أنيابهم تمزق لحمك يا بلادي ..!ا

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]

أنيابهم تمزق لحمك يا بلادي ..!!

** ومن الحكايات، يحكى أن حاتم الطائي وعنترة بن شداد إلتقيا .. فطلب عنترة من الطائي بأن يعلمه الكرم، فقال له الطائي : إذا أردت أن تتعلم الكرم، فعليك أن تحسب بأن الذي حصلت عليه لم تحصل عليه .. أي إذا حصلت على مبلغ ما أو أي شئ ذو قيمة ما، يجب أن يذهب بك ظنك بأنك لم تحصل على هذا المبلغ أو الشئ ..هكذا الكرم عند الطائي، فأستوعبه عنترة، وقبل أن يغادر سأله الطائي بأن يعلمه الشجاعة ، فقال له عنترة : ضع أصبعك في فمي وسأضع أصبعي في فمك، ثم كلانا يعض على إصبع الآخر..فعلا ذلك، ولكن بعد زمن ليس بقصير لم يحتمل الطائي وطأة أسنان عنترة ، فصرخ وبصرخته تحررت إصبع عنترة من فمه .. فقال له عنترة : لو لم تصرخ ، لصرخت أنا ..فسأله الطائي : فما معنى هذا ؟.. فأجاب : لوصبرت لتغلبت علي، فالشجاعة تعني الصبر ..!!
** وعليه يا صديق، أعد قراءة ذاكما الدرسين ثم طرائق التدريس .. الطائي شغل عقل عنترة بالتفكير، بحيث يصل إلى الإيمان بأن القناعة كنز لايفنى ، وما في يدك ليس بملك لك، بل أنت مؤتمن عليه، ولهذا لاتبالي حين تقضي حوائج الآخرين..هكذا درس الطائي، إستهدف فقط الجانب المعنوي والروحي لعنترة .. ولكن، ماذا عن درس عنترة للطائي ؟..لم يستهدف الطائي معنويا وروحيا فقط حين أراد شرح معنى الشجاعة، بل إصطحب مع ذاك الجانب أمرا مهما وهو الجانب الحسي الملموس، أي كان بيانا بالعمل، كما تسمى بلغة الجيش .. فالصبر على آلام العض هو الشجاعة ، ولم يتغلب عنترة على الطائي – في مضمار الشجاعة – إلا بالصبر على الألم، وبالتأكيد بمثل هذا الصبر صار عنترة مثالا للشجاعة ، بحيث تحكي الأجيال عن شجاعته جيلا تلو جيل بمنتهى الفخر والتباهي ..!!
** وكذلك يوحى لك درس عنترة يا صديق، بأن شجاعة المرء – وكذلك الشعب والوطن – لا تختبر إلا حين يحتك بعامل أو ظرف مؤلم، وما كان بإستطاعة عقل الطائي أن يستوعب معنى درس عنترة ما لم يكن واضعا إصبعه بين فكي عنترة .. هذا الوضع – بكل ما فيه من قسوة وألم – هو الذي ساهم في إستيعاب الطائي لمعنى الشجاعة وكذلك ساهم في تعريف الطائي ب : كيف ولماذا عنترة بكل هذه الشجاعة ؟..فالألم الذي شعر به الطائي هو ذات الألم الذي شعر به عنترة، ولكن ميزان الصبر بينهما رجح كفة عنترة، وهذا الترجيح هو المسمى بالشجاعة .. وما كان للطائي – أوغيره – أن يعرف ذلك لو لم يكن هناك عاملا خارجيا مؤلما يحكم بينهما ، هو : العض بالأنياب ..!!
** نعم ،عض تلك الأنياب كان مؤلما على أصبعي عنترة والطائي ، ولكن ليس أكثر إيلاما من عض الأنياب التي تغرس ذاتها في لحم بلادي وروح شعبها حاليا.. أنياب دولية مؤلمة وأخرى إقليمية قاسية وثالثة – للأسف – سودانية سافلة ، هكذا تحالفت الأنياب لتغرس ذاتها بلا رحمة على لحم الشعب والبلد، والله أعلم إن كان هذا وذاك بصبر عنترة أم سيتأوها كما الطائي؟..مع الفرق بأن الطائي كان يمتحن ذاته طوعا وإختيار بذاك الألم، ولم يكن – كما بلدي وأهل بلدي – مكرها على التألم والحزن واليأس، أوهكذا حال الناس في بلدي كما قال لسان حال الخرطوم ضحى البارحة عندما كانت جوبا تقرر مصيرها بالإنفصال ، وكان المبعوث الأمريكي يحتفي بهذا المصير ثم يطالب بنقل ملف ( نيالا والفاشرو الجنينة ) من الدوحة إلى دولة جارة، لتشرف واشنطن على مائدة مرتقبة، ذات مصير مريب ؟..هكذا تتوالى الأنياب عضا تلو عضو على لحكم الشعب والبلد، وولاة الأمر لا يملكون نفعا غيرسكب دموع الزيف ثم المزيد من الإنحناء الرخيص .. وليس للشعب غير الصبر ثم الصبر، ثم الصبر ولكن إلى متى ؟.. نعم ، إلى متى ؟..و.. عذرا يا صديقي القارئ، لو تأوهت بما في النفس فلن تصدر الزاوية، فالقوم هنا لا يكتفون بغرس الأنياب في لحم الشعب فحسب، بل يتقنون أيضا مصادرة حق الشعب في التأوه .. فليحفظ الله بلادي بمقدار رحمته ثم بمقدار صبر الشعب.. !!

