مقالات سياسية

عبارة القرضاوي الخاطئة 100%..(1) عبدالله بن أبي السرح..

لن أناقش معك مطولا ما قاله الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي عن مجافاته وقلبه للحقائق، وكيله بعدة مكاييل حسب الطلب، لتبرير إنقلاب الإسلاميين بقيادة البشير في 30 يونيو 1989 وقوله إنه قد إنتهى. وبين هجومه الشرس على إنحياز الجيش المصري، بقيادة السيسي، لشعب مصر في ثورته ضد الأخوان الإسلاميين في 30 يونيو 2013. حيث أردف قائلا: “نحن محتاجون إلى انتخابات حرة في السودان ولسنا في حاجة إلى أن نغير الوضع، فالوضع الآن هو جيد، ونريد أن تُجرى انتخابات حرة يختار فيها الناس أصلح من يحكمهم، وهذه هي القضية التي نحرص عليها نحن”.

يعلم الدكتور القرضاوي أن الرجل إذا أفتى فى مسألة وتحرج فى أختها فقد بطلت فتاواه جميعا. لذلك لا يتحرج فضيلته وما فتئ يفتي وهو يعلم انه أفتى فى كل مسائل الثورات العربية وفق هواه الإخواني، السياسي، لا وفق الفقه الذي هو فقيه فيه. فالأخطر إنه يقوم عبر ذلك بالتأصيل دينيا بتطويع الفقه لإغتيال وقتل الخصوم السياسيين حتى ولو كانوا مسلمين. فيعلم فضيلته أنه قد أدان نفسه بدليل دامغ من قبل عندما كتب شعرا يمدح فيه رفيقه في عصابة حسن البنا، عبد المجيد حسن الذى قام بإغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، عندما قال: “عبد المجيد تحية وسلام / أبشر فإنك للشباب إمام / سممت كلبا جاء كلبٌ بعده / ولكل كلب عندنا سَمَّام”.

وللشيخ عبارة شهيرة يقول فيه: “لولا حد الردة لما بقي الإسلام”، ويكفينا التوقف عند هذه العبارة لتفنيدها لأن من مثل هذه العبارات ولدت ويتفرخ كل فكر قمعي وإرهابي ينسب للإسلام. فقد كُفر ألاف من المسلمين وقنن قتلهم، وماتزال الدماء تسيل وتهدر وتتسبب هذه العبارة في فناء الكثير. وقد قتل ظلما الأستاذ محمود محمد طه، وهو لم يقل أني لست مسلما حتى.
فالعبارة تعني بصريح الكلام: لولا قتل المرتد (أي مسلم رجع عن الإسلام) بالسيف، فقتل هؤلاء هو ما يسهم في بقاء الإسلام؟. أي غصب وإجبار أي مسلم ليبقى مسلما حتى ولو كان منافقا. فهذه مصيبة، والمصيبة أعظم إذا كان شيخنا يؤمن بأن الإسلام إنتشر بالسيف أصلا وليس بحرية الإختيار.
وقد برهنت لك في مقالات سابقة كثيرة بأن الإسلام إنتشر بحرية الإختيار ولم ينتشر بالسيف أبدا، وهذا كلام مفروغ منه. ولكن بطريقة أخرى، دعنا نتحدث عن حد الردة والذي يعتبره الشيخ القرضاوي عاملا مهما في بقاء الإسلام، ويعتبره شخصي الضعيف، وبعلمي البسيط، هادما لمعاني وقيم ومغازي الإسلام السامية والتي أعلاها الحرية والتي إنتشر بها الإسلام وساد الدنيا.

لهذا دعني أولا أروي لك القصة الأشهر لأحد المرتدين، والذي أسلم ثانية بعد إرتداده المبين.
أسلم عبد الله بن أبي السرح أول مرة قبل صلح الحديبية. ولأن نسبة الأمية كبيرة، وهو كان يكتب، أناله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهمة كتابة الوحي مع عدد من الكتاب.

