رحيل الفاجومي ؛ أحمد فؤاد نجم

رحيل “الفاجومي”

أحمد فؤاد نجم

كان شاهداً لعصره
هذا عام النكسات و الفجائع !!؟…
خلاله إنتكست كل ثورات الربيع العربي
و خُتم برحيل شاعر العامية المحبوب “أحمد فؤاد نجم” و المُناضل الجسور “نيلسون مانديلا” ……
و كلا الرجلين كانا ملئ السمع والبصر و من أهم رموز الإنسانية ، كل في مجاله….
و لما كنت هذه المرة سأقصر كتابتي عن
رحيل شاعر العامية المصري “الفاجومي”
الذي شغل الناس وملأ الدُنيا بجرأته المنقطعة النظير -تحت مظلة أنظمة شمولية- وصراحته غير المسبوقة في كتاب مذكراته المعنون ب”الفاجومي” و هو اللقب الذي يحب أن يُنادى به من قبل الأصدقاء وذويه و قاعدة جماهيره العريضة…. !!!؟؟؟… يمكن إختزال حياته النضالية والإبداعية في عبارة واحدة ( كان شاهداً لعصره )
كما يحق لنا نعته بحامل تباشير الأمل من خلال أشعاره الشفيفة التي تنفذ الى
قلوب الجماهير مباشرة !!؟…..
إلا إنه كان مزواجاً … ومن أشهر زوجاته الإعلامية “صافي ناز كاظم” التي أنجبت له الناشطة السياسية ” نوارة ” و أيضاً تزوج من المطربة “عزة بلبع” و أخريات … ربما كن في عصمته في ذات
الوقت مثل الزوجة الأولى ” فاطمة “!!؟…
و لعل تعدد الزوجات بالنسبة لشاعر طليعي بهذا الحجم يؤمن بمكانة المرأة في
المجتمعات المتحضرة و مساواتها في الحقوق و الواجبات بالرجل … من غير المقبول أن يجترح القفز على تابو التعدد،
بالنسبة لأمثاله من الشعراء اليساريين !؟. لكن يبدو أن الحياة “البوهيمية” التي كان
يعيشها ” الفاجومي ” أخذته أخذاً الى
هذا المنحنى !!؟…..
ربما ثمة ظروف قاهرة فرضت عليه هذا الوضع !!؟…
و أياً كان الأمر فإن “أحمد فؤاد نجم” كان نسيج وحده في كل جوانب حياته و حتى في السجن حينما زُج به بسبب إختلاسه لمبلغ من المال عن طريق الخطأ كما يدعي هو أو لعله العوز و الحاجة كما يرجح بعض معاصريه !!!؟؟……
كانت أيام سجنه كلها أبداع و أمسيات شعرية كما تنقل أيضاً بين المعتقلات لمواقفه السياسية الصلبة إبان حكم السادات …..
بينما ظل وفياً للناصرية !!؟….
* * *
إرتبط إسمه بالشيخ إمام المطرب البصير
ردحاً من الزمن ، حتى رحيل الثاني و إتسعت قاعدة جماهيره و محبيه …..
عندما أصبحت أشعاره مغناة ، فإنتشرت و وصلت الى كل مناحي مصر و نجوعها
و تغنت بها شرائح المجتمع المصري من طلاب وعمال و مثقفين ، بل أخذ رُِصفاؤهم في الوطن العربي يُرددون أشعاره المغناة بصوت الشيخ إمام ويحفظون قصائده .
عن ظهر قلب …و على الرغم من إن شعر العامية في مصر ، كانت له المكانة المرموقة في الوسط الثقافي ، لجزالة
المفردة المصرية وحلاوتها وطلاوتها و قبولها لدى الشعوب العربية و التفاعل معها منذ ” بيرم التونسي” مروراً
ب” فؤاد حداد” و الشاعر و رسام الكاركتير” الساخر ” صلاح جاهين ” و ” عبد الرحمن الأبنودي ” و آخرين ……
إلا أن ” أحمد فؤاد نجم ” إعتلى قمة شعر العامية بلا منازع و قد بزّ قرناءه في هذا المجال ، للكارزما التى تتمتع بها شخصيته و تلقائيته في إلقاء شعره و المقابلات التي تجريها معه القنوات الفضائية ، وآخر لقاء له قبل أسبوع من
رحيله ، كان مع “محمود الورواري ” في قناة العربية من خلال برنامج ” الحدث المصري “و كان في حالته الصحية المعتادة ولا يبدو عليه ثمة ما يشير الى أنه معلول أو شئ من هذا القبيل !!؟….
ربما موت الفُجاءة عجل برحيله !!؟…..
اللهم أرحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح
جنانك…وإنا لله وإنا إليه راجعون ….
وعزاؤنا لكل قبيلة شعراء العامية في الوطن العربي وجماهيره المكلومة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..