عندما تتقدم ديبلوماسية (القبيلة) على سياسة الحكومة..!!

سهل آدم

لا ادرى سببا واحدا يجعل اثنين من كبار النافذين فى الحكومة (نافع والحاج آدم) يستدعيان زهنية (صيف العبور) ويسترجعان هوس (الغزو) من جديد لتهديد دولة جنوب السودان ، كاملة السيادة ، ببلوغ عاصمتها جوبا عنوة واقتدرا ، ويعتبران ان هذا التصرف ، مع همجيته ، هو الطريقة المثلى والخيار الاخير للتعامل مع الدولة الجارة ، وبالتوازى مع هذه التهديدات المغلظة فأن قبيلة (الرزيقات) الحدودية تبرم اتفاقا تاريخيا مع نظيرتها قبيلة (الدينكا) لتعزيز العيش المشترك والجوار الاخوى ونص الاتفاق الذى عتم عليه اعلاميا بسوء نية على قيام محكمة مشتركة لفض النزاعات فى مناطق التلاقى الحدودية وانشاء سوق مشتركة وتنظيم مهرجان ثقافى عوضا عن التزام رعاة الرزيقات بدخول المراعى الجنوبية دون حمل اسلحة بما يحترم ويراعى سيادة الدولة والتزام الاخيرة بحمايتهم حتى عودتهم سالمين بمقتضى ادارة اهلية مشتركة لمسارات الماشية ، والموقفين ينتهيان بنا الى نتيجة مؤلمة وهى ان القبيلة فاقت الحكومة فى الديبلوماسية والتفكير السليم واتخاذ الموقف الصحيح بما يحقق المصالح واستدامتها ، وفوق ذلك احترام واعتبار عهود متقادمة من التساكن والتآخى تجعل من استقلال الجنوب فعلا سياسيا جغرافيا محضا لا انفصالا وجدانيا يأتى على اواصر الاخوة وروابط الانسانية ، وفى حين عرفت قبيلة الرزيقات ، ببعد نظر وحسن تقدير ، كيف تحافظ على استدامة امتيازاتها الرعوية ، ترغى الحكومة وتزبد فى اطلاق تهديدات هلامية من شأنها ان تعمق عدائية العلاقة بين الدولتين الجارتين.

ان تهديدات المسؤلين الكبار فى الحكومة السودانية انما تمثل سابقة خطيرة فى الاعراف الديبلوماسية والعلاقات الدولية وستكون لها مضاعفاتها باتجاه التأزيم أكثر بما يقوض تماما كل فرص وحظوظ اقامة علاقات حسن جوار مرتكزة فى الاساس على التاريخ المشترك والمصالح المتبادلة واحترام السيادة.

لقد تقدمت الارادة الشعبية والديبلوماسية الاهلية كثيرا على الموقف الرسمى للدولة الذى ياخذ منحا خشنا فى التعاطى مع ملف الجنوب ، فقد اجتمع نحو (110) من اعيان الرزيقات مع نظرائهم الدينكا فى مؤتمر للتعايش السلمى استضافته مقاطعة (اويل) بشمال بحر الغزال ، وتوج الزعماء الذين انخرطوا فى مشاورات سادتها روح الود والاخاء جهودهم تلك بتوقيع الاتفاق المشار اليه (راجع الصحافة 24 يناير) واللافت فى الاتفاق انه تم بارادة شعبية محضة دون وصاية حكومية وبعيدا عن مراوغات وتاكتيكات التفاوض الرسمى ، وهذا النمط من الاتفاقات تتوافر له فرص نجاح اكبر كونه تم مباشرة بين الاطراف على الارض ووفقا للاعراف المحلية ، وبالتالى فأنه سيكون محل التزام وموضع احترام أكثر من لو كان قد تم على مستوى رسمى حكومى فوقى ، كما ان المفاوضات الاهلية المباشرة دائما ما تتسم بالسلاسة بعيدا عن خبث السياسة ، وليت ان الحكومتين فى الشمال والجنوب تركتا ملف ابيى الى حكمة زعماء الدينكا والمسيرية ، وهذه الخطوة تبينت نجاعتها بعد فشل ترحيل الملف الى محكمة التحكيم الدولية فى انهاء نزاع تبعية المنطقة ، ولولا ان كلا الحكومتين حملت القبيلتين على تبنى الموقف السياسى لها مدفوعة بالاطماع حول الموارد النفطية لامكن حسم الصراع باكرا وفق الاعراف والآليات التقليدية ، وبالنسبة لاتفاق الرزيقات والدينكا أذكر ان رئيس مجلس شورى قبيلة الرزيقات ، موسى عليوة كان قد قال فى تصريحات سابقة انهم كرعاة فى تعاملهم مع اخوتهم الدينكا لايمثلون الحكومة وانهم يأملون فى اتصال العلاقة باوجهها الاجتماعية والاقتصادية دون تأثر بنتيجة الانفصال ، ووقطع بانهم سيخضعون لاية اجراءات تقرها الدولة الجديدة حتى لو فرضت عليهم دفع رسوم على المراعى والمياه.