كان النبى يقرأ مفصلا وبالتقطيع آية آية ويقف. فعند ما نزلت عليه من سورة المؤمنون للتدوين وعند قراءة الآية: (( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين…)) إلى ((ثم أنشأناه خلقا آخر))، عِجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان فقال ” تبارك الله أحسن الخالقين “. فقال له النبى، أكتُبها فهكذا أوحيت إلي. فشك عبد الله في نبوة رسول الله، وقال إن كان صادقاً فقد أوحي إلي مثلما يوحى إليه، وإن كان كاذباً فإنما أقول مثلما يقول. فعزِم عبد الله على التأكُد مما وصل إليه من نتائج فأستغل ثقة النبى به والمكانة التي وضعه النبى فيها بشكل سئ، فقام بتحريف الوحي أثناء كتابته، فكان النبى إذا أوحي إليه (إن الله كان سميعاً عليماً) يكتُبها عبد الله (إن الله كان عليماً حكيماً). ولما لم يكتشف بعض الصحابة تحريفه،شك عبد الله في نبوة رسول الله وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً. وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى ديانة العرب وأنه اكتشف كذب نبوة مُحمد وروى قصته مع تحريف القرآن.
وفي السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، وكان هُناك أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث سيدات وقيل ستة) أمر رسول الله بقتلهِم ولو وجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة. وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم بعد أن توسط لهم أقاربهم ومعارفهم وأشقائهم وأزواجهم لدى النبى صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفي عنهم بعد توسط سيدنا عثمان عفان-رضي الله عنه- الذي كان شقيقه في الرضاعة. فقد إختبأ عبدالله في منزل عُثمان. ولما وجده عُثمان قال له عبد الله، يا أخى إني والله أخترتُك فأحتسبني ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه في أمري، فإن محمداً إن رآنى ضرب الذي فيه عيناي. إن جُرمي أعظم الجُرم وقد جئت تائباً. فقال له عُثمان بل تذهب معي. فقال عبد الله والله لئن رآنى لـيضرب عُنقي ولا يناظرني، فقد أهدر دمي وأصحابه يطلبونني في كل موضع. فقال له عُثمان بل تنطلق معي ولا يقتُلك إن شاء الله. فأخذ بيده وأقبل على النبي فقال: يا رسول الله إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتقطعه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي. فأعرض عنهُ النبي، وجعل عُثمان كلما أعرض عنه رسول الله بوجهه أستقبله فيعيد عليه هذا الكلام. وكأن اعراض النبى عن إرادة أن يقوم رجُل فـيضرب عُنقه لأن جرمه كان تحريف كلام الله، وتكذيبه وتضليل الناس وإستقواء الكفار عليه. فلما رأى صلى الله عليه وآله وسلم لا أحد يُقدم على قتله كما أمر، وعُثمان قد أكب على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول: يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبي وأمي يا رسول الله، فداك أبي وأمي يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبي وأمي يا رسول الله. وفي الثالثة قال: نعم.
وبعد رحيلهما إلتفت إلى أصحابه وقال: ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله؟. فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله؟، فوالذي بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فـأضرب عُنقه. فقال له النبي أنهُ لا يجوز له أن يكون خائن الأعيُن.

ولقد عفا عنه رغم أنه يعلم بحكمته صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا خير فيه بسبب الأذية التي سببها للإسلام. ولكن هناك درسا و الله تعالى حكمته أكبر في تركه ليكون من بعد ذلك من ناشري الإسلام في بلاد السودان.
و بالمقابل لم يعفو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، برغم التوسل، عن إبن الأخطل. فلما جاءه رجل فقال: ابن الأخطل متعلق بأستار الكعبة؛ فقال: اقتله. فضُرِبت عنقه صبراً بين زمزم ومقام إبراهيم.

