وزير انتحاري

تكهنات متعددة تتناقلها وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للأسماء المتوقعة للتشكيل الوزاري القادم الذي يترقبه الجميع بشغف، ولو كان أسمى معهم أو تم ترشيحي لمنصب وزير في الفترة القادمة لما وافقت على قبول اي منصب وزاري فواقع البلد الذي نعيشه والذي يعلمه العدو قبل الصديق يجعل من قبول المهمة الوزارية (انتحارا)، فالسودان يمر بفترة حرجة أو فلنقل هي الاصعب في تاريخه الحديث والقديم، وضع سياسي واقتصادي خانق، الكل يحاول الفرار بنفسه، ضيق غير مسبوق في المستوى المعيشي، تردٍّ في المستوى الصحي والتعليمي، صراعات مسلحة في اكثر من ولاية، فقر وبطالة وتدهور في كافة المرافق في باقي ارجائه وما خفي اعظم. كيف بالله يرتضي شخص أن يتحمل امر هذه البلاد في اي وزارة كانت وهو يعلم صعوبة المهمة اذا كان حقا يريد أن يقدم شيئا؟ لا ننكر أن هنالك وزراء وولاة قدموا الكثير في وزاراتهم أو ولاياتهم بالرغم من الاوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة لكن هؤلاء قلة لا يتعدون اصابع اليد الواحدة .
دائما ما اتحدث عن سفر المسؤولين إلى الخارج ففي الاسفار فوائد كبيرة فبدائل السفر (الدولارية) تجعل من الوزير لا يمل السفر والترحال بل يسعى إلى السفر ما اوتي إلى ذلك سبيلا. واعتقد أن السفر قد يُكسب خبرة كبيرة جدا اذا كان الهدف منه التعرف على تجربة دولة معينة في مجال ما أو من اجل المشاركة في مؤتمر أو ورشة أو معرض أو اي تجمع لتكتل اقتصادي بل حتى في مجال السياسة والمؤتمرات العلمية بالتأكيد الفائدة عظيمة اذا وظفها الوزير المعين من اجل اكتساب خبرات أو حتى عقد صفقات أو تبادل خبرات وتدريب وغيرها من الفوائد، هذا اضافة إلى الترويح عن النفس، فقطعا الوزير عمله (ظاغط) يحتاج أن يروح عن نفسه ساعة بعد ساعة .
لكن للاسف لا نرى اي نتائج لهذه الاسفار على ارض الواقع ام أن هؤلاء الوزاء قد (تخنت جلودهم) فلم يعودوا يحسون بالفارق الشاسع بين السودان والدولة التى يحلون فيها ضيوفا ومستوى الخدمة التي يجدونها والتطور الذي يشاهدونه بملء اعينهم، فلم يعدوا يكلفون أنفسهم عقد (مقارنات) مع ما تركوه خلفهم من تركة (سيئة) لا نريد منهم أن يقارنوا بين البنية التحتية لهذه الدول لندع البنية التحتية جانبا فقد يتحجج بعضهم بالمؤامرة التى تحاك ضدنا والحصار ووو ….
هل النظافة والجمال يحتاجان إلى الكثير من الجهد والمال؟ قطعا لا انهما يحتاجان فقط إلى قرار شجاع ومتابعة وعمل متواصل, تأمل معي عزيزي القارئ ما قاله السفير البريطاني لدى الاردن بيتر ميليت “إن مطار الخرطوم الدولى يعد من اسوأ المطارات في العالم، عندما خطت قدماي ارض المطار وجدته حارا ومتسخا وليست به معلومات أو حتى رسائل ترحيب” انتهى .
هذا حال مطار الخرطوم الدولي واجهة البلد بهذه الحالة المزرية التى جعلت الاجانب يتحدثون عنه اما واقع شوارعنا وخدماتنا الاخرى فلا تحتاج إلى (بحث) فالحال يغني عن السؤال لماذا لا توجد غيرة من وزرائنا ومسؤولي بلادي لهذا الوطن؟ لماذا يرتضون أن نكون الاسوأ في العالم وهم يكحلون انظارهم جيئة وذهابا بالمستوى الذي وصلت اليه دول العالم التي يذهبون اليها ام أن الوطن اضحى آخر ما في حساباتهم .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقت والله….زبدة المقال ماجاء في اخر سطرين من مقالك الشيق… فقد صغت السؤال الذي يدور في رأس الجميع..

  2. اقتباس :
    (لماذا لا توجد غيرة من وزرائنا ومسؤولي بلادي لهذا الوطن؟ لماذا يرتضون أن نكون الاسوأ في العالم وهم يكحلون انظارهم جيئة وذهابا بالمستوى الذي وصلت اليه دول العالم التي يذهبون اليها ام أن الوطن اضحى آخر ما في حساباتهم .)

    نعم ايها الاخ الكريم انا اقول فعلا ان الوطن هو آخر ما فى حساباتهم

    والا فأنظر الى اجتهادهم فى بناء فللهم وعمارتهم , تشطيب على آخر ما وصلت

    اليه فن العمارة الحديثة حدائق واحواض سباحة وديكور فاخر و…و…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..