بم يتذكر الناس وزير المالية السابق؟

بماذا يتذكر الناس السيد وزير المالية السابق
كثير من التصريحات غير الموفقة تبقى بعد ذهاب أصحابها. ولعل عهد وزير المالية السابق تعددت تصريحاته غير الموفقة التي كانت تستفز في الشعب السوداني كرامته وعزته. فليس هناك أمر يستفز الناس أكثر من الإمتنان عليهم بما يأكلون ويشربون ويلبسون. وآخر ما صرح به السيد وزير المالية السابق ? وكان بإمكانه أن يحفظ لسانه عليه ? ما قاله بخصوص البيتزا وان الشعب السوداني تعلم أن يأكل البيتزا. يتفوه بمثل ذلك القول المستفز وهو يستعد ليقدم حزمته تلك المرة المذاق ? ما سمي برفع الدعم عن المحروقات ? مما جعلها أشد مرارة (على النفس من وقع الحسام المهند).
قبل ما يزيد على إثنتي عشرة عاماً كتبت في جريدة الصحافة مقالاً كان مما قلت فيه :
( لقد عدت إلى الوطن واسترعى إنتباهي تلك المحلات التي أخذت تفتح في الأماكن ذات الجذب الشعبي وهي تعلن عن إنتاجها لوجبة البيتزا كآخر صيحة في تمكين البيتزا وتوطينها في المزاج السوداني. ولو علم الناس أن مطاعم البيتزا ليست دليل تقدم وحضارة بل هي في الواقع دليل تدن وإنحطاط في معيشة الشعب السوداني الذي كان يأكل ثلاث وجبات في اليوم لا تخلو من بروتين حيواني طازج من الطراز الأول First Class Protein فإذا بأساطين الأكلات السريعة يطلون عليه بما بسمى بالطعام الكوشة Junk Food وبقايا الطعام .
وبداية أحدثكم عن البيتزا ومخترعها السنيور بيتزا الذي كان يعيش في نابولي في إيطاليا في القرن التاسع عشر. السنيور بيتزا كان يسهر دوماً في في حانة يحتسي فيها النبيذ الإيطالي مع أصحابه ويعود في الليل إلى منزله وهو يترنح من السكر. وفي ليلة كان على موعد مع ذلك الإختراع الذي عم قرى وحضر الدنيا كلها. فقد كان جائعاً وبحث عن شئ يسد به رمقه فلم يجد غير كيس من الدقيق أفرغ محتوياته في إناء وخلطه بالماء حتى صار عجينة فلم يدر ما يفعل بالعجينة… وتلفت حوله فلمح بقايا عشاء كانت قد تعشت به زوجته وعياله.. فأخذ بواقي الطماطم والزيتون والجبنة والسلامي ووضعها على تلك العجينة التي فردها على هيئة قراصة ثم أدخلها الفرن. وانتظر لحظة حتى نضجت فسحبها وظل يأكل منها ثم أوى لفراشه ونام. وفي الصباح كانت زوجته تجد بقايا ما تركه السنيور بيتزا فتذوقته ووجدته لذيذاً ومن يومها أصبحت تعد تلك الوجبة من بقايا الطعام وأطلقت عليها فطيرة بيتزا ولم يمض زمن حتى أصبحت تلك الوجبة هي طعام فقراء مدينة نابلي وهذه هي قصة البيتزا (أمها وأبوها). تلك البيتزا التي إمتن بها على الشعب السوداني السيد وزير المالية السابق بينما هي تعد منقصة في معيشة الشعب السوداني التي تدهورت حتى وصلت البيتزا.
والسيد وزير المالية السابق وهو من دارفور لا يعلم أن شعب دارفور هو من إخترع (الرقاق) أول كورن فليكس في العالم وأول من إخترع عصيدة الجير من الذرة وهي (الجلي) الذي صار حلوى يتلذذ بها العالم المتحضر. بل أول من توصل إلى تجفيف الطعام بإختراعه ل(خميس طويرة) التي تدخل في صناعتها مواد غذائية عالية الجودة ويحملها الشخص معه من الفاشر إلى الحج وهو لا يخشى على نفسه من الجوع . كل هذه الحقائق غائبة عن السيد وزير المالية السابق ولو علمها كانت ستكون مصدر فخر له ولترفع بها عن البيتزا والأطعمة الكوشة ولما إمتن على الشعب السوداني ببقايا طعام لو كانت الظروف على خير لتأفف الشعب السوداني عن أكلها ولكن المعايش جبارة. تجعلك تأكل البيتزا بزيوتها المسرطنة وعناصرها عديمة الهوية التي ستجعلك حتماً في عداد من يعانون من الفشل الكلوي وإنسداد الشرايين والكوليسترول المرتفع والضعف الجنسي لما تحتويه زيوتها من هرمونات أنثوية (أوسترجين).
قلت أنه لا أحد يندم على الصمت ولكن الندم يأتي من التصريحات غير الموفقة لا زمانياً ولا مكانياً . فلو سكت السيد وزير المالية السابق عن تصريحاته عن الكسرة وعن فلس الحكومة وعربتها التي تحتاج لدفرة وهذه هو لا يدري دلالاتها على المستثمرين. (فلس الحكومة) هذه أقولها أنا وتقولها أنت ولكن لا يصرح بها وزير مالية في بلد يرجو أن تنهمر نحوه جحافل المستثمرين لأنهم يعدون ما تفوه به وزير المالية مقياس ريختر الإقتصاد السوداني ودرجات إهتزازاته.
وأود أن أسديها نصيحة خالصة لوجه الله تعالى للذين عينوا في التشكيل الوزاري الجديد.. بغض النظر عن مواقعهم ، أمسكوا عليكم تصريحاتكم.. لا أحد يود أن يسمع منكم أي تصريح بل إعملوا .. ألم يقل الرئيس المغفور له الفريق إبراهيم عبود (أحكموا علينا بأعمالنا)؟ ولعمري ما ضر السودان شئ مثل حصاد ألسنة المسؤولين الذي أودى بالبلد وبحظوظها إلى ما صارت إليه.
آخر الكلام:

لسان
تبرأ منه لسانه ذات يوم في محفل ضم كثيراً من الناس وعلى رؤوس الأشهاد والغبار والشجر والنفايات صاح لسانه قائلاً:
( أيها الناس : أعلن أمامكم تبرئتي الكاملة من هذا الرجل. اللهم يا من وضعتني في فم هذا الرجل أسألك أن تسكته أو أن تقصني).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا يا دكتور يا رائع. هكذا حال البلد الما فيها رئيس أو وزير (مسعول) كل يرفس على هواه والضحية البلد والمواطن المغلوب.

  2. وبما نتذكر انت يا ود الريح?هل نتذكرك وانت استاذ محترم في جامعه الخرطوم والمتحف الطبيعي, ام نتذكرك وانت شاعر رقيق يونس الناس بالحلمنتيش, ام للاسف نتذكرك وانت مع صلاح ادريس تكنز الدنيا ام للاسف ايضا نتذكرك وانت في المنبر الانفصالي مع الطيب مصطفي والانتباهه. للاسف اول تاريخك افضل من نهايته بكثير!

  3. مصر حذرت من سد النهضة في حال انهياره سيمحو الخرطوم ،لابد اخذ هذا القول محمل الجد ولا نتكل على تاييد البشير الكيدي السطحي لهذا السد لدوافع لا نعلم مدى موضوعيتها وصوابها وجدواها بسبب الكذب والغش الذي اشتهر به وعهدناه من هذا البشير فمصر جذمت بانها لا تستبعد الخيار العسكري للحيلولة دون قيام هذا السد ولعله تهديد مبطن من مصر بإغراق السودان اذا اصر البشير ونظامه على هذا الانحياز العدواني الصارخ فلا ندري بما قد تتمخض عنه هذه الازمة على المدى القريب والبعيد فلا يمكن ان نرهن كل امن السودان بإستمرار امن هذا السد الذي يقع في دولة اخرى خلاف السد العالي مثلا الذي يقع داخل مصر فالدولة تقوم على تامينه مباشرتا فهذا وضع لا يقبل به او يقوله عاقل فسيكون نقطة ضعف قومي رهيب لكل من يحاول اذية والنيل من السودان بمحوه من على الوجود ،فلعله ان يكون مخطط غامض ممول من جهات معادية لهذا النظام (السعودية مثلا) مخطط بعيد المدى يستخدم ككرت ضغط للقضاء على نظام المؤتمر الوطني الذي اعجز كل الاطراف في سبيل اسقاطه والقضاء عليه في ظني ان البشير ابتلع الطعم بغباء سافر وغير مسبوق (ديك المسلمية بعوعي وهم بحمروا في بصلتو) فالبشير استدل بفتوى مالك الملفقة بقتل الثلث لصلاح الثلثان الباقيان فهو بهذه الفتوى يحلل ذلك للسيسي ويقدمها له على طبق من ذهب للقضاء على السودانيين الذي هم ثلث سكان مصر بالضبط ليسلم شعب مصر ارض الكنانة (التسوي كريت تلقى في جلدا) ،فالعلاقات السياسية والدولية متارجحة