ادوات النظام .. طاعة الله أم الطاغوت

زغرودات تشق عنان السماء .. و سواعد قوية تهتز بالفرح .. ابتسامات مخلوطة بدموع السرور .. و ثمة أكف داخل قفازات بيضاء موضوعة على المصحف الشريف .. و حناجر فتية يؤدي أصحابها القسم الغليظ بأداء الأمانة و توفير الأمن و الدفاع عن الوطن برا ..بحرا و جوا و لو أدى ذلك إلى المجازفة بالحياة .. تلك صورة ماثلة تقريبا في كل بيت سوداني عند تخريج دفعات جديدة من الجيش أو الشرطة الذين بعدها يباشرون حياتهم العملية إيفاء بما أقسموا.
هؤلاء الجنود و العساكر ولدتهم أمهات و لهم آباء .. هم منا و فينا .. و لكن نظام السوء غسل عقول الكثيرين منهم فحنثوا بذاك القسم الغليظ و صار الولاء بدلا من أن يكون لله و الدفاع عن الوطن .. صاروا يدافعون بل و يَقتلون و يُقتلون في سبيل النظام .. ما عادوا يحاربون عدوا صريحا يستحق .. بل صاروا يحاربون أبناء الوطن الذين هم منهم .. و قد قالها عرابهم العرابي .. أنهم (فطايس).
فيا أيها الجندي و أنت تلقي بحمولة طائرتك من القنابل و المتفجرات .. و يا أيها الدباب و أنت تصوب بفوهتها و تطلق النار .. هلاّ سألت نفسك من الذي تحصد؟ هلاّ سألت نفسك عاقبة ذلك؟ أنت تقتل امرأة في مكانة أمك .. أنت تطحن أطفالا بريئين لا ذنب لهم و ليتك و أنت تفعل ذلك .. تفعلها طاعة لله تُؤجر عليها .. و لكنك تفعل ذلك طاعة لنظام يريد الأمان لنفسه .. هم العدو الأول .. ما الذي بقي من مقدرات الوطن و لم تمتد إليها أيديهم الآثمة نهبا و خرابا؟ ألم يشعلوا نار القبلية البغيضة و كانت نتيجتها الآلاف من القتلى؟ أليست حلايب قضية؟ ألم يستمرئ العدو الإسرائيلي ضربنا مثنى و ثلاث؟ ألم ينقسم الجنوب و أضعنا بانقسامه بشرا و ثروة و أرضا؟ سيسألك الله أيها الجندي عن كل ما فعلت قادتك و ستلقى الله بجريمتك و لن تنفعك حجة القادة الذين سيتبرءون منك.
و يا أيتها المعارضة المسلحة إياكم و الأبرياء في قراهم و مدنهم .. إياكم و كرائم أموالهم و دمائهم .. إياكم و تروعيهم .. يكفيهم ما هم فيه من ويلات و ضيق عيش .. اعملوا على كسبهم .. قدموا لهم الحماية .. حاوروهم و استمعوا إليهم .. لا تغصبوا أحدا بتبعيتكم فإنه لا إكراه و لكنها القناعات التي تصنع المعجزات… و إن أنتم فعلتم ما ذكرنا .. إذاً أنتم مثلهم ? النظام ? و عاديتم الشعب الذي تزعمون أنكم من أجله قمتم.
أما رسالتنا إلى من استباح حرمة النساء و الشيوخ و الزرع .. إلى من اغتصب و نهب و قتل و روّع الآمنين و أحرق القرى .. اعلموا أن مصيرا قاتما ينتظركم في الدنيا و الآخرة .. عاجلا و عاجلا .. لن تنعموا بالطمأنينة و قد رفع المظلومون أكفهم إلى السماء حيث الحكم العدل السميع المجيب المنتقم الجبار القوي و إن أيما كسب دنيوي تنالوه بظلم إنما هو وبال عليكم و خزي. أسألوا أنفسكم .. ألم نكن إخوانا متحابين قبل النظام؟ ماذا كسبتم حتى الساعة من كل التقتيل و الفساد في الأرض؟ انظر في المرآة و حدِّث نفسك: من أنت؟ أداة للنظام؟ ترضي الله أم ترضي الطاغوت؟
[email][email protected][/email]
فى حينا السكنى كان اطفالى يلعبون مع طفل اعتقدت انه ابن للغفير فى احدى العمارات المجاورة وسألت الطفل ان كان فلان الغفير والده ..فرد بأنه ليس ابوه ..ثم تونست مع الغفير مرة وسألته عنه فهالنى ما قاله ..قال عند هروبهم من القصف الجوى على قريتهم وجدوا هذا الطفل مرميا بجوار امه وابيه واخوته وهم اشلاء وجثث هامدة فأخذوه معهم فى هروبهم الكبير ..هذا الطفل الان يعيش فى عاصمة دولة الخلافة الاسلاميه امارة ( عبيد السودان ) بجوار حوش بانقا فى كافورى .. حكامنا المجرمون اقسم انهم لا يؤمنون بإله ولا بالاخرة وستظل طائراتهم وجنودهم يقتلون ويسفكون الدماء بلا ضمير ولا اخلاق ..نهدى هذا التعليق للشيخ البروفيسور الدكتور المؤمن جدا عصام احمد البشير خطيب مسجد النور الكافورى وملحقاته مركز سناء للتسوق الفخيم لان هذا الطفل ربما يتجول الان هناك ويمد يديه ..
