القطة التي تأكل..بنيها.. وتفتك بأبيها !

الوعي الجمعي السياسي في شارعنا السوداني لا يقف عند المقدرة على تقييم الأحداث واستشراف مسارات ونهايات رياحها،وحينما يصاب بخيبة الأمل في النتائج فإنه يتجه الى الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة أو النكتة الذكية التي تفي عن عمود صحفي أو مقال ربما من عدة صفحات!
أيام المفاصلة التي أطاحت بعراب الحركة الإسلامية ومؤسس المؤتمر الوطني بعد أن خرج لنا من تحت الجنازير و متقدماً أزيز وغبار دبابات إنقلاب الأنقاذ المشئؤم . الدكتور حسن الترابي !
فكان إقصاء الشيخ وقتها بواسطة حيرانه حديث المجتمعات والملمات في الأفراح والأتراح..وفي أحد المأتم بأم درمان كان مجموعة من المثقفين يفلسفون الأمر بتحليلات وتعقيدات وتهويمات مملة، فأنبرى لهم ظريف المدينة الهادي نصرالدين ..قائلاً .. لا أفهم في كل هذا الكلام الممطوط ..!
فقط أنا مستغرب جداً فقد كنت أسمع دائماً ان الثورات تأكل بنيها ، ولكني أول مرة أسمع بثورة تأكل..
( أبيها )..!
فما كان من كل أولئك المتجادلين إلا أن صمتوا إعجاباً بما جاء به ذلك الرجل العبقري بالفطرة من إختصار مفيد..حسم به كل قول !
مناسبة هذا الشبال هي أن الحركة الإسلامية التي باتت كالقطة الجائعة تنهش في جسدها بعد أن أكلت أباها و الكثيرين من أبنائها ، هاهي اليوم وكما جاء في أنباء مُسربة ، تتجه لإقالة رمزٍ آخر من آبائها وهو الدكتور عبد الرحيم علي من منصبه كمدير لمعهد اللغة العربية التابع لجامعة الدول العربية ومقره الخرطوم وهذا يعني أن هذا القرار ستكون له تبعاته حول وضعية الرجل في الحركة هذا إذا ما اشتموا فيه رائحة نقدٍ أو أحسوا بملمته من فسادهم وفشلهم ويمم ناحية من ركبوا موجة الإصلاح المزعوم هروباً من مركب النظام الذي يتسع ثقبه المستعصي على كل راتق.. !
وهي إشارة إن صدقت فإنها تصب في ذات المجرى التي تغرق فيه الحركة تدريجياً و ستسحب معها دون ريب بقية مكوناتها من الحزب الممزق الأوصال والحكومة التي تزحف على كرسي إعاقتها المتهالك !
حقاً إنها شورتهم الأكذوبة وديمقراطيتهم المشوهة التي لم تحتمل صراع مصارين بطونهم المتخمة بالسحت ويحاولون أن يخدعوا بها شعبنا ولا زالوا يعولون على العبور بها الى كذبة جديدة ..!
ولكن هل سيمتد بنظامهم العمر حتى حلول موعد تلك المهزلة وقد زعموا رصدهم لتلك التمثيلية الإنتخابية المحسومة النتيجة مبلغاً يناهز الثلاثمائة مليون دولار لبعزقتها في سخف مآكلهم والبلاد تلتهم أطرافها حرائق حروبهم المتجددة وشعبنا يعتصره الجوع ويذله الفقر ويمزقه التبطل والموسم الزراعي ماتت بذوره الفاسدة في تربة الخيبة.!
وكديستهم المتوترة في نهمها و هلعها تأكل كل يوم نفراً من أبنائها وتلحقهم بواحد من أبائها !
وهل سيصبر على عبثهم الطويل ماردنا الذي يربض لهم خلف صبره النبيل وثأراته الحارة الدماء !
فقط إننا نتسأل ..فهل من مجيب ؟
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
والله انت رائع ايها البرقاوي
” وهل سيصبر على عبثهم الطويل ماردنا الذي يربض لهم خلف صبره النبيل وثأراته الحارة الدماء !
فقط إننا نتسأل ..فهل من مجيب ؟ ”
وكل فرد من افراد هذا الشعب الصابر المكلوم يردد السؤال مليون مرة في اليوم
ودمت ايها الاستاذ الفاضل
طبعا لكل ثورة خصوصيتها فكما انه من خصوصيات ثورة الانقاذ انها تاكل ابيها فقد روى عن الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر -رحمه الله – عندما كان وزيرا للشباب والرياضة ان جاءه وفد من مسؤولى قصر الشباب والاطفال والذى تم نزعه وتحويله لمعهد الموسيق والمسرح شاكين له ذلك معللين شكواهم بان هذا المبنى يعد رمزا من رموز مايو بل هو احد ابناء مايو الشرعيين فكيف ينزع – وحيث ان قرار النزع كان قد صدر من ابعاج – رحمه الله – ولاحديث بعد ذلك فما كان من الزين الا واجابهم بسخريته المعهودة (( من زمان قلنا ليكم ثورتنا دى فريدة لانو التورات بتاكل بنيها لكن نحن ثورتنا بتاكل مبانيها!!) رحم الله الاموات منهم والبعيش بشوف ياحاج محمد عبد الله
مقال رائع !!!!!!!!!!!
لكن يا استاذ برقاوى اظنهم مفتكرين انهم ما بيكبروا فى السن وما ح يموتوا بل ح يفضلوا بكامل قوتهم وشبابهم وعافيتهم الى يوم القيامة!!!!!!!!!!!!!
الثورات العظيمة والشخصيات الكبيرة والمملاقة والفذة بتخلق نظام وهيكل دستورى وقانون يرتضيه جميع ابناء الوطن ولو فى الحد الادنى للتعايش المشترك اى بتعمل بناء سياسى ودستورى قبل بناء الطرق والكبارى والسدود والبترول مع اهميتها طبعا لكن البناء الدستورى له الاولوية لانه بيخلق استقرار سياسى ومن ثم تنمية بشرية ومادية مستدامة والناس تعمل تعديلات دستورية متى ما تطلبت المصلحة الوطنية ذلك وبآلية معروفة!!!!!!!!!!!!!!
وبعد داك الحكومة المنتخبة هى وطنية والمعارضة الخاسرة برضه وطنية وحكومة ظل !!!!!!!!!!!
الانقاذ او الحركة الاسلاموية ما عارف اقول عنها شنو اقزام جهلة او عملاء وخونة او انانيين وبيحبوا نفسهم والله ما لاقى لى كلمة مناسبة تليق بمقامهم !!!!!!!!!!!
اكثر من 24 سنة والسودان ما عاد حتى سودان 29 يونيو 1989 وماشى للهاوية بدل ما يكون ماشى للامام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الله يلعن ابو اليوم الدخل فيه فكر الاخوان المتاسلمين للسودان !!!!!!!!!!!!!!!!