افريقيا من لوممبا الي مانديلا خلود التاريخ !!!

*في يفاعتي الباكرة بمدينة مروي ?المناظر وبيت الناظركما قال الرحاله- لكن الكابلي غني لها واوفي حقها ورد لها تاريخها في ثوب جديد-علي عهدي ذاك اوائل الستينات من القرن الذي مضي كان بها اضافة لكل جمال اجمل شارع نيل في السودان يتفوق علي ما بالخرطوم باشجاره المثمرة من العناب وتمر هندي الي الجوافة والمانجو الي الموالح الاخري وكان اغرب ملعب تنس ارضي مسور باشجار الفواكه التي ذكرت
*ذات مساء رائق وسماء صافية ونجوم ملونة الاضواء نرقب الثريا والعنقريب وبنات نعش ووضعها في المدارات ونلهو بقصص واقعنا معها دخل والدي غير البيولوجي مسرعا من نادي الموظفين علي النيل قبالة المركز العام الذي يضم كل الوزارات وقتذاك كانت سرعته علي غير سلم بصوت خافت متهدج وزفرة حري بها آه ولوعه ولم يداعبنا كعادته (الديك الديك نقد امو)!!!
*هرولت خالتنا اليه كما القط انسحبت خلفها الي غرفة نومه ومكتبته وجدناه جالسا وراسه بين يديه مطرقا الي الارض سالته همسا خير،رد الاهل بخير مشيرا الي بسبابته الي المجلات التي تابطها للتو مشيرا الي صورة في غلاف اخر ساعه المصرية العملاء اغتالوا الثائر لوممبا وقطرات من الدمع كما الندي تتساقط علي الارضية!!!
*تاملت الصورة علي الغلاف التي مازالت في ذاكرتي الي الان كما في التاريخ خلودا شاب افريقي في غاية الاناقة هنداما ووسامه افريقية صرفه باذخه يميل الي الطول وعينانان واسعتان تشعان املا وذكاء وثورة بحله زاهية بازرق خفيف وما اجمل الازرق بكل الالوان انها الحياة وجسم غير مترهل ممتلئ حيوية وفيض رجولة وشقة شعر راسه ذكرتني غناء عمال الموانيء(ابراهيم عوض شاقي الشعر انا بحبو)كانت تلك حيوية راحت وشربنا بعدها راح الاسي والحزن وضياع الامل الان مفترق طرق لا تلتقي لم يمت من اجل هذا لوممبا يا هؤلاء!!!
*يومها ساهم سودان عبود بسهم وافر في انقاذ الثوار بالكنغو وحتي الافراد مثل الشريف حسين الهندي حيث دفع اكثر من خمسة عشر الف جنيه استرليني لاستيراد اسلحة للثوار…كان السودان من حكماء افريقياان لم يكن حكيمهم المطلق وكان مقبولا لكل الاطراف عربا وافارقه لاعتدال شخصيته ووسطيتها قبل ان يصبح مريضها ينتظر الاحسان علي قارعة الطريق !!!
*اوروبا بالتعاون مع عملائها وعلي راسهم الخنزير شومبي قضوا علي الثورة والثوارومضي قائدهم لوممبا واقفا شامخا كالطود الاشم ومضت الكنغو الي كنشاسا وبرازافيل وبينهما نهر يجري بالتاريخ والذكري فاصلا واملا في الوحدة كما السودان لاحقا الي الخرطوم وجوبا ولكن لا الحرب غادرت الديار نهائيا ولا السلام كان الخيار بعد كل انفصال …انها محنة القيادات التي لاتملك البصيرة ولا تقرا التاريخ ولا تفرق بين المسير والمصير فتكون الكارثه كما نعيش الان !!! * مات لوممبا واقفا وتسمت المواليد باسمه فخرا وذخرا وامنية وخلودا في التاريخ ونبراسا يضئ للثوار ومات العميل شومبي في زنزانة باردة وحيدا شريدا طريدا حزينا بالجزائر بومدين حيث اجبرت طائرته قادمة من فرنسا الي الكنغو لمؤمراة جديدة لكنها دفنت في رمال الجزائر ومزبلة التاريخ !!!
