هل في الافق انقلاب عسكري ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل في الافق انقلاب عسكري ؟
ظل هذا السؤال يراودني وربما كثيرين غيري في عقابيل التغيرات الاخيرة التي طرأت علي الساحة السياسية في السودان .. ولخطورة الامر اري ترك المقدمات وندلف مباشرة الي الحيثيات
? عقب قمع هبة سبتمبر المجيدة .. توقفت المعارضة عن أي فعل ذي بال.. وانحصر دورها في البيانات والاجتماعات بمخرجات لا تبشر بفعل قريب ظاهر .. ولا يمكن الحديث عن وقائع سرية في تحالف عريض لا يتفق حتي في تغيير النظام او نظام جديد كما يقول حزب الامة.
? كان نشطاء الشباب هم المحرك الاساسي للاحداث بعيدا عن التجمع المعارض الذي كان يحاول اللحاق بهم .. لذلك توقف الشباب بعد القمع العنيف والقتل دون ان يجد مساندة كافية من الكيانات المعارضة مدنية كانت ام مسلحة .. وانحصرت المسانده في الترافع عن المتهمين .. وقد صدرت احكام بتهم التظاهر في حق بعضهم ولم تحرك هذه الاحكام ساكن المعارضة سواء اكانت كيانات ام جموع الشعب
? الحراك الوحيد كان من الجبهة الثورية ولكن مهما كانت مساهماتها الا انها كانت ردود افعال علي تحرك النظام بهدف معلن هو انهاء التمرد خلال الصيف .. ولا نستطيع الادعاء بعدم المبادرة .. ولكن عودتنا صراعات النظام والحركات المتمردة عليه بتحريك الاحداث ثم جمودها في وقت لاحق . والعامل المؤثر الاساسي هو جهود الوساطة الافريقية التي تتدخل لاحتواء الموقف
? في جبهة النظام ظهرت انشقاقات لمجموعات اطلقت علي نفسها الاصلاح ناعية علي الحزب الحاكم تكلسه وعدم وجود امل في تغييره وهو نفس ما قيل في مذكرة العشرة ابان المفاصلة الاولي . وتحدثوا عن مفاجآت باعداد كبيرة من المؤيدين لهم يتوقع انشقاقهم .. ولا اثر لهؤلاء حتي الان ..الا ما رشح عن تأييد لموسى هلال لهم ..وهو رجل بسلاحه حين يتسم الاصلاحيون بمعارضة العمل المسلح
? من خارج النظام ولكن من التيار الاسلاموي ظهرت الحركة المنادية بالتغيير .. لكنها بدت حركة فكرية صفوية لا امل في وجود عمق لها في بلد اكتوي بالحديث الكثير بتحكيم الاسلام ووجد شعبها في جلده ما لم تسويه في قرضه.
? والحال كذلك كان ملفتا انتظار كل الناس للتعديل الوزاري للنظام .. وقد تطاول الحديث والتكهنات دون تحريك ساكن . واخذ النظام كل الوقت الذي يحتاجه وهو يطلق بالونات الاختبار في سياسة اسميتها في مقال سابق بسياسة استهلاك اكبر قدر من ردود الافعال قبل الفعل نفسه. لذلك فان ردود الفعل في معظمها كانت متعجبة من العامة واعتبرت قيادات الاحزاب المعارضة كل الامر في حدود بيت المؤتمر الوطني .اما كتاب الاعمدة والتحليل السياسي المعارضين فقد لخصوا الامر بين احمد وحاج احمد.
? المراقبون الاسلامويون داخل السودان وخارجه ومعهم بعض المعارضين من كتاب الاعمدة والمقالات اعتبروا التعديلات مفاصلة اخري بازاحة الحركة الاسلامية من الحكم في شكل رموزها الاساسية وقادتها التاريخيين ..ولكن بدا ملفتا تمسك بعض الخارجين من الحكومة بمواقفهم المعتادة امثال نافع وحاج آدم بتصريحاتهم المعتادة .. ما يشي بعدم وجود تغيير اساسي . ولكن الصمت الذي لازم طه وعوض الجاز واسامه مع اختفاء صلاح قوش من المشهد كان فيه كلام كثير .. خاصة بانهم كانوا ضمن من يطلق عليهم الكتاب مجموعة الشوايقة في تسويقهم للصراع في النظام بين اجنحة مختلفة.
