أيها الإسلاميون لا تنقضوا غزلكم انكاثا

ضرب الله الحكيم الخبير مثلا لمن يحكم عمل ثم ينقضه بإمراة من قريش كانت تنقض غزلها بعد ان تنسجه.
الآية 92 من سورة النحل وآيات قبلها وبعدها .
والإسلاميون في السودان يفترض أنهم أدرى الناس بذلك . لكن كثير منهم أنقض على عمله ينكثه (ينكته و يفرتكه).
ونحن نكتب هنا عن كسب الإنقاذيون بحسب نواياهم هم وليس بحسب وجه نظرنا في طرحهم.
نظن – وبعض الظن إثم – ان كسب الإنقاذيون في بداية أمرهم كان يتصاعد بمتوالية هندسية. اثنان اربعة ثمانية. بينما إكتسابهم يصعد بمتواليه حسابية واحد اثنان ثلاثة. ثم تسارعت الوتيرتان بمتواليتين هندسيتين. توقفتا هنيهة ثم انقلب الحال فصارت الإكتساب بالهندسية والكسب بالحسابية والله أعلم .
وننبه هنا لخطورة الأمر الكبرى. فإن كان الأمر كذلك فهو خسران مبين. فقد انجرف الإسلاميون وراء ظلم فادح. تسلموا السلطة وظلموا بها أنفسهم وغيرهم . وكانت الحكمة تقتضى أن يزرعوا نبتة الخير ويتعهدونها بالرعاية . كل حسب جهده . على إختلاف هذه الجهود. بعضها فكري والبعض بدني ومالي وغير ذلك. ولكن الذي حدث لسنوات طويلة هو أن اكثرهم تشبث بالمناصب.
لقد كانوا على قلب رجل واحد لكنهم الآن قلوبهم شتى . ودولتهم في مهب الريح والسبب في إعتقادنا انهم في بادئ أمرهم صارعوا الشيطان غيرة لدين الله فصرعوه. لكنهم عندما صارعوه بعد ذلك غضب على فقدان دنانيرهم صرعهم. فتفرقوا وتقطع أمرهم .الكثير منهم تملأه الحسرة والأخف تشغله الحيرة. ويبدو ان أغلبهم لم ينتبه أو لم يحتسب.
لقد حكم الإسلاميون وتنفذوا لاكثر من ثلث قرن. منهم من تنسم المناصب زمن أقل لكن حجم تأثيره كان أكبر. وقد إنصرمت السنون مسرعة وخلفت وراءها الكثير من الحسرات والهموم. وتغلبت في كثير من الأحيان النفس الأمارة بالسوء على النفس اللوامة. إن الأمر أكبر من حزب أو دولة. عليه يجب المسارعة لتصحيح الأوضاع غير الصحيحة وتصويب الأعمال الخاطئة. يمكن ذلك بإيقافها أو التبليغ عنها أو المساعدة على تصحيح مساراتها وتفعيلها لصالح البلاد ومصلحة العباد
إن مجرد مغادرة شخص لكابينة القيادة في عمل ما لا يجعله هذا العمل غير جيد. والإنسلاخ من عمل ما للإختلاف في كيفية إدارته لا يحّول العمل بكامله من خانة الجيد للسيئ. وحتى في أسوأ الأحوال – مثل إنحراف العمل عن مساره – فإنه قد يحتوى على الكثير من الجزئيات الطيبة. هذه الجزئيات الصغيرة قد تجلب لغارسها أو المساهم فيها أو راعيها أو حتى من يتمنى لها الخير قد تجلب لها مقابلا لا يتوقعه.
معيار صلاح العمل يكون بإخلاص بالنية و بمقدار إعتقاد الخيرية فيه وحجم الجهد المبذول فيه ودرجة إحتسابه . لكن البعض يقيّيم العمل بمعايير شخصية متأثرة بالعاطفة.
اذا راجع الإسلاميون مواقفهم هذه ربما يجدون أغلبها مغاضبات ليس إلا .عزة النفس في غير موضعها حمية جاهلية.
ليس كل ما غرسه الإسلاميون سيئ. هنالك الكثير من الجوانب الطيبة. وإن كان هذا رأي بعض المختلفون معهم في الرأي فإنا نحسب إن نواياهم هم عند غرس هذه البذور كانت طيبة. وإن أثمر بعضها شوك أو آتت أكلها حنظل.
.إذن بنفس القدر من الجهد الذي بذله الإسلاميون في الغرس وبنفس المشقة في الرعاية عليهم أيضا أن يصبروا ويحتسبوا أعمالهم التي اُجبروا على التخلى عنها. وعليهم المساعدة بالنصح متى ما طُلب منهم ذلك.فكلما ترعرع الزرع وأثمر أو أظل فإن لهم فيه خلاق قل أو كثر.
الذين حلموا ثم فكروا وخططوا وأسسوا دولة إسلامية .والذين أنشاؤا حزب والذين اصدروا صحيفة والذين تبوأوا مناصب والذين بشروا والذين نصحوا والذين كتبوا والذين أشاروا والذين إجتهدوا .
لهم أن ينتقدوا ويصححوا وان يجتهدوا ويحتسبوا ولهم الأجر والأجرين فما بال بعضهم يسعى لنقض ما غزل ؟
الإضرار بعمل جيد أو معاداته لمجرد الخروج منه ليس عمل جيد. ما يضير الزارع إن غرس بذرة طيبة وآلت لخصمه؟ إنه إن تفكّر في الأمر سيجد نفسه يجني ثمارها أكثر مما لو كانت عنده. فهو زارع ثم صابر ومحتسب لعمل عند خصم .
غاية ما هنالك هو مغالبة النفس وجبلها على قبول رؤية ما تعبت في تأسيسه يؤل لغيرها. وفي هذا مجاهدة وتشذيب وتهذيب لها وكسب كبير.
ان قمة التضحية هي في إنجاز عمل شاق ثم إهدائه للآخرين .وربما يتضاعف الأجر لو كان هؤلاء الأخرون خصوم.
فكروا وتفكروا في أعمالكم من خلال نظرة كلية لمشاريع حيواتكم .وعند إتخاذ قراراتكم راجعوها قبيل إطلاقها.
الصواب هو الإفادة من التجربة والتجارب الأخرى .والتفكير في أعمال أخرى مختلفة. تأسيسها ثم إهداؤها للغير أو مواصلة العطاء عبرها عن بعد.وإن تعذر ذلك فهنالك النيات الصادقة والدعوات الصالحات .
اللهم وفقنا لما تحب وترضى
[email][email protected][/email]
يا اخونا منير والله انت راجل طيب – وربنا يزيدك
لكن عليك الله بعد الظلم والظلمات الحصلت في السودان لس راجي ليك خير في الناس ديل ؟
فانت اما ان تكون طيبا – او من عصبة الكيزان !