ع – بامر من رئيس القضاء باحالة الملف منه -وما خفى اعظم -والكثير اتى —

  19. سيدى الرئيس كل مقال لا يحتاج الى أكثر من الصدق ليخصم أو يضيف الى رصيدك الشعبى وبالتالى الى التنظيم الذى تنتسب اليه وانت تنتسب الى تنظيم أسلامى فكيف تحمل وزر الخصم من رصيد الحركه الاسلاميه بالسكوت عما يجرى فرغم ماتقوم به من جهود جباره لمحاصرة الفساد والمفسدين وإقصائكم للعديد من رموز الفساد بجهود احاديه إلا أن الكثير المثير الخطر مازال ينتظر حسمكم وحتى تبرئ صحيفتكم من إثم الاساءه للحركه الاسلاميه إبدء بالقضاء والاجهزه العدليه الاخرى من شرطة وامن فنحن ومعنا كثر من انصار الثورة المثلى التى لا تدمر مكتسبات الوطن ولا تسفك دماء المواطنين بل تتعظ وتستنير بتجارب الاخرين فالاغبياء وحدهم يتعلمون بالتجارب ام انتم فدونكم تجارب السلف القريب .

  20. بكل اسف يا اخ سيف دمر القضاء دمرت الاخلاق ودمرت كل فضيلة بالوطن وانتشرت الرزيلة وفساد الحكام هذه حكومة الخنازير الكيزان عبيد السلطة والدينار لقد استولوا على الساطة ورتعوا فى مكتسبات الوطن فاكلوا الاخضر واليابس ولا زالوا يتنافسون فى امتلاك الاراضى والعقارات وحتى الشيوخ والقضاة اصبحوا سماسرة وتجار فى سوق الله اكبر …….. خسئت خسئت ايها البشير الشرير خسئت ايها الفرعون الماكر لعنىة الله عليك الى يوم الدين .

  21. You should not call this CRIMINAL "Mr, President" …this regime can not be reformed or fixed, i think you know that very well…..the regime days are numbered …they shall get what they deserve

    DEATH TO ALBASHIR INJUSTICE REGIME…DEATH TO ALBASHIR RUTHLESS REGIME

    LONG LIVE SUDAN AND ITS PEOPLE

  22. اقتراحي

    ان يدام الرئيس في دار القضاء والمحكمة العليا والمحكمة الدستورية
    انا متأكد انه بعد اسبع بالكثير حينتحر وحيطلع بدن شعر من هول جرائم الفساد

    المصيبة انه بقى مافي زول نزيه في الانقاذ او المؤتمر الوطني كلهم حرامية ولصوص ويكفي ابوقناية نفسه متورط في قضيحة شركة الاقطان وهو في نفس الوقت رئيس لجنة مكافحة الفساد

    يعني حراميها حراميها حيحاكم نفسه مثلاً في انسان بيدين نفسه وهو سلفاً فاسد

    في رأيي ان تتعاقد الحكومة مع اوربيين او مكاتب مراجعة عالمية KPMG ارثر اندرسون وجلبهم لمراجعة حجم الفساد وملفات الولايات والمالية والوزارات الاخرى

  23. شهدت اصدار الحكم في قضية قتل باحد محاكم الخرطوم قبل سنة وكان القاضي يتلو الحكم اعدام في حين كان القاضي الجالس على يمينه يقلب في صحيفة اليوم والقاضي الجالس على يساره يغط في نوم عميق والله على ما اقول شهيد

  24. اخخخ انا من النداءت المامنها فائده ولا ليها اخر الناس دي الخيوط في يدها ومما مسكت الحكومه كل عملها من اجل التمكين ثم التمكين وعندهم الاستعداد في اي وقت لتغيير جلودهم والتضحيه ببعضهم في سبيل الكراسي واخطر شئ انهم بستخدمو كل شئ في اي شئ مثلا المفاوضات التنازلات وكلها مجرد شعارات للتخدير يغشو بيها الفي الداخل والخارج وهدفهم عليه كل التركيز اي شئ بعملوه وهم عارفين البصدقهم يقبض الريح والبفهمم ويلاعبهم يكسب

  25. قصة اليهودى الذى قدم دعوى ضد امير المومنين وطلب القاضى من امير المومنين الحضور امامه وجاءه امير المومنين كمواطن عادى يتساوا مع غيره امام القانون وهذه القصة يرددها ناس الاسلام السياسى للترويج لبضاعتهم بعدل دولة الاسلام الا انهم لايدرون المغزى الحقيقى الذى يستنبط من هذه القصة الا وهو استقلال القضاء وعدم التمييز بين الناس فى الدوله بسبب دين او عرق اولون او مكانة اجتماعية ياريت لو فهم قادة الاسلام السياسىمغزىهذه القصة على الرغم من ان اغلبهم يحمل الشهادات فى القانون بانواعة

