بين الطبيبة المنقبة وطبيب جنوب السودان!!

حكومة السجم والرماد!! في وقت متأخر من مساء أمس الأثنين تعرض إبني البالغ من العمر سبعة سنوات لنزيف دم مفاجئ عبر الفم والأنف مما دفعنا للذهاب به لمستوصف خاص يقع بالقرب من منطقة سكننا وفيه وجدنا طبيبة منقبة والتي بعد معاينتها للطفل طلبت منّا التوجه به لحوادث مستشفي الخرطوم ، وبالفعل دلفنا إليها ووجدنا عدد من الأطباء بينهم أيضاً طبيبة منقبة ـ أنا ما عارف حكاية التنقيب دي شنو؟ ، شئ تنقيب في البترول وشئ تنقيب في الذهب وحاجة تنقيب في النساء!! ـ .. المهم لحظة وقوفنا لشرح الحالة المرضية تصدّت لنا الطبيبة المنقبة وسألتنا: “إنتو جايين محوّلين ؟ فرديتُ عليها بالنفي فقالت: آسفة ما حنقدّر نعاين الطفل إلاّ بموجب تحويل من أقرب مركز صحي أو مستوصف يقع جغرافياً في دائرة سكنكم؟! .. ودخلتً في نقاش مع الدكتورة (السُنيّة) وإحتدّ النقاش وهنا تدخل طبيب من أبناء جنوب سوداننا الحبيب وقد علمت لاحقاً من شقيقي أن أطباء الجنوب حضروا للعمل و(الإغتراب) في السودان تنفيذاً لإتفاقية صحيّة بين البلدين ، قام طبيب الجنوب (الإنساني) بالوقوف علي حالة إبني المرضية بعد إستماعه لتفاصيلها من والدته ، ومن تمّ قام بكتابة تقرير طبي تضمن تحويله لحوادث مستشفى جعفر بن عوف للأطفال وقبل أن نغادر شكرته ولاعناً في نفسي كلاً من تسبب في إنفصال الوطن وشعبه وتقسيمه لشطرين بعد أن كان شعباً واحداً منذ آلاف السنين .. ويا ليتنا لم نيمم وجوهنا شطر هذا المستشفي الذي كان وإلى وقت قريب وقبل ظهور (الزيتونة) الملعونة قِبلة للغلابى والضعفاء من أبناء شعبنا الذين طحنتهم ماكينة الفساد اللاإسلامية وعملت فيهم ما عملت من أفعال يندي لها جبين الإنسانية والقيم الدينية والأخلاقية خجلاً ، فمنذ إجتيازنا غرفة الإستقبال وفي فناء المستشفى وجدنا مجموعة مكوّنة من ستة الأطباء يجلسون على (صناديق مياه غازية) يتناولون وجبة العشاء عبارة عن (فتّة بوش)!! ، ولم يعيروننا أدنى إلتفاتة بل أن تحية الإسلام نفسها تطوّع أحدهم بردها علينا كأنما هو مُجبراً ومُكرهاً عليها! ، ومن سخرية القدر أن عاملاً بسيطاً بالمستشفى كان يقف على خدمة (ملائكة الفتّة!) إستقبلنا بترحاب وقادنا للداخل حيث غرفة الطبيب المناوب والذي وجدناه (يدردش) مع طيبيب آخر وبعد السلام وقبل أن نكمل شرحنا إنبرى منْ كان يؤاتس الطبيب المناوب مُتسائلاً إن كنا قد قدِمنا وفقاً لتحويل طبي وهنا قدمتُ له تقرير طبيب إبن الجنوب الحبيب وفور قراءته له طلب منّا التوجه نحو مستشفي إبراهيم مالك أو المستشفي الأكاديمي وهنا سألته والدم ينزف من فم وأنف إبني ومن عروقي كذلك: ” هل أنت دكتور؟” فتجاهل الإجابة على سؤالي فعاودت طرح ذات السؤال ولكنه “عمل أضان الحامل طرشاء”! ، فأخذ يردد أن المستشفى لا تستقبل التحاويل بعد الساعة الثانية ظهراً إلاّ تلك القادمة من الولايات! ، فطرحتّ للمرة الثالثة سؤالي: “هل أنت دكتور؟!” فأجابني الطبيب المناوب بأن منْ أتكلم معه هو (المدير الطبي!) فقلت له يا حضرة المدير هل لك من باب الإنسانية تخطي (حاجز البروقراطية) وتتفضّل بالوقوف على حالة إبني الصغير؟ فرفض ووقف قائلاً: ده منو السمح ليكم بدخول المستشفي؟ .. وخرج نحو الفناء حيث (حلقة الذِكر) ـ عفواً ـ حلقة (موية الفول!) وسألهم عمنْ أدخلنا فرد أحدهم بأنه (جيمس) ـ يا الله يا الله على أبناء الجنوب ، فمن قابلنا بحوادث الخرطوم طبيباً منه ومن أدخلنا لغرفة الطبيب المناوب بمستشفي جعفر بن عوف عاملاً منه أما أبناء الشمال (المُستعربين ) فإنهم يتعاملون مع المرضى كأني بهم يريدون التأكيد على أن جيناتنهم الوراثية أصلها يعود (لأبي لهب وأبا جهل!) دوناً عن أسلاف العرب المُتمسكين بأستار كعبتهم إدعاءاً وكذباً!. وإزاء هذا الوضع البائس وقفت أمامهم وقلت لهم أن هذا السودان لم يعد هو السودان الذي كنا نعيش ونعرفه قبل ليل 30 يونيو 1989 المشؤوم ، وقلت لهم أن هذا المستشفى لم يُنتسب لدكتور جعفر بن عوف إعتباطاً وإنما للخدمات الجليلة التي قدّمها والتي وصلت حمله (قدح المونة) على كتفه لأجل صحة أطفالنا الأبرياء وإختتمت حديثي بأن زمن مأمون حميدة و(زيتونته) الحامضة قد أوشكت عقارب ساعته على التوقف نهائياً وسيكون لنا معكم حساب عسير عما قريب .. أليس الصبح بقريب؟! هذه حكاية عايشتً تفاصيلها بنفسي وبرفقة زوجتي وشقيقي وشقيقتي حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء وقد إستطعنا التصرف وتداركنا حالة إبني المرضية فماذا عن أطفال أهلنا السُمُر والغُبُش الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟ ألم يحن الآوان لخليفة المسلمين عمر بن البشير للنهوض من تحت ظلال (شجرته) بكافوري لتفقد حال الرعية والبسطاء؟ ألم يحن أوان حمله الدقيق على ظهره والتجوّل ليلاً في أحياء مدن السودان الفقيرة لتفقد أطفال الفقراء وإطعامهم بيديه الطاهرنتين والناعمتين اللتان لم تتلوثا بدمائهم ولا دماء آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم؟! .. أصحى يا عمر ودع النوم فأنت بلا (أخطاء) لذا لم تظهر لك إمرأة لتقوّمك وتنهاك عنها وتقودك لطريق الصواب ؟! .. أصحى يا عمر فلا دائم غير وجه الله الحكم العدل والمًحرّم للظلم على نفسه والكاره والباغض للظالم !!.
عبد اللطيف الهادي
فيسبوك
أخي عبداللطيف بالرغم من المعاناة التي واجهتها مع الاطباء
في مستشفيات بلدنا السودان وانت تحمل طفلك المريض فقد صغت
المقال بطريقة ساخرة جعلتني اضحك من اوله وحتى نهاية المقال
ولكنه ضحك ممزوج بالألم المر من شدة الاهمال الحقيقية التي لا ينكرها
إلا مكابر .
أخي عبداللطيف اكتر ما اضحكني حكاية التنقيب .. وقد لمست في المقال
عدة جوانب منها انعدام الانسانية في اطبائنا وتلوثهم بالعنصرية
الشكلية وحزنك الشديد على انفصال الجنوب الحبيب .
إن عمر البشير لن يكون يوما بمثقال ذرة من الخليفة عمر بن الخطاب
ولو حكم مليون سنة .
أحييك على المقال وارجو اقرأ لك مقال جديد .