فى موازة الموقف الشعبى الواعى والحكيم يبرز الموقف الحكومى المتشنج والعنيف ، نقلت صحيفة الصحافة بتاريخ (26 يناير) عن نائب رئيس الجمهورية ، الحاج آدم يوسف ، قوله (ان صبر الحكومة تجاه الحركة الشعبية بدأ ينفد، وزاد «ان دعا الداعي جوبا ليست بعيدة) واعقبه بثلاثة ايام موقف متطابق صدر عن مساعد رئيس الجمهورية ، نافع على نافع ، واوردت صحيفة الصحافة عن الاخير فى (29) يناير (ورأى ان دولة الجنوب لا ينفع معها الفضل والاحسان، وزاد (ما بنفع معاها الا الذلة، وان تمادت فى خطها بنمشي ليها هناك) ، ما معنى ان يهدد او يلمح مسؤلان بارزان فى الحكومة باجتياح عاصمة الجنوب فى وقت يتفاوض وفد الحكومة فى اديس ابابا مع حكومة الجنوب آملا ان تتراجع جوبا عن قرار وقف تمرير البترول عبر الشمال ، ذلك ان سريان القرار سيفضى حتما الى انهيار موازنة الشمال فى الربع الاول من العام ، ذلك ان الموازنة اعتمدت موارد رسوم عبور نفط الجنوب كايرادات وجرى تقديرها ـ تمنيا وخيالا ـ من جانب واحد وتنفيذها بالاحتجاز (العينى) للخام (أى بكل قوة عين)، وها هى الحكومة تستجدى الجنوب الا يقدم على خطوة وقف الانتاج وفى سبيل ذلك تراجعت محرجة عن مصادرة شحنات الخام فى مرفأ التصدير ببوتسودان على ان أمل ان يقود ذلك الجنوبيون الى اعادة النظر فى قرارهم ، بعد ان كانت الحكومة تظن ان سياسة الابتزاز ولى الذراع يمكن ان تجدى مع الجنوب الذى يعتمد فى موارده على النفط بنسبة 98% ، ولكن خيال متخذى القرار فى السودان لم يسعفهم بأن الجنوب يمكنه الاقتراض بضمان النفط لحين انجاز منفذ الى موانئ التصدير بشرق افريقيا ، فى حين لايملك السودان قدرة على الاقتراض بسبب عجزه عن جدولة ديونه البالغة نحو (30) مليار دولار ، ويبدو النظام مرتعبا من الخيار الاضطرارى لانقاذ الموازنة بالغاء دعم المحروقات وزيادة رسوم السكر والاتصالات وفئات الجمارك والضرائب ، وهى خطوة من شأنها توسيع الحنق الجماهيرى العارم على النظام بفعل الانهيار الاقتصادى مترافقا مع عوامل اخرى كالفساد والاستبداد ، لتنتظم حالة الغضب الشعبى فى اشكال تعبير مختلفة تمثل انتفاضة واسعة ضد النظام ، ومع ان الحروب الاستنزافية الباهظة تدور فى اجزاء واسعة من السودان فلانحسب ان تهديدات (نافع والحاج) باجتياح جوبا جدية ، لكنها وفوق استفزازيتها ، تعبر عن ضعف الموقف التفاوضى فى ملف النفط بعد مفاجأة الجنوب بايقاف الضخ شمالا وانسداد الافق وقلة الحيلة فى مسعى البحث عن مخرج.

