هل تشهد المنطقة موجه عنف بسبب صراع (الجيش- الأخوان) في مصر

بعد الاعلان عن (الجماعة) تنظيما ارهابيا
هل تشهد المنطقة موجه عنف بسبب صراع (الجيش- الأخوان) في مصر
يبدو أن المنطقة مقبلة على أوضاع جديدة وغير مألوفة في سابق الأزمان، فإن التطورات التي تجري سريعا تنبي عن مستقبل صعب التكهن به حيث يبعدنا عن حالة الاستقرار التي تحاول الكثير من الدول العربية العمل بقوة لجعلها واقع على الأرض، فإن وصول الحالة في جمهورية مصر العربية لحالة القطيعة الحادة بين النظام الجديد وجماعة الأخوان المسلمين بسبب العمليات الارهابية التي اسفرت عن قتل عدد كبير من جنود الجيش والشرطة والأمن وراح ضحيتها أيضا من المواطنين الأبرياء، والتي أسفرت في النهاية عن اعتبار (الاخوان) جماعة ارهابية، وبطبيعة الحال فإن هذا الاعلان سيترتب عليه الكثير من المتغيرات والإجراءات الأمنية والسياسية وكذلك الاقتصادية.
وبغض النظر عن الموقف الفكري والسياسي من الطرفين فإن تأثير دور مصر في الساحة العربية والاسلامية لا يشك فيه أحد، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تكون لخطوة الحُكم في القاهرة ضد (الأخوان) على هذا النحو تأثيرات في عموم المنطقة مشرقها ومغربها، وهو ما يجعل الكثير من المنظمات الجهادية والجماعات المتشددة تتدخل، وهي أصلا في حالة بحث دائم عن عدو محتمل تحاربه وإن لم تجد حاربت نفسها وتقاتل أعضاءها فيما بينهم، وقد تواجدت بالفعل بعض هذه الجماعات ودخلت في الصراع القائم بين العسكر والأخوان، وهي من اشعلت نار الفتنة بينهما.
منذ أن فاز الاخوان بالحكم في مصر وزادت تفاعلاتهم مع الأحداث في المنطقة وفي الاقليم وفي العالم، بدأت تظهر على السطح الكثير من التحليلات التي تشير إلى أن تاريخ جديد من الصراعات في العالم العربي بدأ يُكتب، ومن واقع الأحداث التي مرت بها مصر وبعد ظهور ثمة تعاون وثيق بين (الاخوان) في مصر و(حماس) في قطاع غزة القريب من الحدود المصرية، ووصول مجموعات جهادية لأرض سيناء ورفح وبدأت في عملياتها العسكرية، والتخطيط لعمليات نوعية، بدأت الخطر يظهر لأن الراصد والمتابع يدرك جيدا بأن هذه الجماعات على قدر كبير من القوة العسكرية التنفيذية او ما يسمى في الاصطلاح العسكري بـ(القوة الضاربة) والمسلحة بكل فصائل الأسلحة الحديثة الخفيفة منها والثقيلة وحتى أجهزة الملاحة البرية المعروفة بتقنية (GBS)، هذا الأمر جعل البعض يحذر من مغبة عدم الثقة بين الطرفين ومآلاته المستقبلية، وتأثيرها على الأوضاع، فكتب الاستاذ جابر حبيب جابر في (الشرق الأوسط اكتوبر 2011م) مقالا بعنوان (المواجهة بين العلمانيين والإسلاميين: الصراع الآيديولوجي القادم) وذلك قبل عامين من الآن.
وفي هذه المقالة أشار الكاتب إلى “المرحلة الانتقالية التي جرى فيها التغيير في معظم البلدان العربية بداية مرحلة مفتوحة على احتمالات متعددة، طفا على السطح صراع بين العلمانيين والإسلاميين، ربما سيشكل أهم مفاصل المواجهة الآيديولوجية في المرحلة المقبلة. شهدنا مظاهر هذا الصراع في الاختلاف حول مفهوم المواد ما فوق الدستورية الذي دعت إليه قوى علمانية في مصر، ورفضه الإسلاميون الذين دعموا التعديلات الدستورية وبدوا أقرب إلى المجلس العسكري، خصوصا بانسحابهم لأكثر من مرة من دعوات التظاهر تاركين القوى غير الإسلامية وحدها، ثم قيام الإسلاميين بالتظاهر بشكل منفصل أو عبر نشاطات السلفيين الذين زاد ظهورهم من حدة الاستقطاب”.