ينبغي ان تكون الحرب قصيرة و خاطفة القصد منها ان تقول انا موجود و تحسن موقفك التفاوضي,اما ان تجعل ارضك و بيتك ارضا للمعركة و تجعل اهلك و ممتلكاتهم و البنية التحتية ضحايا وقودا للحرب و لفترة طويلة فهذا عين الغباء…………………. ماذا تجني الحرب لدار فور لجنوب كردفان مثلا اذا حرمت اجيال من الدراسة وفاتهم قطار التعليم بينما رصفاءهم في دنقلا او شندي او بورتسودان ينعمون بالتعليم و يتمتعون بالعاب الفيديو……………… افرض اننا بعد الحرب كسبنا كل المناصب الدستورية في جنوب كردفان و بعض الحقائب الوزارية في المركز و بعض عائدات البترول ، هل هذايعوض تلك الاجيال التي فقدت التعليم ، بل هل يعوض بعض الفتيات اللائي تعرضن للاغتصاب و الاهانة ؟ هل يعوض التخلف الذي عشعش في المنطقة بسبب الحرب…في اعتقادي اطالة امد الحرب هو نوع من الانانية و اتسداد الافق…………….. لو كنت مكانهم لنقلت الحرب فورا الى المركز ، ذلك لتقصــير أمــدها وتقليل التكلفــة التي يدفع ثمنها اهــل الهامش والمهمشــين في كافــة ربــوع السودان ، أنتم تحاربــون لا أخــلاق لهم ولا ديــــــــــــــن ، ركائزهم الحقد والجهــل والعنصرية متعلمــين أفضل منكم مسيطرين على السلطة والثروة.
الاستاذه / شريفه تحية طيبة
إقتباس:
و لكن نظام السوء غسل عقول الكثيرين منهم فحنثوا بذاك القسم الغليظ و صار الولاء بدلا من أن يكون لله و الدفاع عن الوطن .. صاروا يدافعون بل و يَقتلون و يُقتلون في سبيل النظام..
===============================================
أتيت أيتها الشريفة على الجرح – الجرح الغائر فينا لعشرات السنين فقد تبدل ولاء شباب الوطن وخارت وطنيته امام إغراء النظام بشتى الوسائل – إغراءات يسيل لها اللعاب ليكونوا حماة النظام لا حماة للوطن وحنثوا بالعهد والقسم فصاروا قنابل مؤقوته في الطرقات والبيوت والمدارس والمستشفيات والمكاتب …الخ جعلونا قطعانا من الخراف يهشهاراع لا دين له ولا خلق – وتمكنوا من الشعب كتمكن المرض في الجسم النحيل فاصبحنا (خواء) لا حوله لنا ولا قوة — وانفردوا هم بالقوة والسلطة والجاهـ والمال وداسوا على كل ( القيم) النبيلة فتشرد الابناء والبنات وانتشرت الرذيلة وعم الفساد – نسأل الله العلي القدير أن يشملنا برحمته ويزيح عنا هذا البلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه …
من المعروف ان الحروب الطويلة تنهك اعتى الامبراطوريات , ليت البشير و من تبعه يدركون هذه الحقيقة
#(… بل صاروا {الجنود} يحاربون أبناء الوطن الذين هم منهم …)
* لم نعلم للجنود السودانيين عدوا حاربوه، و لم تكن لهم معركة واحدة في تاريخهم – فيما أعلم – مع غير بني وطنهم الذين ليس لهم جرم سوي الشكوي من جور الأنظمة المتعاقبة، و ليس للجيش السوداني عقيدة قتالية محمودة فجاء النظام الحالي فاجتاله عنها. و لكن وزر هذا النظام المتسربل بالإسلام – و هو منه عار – توسعه في الأمر، حتي بلغ بقائده الأعلي (المبير) اغتراف الإبادة البشرية و لا يري في ذلك بأسا، فانظر كيف يستقل خطيئته حين يصفها بعشرة الفا من الأنفس – سبحان الله – و لو قُتل عشرة ألف حشرة لاختل التوازن البيئ، فما بالك بقتل عشرة ألف نفس بشرية؛ و قتل نفس واحدة لهو مستعظم عند الله القائل:
( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿المائدة: ٣٢﴾،
و عند رسوله عليه الصلاة و أزكي التسليم القائل عندما نظر إلى الكعبة:
( لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك ، علي حرمتها، و الذي عنده أذي المسلم أكبر من هدم أول بيت و ضع للناس:
( من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله ).
#(… إياكم و كرائم أموالهم …)
* العبارة أظنها اقتباس من الحديث الشريف:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن مصدقا إياكم وكرائم أموالهم)،
و أحسب أن التوفيق فات القلم هنا؛ إذ مال المسلم أو غيره كله حرام، و ليس (كرائم المال) وحدها، لأن أخذ (كرائم الأموال) منهي عنه حتي في الصدقة.
انا في رأي الشخصي ارفض الحرب جملة وتفصيلا ولكن الشعب السوداني ينقصه اهم مقومات الحرية والديمقراطية واحترام الاخر وهو التعليم الجيد مش مثل تعليم بما تسمي ثورة التعليم الانقاذي تعليم حقيقي وليس تعليم كمي كما نراه الان لان الحرية والديمقراطية لجاهل لاتفيد كما قال فيكتور هجو( تبدأ الحرية حينا ينتهي الجهل ﻷن منح الحرية لجاهل كمنح سلاح لمجنون ) ﻷن يصير إستخدام سيئ لها.
لذلك يا اختنا واستاذتنا شريفة وزملاءك ركزوا وصوبوا اقلامكم نحو اصلاح التعليم