  26. ياناس الراكوبه عندي اقتراح اود ان اطرحه عليكم الا وهو الشروع في تكوين حكومه مهجر لان الوضع اصبح حرجا جدا ولازم نكون مستعدين وانا اقترح انو مولانا سيف الدوله يتبني هذا الموضوع بجديه لاني انا شخصيا ارشحه لتولي وزاره العدل او رئيسا للقضاء بحكم خبرته وتجاربه وافكاره الناصعه وخساره كبيره جدا ان مثل مولانا وغيره كثر كل في مجاله والسودان يحكموه مثل هولاء الجهل. الرجاء اقتراحاتكم لكي نخطو خطوه عمليه في ازاحه هولاء الاوباش

  27. أصبتنا بالدوار يا مولانا… كيف يمكن اصلاح كل هذا الخراب الشامل؟؟؟؟

  28. إبان الحرب العالمية الثانية أقامت ناظرة مدرسة بريطانية دعوي أمام القضاء البريطاني تطالب بنقل مطار حربي قريب من المدرسة الي مكان آخر لأن أزيز الطائرات عند اقلاعها و هبوطها يحدث صوتا يزعج الطلبة و فيه تعطيل للدراسة فضلا عن أن المطار الحربي يجعل من المنطقة هذفا للعدو لضربه بالقنابل مما قد يسبب خسائر في أرواح الطلبة الصغار و يصيبهم بأذي .

    قضت المحكمة البريطانية بنقل المطار الحربي الي جهة أخري بعيدة عن العمران مما أحرج السلطات البريطانية الحربية و بذلوا جهدا لإيقاف هذا الحكم و لكن دون جدوي ، و أخيرا لجاواالي رئيس مجلس الوزراء المستر ونستون تشرشل ليوقف تنفيذ الجكم بدعوي أن نقل المطار سيضعف الدفاع الجوي البريطاني عن أداء رسالته ضد العدو النازي .

    رفض المستر تشرشل هذا الطلب قائلا : " خير لنا أن تخسر بريطانيا الحرب و لا أوقف تنفيذ حكم قضائي " ايمانا منه أن أحكام القضاء عنوان الحقيقة و أن القضاء العادل هو أساس الملك

  29. مولانا سيف الدولة حمدناالله
    أنت لا تعلم مدى الإمتنان الذي نكنه في صدورنا لشخصك الكريم
    مقالك تحفة فنية تعصى على أصحاب القلوب المتحجرة والأرداف الراقصة كعمر البشير فهمها أو إستيعابها

  30. هل نسيت يا أستاذ سيف الدولة قاضي المحكمة العليا الذي حجز المستشفى الخاص جثمانه ورفض تسليمه لذويه بسبب عدم دفع الرسوم كاملة.وهل هناك هوان أكثر من ذلك ؟

  31. مولانا / سيف حمدنا الله المحترم

    تحياتى ،،،

    فرأت بكل تفصيل ما أوردته فى مقالكم الدسم حول السلطة القضائية والمقارتة الدقيقة فيما كانت عليه من شيم وصوت صادح بالحق فى مواجهة
    فراعين العصر وميل الهوى للسلطان خنوعاً وإنحناءة من سلطة كان يجدر بها القبض على جمر التراث لقضائى والقانونى المشهود ولكنها دون ذلك كانت إنهياراً وإنحداراً وإنحطاطاً. يقينى أن هذا التراث باقٍ رغم نار ترصدته كانت برداً وسلاماً عليه.

    مولانا – أتمنى لكم التوفيق فى كل ما ترتب من جهد وما سوف يترتب فى توثيق ما حدث ببحر تلاطمت أمواجه نفر عزيزمن الزملاء أرجو من الله العلى القدير أن يرحم من توفاه مولاه ، وأن يحفظ من بقى فى المرابط من شرور (إنقاذ) كانت وبالاً سطرت به وصمة على جبين تاريخ السودان الحديث.

    ودمتم،،

    أخوكم

    طارق عبد العزيز

  32. هؤلا شردو جميع العلماء والعباقره من ابناء بلادي الدكتور كمال ابوسن الدكتور معز عمر بخيت الكوباني ورجل القانون الشهير يحي عبدالكريم مشتشار شركه مواني دبي وكثيروووون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..