تعى فقيد الإنسانية الزعيم الأفريقي

الجبهة السودانية للتغيير
تنعى فقيد الإنسانية الزعيم الأفريقي
نيلسون مانديلا
2013 ـ 1918م

تنعي الجبهة السودانية للتغيير بكل مشاعر الحزن والأسى إلى كافة الشعوب المقهورة والأمم المضطهدة والقوى الثورية والتحررية والمناضلين من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية في العالم الحر، واحد من أبرز رموز التحرر في العالم، الذي رحل عن عمر ناهز الـ 95 عاما، ونحن إذ ننعاه إنما ننعي فيه نضاله من أجل المساواة ومقاومته للظلم وتضحياته الجسام من أجل حياة الحرية والتقدم والسلام.
إن رحيله يعتبر خسارة فادحة للإنسانية جمعاء، باعتباره موحدا لروح النضال ضد التفرقة العنصرية والاضطهاد، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وموحدا لإرادة الشعوب الإفريقية التواقة للحرية، التي قادها بكل قوة شكيمة ونكران ذات إلى آفاق التنوير والتقدم والتسامح والتعايش السلمي والسلام الاجتماعي.
إن التاريخ الحافل للزعيم مانديلا، تاريخ الكفاح الأخلاقي والسياسي، تاريخ الملهم والمرشد الذي يؤمن بأن (الحرية لا يمكن أن تُعطى على جرعات فالمرأ إما أن يكون حرا أو لا يكون حرا). (والعظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها).
كان مانديلا في مسيرته النضالية مؤمنا بما يفعل، وكان يرى النصر من أول لحظة دخل فيها إلى السجن، سجل ذلك في مذكراته وكتب يقول “لم يدر في خلدي قط إنني لن أخرج من السجن يوما من الأيام وكنت أعلم بأنه سيجىء اليوم الذي أسير فيه رجلا حرا تحت أشعة الشمس، والعشب تحت قدمي، فإنني أصلا إنسان متفائل، وجزء من هذا التفاؤل هو أن يبقي الإنسان جزءا من رأسه في اتجاه الشمس وأن يحرك قدميه إلى الأمام”.
لقد نجح المناضل ماديبا أن يجعل من جنوب إفريقيا على اختلاف أعراقها وتنوع اثنياتها وطن تسوده روح الإخاء والتسامح والسلام، واستحق بهذا عن جدارة أن يكون رمزا للصمود ومشعلا للأمل ينير للشعوب المقهورة طريقها نحو الانعتاق من حياة القهر والذل والاضطهاد، فليتجاوز الشعب السوداني المخذلين والمهرولين الذين لا يرون في كل تضحيات القديس مانديلا وطريقه الشاق والطويل نحو الحرية إلا مخرج آمن للذين ارتكبوا الفظائع والموبقات بحق الوطن والمواطن، وليستلهم الشعب السوداني ذكراه في مقاومة الاستبداد والطغيان من أجل استرداد حياة العزة والكرامة والحرية والسلام،
هكذا كان مانديلا مصدر إلهام، ومنارة هدى، وحامل لواء العدالة الاجتماعية، لا يعرف اليأس إليه طريق، لقد رهن حياته إلى شعبه وبني وطنه، عاش لأجلهم ومات لأجلهم وترك أرث من النضال والمقاومة يكفي البشرية كلها جيل عن جيل، لهذا كرمته الإنسانية، ولذلك منحته جائزة نوبل للسلام في العام 1993م، في حياته، وبكته وودعته بدموع الفقد في مماته.
يُعتبر الزعيم الإفريقي مانديلا من الرعيل الأول الذي قاد المقاومة المسلحة عام 1960م ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، الذي مارسته الأقلية البيضاء ضد بني وطنه، قضى حوالي 27 عاما في سجن ” جزيرة روبن” رمز القمع والعزل، وانتخب رئيسا لجنوب إفريقيا كأول رئيس من أصول إفريقية عام 1994م، وسلم السلطة طواعية، وتقاعد عام 1999م، بعدها اتجه إلى العمل الاجتماعي لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة ومحاربة الفقر والعوز وسط مواطنيه.
المجد والخلود لروح الزعيم مانديلا الأسطورة الحية في قلوب الملايين ورمز كفاح منقطع النظير الذي أدى ما عليه من دين تجاه وطنه ومواطنيه، بل للبشرية قاطبة، فلترقد روحك التي لم تنكسر أو تلين يوما في سبيل الحرية في سلام.

الجبهة السودانية للتغيير
10 ديسمبر 2013م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..