هل يرفع أكول العلم مع كير؟ا

بشفافية

هل يرفع أكول العلم مع كير؟

حيدر المكاشفي

ستمضي الأيام الستة المتبقية كما مضى يوم الأمس على عملية الاقتراع على تقرير المصير، صورية وإجرائية لحدٍ بعيد، لا يشوبها أي ترقب مشوب بالقلق رصداً لسير العملية وانتظاراً لنتيجة باتت معروفة ومحسومة سلفاً حتى من قبل تصريحات سلفا الصريحة الداعمة للانفصال، أو إن شئت الاستقلال، فلا صوت الآن يعلو على صوت الانفصال بل لا يجرؤ أحد على الهمس بغيره، ولهذا سنقفز سريعاً فوق هذه المحطة لنتطلع إلى ما بعدها وهي لحظة إعلان الدولة الوليدة وما ينتظرها من مهام ومسؤوليات جسام لو ألقيت على جبل لادو لتفتت حجراً حجراً، لدرجة بدا لي معها أن يكون العنوان «هل ينجو سعد»، استلهاماً لدرس استقلال السودان الموحد الذي مضى عليه الآن «55» عاماً حسوماً، لأخذ العبرة منه في استقلال الجنوب المرتقب والذي غالباً ما سيُعلن في فاتحة شهر فبراير القادم، وكل هذا مقروء مع العبرة التراثية التي تستبطنها مقولة «أنج سعد فقد هلك سعيد» والتي تحكي عن أخوين هما سعد وسعيد، قيل إنهما خرجا يطاردان بعض أعدائهما وكان سعيد أكثر حماسة من أخيه سعد في الظفر بالأعداء لجندلتهم، ولكنه لسوء حظه وقع في كمين الأعداء فقتلوه ومن معه جميعاً إلا واحداً كتبت له النجاة فرّ عائداً أدراجه وكان أن قابل سعداً في الطريق فلم يزد في قوله له غير تلك الجملة التي ذهبت مثلاً «أنج سعد فقد هلك سعيد» ولم يكن لسعد من خيار سوى أن يحمل هذا التحذير محمل الجد فيلوي عنق فرسه عائداً إلى المضارب…
في يوم واحد من شهر واحد عام ستة وخمسين وتسعمائة وألف، عمت الفرحة ربوع السودان قاطبة وعلا البِشْر وجوه كل أهله، وانطلقت الزغاريد من أفواه النساء والهتافات من حناجر الرجال، ودخلت البلاد كلها في هيستيريا من الفرح العارم خاصة في لحظة إنزال علمي دولتي الحكم الثنائي وطيهما بعناية وتسليمهما لأصحابهما، ثم البدء في رفع علم السودان بألوانه الثلاثة الاخضر والأزرق والأصفر بواسطة الرئيس اسماعيل الأزهري وزعيم المعارضة محمد أحمد محجوب، يعاونهما الجندي بخيت الجاك، وكان من الهتافات الذائعة حينها كما يرويها من شهدوا تلك اللحظة، الهتاف الذي ردده الاتحاديون «حررت الناس يا اسماعيل، الكانوا عبيد يا اسماعيل والكل بقى سيد يا اسماعيل»، تعبيراً عن الاستقلال والانعتاق والتحرر، كانت تلك لحظات الفرحة بالاستقلال، ولكنها للأسف لم تتكرر طوال خمسة وخمسين عاماً ظلت البلاد خلالها تدور في حلقة مفرغة من المقعدات والمثبطات والمشكلات..
الآن، نعلم أن عَلَمَ الدولة الجديدة في الجنوب قد تم تجهيزه، والنشيد الوطني أيضاً تم إعداده، ولم تتبق إلا اللحظة التي سيرفع فيها العلم ويُعزف النشيد الوطني، بل حتى أن هذه اللحظة أصبحت معلومة، والاحتفالات والكرنفالات كل هذا أصبح في عداد المعلوم بالضرورة، فقط ليس من المعلوم ما إذا كان الدكتور لام أكول باعتباره أبرز المعارضين وزعيم المعارضة سيشارك سلفاكير رئيس الحكومة عملية رفع العلم، وليس هذا هو المهم، المهم هو أن هذه اللحظة التي يترقبها البعض بلهفة وشوق ويحسب لها الأيام والساعات باعتبارها لحظة الخلاص والانعتاق والتحرر، تعيد إلى الاذهان ذات الصورة التي سبق أن عاشتها البلاد في «1/1/1956» بآمال عراض وطموحات كبيرة، وهذا ما نخشاه على الدولة الوليدة ونخشى أن تتبدد كل الآمال التي بنيت عليها فيعيد التاريخ نفسه، وبدلاً من أن تكون المعاناة واحدة ستفرّخ معاناة أخرى «وبدل واحد يبين همين»، ويبقى الأمل في «ومهما قلوبنا تتأوه سنين وسنين مصيرو الحي يلاقي حبايبو لو صادقين» كما غنى ود اللمين..

الصحافة

تعليق واحد

  1. الاخ حيدر
    لك التحية
    دائما تقول القليل
    اللذي نسميه الدليل
    على وزن ماقل ودل

    فرح الجنوبيين بالانفصال لن يدوم كثيرا
    فالعرقيات والقبليات سوف تظهر على السطح

    وسيكون النزوح على قفى من يشيل

    وهذا مالانرضاه لاهل الجنوب

  2. عزيزتي مانكير
    كم احترمك واحبك واجلك كلما اتذكرك وانتي تتمرغين في تراب وطنك بأمدرمان وانتى تنتحبين حزنا والم علي وفاة الوالده لقد بكتها هذه النقيه اكثر منا,
    اخي وحبيبي اندرو مشيك لك الود اجزله لكم احن اليك واحن الي وطنك كرش الفيل واحن الي ايام كنا نتحلق حول طعامك نتسامر نتضاحك , نتبادل الحب الأخوي والموده ,
    اخوتي في الجنوب انا اعتذر لكم, لقد اجحفنا فيكم ولم نوفيكم قدركم , اعذرونا فنحن اغبي ممايظن اصحاب المنبر, وداعا ايها الاطهار الانقياء وداعا ….. وسامحونا عسي ان يغفر الله لنا مافعل السفهاء منا

  3. اهم حاجة يا ريت الناس تعمل من اجلها ان يستلم الريس عمر علم السودان المرفوع في الجنوب حتي يحس لو كان لهو احساس بالوصية الوصونا ليها جدودنا زمان الوصونة علي الوطن علي التراب الغالي المابتمن وماذا يقول لشهداء الانقاز ولشهدا سيف العبور عار عار عار يا ح……

  4. يا جماعة انا سمعت زي طشاش طشاش كده في قناة النيل المصرية انو دولة الجنوب كانت عايزة تسمي الجنوب بي دولة النيل ومصر رفضت رفضا قاطعا ..طبعا عشان مصر بتتخيل انو النيل ده حق ابوها وماممكن دولة تتسمي بيهو بصراحة حاجة عجييييييييييبة ياريت اصحاب المعلومة الاكيدة يشرحو لينا الموضوع ده :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  5. الحقيقه مره نحن السبب في انفصال الجنوب ==ياما اسئناهم كتير و سميناهم عبيد وفرخ حتي كرهونا وغادرونا للابد سامحووووووووووونا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..