ولا يمكن المراهنة عليها بشكل دائم فهي ليست بدائمة على الاخص ما جربناه مع اثيوبيا في الاعوام الماضية فحكومات اثيوبيا النصرانية المتعاقبة اشد خشية من انتشار فكر الاخوان التخريبي بين المسلمين في اثيوبيا فلعلها تفكر في القضاء على هذا الجار الذي صار منطلق لهذا الفكر الهدام في كل القارة والقرن الافريقي. [email protected]

  4. المكرم ( محمد ) وجمعه مباركه

    دعنا من السابق فأن إقالة الحكومة الحالية لن يُغير من وضع الاقتصاد فهذه الحكومة وجودها مثل عدمه، فهي ليس لديها رؤية واضحة للاقتصاد..فهم يقولون كلام جميل دون آليات تطبيق .. فالفترة القادمة ستشهد أعباء اقتصادية على المواطن يتسبب فيها زيادة الضرائب غير المباشرة على السلع المختلفة..
    فعلى الوزير الجديد ضرورة وضع برنامج خطة طوارئ للعمل على تحسين الوضع الاقتصادي، ولا بد من إعادة النظر في الموازنة العامة للدولة، بتنفيذ الحد الأدنى للأجور وإصلاح المعاشات، فالحد الأقصى للأجور لا يمكن أن يوضع له حد بشكل عملي. أن أصعب قرار اقتصادي لا بد وستشهده هو زيادة الضرائب غير المباشرة، مثل زيادة أسعار الأسمنت أو المواد البتروليه..

    فاليعلم السادةأن تطبيق الحد الأقصى للأجور (خرافة) لا يمكن تحقيقها، لأن المرتبات المرتفعة سببها فوضى الدخول في البلد وليس لها علاقة بالأجور ………..

  5. بروف.محمد عبدالله لك التحية لكنك دائما تأتي متأخرا لما بك من حياء العلماء و ليتك قلت ما قلت قبل تنحي الرجل فالرجل كان مستفزاً للشعب السوداني بكل ما تحمل الكلمة من معنى و لم أرى و لم أسمع من أي وزير مالية سابق و على عللهم الكثيرة لغة مستفزة مثل التي يحملهاهذا المستوزر علينا.. لكن هذا الجديدكان في رفقة الجاز وكان وقتها وزيرا للمالية و قد أدوا الصلاة معنا في المسجد فأصر علي صديقي لنسلم على الوزير و الوفد المرافق بعد الصلاة و هي عادة بين كافة المسلمين عندما يزورهم أحد الزعماء دينيا أو دنيويا كان … و انا في طريقي اليه قابلت الوزير الجديد فسلمت عليه فصافحني و كأنني أشحذ منه وظيفة من بنك السودان و أحسست بأن الطريقة إعتراضية بيني و بين الجاز لكن تجاهلتها و اكملت خطايا الى الجاز و الحق يقال أنا لم أقابل الرجل قبل و بصرف النظر عما في النفس من السياسة فالرجل يستقبلك بالحضن و سلام سوداني حار جداً … علك أن تقول قولك الجديد قبل أن يعتق…

