يا محمودُ..نكادُ نراك !

(إلى روح محمود محمد طه في الخالدين)
1
في ليْلِ الإحباطِ الدامسِ
في كلِّ أماسينا الحالكةِ الظلمة
في سعْي قوافلِنا للنورِ
وعند هتافِ حناجرِها
للعِتْقِ وللحرِّية ِ
يا محمودُ ، نكادُ نراك !
وسامةُ روحِك تهبطُ
من برْزخِها السامِقِ قمراً ،
نبراساً من فيض الرحمة
وتراً صوفيَّ الترنيمِ
وقوساً ،
أو حُزْمةَ ضوْءٍ قدسيٍّ
يتوزّعُ فينا
في توْقِ الإنسانِ إلى ملكوتِ العِتْقِ
وضحكةِ شمْسِ الحرِّية !
في كلِّ أماسينا الحالكةِ الظلمةِ
يا محْمودُ ، نكادُ نراك
أبِيَّ النّفْسِ ..
جبينُكَ مرْفوعٌ
بحُداءِ الإنسانِ
إلى مجْدِ الإنسانِ-
خليفةِ ربِّ الكونْ!
2
ويا حلّاجَ القرْنِ العشرينْ
ما زالَ تنابِلةُ السلطانِ
وطابورُ العلماءِ الزيفِ
وجيْشُ القوّادينَ ،
حضوراً،
يصْطفّون سِراعاً
خلف الصيْحةِ بالتهليلِ..
وبالتكبيرِ ،
ويقتسمون جهاراً
باسْمِ المصحفِ
عرقَ الفلاحينَ
وخبْزَ الأيتام!
ونحن نكادُ نراكَ
وسامةُ روحِكَ تهبِطُ
من برْزَخِها السامِقِ
لهباً قُدُسياً يتوزّعُ فينا
نوراً يأخذُنا هوْناً
كالرُّؤيا قبْلَ أذانِ الفجْر،
من ديْجُورِ اليأسٍ
إلى شُرُفاتِ حياةٍ،
كنْتَ لموكبِها الحادي
وكنْتَ الشامِخَ عندَ جلالِ الموتْ !
ويا محْمودُ ، نكادُ نراك
تضئ بنورِ البسمةِ عالمَنا
وتعلِّمُنا أن نغْرِسَ..
شجرَ النخْوةِ فينا ،
يا إنسانَ زمانٍ كانَ..
ويا إنسانَ زمانٍ آتْ
يا إنسانَ زماني !
18 يناير 2015
[email][email protected][/email] :
فضيلى جماع انت الممثل الشرعى للسودانويه الحقه التى لا تضاهى فى الزوق والشفافيه . على لجنة الهويه بحوار الاسلامويين تقديمك كبطاقة هويه لهذا الوطن ورمزا لأهله ثم يختموا اعمالهم ويوقفوا النثريات فما يبحثون عنه ركلوه هم وراء ظهورهم
شكر أستاذ فضيلي
هذا ألق راق وصدق مشاعر دفاق. الله يجزيك ألف خير..
أسمح لي أستاذي فضيلي أن أخاوي بين قصيدتك الصادقة هذه و قصيدة أخي الجمهوري العوض مصطفى:
يكفيني
الموقفُ أكبرُ من شعري
الحزنُ الرَّابضُ في صدري
الصبرُ الأكبرُ من صبري والعاقلُ من بالذكر ِ أفاقْ
من قبل ِ العاشرة ِ المعلومةِ أشعلُ ذكرًا في الآفاق
يملؤني فخرًا هذا الشـَّـامخُ يفتحُ دربًا للإطلاق
إن ما أشتاقُ لهذا الصَّـابر في البأساء ِ فلا أشتاق
المؤمن بالشعب ِ العملاق
الباذل للرُّوح ِ الغالي والمطلق من قيدِ الإشفاق
يكفيني أنِّي عشتُ زمانـًا كان له معنىً ومذاق
يكفيني أنـِّي كنتُ جليسَـك رغمَ شعور ِ الابن ِ العاق
فيا من كان بحضرتهِ والفكرُ به قيدٌ ووثاق
حدِّثني عن أخبار ِ الشيخ ِ الباسم ِ في وجهِ الشـَّـنـَّـاق
هل كنتَ تشاهدْ أنَّ الصَّبرَ على البلواء ِ له حُذ َّاق
اليتمُ المرُّ العيشُ الذلُّ الخارجُ من جوف ِ الإملاق
الشعبُ لهُ هذا الإخفاق
السيفُ ، السوط ،ُ الظلمُ له ، الويلُ له إنْ ما ينساق
يا يومًا يُـكشفْ فيهِ السَّـاق
ويجفُّ لسانُ الظـُّـلم ِ غدًا من بَهْـتةِ ذاك الأمر ِ الشـَّـاق
الله ُ لهُ فينا ميثاق
المكرُ السيِّئ ُ كم للهِ بأهل ِ المكر ِ السيِّئ حاق
فسلامٌ يا كنزَ الأفراح ِ ويا علم ِ الحقِّ الخفـَّـاق
أنْ كنتَ رحلتَ فداءَ القوم ِ فإنـِّي مُشتاقٌ مشتاقْ
يا الله يا أيها الشاعر الملتزم يا فضيلى,
محمود باق فينا ما بقى إنسان السودان
تغمدك الله بوآسع رحمته أيها الشهيد الحىّ
يا إنسان زمان كان
زيا إنسان زمان آت
شكرا لك ايها الشاعر الموجع بفداحة الوطن الذي يتسرب شكرا لك في ذكري محمود حلاج القرن العشرين ونبوءته تمضي فينا الي اخرها …………نشوف فيهم يوم ….شكرا لاحرار السودان في الاركان وفي مقدمتهم فحول الشعراء
يا محمود ، نكاد نراك
و يا حلاج القرن العشرين
ما زال تنابلة السلطان
و طابور العلماء الزيف
و جيش القوادين
حضوراً
يا فضيلي
كأن شعرك
سراج العتمة
يضئ دواخلنا
من لنا بمثيله
يا محمود ، نكاد نراك
حتى نتبين أعوجاج الدرب
فقد أضاعونا
و طمسوا خارطة الطريق
و لم يبق منا
من يجترح بمواقفه فعل الثورة