الانقاذ ? 3 (1/2)

بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء نهنئ الجميع بالعام الجديد وبعيد الاستقلال المجيد الذي تسلمناه مثل صحن الصيني، لا شق ولا طق (الزعيم اسماعيل الأزهرى، 1900-1969). على يد رجال صناديد أشاوس ناضلوا من أجل ترابنا ومن اجلنا نحن وأجيالنا القادمة، لكننا (خنا الامانة)، ووصل بنا الحال الى ما نحن عليه الآن من انهيار في كل شئ (بدون فرز)، ولا نعرف من نحاسب؟ ومن سيحاسبنا في تفريطنا في كل شئ، أيضا (بدون فرز)؟
مر على استقلالنا 58 عاما والنتيجة دولة على (حافة الانهيار)، بل في رأي علماء السياسة، دولة (فاشلة) ، وترتيبها من بين الدول الأربع الأقل نموا، وهو اسم (الدلع) للد ول المتخلفة!! كان من الممكن أن نتقبل هذا الأمر ان كانت لدينا أسباب جوهرية تقود لهذه النتيجة مثل انعدام الموارد والكفاءات والعلم..الخ. لكن عندما نصنف من بين الدول التي تمتلك كل ما هو مطلوب لأن تصبح دولة متكاملة وقوية اقتصاديا وعلميا وعسكريا..الخ لا تقل عن مصر وجنوب افريقيا والهند وماليزيا وكوريا لاالجنوبية، وتفشل في ذلك فشلا ذريع،ا ولا نطول بلح الشام ولا عنب اليمن، هنا يجب أن يحاسب سكانها وقادتها وساستها وحكامها أنفسهم حسابا عسيرا، ويوقعوا على أنفسهم (اقصى وأقسى) درجات العقوبات المنصوص عليها قانونا و شرعا وعرفا وتقليدا، بل وتلك غير المنصوص عليها ايضا.!!!! فهي جريمة لا تغتفر، لكننا نقول قدر الله وما شاء فعل، وننسى تقصيرنا وزى ما بيقول المثل السوداني القح: الجمل ما بيشوف عوجة رقبته.
لكن يبدو، بل بالتأكيد، كل المذكورين أعلاه من مكونات المجتمع الانساني لا يكترثون، وغير مهتمين بمثل (سفاسف الأمور) هذه من أمثال مفردات ومعاني الوطن، والدولة، والكرامة ، والاقتصاد القوي، والوحدة الوطنية، والنسيج الاجتماعي، وحقوق الانسان، والنجاح والنمو والتطور، والخطط والبرامج، و(باختصار كده) لا يهمهم أن يكون السودان دولة، أو دولة فاشلة، ناهيك عن أن يكون أو لا يكون!!!. الكل أصبح يهمه نفسه، وبالكثير اسرته، وطالما وجد صحن الفول للفطور والعشاء (ان امكن ذلك) وصحن السليقة أو ام رقيقة أو عدس للغداء وورائها كوز موية ومصمص أصابعه لن يقول الا (نعمة وبسط)، ويدور في دائرة كما الثور في الساقية الى أن يتوفاه الله والحال في حاله، والعالم من حوله يسير بسرعة البرق ولا يلتفت وراؤه. ثم في اقرب فرصة يهرب كل من يستطيع من أبناء هذا الوطن الى دول الجوار، بل يكون أيضا أكثر سعادة ان استطاع أن يتخلص من سودانيته وجوازه، والسبب الأساسي هو الانقاذ.
الانقاذ (3 و2 و1) حولت كلمة/ مفردة انقاذ من ناحية (عملية ) ولفترة 24 سنة وبدرجة امتياز الى كلمة (دمار شامل). لن يستطيع أن يغالطني في ذلك أحد، من داخل دولة وحكومة وحزب الانقاذ ، والدليل على ذلك الانقاذ (3)، أن ما نحن عليه الآن هو (انقاذ) مقارنة بما كنا عليه قبل اليوم اياه من العام اياه.
عليه فلا بد لمجمع اللغة العربية في قاموسه الجديد وتغيير معنى كلمة/ مفردة انقاذ الى نقيضها بحكم الممارسة السودانية الاسلامية الانقاذية وايجاد بديل لها، وضم الحالية الى كلمة مرادفة لكلمة/ مفردة تدمير (شامل). لكننا نرجع ونقول لا يغير الله مابقوم حتى يغي روا ما بانفسهم، والله أعلم بما في نفوس الشعب الفضل. نرجع لموضوعناّّ بعد أن ودعنا العام 2013م وهو من أسوأ الأعوام التي مرت على البلاد والعباد عبر التريخ السودان (7000 سنة)، ويبدو أن الخواجات لديهم حق في التشاؤم من الرقم (13)!! هل تذكرون فيلم الجمعة 13!!!! عندما كنت بالولايات المتحدة كنت اسكن بمبنى به 15 شقة مرقمة بالأرقان 1 الى 16؟؟؟ :يف؟ اسقطوا الرقم 13 حيث لن يسكن شقة بهذا الرقم أى شخص أو أسرة.