ولفت الاستاذ جابر حبيب جابر إلى الحالة التونسية التي أخذ فيها هذا الانفصال يشكل معالم الصراع السياسي الجديد بين القوى العلمانية (لا سيما اليسارية) وبين الإسلاميين، وألمح فيها إلى “المشاهد ذات الدلالة فيديو لمظاهرتين متقابلتين، إحداهما علمانية تردد نشيد الشابي (إذا الشعب يوما أراد الحياة)، وفي مقابلها إسلامية تردد شعار (الله أكبر)، وكل فريق كان يسير باتجاه الآخر في شكل من أشكال التحدي”.
وأعتقد بأن الكاتب هدف بالاشارة إلى النموذجين المصري والتونسي إلى أن الصراع بين الطرفين (الاخوان) من جانب والآخرين إذا كانوا عسكرا متحدين مع الليبراليين، أو غيرهم وأيا كانت المسميات والأشكال فإن هذا الصراع يشتد يوما بعد يوم، ولم يعد خافيا ما يحدث في النسخة الليبية، المهم أن المسألة أخذت بعدا جديدا الآن بعد قرار الحكومة المصرية (تحالف العسكر مع الليبراليين وعموم اليسار المصري).
وحول مبررات كل طرف على أنه صاحب الحق فالاسلاميين يقولون انهم خاضوا لعقود من الزمان تحديات كبيرة وفقدوا فيها الكثير من أنصارهم وقدموا لهذا اليوم عصارة فكرهم ودماءهم وتضحياتهم، وأن الأحزاب العلمانية تحالفت مع الأنظمة الفاسدة ولم تقف مع قضايا شعبها، بينما الطرف الآخر يتحجج بأن (الاسلاميين) عموما يمثلون خطرا كبيرا على وجود البلاد من عدمها، وأنهم لا يحسنون إدارة المال والاقتصاد، وأن أفكارهم اقصائية ليس على الداخل فحسب بل على الخارج أيضا، وأن سياستهم الخارجية مبنية على المصلحة الحزبية وليس على المصلحة الوطنية التي تحافظ على كيان الدولة من الانهيار.
وبعد التفاعلات الداخلية فيمصر حول الاعلان عن (ارهابية) الاخوان فإن الحركات الاسلامية في المنطقة العربية ستشعر بأنها أيضا معنية بأمر الجماعة في مصر والتي تربطها معها العلاقات الوثيقة في التنظيم والأفكار والبرامج والتعاون في الكثير من المجالات، فإن رد فعل اعتبار الجماعة (ارهابية) في مصر سيكون لها رد فعل قد لا يكون مساوى له في المقدار، أو في الوقت الراهن لكن على المدى المنظور بلا شك سيحدث، وبطبيعة الحال لا جدال هناك في البحث عن من هو المتسبب في الوصول لحالة القطيعة النهائية بين (الاخوان) و(الحكم) ذلك لأ، الزمن تجاوزها واعتقد بأن اي حديث عن الأسباب ليس ذو أهمية، لكن المهم الآن كيف نبعد شبح الخطر على المنطقة التي لا زالت تعاني من آثار كوارث 2011م..؟.
خالد ابواحمد
27 ديسمبر 2013م
الويل الويل للإخوان في كل مكان
(الاسلاميين) عموما يمثلون خطرا كبيرا على وجود البلاد من عدمها؟؟؟؟
السودان مثال حى
الاخ العزيز/ خالد ابواحمد كيف الحال واخبار الاولاد لقد عجبني مقالك واستفدت كثيرا وهذاهو واقع المنطقة العربية بصفة خاصة والاسلامية بصفة عامةالمرتقب الذي سوف تكون له عواقب وخيمة في المنقة اتمني ان يتحرك الكتاب النشطاء بكتابتكم النيرة حتي ينقذوا ماتبقي من منطقتناالحبيبة.
مع تحياتي /فاطمه الطاهر السودان