تعليق واحد

  1. حينما أطلت الوقوف عند عضة عنترة .. والطائي يا استاذ/ ساتي كنت اعتقد انك ستدلف للتعليق علي .. عضة رئيس جهاز الامن محمد عض الانقاذ..الذي عض الشعب السوداني في كرامته حينما قال انه لم يخرج للاحتجاج علي الاسعار.. لانه خائف وانما لانه شعب واعي .. وكانه يقول لانه عبيط وخاف مما اعددناه له..بخلاف ما تجاسر علي تحديه في أكتوبر وابريل..أو كما غمز ولمز ذاك العسكري البليد كرديفة مدير الشرطة هاشم سجمان ؟؟؟

  2. تمكن القوم من قتل الشعب واخرجوه بأفكارهم من المعادلة
    ..فالشعب اصبح جسدا بلا روح ولا حراك فيه ولا ارادة ولا ثقة فى المستقبل….نحن عاجزون عن ارادة الفعل وندمن الكلام فقط والبكاء والعويل !!! اين الرجال ؟ اين النخب المستنيرة ؟اين الطلاب؟ واين القيادات الشعبية الواعية ؟؟ نعم الكثيرون تم شراء ذممهم ومواقفهم بمال الشعب والكثيرون نم تحيدهم بأساليب شيطانية …ولكن رغم التحديات ورغم كل الجراحات الماثلة هنالك ما يمكن فعلة ..نعم هنالك الكثير..فلا بد من ارادة الفعل ولابد من التضحيات نعم على الناس جميعا ان يعرفوا ان الحياة الكريمة والانعتاق من هذا الواقع لابد له من ثمن يقدمه الجميع..فعلى الشعب ان يحسم خيا ره بكل وضوح ويأخذ بقفاز التحدى بدلا من البكاء والانزواءوانتظار المخلوقات الفضائية ان تحدث التغيير …!!! فهيا الى العمل ورفض الواقع المذل ولنبدأ بتداول رسائل نصية وتحديد يوم لرفض ماهو حاصل …اتمنى ان يجد اقتراحى استجابة لنبدأ اولى الخطوات الفعلية نحو الفعل الايجابى فهلا استجبتم اخوتى ؟؟؟؟؟؟؟

  3. وفيما يروى أخى الطاهر أن عنترة قتله أعمى .. وهذا درس ثالث تتجلى فيه إرادة الخالق الذى جعل لكل أجل كتاب .. ولكل بداية نهاية !!!!!!!!!!!!!!!

  4. طالما أن الإنقاذ تحت حماية أمريكا فلا يمكن تغيرها إلا بعد وقت طويل أي بعد تفتيت السودان إلى أربع أو خمس دول وبعدها تظل الإنقاذ ورقة محروقة ترمي بها أمريكا في مذبلة التاريخ أي المحكمة الجنائية بعدما قاموا بعملهم المرسوم والمطلوب من أمريكا بكل تفان وإخلاص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..