واجمالا الواضح ان الحكومة انتهت الى فشل كل اساليبها وطرائق التعامل مع الجنوب وارتدت عليها كل الاجراءات العدائية واللااخلاقية التى قامت بها بدء من محاولة تجويع الجنوب ورهنه اقتصاديا من خلال ايقاف حركة القوافل التجارية عبر ولاية اعالى النيل ومن ثم الاقدام على سحب جنسية شماليى الجنوب وفصلهم من العمل وطردهم فى عملية صدمت الضمير الشعبى والشعور الانسانى لمواطنى الشمال قبل الجنوب وتمت الخطوة دون اى اعتبار لقيم المواطنة او السوابق المماثلة وارتكزت على معايير عنصرية بحتة كشفت عن مدى التدهور القيمى والاخلاقى للنظام.

ان الايغال فى استخدام لغة التهديد والوعيد ومخاشنة الجنوب ستتفضى لا محالة الى تدهور العلاقات اكثر مما هى عليه وصولا الى مرحلة القطيعة الكاملة او المواجهة العسكرية بسبب تعثر تسوية خلافات ترسيم الحدود وظلال موضوع النفط بعد قرار الجنوب الاخير وارتداداته الاحتقانية المحتملة من جانب الشمال ، ان النظر الى المصلحة العليا يقتضى فى التعامل مع الجنوب استبعاد اسلوب الابتزاز ، فقد ثبت عدم فاعليته ، كما ان استمرار الفريق الحكومى المفاوض حاليا ، والذى يمثل أكثر مراكز النظام تطرفا ومغالاة لن يؤدى الى اختراق مهم وسريع لجمود التفاوض ودائريته المتطاولة لدرجة ان اجتماع الرئاسة (البشير وسلفا) فشل فى اعطاء المفاوضات دفعة وروح جديدة ، وفى اديس ابابا حتى الآن لا يتفاوض الوفدين بشكل مباشر انما يتبادلان المقترحات عبر فريق الوساطة فى عملية عبثية ساهم فى اطالتها تباعد الموقف النفسى والارضية الداعمة للحوار بفعل طرائق الحكومة الشمالية فى ادارة الازمة وتهديدها اولا بغلق خط الانابيب ومن ثم الاستيلاء غير الشرعى على نفط الجنوب وفرض سياسة الامر الواقع ووضع اليد ، ان الحاجة ماسة لابداء مرونة ازاء دولة الجنوب الشقيقة وادراك ان اقتصادى البلدين متلازمان ومرتبطان الى حد كبير ، وقد ثبت للحكومة عمليا الآن ان اقتصاد الشمال احوج ما يكون الى الجنوب ، على متخذى القرار عدم تفسير التمرد العسكرى الواسع فى الشمال بدعم الجنوب ، فعدالة مطالب حملة السلاح هى اكبر دعم لهم ولا ادرى لماذا لاتعى الحكومة درس صفقتها مع الرئيس ادريس ديبى التى كانت تظن بمقتضاها انه يمكن تصفية التمرد فى دارفور وكذلك خسارة مراهنتها على انهيار نظام القذافى ، على الخرطوم حل مشكلاتها دون تحميل مسؤليتها لجيرانها وخاصة الجنوب ، ان المستقبل يجب ان يكون للتعاون والجوار الاخوى والاواصر الحميمية وبمثلما اعطت الحكومة المصريون حقوق العمل والاقامة والتملك والتنقل ، نعتقد ان الاخوة الجنوبيون احق بهذه المعاملة وكم حزنت عندما علمت ان وزارة الخارجية امرت بعدم التعامل الرسمى مع وزير التعليم العالى الجنوبى ، الدكتور الخلوق بيتر ادوك الذى قدم لتوقيع اتفاق مع وزارة التعليم العالى الشمالية ، وبررت الخارجية قرارها بأنه لم يتم اخطارها من قبل نظيرتها الجنوبية وفقا للبروتكول بقدوم الوزير لانجاز اعمال رسمية ، انه انسداد الافق الذى نتحدث عنه وادارة الامور ليس بعقل وخيال السياسى وبصارة رجل الدولة ونظرته الاستراتيجية انما بتصلب (الموظف) وتخندقه الاعمى وراء الاجراءات الشكلية ، للاسف هذه هى العقلية وهذا هو منهج الصلف مع اشقائنا الجنوبيين ، شكرا نبيلا لك دكتور بيتر ادوك فقد كنت تظن انك فى وطنك ولم تفكر كـ (رجل مراسم) .