? قضت التعديلات التي اعلنت بتمكين العسكريين .. فمع الرئيس صعد بكري لنائب اول واحتفظ عبد الرحيم بمقعده مع وزير دولة من الجيش لوزارته . وعين ضابط امن سابق وزيرا للداخلية . مع وزراء آخرين بخلفيات امنية ما حدا ببعض المحللين بوصف التعديلات بالانقلاب العسكري كامل الدسم .اضافة الي تسريبات بتغييرات في الولاة يغلب علي بدلائهم الطابع الامني حسب تسريبات سابقة .
? اوردت في مقال سابق لي عن التعديلات ان الترابي هو اكبر الصامتين . وهو صمت اراه خطيرا لان له دراية واسعة بخفايا القوات المسلحة وكان له التخطيط في اسلمة القوات المسلحة كما تواضعوا بينهم .. اضافة الي ما يقال عن علاقة له بحركة العدل والمساواة .علاوة علي انه لم يعود الناس علي السكون من قِبله .
? ثم ندلف اخيرا الي الجيش ونطرح جملة من الاسئلة وهي1/ هل القوات المسلحة راضية عن مجمل الاوضاع ؟ 2/ هل مازالت لسياسة التمكين بقية مؤثرة داخل القوات المسلحة ؟ 3/ هل هي مرتاحة من وجود قوات موازية امنا من شعبة العمليات كان او دفاع شعبي او جنجويد سودانيين او اجانب كما يقال ؟ وهل يعجبها وصفها بانها قوات النظام؟ الاجابة عندي لكل هذه الاسئلة بالنفي . فان ما لا يرضي الانسان السوداني العادي لايرضي فردا في القوات المسلحة .. ومهما كانت سياسة التمكين فان الغنائم ليست متساوية حيث صار البعض للتمتع بالخراج والدسور وهم للدواس .. ولا توجد قوات مسلحة بالغا ما بلغ بها التمكين لجماعة فيها ان ترضي بقيام قوات موازية بدورها والاهتمام بها من قبل النظام اكثر من الاهتمام بالقوات المسلحة وقد روي لي عن ضابط وسيط بالقوات المسلحة مدي سخطهم من الاحتفاء بشهداء طائرة تلودي لعام كامل والاهتمام باسرهم في حين ان متحركا كاملا بقيادة عقيد كان قد ابيد في كمين قبلها بيوم واحد فقط ولم يات عنهم حتي خبر في الصحف وقس علي ذلك . ولم يعرف عنها ركونها في النظم السابقة لوصف تجييرها لصالح النظام .. فهي تعرف نفسها جيشا في المفهوم العام في موازاة المدنيين بمهنهم . علاوة علي ان تجارب التغيير السابقة كان من ظنت النظم انهم ثقاتها هو المبادر الي التدخل حين شعرت بان الخطر لا يهم النظام ولكنه يتعداه الي القوات المسلحة والوطن . فهبة شعبية لا يعرف مداها في ظل التمزق الحالي او ظهور مهدد من الحركات المسلحة بصرف النظر عن مقدرتها من عدمه كفيلة بتحريك الجيش .
? كل ما سبق يضاف الي ان من طبائع النظم التي يسيطر عليها العسكر توليد معارضين او حتي مغامرين من العسكريين انفسهم وما فيش حد احسن من حد علي قول المصريين.
? كل الوقائع التي سبق ذكرها تجعلني اكثر توجسا من احتمال انقلاب .. فحتي من لم يرد ازالة النظام ونشدان تغيير النظام سلميا مثل الصادق المهدي ذهب الي الحديث عن الرافعة العسكرية . والله نسال ان يجعل العواقب سليمة.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..