اعجبني موضوعك جدا ولك الشكر . هذا اسلوب بسيط وجميل بعيدا عن التقعر والتحذلق . كان عندي صديق غاني يدرس الطب وفي السنة النهائية وله لحية طةيلة وافرو . قال له البروفسر الشيكي . بهذه الطريقة يمكن ان تنقل الجراثيم وان تتلقي الجراثيم ه في اوربا عندما يخرج الطبيب من الغرفة يمسح يديه بمطهرقبل الولوج للغرفة الجديدة وعند الحاجة يضع قناع ورقي لمرة واحدة ، وساعده مكشوف ويقوم بغسله بعد كل دورة . في السويد ليس هنالك فرق بين البروفسر والممرض كلهم بيقيفوا في صف القهوة و الاكل . والواحد يحس انو مشتري المستشفي والدكاترة شغالين معاه . النقاب وجونتات القماس البلبسوها المنفبات في السودان عبارة عن ناقل جيد للمرض , ربنا يساعدك والشغاء لابنك .
مقالك ركيك (ملائكة الفتة)وحلقة ذكر يعني عشان الكيزان رافعين شعار اسلامي داير تطلع الاسلام أي كلام.احترم عقلية القاري وياريت تحترم قدسية الاشياء حتي ولو لم تكن تؤمن بها
يا عبد اللطيف اظنك من اهل الهامش وذلك من خلال المعاملة السيئة عموما انا بعمل بهذا المجال همناك عنصرية ضد اهل الهامش بس معليش .اما بخصوص المنقبات فهن عضوات بتنظيم دولى يتكفل بنفقات دراستهن وتوظيفهن كمان بمشافى تخص التنظيم خالصة او بالشراكة ……اوصيك بان تعمل مكمدات بالثلج بالراس والوجه ربنا يشفى ابنك انشاءاللة
يا عبداللطيف كلامك ده ممكن يكون ونسه مع أصحابك لكن بالتأكيد ليس مقال صحفي للنشر، لأنو أنا كقارئ لا يهمني أن يكون عندك مشكلة مع البنات المنقبات لكن مايهمني هل ما قالته لك “أنو لازم تكون متحول من أقرب مركز صحي لسكنك ” يهمني أن أعرف هل هذا فعلا قانون في المستشفى؟ وهل هو صحيح؟ هل توجد استثناءات أخرى غير سكان الولايات البعيدة؟ ودورك هنا يكون في نقد القانون بعد معرفة لماذا أصلا وضع هذا القانون.
أخيرا هنالك أمور كبيره لا يمكن حشرها في كلمات بسيطه خلال السرد وأنت ماشي مثل
موضوع هوية السودان وانفصال الجنوب
كلام عبيط يااخ احترم عقول القراء ,,,في حلقات مفقوده في كلامك ياخ النساء لو لبسن جنز تتكلم ولو يتنقبن تتكلمو ,,,ياخ سيب بنات الناس في حالن ,,,,والشي التاني تخش من موضوع لي موضوع ,,,والله كون انو القي اطباء درسو عمرن كلو وفي النهايه ياكلو مويه الفول البتجيب الملاريا ويلقو واحد متقلقص زيك يجي يتكلم ,,اي مواطن بعرف انو في حاجه اسمها الحوادث ,,,لكن انته داير خدمه حوادث في مركز عينك لي الحكومه ولي ثوره سبتمبر تطعن في النقاب وتقلل من قدر مويه الفول ,,,حرام عليك ,,,لكن المحيرني انته عرفتها مويه فول كيف ياخ مويه الفول لما تديها شويه زيت ومويه جبنه شكلها ببقه زي البسبوسه وريحتها ريحه كباب ,,شكلك كده الجماعه ديل ماعزموك. قال مستوصف خاص ,,,جاري من المستشفي وداير خدمه المستشفي ,,,تلقاك جاي من ام صفقا عراض خليت الزراعه وقاعد عامل فيها سمسار في الخرطوم.قوم لف بالله
موضوع سخيف وهايف ومكانه الحقيقي سلة القاذورات…..حاول أطّلع أكثر لأنك بصراحة يا عبد اللطيف تتمتع بسطحية تثير الشفقة والرثاء وح أعفيك من سؤال درست وين لأنو واضح جداً دي ما طريقة زول درس….أعفينا من قلمك لو أمكن.