الانقاذ (حكم الاسلاميين) من جبهة اسلامية ومؤتمر وطني وكيان اسلامي ومن والاهم من الانتهازيين من أحزاب الفكة والأحزاب الكبيرة التي لطخت سمعتها، كل هؤلاء حكموا الآن ربع قرن من الزمان لم يرى السودان وشعبه ما هو أكثر (قسوة ومرارة واهانة وذلة وفشل) منها، ويمكنكم الرجوع الى المرجع العالمي : السودان عبر القرون لمؤلفه العظيم البروفيسر مكي شبيكة.
الانقاذ (1) بدات من اليوم اياه من العام اياه حتى العام 1999 (عشر سنوات عقيمة)، وفي شهر رمضان المعظم والمفاصلة المشهورة ومذكرة العشرة (كوقفة أولى)، وخروج من ذهبوا الى السجن وكونوا المؤتمر الشعبي فيما بعد، وتبقى الذين ذهبوا الى القصر وكونوا المؤتمر الوطني الذي استمر في الجكم طوال فترة الانقاذ (2) والانقاذ (3). ولرمضان قصص كثيرة مرتبطة بالانقاذ!!
مرحلة الانقاذ (1) هي اخطر مراحل الانقاذ ككل والسودان كدولة. فهي المرحلة التي شهدت أهل السجن وأهل القصر. أهل السجن (الشعبي) بعد خروجهم من الحكم (تمايز الصفوف ) كما جاء على لسان أهل القصر، بدأوا (بالاعتذار) للشعب الفضل ولا زالوا يعتذرون ، بل حاولوا وبقوة المشاركة في وقيادة المعارضة ضد أهل القصر، لكن أخذ ذلك منهم الكثير والكثير مكانة وزمنا وزيادة في السجن والاعتقالات، اضافة الى أن هنالك من اعتقد ولا زال يعتقد بأنها مسرحية مرسومة لنجاح الانقاذ (2) شبيهة بالسجن والقصر!!!. فترة الانقاذ (1) تميزت، ولا أقول امتازت، بالقرارات المعتمدة على الشرعية الثورية، واتخاذ قرارات غير مدروسة، والتخلص من الكفاءات والاعتماد على أهل الثقة (أولاد المصارين البيض) رغما عن ضعفها الشديد وانعدام الخبرة واهتزاز الشخصية، خاصة وأن من تم اختيارهم كانوا دائما في الظل بل في الظلام ولا توجد لهم مساهمات أو آراء داخل وزاراتهم وأو اداراتهم أو مؤسساتهم أو هيئاتهم أو جامعاتهم..الخ.
أغلب هؤلاء اعتمد في طاقم المساعدين على أشباههم مع الالتزام بمقولة (جيب البتلوي يده، وما تجيب البيلوي يدك)!!!!
عليه فالمسألة بالنسبة لهما ( سجن وقصر) كانت مسألة (تمكين) مهما كانت نوعية الكوادر، مع انعدام الثقة في أي سوداني من خارج هذه الجماعة (الا من يستطيعون لى يده، أو من لا يقول لا أبدا)، ويبدوا أن القرار المسبق أن البلاد لن تحكم الا بكل من ينتمي اليهم فقط، وعلى بقية السودانيين الانصياع، والا سيكون حسابهم عسيرا، وهو ما حدث بالفعل. وعلى من أراد غير ذلك أن يقتلعها بالقوة كما أخذوها بالقوة.
هنا اجبرت المعارضة على تكوين التجمع الوطني خارج السودان. وعانت الانقاذ (1) من حرب الجنوب التي كانت في قمة اشتعالها، اضافة الى المعارضة الشمالية ممثلة بالتجمع بفصائلة المتعددة السياسية والعسكرية، وضغوط قياداتها من كبارات الأحزاب والقادة العسكريين ، وعداء الدول المجاورة، وتصاعد الارهاب المنسوب الى الاسلام ظلما، وانشطة القاعدة،، وعدم تجاوب مصر مع الحكومة السودانية،ى بل استضافة التجمع بالقاهرة وعقد المؤتمرات المعارضة بالقاهرة والمقطم وغيرها الخاصة بالحركة الشعبية.
