من القلب .. تهنئة واعتذار لإخوتنا المسيحيين !

“الإنسانية واحدة Humanity is one” ? هكذا كتب أديب انجليزي شجاع حين بلغ الصلف الاستعماري ببعض أدباء القرن الماضي أن قالوا بأن الإنسانية ليست واحدة وأنهم إنما غزوا بلاداً
بدون تاريخ أو ثقافات !! وأنّ رسالتهم أن يعمروها ويعطوها لغات وثقافات وحضارات!
ويروي لنا التاريخ أن هذا الضرب من نفي الآخر وإنكار حقه في المعتقد وصناعة الحياة كما يشاء إنما هو سلوك قبيح جربته البشرية منذ عمر الإنسان هذا الكوكب.
عفواً على هذه التقدمة التي أراها ضرورية. فالمتابع هذه الأيام لبرامج الأخبار في أيّ لغة جاءت يصاب بالغثاء والاشمئزاز من هول ما يراه من أصوليات يحاول أتباعها إلغاء دور الآخر المختلف وشطبه من الوجود بأي شكل من أشكال العنف- يصل مداه في الغالب الأعم باستخدام تفجير عبوات أو باستخدام الرصاص الحي ليحول في لحظات بشراً آمنين إلى مزق وأشلاء. يحدث هذا في كل أركان المعمورة ومن معتقدات شتى. لكني سأتحلّى أنا المسلم ? كاتب هذه الرسالة ? بشجاعة الرأي وأعترف أنّ حصاد غلاة المسلمين في هذا العصر من ارتكاب هذا الضرب من الجنون قد حظي بنصيب الأسد. فهم لم يوجهوا العنف الأهبل لكم أنتم أتباع السيد المسيح عليه السلام وحدكم، بل إنّ ضحايا عنف المسلمين من إرهاب جماعات مسلمة يكاد يكون على مدار الساعة. هل أشير إلى أمثلة المجازر التي ارتكبها هؤلاء في أسبوع واحد والتي لم تجف دماء المسلمين فيها بعد في بلاد المسلمين؟ خذ أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ومصر وليبيا ومالي مثالاً.. وانظر كيف سالت دماء المسلمين الأبرياء برصاص زنادقة ملتحين يدعون أنهم أوصياء الله على الأرض!
ولكني سأترك كل هذا جانباً وأعود لأعتذر لكم إخوتي أتباع السيد المسيح عليه أفضل صلوات الله وأزكى السلام.. وهو اعتذار مسلم فرد بين أكثر من مليار مسلم في هذا الكوكب يعيش الملايين منهم ? بسبب طغيان حكام المسلمين ? في بلاد غالبية سكانها من ملل أخرى غير ملة الإسلام. والمفارقة أنهم مؤتمنون على أرواحهم وممتلكاتهم وعروضهم ما عاشوا هناك. بل إن الكثيرين منهم تبوأوا أعلى المناصب. ذلك لأنهم عاشوا في بلاد يحسب ساكنوها أن الدين لله والوطن للجميع بينما تحسب الكثرة الغالبة من حاكمي بلاد المسلمين ونخبها السياسية أن الأمة فئتان: فئة مسلمة هي صاحبة الأمر والنهى ، وفئة في الدرجة الثانية هم من لا يشاركونهم المعتقد. وهذا كلام يجافي عدالة الله التي دعا إليهم الإسلام نفسه!
أهنئكم وأعتذر إليكم في عشية عيد ميلاد السيد المسيح (التقويم الغربي) وأسوق نفس التهنئة والاعتذار لإخوتنا المسيحيين في الشرق والذين يجيء احتفالهم في السابع من يناير كما أظن. نعتذر إليكم عما لحق بكم ? وبأقليات منكم في بعض بلاد المسلمين ? يؤدون شعائرهم الدينية في هده المناسبة السعيدة وهم محاطون بحرس مدجج بالسلاح ..خذ مثالا الأقلية المسيحية في باكستان وبعض الكنائس في مصر! يا للعار!!
كنا في بلد اسمه السودان ? وحتى قبل أن يحل ببلادنا الغيبوبة التي تعيشها الآن- كنا في ذاك البلد نحتفل بأعياد الميلاد وبعيد شم النسيم ? وهو عيد قيامة سيدنا المسيح عليه السلام. والكثيرون من المسلمين كانوا لا يستأذنون أحداً في الرحلات التي تكتظ بها الحدائق والمزارع ! كان شم النسيم لنا ولكم. واليوم يفتي (فقهاء الحيض والنفاس) في السودان أن مشاركتكم احتفالكم حرام ! سأخرج من وقاري هذه المرة وأشتم فكرهم المعوج : جاهم بلا يخمهم !!!

يا إخوتي وأخواتي من أتباع السيد المسيح عليه السلام ، مبارك عليكم عيد الميلاد المجيد. ونردد معكم – وكلنا أمل في العيش معاً في عالم متسامح جميل:
( المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة.)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. Thank you ,that is greatest gift we can give one another .wishing love and peace God is love .
    love is like a prayer and power that heals the broken hearts .only from the great people of Kordofan.like you still there is hope.

