الفقيد الذي أبكى الزعيم ..!

من القصص المعروفة التي حكاها لنا الكبار وذكرناها غير مرة ولكن أحيانا نضطر لتكرارها لأن في الإعادة إفادة وربما عبرة لمن يعتبر!
أن رجلاً من أقطاب الحزب الوطني الإتحادي ، كان يتردد على الزعيم إسماعيل الأزهري عليه الرحمة في منزله ممتطياً حماراً عالياً كالحصان إذ كان يقطن في المناطق الطرفية للعاصمة .وكان الأزهري يكلف من يهتم براحلة الشيخ الحبيب الى نفسه من حيث توفير العلف والسقيا والرعاية خلال الساعات التي يقضيها ضيفه معه !
مرت شهران أو نحو ذلك فأفتقد الزعيم في غمرة مشاغله صديقه الذي لم يعتد الإنقطاع عنه طويلاً هكذا، فأرسل سائقه لتفقده في قريته !
بيد ان الرجل إنزعج هو الآخر ..ظناً منه ان الرئيس مريض أو أن خطباً جلل يتعلق بالحزب قد حدث ..فعاد فوراً مع السائق وما أن أقدم لتحية الزعيم حتى بادره بانشغاله عليه وهويلح في معرفة سبب إ نقطاعه غير المألوف مما أقلقه عليه ؟
فقال له الرجل أبداً والله إلا الخير ..فقط ..مات حماري ولم أجد مثله لأشتريه ، فما كان من الزعيم حتى أرتمى باكياً ومعزياً الرجل الذي اصابته الدهشة وسط عبارات العتاب من الزعيم له لعدم إبلاغه بالخبر الأليم !
ياترى كم مليون من الحمير يجب ان تموت في زريبة وطننا المقسمة شمالاً وجنوباً لتستدر عطف زعماء وحكام اليوم المتحجرة خلف مآقيهم الشاخصة النظر تشبثاً بالسلطة والمال واحتراباً من أجلها ليصعدوا على ملايين الجماجم الى كراسيها التي لو كانت تدوم في بلادنا لحق لها أن تدوم لزعماءٍ مثل الأزهري الذي اخرج المستعمر بشموخ الوطنية وسمو المباديء السياسية.. وكم كان حتى الحمار في وطنه مقدر الروح وفقيداً عزيزاً لديه إن هو رحل..على خلاف الإنسان المهان في عهد زعماء اليوم الذين أعادوا لنا جحافل الأجنبي مرة أخرى بدعاوى إنسانيةٍ للفصل بين المدنيين الغلابة والضحايا الأبرياء وبين سلاح تناحرحكامنا في زمانهم الذي جعل الحمار يبكي معنا وعلينا من ظلمهم بعد أن كان يبكيه الزعماء قديماً !
عفواً ايها الحمار من يبكونك رحلوا .. لاتمت هنا ..فأرحل !
[email][email protected][/email]