تعتذر بعد ايه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هذ الموضوع كتب بمناسبة التغيير الحكومي الأخير (أحمد الصغير سنا بدلا عن حاج أحمد العجوز!!). بالمناسبة ناس أحمد ديل أعمارهم ما بين أكثر من40 سنة الى أكثر من 70 سنة واسألوني انا، منها 25 سنة انقاذ!!! أجمعوا الباقي انتم.
الدكتور (الجديد) الرئيس الجديد لمجلس الشعب ، الذي لا توجد به معارضة (خالي معارضة، يعني اسكتو) المحتشد (بالنوام)، في أول يوم قال أنه يعتذر (للشعب السوداني) عن السنوات الخمسة وعشرين الماضية!!!!! هذا أول اعتراف صريح بالفشل الانقاذي، والحمدلله جاء من الجيل الثالث للانقاذ. طبعا الجيل الأول الاعتراف صعب عليه شوية، ولو نحن نريد منه أن يعترف الأفضل نلحس….
والدكتور (القديم) بتاع تربية النبات ومؤسس جهاز الأمن ، والمساعد السابق للرئيس (بالحكومة) ونائبة (بالحزب)، و(عدو) الأحزاب السودانية جمعاء، وأغلبية الشعب السوداني، قال أنه (يعتذر) لكل من أصابه رشاش منه، يعني بذلك ابتداءا من نوع لحس الكوع، والفشل ، والهلهلة، والعمالة، والخيانة، و أنها تحت مركوبي ده (ولا مؤاخذة يعني)، ويشوف حلمة أضانه..الخ من الألفاظ التي بدأ يتناقلها صغارنا دون خجل، حيث أن كبارنا (ناس المؤتمر الوطني) يستخدمونها (عادي) بالصحف والاذاعة والتلفاز، وفي كل مناسبة يقع فيها مكبر صوت في أيديهم. يعني (رب البيت / الحكومة) هذا دائما يستخدم هذه الألفاظ العادية جدا بالنسبة له، لكنها مرفوضة في منازلنا السودانية وأسرنا، بل كنا نعاقب ان قمنا باستخدامها على الأقل، أوكما يقول المؤتمرجية (في الأقل)، نوبخ. لكنه ايضا قال، (لن نتوقف) أن اساء أحد للمؤتمر الوطني!!! يريد أن يقول للجميع: خرجت من الحكومة لكن عيني لا زالت حمراء، ويدي طايلة، وما تفرحوا ساكت.
الأخ حسين خوجلي في برنامجه الشهير والمثير للجدل قال وبعضمة لسانه: ان شاءالله الحكومة الجديدة يجيبوا لينا ناس (مؤدبين)، مش زي ناس لحس الكوع!!!!! ما يجيبوا لينا ناس يشتموا الشعب السوداني كل يوم وبدون مناسبة، كما قال: المعارضة دي ما ناس سودانيين زينا. هذا ما جاء على لسان الصحفي المحسوب عليهم وابن الكيان الاسلامي.
نقول لهما، نحن الشعب الفضل: تعتذروا بعد ايه (عبدالعزيز محمد داؤود). غلطان بعتذر(صلاح مصطفى) ، ووردي (اعتذارك ما بيفيدك).
عندما يخطئ الشخص خطئا بسيطا من الواجب عليه أن يعتذر. لكن ان كبر الخطأ فان الاعتذار لا محل له من الاعراب، فهنالك (قوانين) دينية ودنيوية تحاسبه (شرعية وجنائية). عندما يخطئ المسؤول في الدول المتقدمة (الانسان السوي والذي يحترم نفسه والمجتمع والقوانين) يحاسب نفسه، وتحاسبه الدولة، ويستقيل، وفي اليابان ينتحر (هيراكيري). أما نحن في سودان المؤتمر الوطني فنعتذر للشعب عن أخطاء استمرت 25 عاما وبعين قوية، وكمان يستمر في الحكم (كان عاجبكم)، ويجيب أشكال جديدة من حقها أيضا أن (تخطئ و تستمر) في الخطأ، وبعين قوية تجينا تاني وتعتذر وتتوقع منا (الشعب الفضل) أن نقبل بسماحة، بل ونحن صاغرين!! الم يعتذر حسني مبارك ثم استقال وعين خلف له في حكومة مؤقتة انتقالية؟ ماذا كانت النتيجة؟ ألم يعتذر زين العابدين؟ ماذا كانت النتيجة؟ الهروب الكبير. ألم يعتذر علي صالح وماطل وحاور وخادع وحاول كل شئ ممكن؟ أين هو الآن؟ اصبح نكرة ومشوه اليدين والنفسيات. أما من رفض الاعتذار (الزعيم الأممي)، فلا حول ولا قوة الا بالله. انتزع الله منه الملك شر انتزاع. لطفك ياكريم.
(فلنعترف) جميعا، وعلى الأخص الاسلاميين الذين اذلوا المسلمين، وبالذات المؤتمرين (الوطني والشعبي) بأنهم ارتكبوا جرما في حق الوطن والشعب الفضل وكل فرد سوداني حتى وان ولد قبل دقائق. هذه أولا.
ثانيا، يجب أن (نعترف) بأنن البلد تم تدميره اقتصاديا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا وسياسيا وصحيا…الخ، ودخلنا في حفرة عميقة ولابد من الخروج منها.