  2. شكرا استاذ فضيلي جماع على فرجال الدين عبر العصور عمرهم لم يبنوا ثقافة التسامح وقبول الاخر رغم ان آيات الدين سوى في المسيحية او اليهودية او الاسلام العظيم حثت وحضت وشدت على ذلك، إلا أن اغلب ظوائف رجال الدين ظلوا يقصرون النصوص على فهمهم هم لا بدرجة الروح العالية المتسامية التي انزل الله بها هذه الايات على رسله عبر المسيرة الانسانية في مرتبة الانسان العليا (( درجة النبوة))، ومن الغريب ان الذين ارسوا ثقافة قبول الاخر والتسامح بعد الانبياء هم أغلبية الادباء والمفكرون الاحرار فانظر الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان مثلا هل شارك فيه قساوسة او شيوخ او كهنة يهود لا هو خلاصة لروائع الفكر الانساني الذي عززته هذه الديانات ونصت عليه في آياتها وسير أنبياءها عبر التاريخ ،، كثير من المفكرون الاروبيون الانسانيون الذين ارسوا الفكر الذي أسس مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية التي تسود العالم المتقدم حاليا لا سيما اوروبا استمدوا بنوا ذلك من قصائد الشعراء وكتاب القصص مثل الشاعر الانجليزي الكبير جيفري تشوتشر والاكساندر بوب اللذين كان لهما قصب السبق في لفت انتباه المفكرين ،، ولدينا لذلك مثال الاستاذ المفكر الكبير المرحوم محمود محمد طه الذي كان لشخصية التجاني يوسف بشير الشاعرية الفلسفية اثر كبير في محور تناوله للانسان الكامل ومن ثم فكر السلام وقبول الاخر ،،، ان جماعات الهوس الديني عبر التاريخ هي كذلك وتزيد جرائمها وتطورها حسب تطور الزمان والمكان بل اصبحوا في الوقت الحالي اكثر تخلفا ففي الوقت الذي قام الخليفة العباسي بحبس ابن رشد لتكون نكبة الفلاسفة شاملة قتل جماعتنا بعد 1000 سنة أويزيد من تلك الحادثة الشهيد محمود محمد طه وفيهم من درس في السربون وبريطانيا وحظى بدراسة العلوم الانسانية بل كان فيهم في فترة الستينات والسبعينات مجموعة كبيرة درسوا الفلسفة،، هذه التيارات مهما كان اسمهما ومهما حظيت من تعلم الا انها وبال على الجميع والسودان مثال لذلك حيث لم يكثر القتل والموت فيه في ظل حكومة سودانية مثلما كثر في عهد هذه الحكومة لأن موت الآخر عندهم فلسفة سهلة وبنفس الطرق التي كانت تتم في العهود الوسطى ومن امثلتها في عهد الانقاذ قتل زميلهم ورفيقهم في التنظيم يحي بولاد حرقا ،، حملوا درجات الدكتوراة ولكنهم كالحمار يحمل اسفارا

  3. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم _رحمه الله_ في كتابه ( أحكام أهل الذمة ) ، حيث قال : ” وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
    وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كـُـفْرٍ،ٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه ” . انتهى كلامه _رحمه الله_ .
    وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله _تعالى_ لا يرضى بذلك ، كما قال _تعالى_: ” إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ” (الزمر:7).
    وقال _تعالى_ :”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ” ( المائدة – 3).
    وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا،
    وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله _تعالى_ ؛ لأنها إما أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداًً _صلى الله عليه وسلم_ إلى جميع الخلق، وقال فيه:” وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران:85).
    وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها؛ لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
    وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : “مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم”،أخرجه أبوداود بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر _رضي الله عنه_.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه _رحمه الله_ .
    ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم، سواء فَعَلَه مُجاملةً أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم،والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم. إنه قوي عزيز، انتهى كلامه رحمه الله، وأسكنه فسيح جنّاته .

  4. فضيلى جماع . اديب مرهف شفيف من ادباء بلادى الاجلاء .. نضم صوتنا معه ونهنئ اخوتنا المسيحيين باعياد ميلاد نبينا عيسى عليه السلام .

  5. ربنا سبحانه وتعالي انزل الكتب السماوية وانا لا استطيع ان اقول انها مختلفه لعدم معرفتي بما تحمل الكتب الاخري من احكام وتشريعات ومما لا يدع مجال للشك ان جميعها تصب في مصلحة الامم التي خلقها, ونحن لا نستطيع ان نهدي من احببنا ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين.
    ماذا يفعل المرء اذا كان لديه اقرباء دم يختلفون معه في الدين؟
    يقاطعهم لمجرد انهم يختلفون معه في الدين , ام يواصلهم لان الله امر بصلة الرحم ؟
    ايها القارئ انت لست مطالبا بالرد علي الاسئلة المذكورة ولكن لك حق التفكير فيها.
    وكل عام الجميع بألف خير

  6. Thanks Fadily Gama, I recently started to take notice of your writing and every article I read, I find it more objective . Keep up the good writing because you are one of the few who should enlight millions in the country. Thanks again.

  7. يقول الكاتب ((خذ مثالا الأقلية المسيحية في باكستان وبعض الكنائس في مصر! يا للعار!!))

    تعليق : ليسأل الكاتب نفسه عن وجود المساجد في اليونان و عن اغلاق المساجد في انقولا و عن المجازر ضد المسلمين في بورما و ما معاناة المسلمين الان في افريقيا الوسطى ببعيدة

  8. الاخ العزيز الاديب المرهف الاستاذ فضيلي جماع انت أكثر من رائع ومذهل في كل شئ وكتاباتك لها وقع خاص في نفوس الذين يقولون لا والف لا؟ لي الشرف ان أقرأ لكم وبشقف شديد عن ما كتبتم هذه التوضيحات والماني السامية واتمنى ان تسلط قلمك المغوار ضد الطغمة الحاكمة في السودان . ومن هنا أزف التهنئة لكل المسيحيين في أصقاع الدنيا ولاخوتنا المسيحيين في جنوب السودان ( المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة) لك الف تحية ايها القطب الادبي جماع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..