ولكن لماذا؟ فهذا مربط الفرس في مبحثنا الحلقة القادمة إنشاء الله.

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا سيف الحق أسألك بالله هل إطلعت على كتاب الدكتور محمد محمود الأخير (( “نبوة محمد

    التاريخ والصناعة )) وماذا أنت قائل بفكرة الكتاب !؟؟؟؟ .

    دع عنك القرضاوي فالموضوع أكبر و أشمل , الأمر متعلق بالديانات و النبؤآت والصناعــــة .

    أرجو أن أقراء ردك .

    مع كل الــــــــــــــــود

  2. أتمنى ان تسرد لنا الخلاف بين على ابن ابي طالب ومعاوية ابن ابي سفيان

  3. يا عزيزي لولا السيف لما انتشر الإسلام . ظل النبي في مكة 13 عاما يدعو فلم يؤمن به إلا بضع عشرات أغلبهم أهله و أصدقاؤه و العبيد الذين وعدهم بأن (اتبعوني أجعلكم أنسابا) و في المدينة في خلال ثمانية أعوام غزا (ص) 28 غزوة (قادها بنفسه) لم يكن مدافعا إلا في غزوتين (أحد و الخندق) و أرسل 38 سرية و بعثة كلها هجومية ، و بعد وفاة الرسول (ص) هاجم المسلمين مصر و لم يكونوا مدافعين و كذلك شمال أفريقيا و حتى السودان و ابرموا اتفاقية البقط التي تلزم النوبة بتوريد 360 عبدا ذكرانا و إناثا ، و غزا المسلمون الشام و العراق و بلاد ما وراء النهر مهاجمين لا مدافعين ، و حتى بلاد الإندلس لم تكن مهاجمة للإسلام بل تم غزوها … ظل السيف هو العامل الحاسم في انتشار الإسلام طيلة أكثر من خمسة قرون و الرعايا كانوا يدخلون الإسلام بعد تطاول الزمن و نشوء أجيالهم في الإسلام و هروبا من دفع الجزية و طمعا في الاستمتاع بالمزايا التي يوفرها الإسلام … المناطق التي لم يكن في مقدور المسلمين فرض سلطانهم عليها ظلت على دينها سواء كانت في الأندلس أو الهند أو الصين أو غيرها … بعد تلك القرون بدأ انتشار من نوع آخر للإسلام ، يمكن تسميته بالإسلام المتصالح مع البيئات المحلية : في آسيا (أندنوسيا ، ماليزيا ، أجزاء من الهند ) و السودان و أفريقيا ، و لكل أسبابه مما لا يتيح المجال بتفصيله … من يقول إن الإسلام لم ينتشر بالسيف يظل في حالة إنكار تاريخي و يعجز عن تفسير كيف أن مكة ظلت حوالي واحد و عشرين عاما لا تقبل الإسلام و تطالب بإثبات النبوة بالعذاب و إسقاط السماء كسفا و تصف القرآن بأنه أساطير … الخ و كيف فتح السيف عقلها بعد واحد و عشرين عاما من الرفض … لا تنسى أن المصادر الإسلامية وثقت للحروب و ضحاياها من القتلى و السبايا و الأرقاء و أن المصادر غير الإسلامية لها روايتها لكل ذلك التاريخ .

  4. عبد المجيد تحية وسلام / أبشر فإنك للشباب إمام / سممت كلبا جاء كلبٌ بعده / ولكل كلب عندنا سَمَّام”.
    —————————-
    يا لهذه الركاكة !
    يعنى الشيخ القرضاوى هذا حتى الكلاب المسكينة التى لاناقة لها ولا جمل
    فى الموضوع لم تسلم من شره وعدوانيته – جل خطبه حقد وتحريض وقتل
    ودماء وسمام- استففر الله ونساله ان يتوب عنه ويهديه