سهل آدم
sahladam@yahoocom

تعليق واحد

  1. ناس نافع ديل اصبحو كالكلاب السعرانه بالذات بعد انهيار وتدهور اقتصادهم . قبل انفصال الجنوب كانوا يتشدقون بأن الجنوب لن تكون دوله لكن العود ركب فيهم انتو قايلين ده جنوب السودان ………………………ده جمهورية جنوب السودان

  2. والله حقو مافيا الانقاذ دي ترفع يدها وتسلم البلد كلها للادارة الاهلية

    برناردشو قال شنو مش قال كل العساكر اغبياء بلا استثناء ؟

    نشكيكم على الله

    وعلى جميع افراد ا لشعب السوداني لم اولادهم عليهم في حالة اندلاع حرب

    وخلوا ناس هي لله ديل يورونا شطارتهم ورجالتهم

    مش يقعدوا هم يسرقوا وينهبوا ويقلعوا اولاد الناس يودوهم للحرب وعلى الشباب في كل الاحياء الترابط والتوحد ومقاومة اي مجروس اوي اي اهبل عسكري جايي يلم الشباب وعليهم ان يقتلوهم في اماكنهم ويتلموا اهل الحي كلهم عليهم وما يسمحوا بدخول اي ناقلة عسكرية حتى لو يستخدموا الملوتوف او القنابل اليدودية السلاح راااقد في الصومال الجديد اقصد السودان الجديد

  3. سهل الله عليك يا سهل — قديما قيل انما الامم الاخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا — وهذا ما نخشاه على وطننا الحبيب — مما نشاهد ونسمع ونحس — وايضا قيل ( الاغبياء يتعلمون من تجاربهم لكنا نتعلم من تجارب الاخرين ) ويبدو لى مما رى واسمع اننا الآن صرنا دون مستوى الاغبياء فلم نتعلم حتى من تجاربنا القريبة والقريبة جدا — والله المستعان وكفي

  4. شكرا—- مقال رائع وواضح شديد ونعتذر للدكتور بيتر عما صدر من دبلوماسى الزمن العجيب — التحية لاهلنا الدينكا والرزيقات وكل قبائل التماس على التواصل والتحاور الراقى لحل الازمة التى استفلحت بسبب التعنت والمغالاة من قبل النظام

  5. خلّيهم يمشوا جوبا، هم فاكرين المسألة لعب قعونج؟ ثم هل يعلم هذان الشخصان ما معنى مهاجمة دولة ذات سيادة في زماننا هذا؟ و بماذا تتم مهاجمة الجنوب؟ بهذا الجيش "المليشيا" المهلهل. المحيرني موقف أهلنا المسيرية، ألا يعلمون أن مصلحتهم و سبل كسب عيشهم مرتبطة بالدينكا؟ ثم ألا يعلمون أن هذه الحكومة ستبيعهم لأول مشتر، و بثمن بخس؟الفيلم انتهى.

  6. بتاعين الانقاذ ينطبق عليهم ما كنا نردده زمن الطفولة " طول النخلة و عقل السخلة" .. كبار قادة الانقاذ و حملة الدكتوراه فيها هم اجهل خلق الله و اقلهم عقولا و اكثرهم سفاهة قولا و فعلا ، و ينطبق عليهم المثل السوداني " القلم ما بزيل بلم " و هم كلما مرت عليهم السنون زاد جهلم و سفههم بدلا من ان تزيد حكمتهم، و تلك طامة كبرى اذا كانت في مواطن عادي فما بالكم اذا كانت في مسئول بدرجة مساعد رئيس جمهورية و نائب رئيس جمهورية؟
    من اين اتى هؤلاء؟

  7. لساكم ما شفتو حاجه والانفصال في شهوره الالي بعد انا داير اعرف من ناس المؤتمر الوطني دايرين تودون لي وين ان شاء الله ؟…………………………………………………(؟) (؟) :mad:

  8. \\"ذهنية\\" وليس \\"زهنية\\"، وهذا لا يقدح في قيمة ومحتوي المقال الجيد الموضوعي، فقط بالله نناشدكم الرحمة من الاخطاء الإملائية التى تفسد علينا متعة القراءة.