ثالثا، الخروج من هذه الحفرة لا يستطيع الوطني ولا الشعبي، ولا حتى أحزابنا الحالية بمفردها أو مجتمعة ، ولا حتى انقلاب عسكري اخراجنا منها. لابد من أن نضع ايدينا (جميعا) مع بعضها البعض حتى نخرج البلاد، ونخرج معها من هذه الحفرة، ونصل لسطح الأرض، وبعدين نشوف حل لخلافاتنا نحن.
رابعا، على الحكام الجدد، ناس أحمد أن يرفضوا أى وصاية أو رأي أو استشارة من ناس حاج أحمد (الفاشلين)، بل عليهم أن (يحجموهم) تحجيما حقيقيا. وان أمكن محاسبتهم ان كانوا بالفعل يرغبون في السير في الطريق الصحيح حيث أنهم دمروا السودان والمواطن وحزبهم وما يدعون أنه الاسلام السياسي!!، ومحاسبة كل من أفسد، واسترداد الأموال الضخمة المنهوبة (بواسطة ناس حاج أحمد ومنسوبيهم من أقارب وأصدقاء)، والتي بالتأكيد هذه الخطوة ستصحح الوضع الاقتصادي بدرجة كبيرة جدا وبالسرعة المطلوبة حيث أنها بالمليارات، وارجاع الأموال السودانية المستثمرة بالخارج وبالعملة الصعبة، كما خرجت بالعملة الصعبة، حتى يستعيد الاقتصاد والجنية عافيتهما.
خامسا، عليهم تكوين (مجالس استشارية من العلماء والخبراء) من (خارج) الحزب لاسداء النصح ووضع (خارطة طريق) لكل وزارة ومؤسسة وهيئة وبنك وجامعة ومشروع و(ادارة أزمتها)، حيث أن كل موقع حكومي بهذه البلاد يعاني من (أزمات) وفي طريقها الى المرحلة الأكبر (الكارثة)، ثم يتبنى خارطة الطريق هذه للفترة المتبقية (عام ونصف) حتى الانتخابات القادمة. الهدف النهائي هو أصلاح ما أفسدته 25 سنة (انقاذ).
سادسا، على أفراد الحكومة الجديدة أن تعمل (كفريق واحد)، مع تخصيص كل اجتماع مجلس وزراء لمناقشة موضوع واحد فقط بواسطة الجميع، على ان يتبنوا توصيات أو قرارات ذلك الاجتماع بعد عرضه على الخبراء، يتبنوه كفريق واحد يسهم كل منهم بما هو مطلوب منه لانجاح الخطوات المطلوبة، وبمسؤولية تامة.
سابعا، أهم ما هو مطلوب منهم هو (الدستور) مهما كلفهم ذلك من عناء وتنازلات وغيرها. ثم التركيز على الزراعة كعماد للاقتصاد السوداني حاليا ومستقبلا وحتى قيام الساعة. ثم السكك الحديدية والخطوط الجوية السودانية و التأمين الصحي لكل فرد سوداني واصلاح حال المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات. كما يجب أن يتذكروا الحكمة السودانية البليغة (العجين قبل الدين)، فكما قال الدكتور الجديد، نحن شعب استثنائي وشعب عظيم نستحق أن ترصف لنا الأرض بالذهب وتتنزل لنا السماء بالمن والسلوى.
ثامنا، لابد من الجلوس مع الأحزاب، واطلاق الحريات، والسماح بالليالي السياسية، والتأمين على حق التظاهر السلمي، ورفض الدكتاتورية بكل صورها وأشكالها، وتعويض أسر شهداء انتفاضة سبتمبر ومحاكمة القتلة، وهنا لا يجدي الا عتذار نهائيا مهما كان الاسلوب أو التبرير.
تاسعا، على وزير المالية الجديد أن يصلح ما خربه الوزير السابق ويعيد للشعب حقوقه وكرامته وأن يفكر تفكيرا اقتصاديا (علميا) للخروج من أزماته، ووقف والبذخ الخطير الممارس حاليا، والبعد عن جيب المواطن الذي أصبح مسكونا بكل أنواع العناكب، والأهم من ذلك البعد عن التفكير التجاري، فهنالك فرق بين التفكير الاقتصادي والتفكير التجاري يا سيادتك. الاقتصاد يدار بفكر اقتصادي والتجارة تدار بفكر تجاري (وقع ليكم)ز أن اردت أن تفشل كما فشل وزراء السنوات الخمسة وعشرون فالطريق سهل للفشل وهو ان تفكر كتاجر وتنسى كل ما درسته من علوم الاقتصاد.
خلاصة الأمر يا ناس أحمد: اقلبوا مرتبة ناس حاج أحمد، وافعلوا (عكس/نقيض) ما كانوا يفعلون. ببساطة كدة اتبعوا المنطق والعلم والفطرة السليمة، وابتعدوا عن افكار ناس حاج أحمد وحزبهم الشيطانية، وانظروا حولكم وتعلموا من تصرفات الدول التي تعدونها كافرة، وستكون النتيجة واضحة جدا وهي: أنهم أكثر اسلاما منكم. اللهم نسألك اللطف (آمين).

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
10/12/2013م

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..