تصدعات علي جدار الصحافة (العتيق)

المشاجرات والمخاصمة ..علي طبيعتها أعتيادية في عالم البشر وحتي تلك الأعتيادية قد تصير (نادرة) تبعا للأيمان والعلاقة والسلوك المنتظم بين الأفراد لكنه قد يغدو (غريبا) في مجتمع يهدف هو بالأساس لترسيخ تلك القيم بل وتكون من الغرابة بمكان ان تجد لها حيزا داخل الحوش الصحفي …تتبعت ذلك الضرب فوجدت أن وراء كل أزمة (شخصا) هو القاسم المشترك وله القدح المعلي في رسوخ ذلك الضرب (القبيح) .. فالرجل دائما يتصيد فرائسه بتصيد العثرات والهفوات وبوادر (السجايا) .. وله في ذلك باع طويل ..كل معاركه التي خاضها قد ولج منها من باب ربما انقلب الصديق فكان اعلم بالمضرة ..ومضرة الرجل تصيب نوايا الأصدقاء والزملاء الطيبة في مقتل ..
لم تتح لي فرصة معرفته ..ولكن من واقع الخصومات مايكفي لنتعرف عليه عميقا . ومن النرجسية مايبدي صفحة الرجل ..فالرجل ذو باع ليس بالقصير في الصحافة ..أهلته ليتقلب في مدارج الهرم الصحفي .محررا وكاتبا ورئيسا لتحرير صحف يومية والآن ناشرا ..علي ان خصومات الرجل قد فاقت أنجازاته التي يستحق الأحتفاء بها ..فقد أوغل في الخصومة وجاهر بالعداوة ..وبين يدي نماذج عدة لخصومات عديدة خاضها الرجل ..يجمع بينها انه كان قاسيا عليهم أوردهم موارد السخرية والتشفي والنيل منهم ..من كان به ضعف فقد قصم ظهره بكشف كل مستور عنه وجعله يتوكأ علي عكازة (التصغير) ..ومن أعانه الله ببعض عافية فقد أنهكت قواه معاول التفنيد والتبرير ..علي أن كثيرين قد أسلموا أمرهم لله رضوخا للواقع وسكوتا عن المضي في معارك انصرافية .
لفت نظري آخر خصومة للرجل ..تتبعتها فوجدت ان خصمه كانت صحفية مثيرة للجدل هي الأخري ..مثار التتبع والتعجب ..ان تفجر الخصومة بدأ عند اضافته لفقرة في عمودها تنتقص من قدر زملائها .ولكنها رفضت وأشتكت ..شكوي الصحفية أبتعلها (الرجل ) بغصة ومرارة ..ليدير معركته معها بأحترافية تضرب في وتر يحيل طموح الصحفية الي شلل تام يصعب معه النهوض ..وسط مجتمع له سطوة ونفوذ ..تماما كما فعل مع رئيس تحرير احدي الصحف اليومية عندما أورد أسمه ثلاثيا تندرا .ودلائل الأسماء يشد الرجل علي أوتارها نغما يتحسس جل السودانييين معناه بلاوسيط ..
والصحفية -علي ايامنا هذه – ينزلق قلمها (فحشا) في القول ويجافيها المنطق (القويم) وهي ترمي كل بيت سوداني بتهم قبيحة ..ولم تستثني أحدا في حكم البراءة ..ماجعل لحملات مهاجمتها وايقافها عند حدها واجبا (مشروعا) تجاه ذلك القذف الجمعي ..وخصمها كعادته لايخفي (شماتة) صريحة بالهجمة المشروعه ضد أتهاماتها (القبيحة)..وذات الصحفية قد نالت شهرة واسعة زينتها أشادة معلنة من الرئيس ونائبه جراء مقال لها وصفت فيه متظاهرو الأحتجاجات بكل قبيح في النوايا والأفعال والسلوك ..مالفت نظري ان (خصمها)..يجاهر بأن الأشادة قد تجاوزته وأنه احتسبها عند الله .فهو أما يحسدها علي (ذما) قد نالته .أو يعتقد ان الأشادة قد تجاوزته.وأغفلت دوره وحلت في عمود فاطمة المكتوب بأرادته ..والخيل تجقلب والشكر لحماد تماما .ويتساءل انه كان ينتهج الحذف والأضافة معها ..ولكن من يحذف ويضيف لها الآن وأستفهام الرجل يورد آخرين موارد (الأتهام) و يتبعه مطالبة بتوقيع العقوبة عليها والمنبر الذي تكتب فيه ….
وخصومة أخري للرجل مع مراسلة معروفة ..طارت بواقائعها المنابر ..والمراسلة تلقمه حجرا ..جعلته يتواري خجلا..فقد برعت في تصيد أسلوبه فأتته من حيث يأمن ويخاف ..فقد طرحت رسائله وغرامياته معها في الصقيعة ..وصمت الرجل (مجبرا)..ولكنه ربما فرض علي صحفييه الرد عليها ليس من وحي (المهنية)..ولكنها من باب آخر عمد الرجل اليه .بالاجبار الرزقي .وأحد صحفييه يدخل في معركة لاناقة له فيها ولاجمل ..ويكون تبريره بأن لاأحد يرضي ان ينتقص من قدر أستاذه وولي نعمته ..وأن أستاذنا لايملي علينا ولنا فيه قدوة وأسوة حسنة ..عجبي ..
واقع جديد لصحافتنا السودانية بتنا نري (مثالبه) علي الملأ ..معارك في غير معترك. زلات للأقلام تصيب المجتمع في مقتل ولاحسيب ولارقيب أساءة لأستخدام السلطة وتنابذ وتهاتر وولوج في الخصوصيات ومزالق الفجور وأرغام العاملين تحت ضغوط الرزق بفعل ماليس في نياتهم ..وأقحام الزملاء في معارك انصرافية تسئ للمهنة ومرتاديها . في ظل غياب تام لأهل السطوة والأمر من المواعين الصحفية بالحسم المنتظر …فالقراء قد أزكمت نفوسهم نتن ماتخرجه فضلات تلك الأقلام ..فقد نبشت العداوة ماكان خافيا ..واللجؤ الي شخصنة القضايا والتمرغ في رمالها يقدح في الصحافة ككل ومنسوبيها بشكل خاص ..
قد أرسي أولئك في قاموس صحافتنا أدب (دخيل) يصعب أقتلاعه ونهجا يعسر علينا أزالته .ان كان عبر التمترس بالخصومات او عدم العدالة في النقد والتحليل للأحداث والظواهر ..فقد هجر كثير من القراء الصحف ولهم في ذلك حجة ومنطق وتبرير مقبول ..فقد طغت الخصومة البائنة ..وأضحت زلات الأقلام لاتحتمل ..وربما خلقت هوة يصعب ردمها مع الأيام تتجاوز قدح الأشخاص لتحل بمذمتها في حوش الصحافة (العتيق ) المشيد علي الأحترام (العريق ) للسلطة الرابعة من قبل القراء والمتابعين ..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..