  9. و الله يا السيج/ سهيل ادم انت عجيب. الرزيقلت ناس عاشوا مائتين و خمسون عام فى دارفور و منحوا حاكورة منذ عام 1902م و هم يعرفون ان هذا هو طريقهم الوحيد و انهم قط لن يتمكنوا من قتل الدينكا كما كان منذ عام 1956 و الى عام 1984 – عام تيسليحهم و تدريبهم من قبل الحركة الشعبية. الان للرزيقات ارض و ماشية يخافون عليهما و بذلك نفضوا يدهم من الجلابة و بلادة فكرهم و الذين هم يحكمون بلدا كانهم راحلين عنها غدا. و هذا الاتفاق تم لان الرزيقات يبدوا رفضوا ان يتقدمهم فروخ الحرام. اعملوا حسابكم من كاشا و مسار و نافع

  10. أولاً أحي كاتب المقال على حرصه على حسن الجوار والعلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان لكن هنالك مجموعة تساؤلات منطقية يجب استحضارها قبل أن نسب ونلعن حكومة الشمال:
    أولاً : الحكومة هي من قدمت حسن النوايا في كثير من المواقف أولها السلاسة في الانفصال دون حدوث أي مشكلات ثم ثانياً في قضايا العملة والحدود المرنة والتجارة لكن هل قدمت حكومة الجنوب ولو 1% من هذا المسلك.
    ثانياً: نحن أهلنا من المناطق الحدودية المتاخمة لولاية أعالي النيل تضرروا كثيراً من سلوك الحركة الشعبية في هذه المناطق ولم يتركوا لهم أي بادرة للتعامل الأخوي.
    ثالثاً : حكومة الجنوب حاولت أن تلعب ببعض الملفات الاقتصادية حتى تخلخل أوضاع الحكومة في الشمال ولكن لم تنتبه بأن من يلعب بالنار حتماً ستحرقه.
    رابعاً : وهذا هو الأهم بأن سعي حكومة الجنوب لحشد المجتمع الدولي في صفها وهذا سيجعلها تخسر كل أنواع التعاون مع الشمال وستثبت الأيام هذا المسلك لأن السودان الشمالي لديه من الأساليب الكثير لجعل حكومة الجنوب في وضع محرج
    وتقبل أخي خالص تحياتي وتقديري على هذا السرد الجميل

  11. الاستاذ سهل
    لك التحية والود
    اولا لا يفوتنى ان اشيد بالمعالجات العقلانية التى اشرت اليها فى مقالك الذى يشكل هاديا وخارطة طريق لصناع السياسة ،عملا بمبدأ ان السياسة هى فن الممكن ، والخطوة التى قام بها الرزيقات تجاه الحرص على مصالحهم واستمراريتها فعلا مشروعا وان اغفله صناع السياسة ، وارى ان كل قبائل التماس ينبغى ان تحذوا حذو الرزيقات فى الوصول الى اتفاقيات ومعاهدات مع نظرائهم فى دولة الجنوب ، ومن هنا يصبح لزاما على قبائل بحر ابيض ( سليم والصبحة ونزه واولاد احميد والاحامدة الوصول الى تفاهمات مع اعيان الشلك ، على ان يتوج الاتفاق بمباركة ( رث الشلك ونظارة عموم البقارة
    الدبلوماسية الشعبية اكثر فعالية من الرسمية ، لانها تنطلق من اعراف وتقاليد تحظى بالقبول والاجماع اضافة الى شرط الالزام ، والقائمون على امر الدبلوماسية الرسمية فى بلادنا يغفلون كثيرا من هذه الاعراف القبلية مما يجعل من قراراتهم وخطواتهم غير منسجمة مع مصالح قطاع الرعاة والمزارعين ،فالعلاقات بين الناس لا تؤسس على التنافر والاختلاف ، وتناسى صناع القرار علاقات الجوار والتصاهر بين قبائل التماس التى فصلت فصلا بقرارات سياسية وان تلك الحدود والفواصل التى ذكرت فى اتفاقية مشاكوس هى فى الواقع اشبه بخطوط الطول والعرض وليست فواصل طبيعية اضافة الى انها اهملت الانسان بل اعتدت عليه اعتداءا صارخا
    بالله عليكم ما ذنب الشماليون الذين ولدوا وتربوا فى مناطق الجنوب وما ذنب الجنوبيون الذين ولدوا وتربوا فى الشمال ليصبحوا بفعل قرارات طائشة (بدون )
    ان السياسات العرجاء لا تجلب غير المتاعب

