رساله الي اخواني الجنوبيين

رساله الي اخواني الجنوبيين

د.فاروق عثمان

اخوتي
منذ سنيني الاولي في هذه الدنيا كنت مهجساً بشئ واحد وهو التفاوتات الاجتماعيه في هذا الوطن، ربما لان القدر اعطاني هديه قيمه وهي صداقاتي لاثنين من ابناء الجنوب وجبال النوبه. شكلت هذه الصداقات ملامح طفولتي وصباي ورفدت وعيي بتلك الاسئله المحرجه والتي حاول سلمي التعليمي، وحصار المجتمع غطغطتها ولكنها كانت دائما تقفز الي وعيي بممارسات ذات المجتمع ابتداءً باسرتي الصغيره ثم قبيلتي نهاية بمجتمعي, ولاني املك بعض التاثير علي اسرتي فقد بدات حملة تغيير مرهقه وطويله اظنها اثمرت في نهايتها بعد جهد وتعب,كانت نتيجتها مصادقة والدتي لميري الدينكاويه وتقبلها كصديقه مثلها مثل عشاء وليلي وفاطنه,ولكن ماباليد حيله.
فقد كان المجتمع قاسيا وغير متقبل لافكاري ومازال سادرا في غيه في توصيف الناس علي حسب لونهم ودينهم,مارس كل اشكال التمييز والاضهاد والفرز ولو انكر الناكرون, ولكن تبقي هي الحقيقه, وزاد الامر سؤ تبني حكوماتنا المتعاقبه هذا الفهم ان كان ظاهرا او مستتراً، توجته حكومة الجبهة باعلان الجهاد عليكم وتسييرها لمتحركات الدفاع الشعبي باسم الدين ممارسة كل انواع الاضهاد والنفي في شكله العنيف، فصمدتم وقاتلتم من اجل بقاءكم ووجودكم وهويتكم وحقكم في الحياه، وهأنتم الان تنتصرون علي ذات الحكومه وتأتي هي صاغره وملبية لكل مطالبكم بعد ان كانت تتمني ان تأتو دافعين الجزيه وانتم صاغرون.

اخوتي
حزين انا أيما حزن ويشهد الله من صبيحة الامس لم تفارق الدموع مقلتي، فقد مرّت ايام طفولتي بصحبة اصدقائي واثارت فيا مكامن من الحزن القاسي والالم الشديد، ولكن يبقي عزائي في انكم اصدقائي ستذهبون الي حيث حريتكم المطلقه,حيث لا نظرة دونيه ولا اضهاد ولا سكن في اطراف المدن والبيوت حديثة الانشاء,ولاكشات ولا صوت لازيز الانتنوف وهي تضرب قراكم,ولا هجره ولا لجوء.
وان تعيش في ظل شجرة للباي او المهوقني وانت تتفيأ ظلها حرا ابيا رافعاً راسك في وطن انت سيده، افضل ملايين المرات من ان تعيش في براثن غابات الاسمنت حارساً لها ومضهداً وخايفا ومواطنا ثانويا.

اخوتي
امنياتي واقولها بصدق ان تحققو قيم العدل والحريه والمساواه والتي فشلنا في تحقيقها فكانت نتيجتها ذهابكم الحزين.