عبد الرحيم ريسا للسودان

يأبى الإنقاذييون إلا أن يشبعوننا قتلا بعجائب ما يأتون بلا انقطاع .. علي عثمان محمد طه دُفع دفعا إلى برنامج في الواجهة السمج موضوعا .. مقدما و ضيف ليتحدث عن إفساح للفئة الشبابية و لكن عجيبته هي عندما أعاد جلسته و غير معالم وجهه و استخدم كل أدوات الكلام لديه و قال إن التاريخ سيسجل نجاحات القوات المسلحة في ظل قيادة عبد الرحيم لها كوزير للدفاع!!! و الله إن قلت لنا إن الشمس تغطت بالجليد لكان أهون كذبا من مدحك عبد الرحيم كوزير للدفاع و هل رأت القوات السودانية المسلحة انحدارا و ضعفا و هزيمة إلا و هي تحت قيادته و قيادة الرقاص السفاح؟
بعد ربع قرن من الحكم و لا يزال الإنقاذييون يحلمون بمن سيخلف البشير و القائمة لديهم تشير إلى اثنين بكري و عبد الرحيم كأسوأ خلف لأسوأ سلف .. و لكن ما الذي جعل المؤتمر الوطني برغم أنه متخم بخبثاء يفوقون المرشحين كفاءة بتقديمهما لخلافة البشير؟
واهم من ظن أن المؤتمر الوطني قائم على المؤسسية و الديمقراطية ناهيك عن الشورية التي هم بمنأى عنها .. إنها مؤسسة الفرد تقوم على كفتي الإغراءات و التهديدات .. الداخل في حظيرة المؤتمر الوطني يجد من رغد العيش الدنيوي ما يجد كثمن لولاءه شريطة أن يداوم عليها و ألا تحدثه نفسه بالخروج و إلا فهي التصفية بكل معناها.
كل ما أدلى به علي عثمان محمد طه في برنامج في الواجهة كان إملاء .. صمت غازي صلاح الدين لأربعة و عشرين سنة بفرضية أنه لم يكن راضيا عن الكثير من سياسات المؤتمر الوطني دليل آخر على أنه كان موطوءا ببوت العسكر مقيدا بسلاسل سياساتها القمعية و منفذا جيدا لبرامجها .. الرسالة واضحة إما أنت معنا و تفعل ما نريد أو ضدننا فنأخذ ثمن ما أعطيناك و إن تكن حياتك ..
إن وزير الدفاع الذي يتشابه عليه نجم محترق و صاروخ مصوب سيجعل من الحكومة المزعومة القادمة مرتعا لأصحاب القرار للانفلات من المساءلة و بيئة صالحة لمواصلة الفساد و الإفساد الذي مارسوه طوال سنوات حكمهم البغيض. و لكن إن يكن هذا أو ذاك فإنه ما ينبغي للشعب أن يلعب دور المشاهد ليرى أن ستار يرفع و أي آخر يسدل بل عليه نسف المسرح بمن فيه لأجل غد أجمل.

[email][email protected][/email]