  5. في احد ايام الجمع ذهب مدمن خمر لكى يصلى الجمعة و كان الامام يخطب و الموضوع كله كان عن شارب الخمر فقال شارب الخمرابليس بنكحو في اليلة خمسين الف مرة فنط صاحبنا مندهشا (هو يا مولانا ده ابليس و نحن تاكلبها على الشطة)
    و انا كمان كنت فاكر جماعتنا ديل براهم المنافقين اتاري كاتب الوحى زاتو منافق

  6. مع التحية لكاتب المقال , و من دون التطرق لتفاصيل حد الردة الا ان قصة الصحابي عبدالله ابن ابي السرح لا تصلح للاستشهاد بهافيما يتعلق بحكم الردة و ذلك لانه
    1.عندما ارتد ابن ابي السرح لم يكتف بالردة فقط بل ادّعي أنّه كان يُملي الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    2.الحكم على النفر المذكورين و هم اربعة رجال و جاريتين كان حكما خاصا و لم يسبق لبعضهم ان اسلموا من قبل اي ان اغلبهم لم يكونوا من المرتدين
    3. من الثابت ان المرتد يستتاب ثلاثة ايام قبل قتله و ان تاب لم يقتل بينما هؤلاء و من ضمنهم ابن ابي السرح رضي الله عنه كان الحكم قتلهم بأية حال

  7. الاخ سيف الحق ، عفوا فنظرتك للرده تختلف عما طرحته من مقال ، ولا ادري لماذا تتطرق للامور الدينية وانت لست اهلا لها ؟ فقد لاحظت ان معظم كتاباتك (على علاتها) تحاول ان تمحورها في الشأن الديني وانت رجل صحفي ليس الا .
    (حد الرده.. يعتبره شخصي الضعيف، وبعلمي البسيط، هادما لمعاني وقيم ومغازي الإسلام السامية ) مع كل الاحترام فمن انت مقارنة بسيدنا ابوبكر الصديق الذي حارب المرتدين وكان سيحارب حتى مانعي الزكاة ، ومن انت حتى تقرر في شؤون العقيدة ؟ ولماذا لا تلتزم شأنك الاعلامي مثلك مثل غيرك؟
    * (وقد قتل ظلما الأستاذ محمود محمد طه، وهو لم يقل أني لست مسلما حتى) هل قرأت ما سطره محمود محمد طه ؟ حتى تقول انه مات مظلوما ، اقرأت كتابه الصلاة ؟ او الرسالة الثانية ؟ وهو الذي يرى ان الصلاة رفعت عنه ؟
    ارفق لك كل هذه الاسئلة لما رأيته من تكرار احاديثك عن الدين بقلة معرفة ، علما بأنني ضد الكيزان وللإخوان المسلمون عموما بما فيهم شيخه القرضاوي (وحتى لو حاول الافتاء او غيره فهو مؤهل لذلك حتى لو كان من علماء السلاطين ) اما انت فيظهر من كتاباتك انك متأثر بأحد غلاة الطرق الصوفية لإعتمادك ضعيف الحديث او مكذوبه بما فيه القدسي في كثير من مقالاتك ، واذا كنت لا تملك ملكة الكتابة السياسية عن الاخوان وفسادهم وتدميرهم للوطن ، فبإمكانك الكتابة عن تدهور الكرة السودانية واثرها على تفكير شعبنا ، بدلا من هرطقتك الدينية في كل مقال .

  8. ملاحظتي ان كل كتاب المقال بالراكوبة والمعلقيين بالاراء يكرهون كل ماهو له علاقة بالاسلام .لا ادفع عن القرضاوي ولست من انصاره .ولكن لماذا كل هذا البض لكل ماهو اسلامي ..راجعوا انفسكم الفجور في الكراهية ليست من صفات المسلم ولا غير المسلم ..تدعون النبل والوفاء وانتم ليسوا كذلك كونوا واقعيين باسلوبكم العنصري وكره كل ما هو خلاف ما تعتقدون ليس من السواء …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..