*مرت السنوات وتوزع دم لوممبا في شرايين اخرين فاشتعلت افريقيا كلها ومر من مطار الخرطوم ايضا ثائرون اخرون كانت الخرطوم محطة لا يغفلها ثائر صحيح العزم وكيف يغفل القلب هكذا اختار مانديلا وصحبه في بداية نضالهم ان ياخذوا الحكمة من حكيم افريقيا ..نزلوا بالفندق الكبير وزارهم الرئيس عبود واسداهم الحكمة الي قادتهم الي طريق الانتصار قال لهم (ارجعوا وناضلوا واسمعوا العالم صوتكم من الداخل ليعرف العالم حقيقتكم قولا وفعلا وعطاء ونحن من خلفكم ..بلادكم لن يحررها غيركم )اخذوا النصيحة وعملوا بها !!!
* عقلوها من حكيم افريقيا وبدأوا النضال وسمع العالم صوتهم وبداوا الضرب من الداخل وبدا قائدا الفصل العنصري ايان اسميث يحس بالخطر الداهم وبدات الارض تهتز وتميل لاصحابها رغم قوة الجبروت والته العسكرية ولكن دولة الباطل ساعة ودولة الحق الي قيام الساعة!!!
*دخل مانديلا السجن ومكث به 27عاما ما لانت قناته ولا وهنت عزيمته وظل صموده درسا اخر وفصلا جديدا في دروب الثوار من اجل الانعتاق والحرية كان حلمه يتحقق رويدا وكان يري بعين بصيرته من خلف القضبان وكانه يقول لابد من صنعاء وان طال السفر وما امره من سفر تفارق الاهل وانت علي مرمي حجر منهم تفارق الاحلام الخاصة الي الاحلام العامة كانك تسافر للقمر انه السفر المستحيل ولكن بالصبر والمصابره مانديلا حققه !!!
* في اخر سنه من سنوات سجنه ظهرت له صوره مؤثرة من شباك زنزانته ينظر من خلف الغضبان بعينين واسعتين سعة افريقيا كلها وبابتسامه ساحرة اكدت تحقيق الحلم وما هي الا شهور وانداحت الغمة الاسوا في تاريخ البشرية من الزنزانة الانفرادية الي كرسي الحكم منفردا ليهدم سور برلين النفسي والمعنوي ويهدم المعازل المادية للسود والي الابد بحكمةوانسانية وتسامح قل نظيره الا عند الانبياء والرسل وخلق يصطفيهم الله لذلك وما احوج بلادنا التي افتقدت هوامش الحكمة ناهيك عن مظانها والحكمة ضالة المؤمن اني وجدها هو اولي الناس بها!!! !!!
* واكبر دليل علي ذلك ترجل القائد الملهم مانديلا عن الحكم تاركا الارث للاجيال من بعده سودا وبيض والان ترجل نهائيا وهاهم بالواقع العملي سودا وبيض في ملحمة وطنية خالدة في وداعه بالورود والصلوات والدعاء وهكذا تغعل الحكمة فعلها ويفعل التسامح سحره ليجرف كما السيول كل ماران علي العقول والقلوب والنفوس من أحن وضغائن ومحن وثارات انها رسالة مانديلا الخالدة لكل العالم بكل الوانه وها هي الرسالة تصل واقعيا حيث ان كل العالم الان يصلي من اجله فهل نتعظ نحن في بلادنا بعد ان غابت الحكمة والتساح قيمنا الخالدة التي ورثناها كابر عن كابر ومن ديننا الحنيف من هذه الحالقة التي تلفنا من الجهوية والقبلية !!!
[email][email protected][/email]