حلة الإنقاذ..ما بين سمك سلفا .. وزيت مشار..!

الجنوبيون باتوا يعلكون حصرم الحرب ..فتصطك وتضرس أسنان حكومة الخرطوم ..التي بدت أكثر حيرة وهي التي وضعت حلة طبختها الفارغة تتلمظ في جوع وخواء للمرحلة التي أعقبت التعديل الوزاري الأخير على أثافي إصلاح الحال مع حكومة الرئيس سلفا كير الذي كان حتى الأمس القريب يملك السمك والزيت معاً ..ففقد الآن الزيت الذي إستولى على عربته رياك مشار ليجرها بخيط سيطرته الواهن حتى الآن حيثما شاء ..وربما يصل بها الى وجهته أوربما ينقطع ذلك الخيط !
الإنقاذ أكثر الخاسرين في كل الحالات فوقفتها مكتوفة الأيدي دون مساعدة حليفها اللدود سلفا كير سيجر عليها تبعات غضبه في حالة إنتصاره في المعركة الحالية على خصومه!
ومن البديهي إذاما إنتصر فريق مشار ولو باتفاق يُبرم مع خصمه وفق شروطه الثلاثة وهي تشكيل حكومة قوية من كل الفعاليات السياسية وأطياف المجتمع المدني والعسكري الجنوبي..و تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية ومن ثم إطلاق سراح كل المعتقلين السياسين على خلفية الأحداث الجارية..فإن تلك النتيجة لن تكون في صالح حكومة المؤتمر الوطني لأنها الى جانب ما يتطلبه الأمر من تحول براجماتي سيكون مخجلاً في التعاطي مع الوضع الجديد في جوبا أو في بور..فإن إنفاذ تلك الشروط سيغري الحركات المسلحة في الشمال والمعارضة المدنية لتقليد الربيع الجنوبي إذا ما ذهب في نجاحات مسعاه الى نهايتها فتصبح طعنة لحكومة البشير في الجانب الأيمن من جسدها المنهك و هي التي لم تفق بعد من صدمتها بفقدان الحليف الإخواني المصري في جنبها الأيسر ، و لم تتعافى من ركلة البطن التي سببتها لها إنتفاضة سبتمبر المجيدة التي قصمت منها الظهر أيضاً الذي تمثل ألمه المبرح في تفكك حزبها وتصدع حركتها الإسلامية !
وإلى ذلك الحين ستظل الإنقاذ تنظربحسرةٍ الى حلتها التي تغلي بالحصى لتشغل بها الشعب حتى يغلبه النوم !
على أمل ان يصبح صبحها على إنتصار أحد الطرفين..إما صاحب السمك التي فاحت رائحة نتانته أو صاحب الزيت الذي بات صهرجيه مثقوباً بوابل الرصاص المتطاير تجاهه من الفريقين.. وهكذا حصاد من يزرع الشوك ..لن يكون إلا شوكاً ..اللهم أصلح حالنا بزوالهم جميعاً من المشهد !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..