  6. مقالك رائع وهذه هى المقالات التى تبنى ولا تهدم ولا ازيد على مقالك بل نتمنى ان يكون الوزراء الجدد فى وعيهم وأدب حديثهم كأسلافنا من الرعيل الاول الزعيم الازهرى والمحجوب ويحى الفضلى وبوث ديو والرئيس عبود والسيد احمد الميرغنى وياحبذا لو أمسك المسئولون عن الثرثرة والخطابات الحماسية والقرارات الانفعالية وعدم الحلف بالطلاق وتركوا كل قول أو حديث لمن هو مسئول عنه يعنى بأختصار اى واحد فى شغلتو بس والغريبة كل الدول المتقدمة كل خطابات المسئولين والسياسيين وأئمة المساجد مقرؤة ومحددة لايخرج منها ولايشطح الواحد زى ما داير وقد كان قائدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب جوامع الكلم والطيب من القول دون اهانة اوتجريح او تكبر والله يحفظ بلدنا ويرعاها من كل سؤء.

  7. شكرن دكتور محمد عبد الله الريح..وشكرن لانك قفزت الى الوزير المستقيل..وتركت كلمات استفزازية قالها متنفذون أنت تعلمهم ونحن نعلمهم..السؤال هو لماذا ترى ان الوزير المقال فريسة سهلة؟..فاليكن ضميركم مع الشعب السوداني فعلا وارفضوا كل الحكومة وسياساتها وفسادها..أما ان تنتقي من تنتقد فإنت غير مؤهل للوقوف مع الحقيقة..هذا ليس حلمنتيش يا سيدي..نحن نرفض الحكومة هذه جملة وتفصيلا..فالتفعل انت كذلك..ولا تشير بعنصريتك بان الوزير من دارفور..
    .

  8. و الخجل منعك من التعليق الأكثر إفتزازا للشعب الذي تفوه به ولي نعمتك السفاح حينما قال: “أتحدى أي زول كان بيعرف الهوت دوق” ؟؟؟ أم إنه الجبن و الخوف من دو السطوة الغاشمة أن يخسف بك و بالصحيفة التي تكتب فيها الأرض و من عليها؟؟؟؟ قلها يا “حساس” قول السفاح لسانه فالت و يستحق القطع

  9. الوزير الجديد فضحته احدى المقالات الرائعة لعبد الرحمن الامين في قصة فساد باخرة قوش المحملة بالبترول وهي دليل على قمة الفساد و ورد فيها اسم هذا البدر الدين بالاسم في وثيقة الفساد تلك، هذا غير ما أثير حوله كثيرا في قضايا غسيل الاموال. و غيرها و غيرها. اذا كانت هذه بداية الرجل فما رأيكم في ما ينتظرنا.

  10. سؤال برئ جدا للدكتتتتتوورر محمد عبد الله الريح لماذا لم تقدم هذه النصائح وتوجه هذا الانتقاد اللاذع لوزير المالية السابق عندما كان فى الوزارة ولمذا صمت كل هذه المدة ولم يفتح الله عليك بحرف الا بعد ذهابة والا ينطبق عليك المثل الثور ان وقع كترت سكاكينو. والله فعلا الاختشو ماتوز

  11. تحياتي دكتورنا الجليل محمد عبدالله الريح… وسلم قلمك أينما وجهته… الا ان تصريح البتزا المستفز للشعب الفضل… (والله اعلم)… ينسب الي الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل وان كان رصيد وزير المالية السابق لايخلو من شبهه…ومصطفي ما زال حيا يرزق في الحياة والوزارة معا…عليه نحن في انتظار ان تعيد توجيه النقد الي مصدره..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..