  12. تسلم سهل وسهل الله لك دنياك وآخرتك
    والله لم تترك شيئ نضيفه فان مقالك ورد فى قمة من العقلانية فى صورة معاكسة جدا لما يتوهمه بروفسورات الانقاذ ، والله دول سنة اولى سياسة محتاجين لتدريب حتى يتمكنوا من قيادة البلاد مراعين مصالح العباد .
    قال لى احدهم مدافعا عن قرارات الانقاذ العشوائية بان الجنوبيون ايضا متضررون من ايقاف تدفق النفط .
    بالله عليك هذه حكومة مسئولة من شعب اول ما تفكر فيه هو اذية الاخرين بدلا من ان يكون فى اولوياتها مصلحة مواطنيها ، يا اخى الجنوب نعم يعانى ولكن لفترة محددة ويحل مشكلته ثم ماذا بعد ، ماذا اصنع لو بلغت تذكرة المواصلات عشرة آلاف جنيه ، هل سيكون كافيا عندها التشفى فى عذابات الجنوبين ومعانناتهم هل هو كفيل بحل مشكلتنا .
    والله يا اخوان انا لم أرى حكومة أغبى من هذه الحكومة … هل يعقل بان طريقة الابتزاز التى اتخذتها مع الجنوبين ان تكون صادرة من انسان عاقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
    شكرا على المقال العاقل جدا .

  13. فرز يا هذا بين كراهيتك للحكومة لسبب او لاخر وبين الوطن العزيز واهل الجنوب بشهادة الافارقة تنصلوا عن اتفاقية السلام وتطاولوا على الشمال دون وجه حق

  14. أخي سهل لماذا سعت دولة تشاد إلى التعاون مع السودان هل هو خوف من السودان لا أعتقد ذلك ولكن لغة المصالح المشتركة بين الدول هي من يجعل الدبلوماسية هي السلاح الفعال وليس دعم التمرد لمحاربة دول وحسن الجوار هو أهم العلائق التي توطد للتعاون بين الشعوب وإذا أرادت حكومة الجنوب التعامل بعقلانية مع هذه الملفات فحتما ستستفيد من حسن الجوار بأن تجد لمواطنيها مكان يلجأون إليه عند الضيق وخاصة المجاعة الآن في الجنوب بدأت أجراس إنذارها من المجتمع الدولي وستسمع عما قريب نداء مثلما حدث في الصومال

  15. شكرا استاذ سهل علي المقال الرائع
    ماذا تتوقع من هؤلاء الحاج ادم من الذين اشترتهم الانقاذ بثمن بخس وباعوا
    قضية دارفور ===what you will expect from these
    هذا هو اسلوبهم وكما اجمع القراء هم نسوا ان الجنوب حاليا دوله ذات سياده
    الشعب السوداني السمح الطيب ما زال باخلاقياته العاليه جنوبا وشرقا وغربا وشمالا
    التحيه لوجهاء مناطق التماس

  16. والله يا سهل آدم
    مقالك قمة في العقلانية والوطنية
    لكن تعمل شنو مع ناس لقوا نفسهم وبدون سابق مقدمات هم المسئولين عن السياسة في البلد ؟؟؟
    أجزم أن هؤلاء المتنطعين من كرتي ونافع والحاج آدم يوسف حتى لو كانوا متحدين في حركة اسلامية واحدة بوجود الشعبي والوطني سوياً في حزب واحد لما تمكنوا من الوصول لهذه المناصب
    على العموم هداك الجنوب أمشوا وجربوا صيف العبور التاني
    وعشان تكونوا عارفين هذه المرة ليست كالمرات السابقة فالجنوب قد أرسل أبنائه لتلقى دورات الطيران الحربي المتطور
    يعني مش زي زمان تملوا طائرات الانتينوف متفجرات وترموها على المساكين ثم يدخل جيشكم يرقص ويغني وتجيبوا ليهو الكاميرات نظام كنا في معركة
    هذه المرة يا صقور الانقاذ يجب أن يستشهد فلذات أكبادكم فرداً فرداً حتى تستطيعوا حشد أنصاركم ناهيك من حشد المواطنين المكتوين أصلاً بنيران فسادكم الذي أزكم الأنوف وجباياتكم ذات الاسماء المتعددة والمملة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..