رفضت الانقاذ المشاركة واشراك الآخرين، ورفضت الحوار، وتبنت سياسة (العين الحمراء) والقبضة الأمنية المشددة وبيوت الأشباح، وارهاب من هم لا ينتمون للفكر الاسلامي وبعنف شديد يقع في خانة القسوة وعدم احترام حقوق الانسان، بل وضعوا مبررات (فقهية) لكل جريمة وموبقة ارتكبوها (فقه الضرورة)، وتبنوا مفهوم الابتلاءات (الامتحانات من رب العباد)، وأن كثرة الابتلاءات دلالة على (حب) الخالق لهم وللشعب المبتلى بهم. قاموا بغرس القبيلية والجهوية وتجاهلوا بل دمروا التراث والثقافة السودانية، وأهدروا كرامة الشعب السوداني العظيم الذي أتوا بقوة السلاح ليحكموه غصبا عنه، لدرجة أن الكاتب العظيم المرحوم الطيب صالح قال من أين أتى هؤلاء؟ كان رد الشعب الفضل أنهم صنيعة المخابرات الأميريكية للقضاء على الاسلام. الدليل على ذلك أن أغلبية وزراء الانقاذ (1) والانقاذ (2) من خريجي الولايات المتحدة ، بل أن بعضهم يحمل هو وابنائه حتى الآن الجنسيات الأميريكية والكندية، بل يقيمون بتلك الدول حتى تاريخه. انتهت مرحلة الانقاذ (1) بالمفاصلة الشهيرة في رمضان 1999م وبدأت الانقاذ (2). وهذ ما سيكون موضوع الحلقة الثانية ان شاءالله . أللهم نسألك اللطف (آمين).
تعليقات
? كل الجامعات تعاني وبشدة من شح المال وأصبحت في حالة موت سريرية.
? من تبقى من الأساتذة يستعدون الآن للهجرة بلا عودة رغما عن النقص الشديد. بالمناسبة راتب البروفيسر لا يتعدى 300 دولار!!
? حال مشروع الجزيرة لا يسر عدو ولا حبيب. أصبح مشروعا لانتاج العدسي والكبكبى!! الأول بديلا للفول المصري الذي أصبح غذاء الميسورين هو وشقيقه العدس، والكبكبى بديلا للحم.
? العدس غذاء المساجين أصبحت له اعلانات بالتلفاز. هل هنالك مذلة أكثر من ذلك؟ قادر الله.
? شوارع مدينة مدني، خاصة داخل السوق الكبير والمنطقة الصناعية (دافعي الضرائب) مخجلة والحكومة تتفرج وتبتسم. ابتسم فأنت بمدينة مدني!!! بالمناسبة المدينة تستحق لقب (أقبح مدينة افريقية) وأسالوني عن المدن والقرى الافريقية، فشخصي الضعيف خبير فيها.
? العديد من طلاب/ طالبات الجامعات قرروا ترك الجامعات بعد مرور ثلاث سنوات بها والتفوق، والسبب عدم القدرة على دفع الرسوم الدراسية بحدها الأدنى!!!!
? لابد من التفكير في طريقة (أكثر حضارية) لتسليم المعاشيين مرتباتهم. الطريقة الحالية غير انسانية وفيها حقارة شديدة. يا ناس المعاشات، الن يأتي الدور عليكم لتصبحوا معاشيين؟؟؟؟؟ لماذا لا تبدعوا؟
? الحكومة مبسوطة بانتاج الذهب الأهلي، لكن النتائج بعد عدة شهور من الآن ستكون كارثية من ناحية صحية وسنفرد لها مقالات خاصة.
? لا حل لمشاكل الاتحاديين الا عن طريق المؤتمر العام في وجود مولانا أو في غيابه!!!!
? لماذا لا نفكر في عاصمة جديدة تقع في وسط السودان بالمسطرة والقلم؟
? دعوة للمحامين بصفة عامة، فائزين ومهزومين: الدستور مسؤليتكم. مرجعيتكم الدستور الحالي وبع بعض النقاط الجيدة اضافة الى ما جاء بالدستور المصري الجديد الذي سيستفتى فيه الشعب المصري، بالتعاون مع كليات القانون وكليات العلوم السياسية بالخرطوم ثم عرضه على كل الأحزاب أو لجنة خبراء من 100 الى 200 شخص، ثم رفعه عبر المحكمة الدستورية للاستفتاء.
بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
24/12/2013م
بارك الله فيك يابروف يانبيل اسم على مسمى ……الله يمتعك بالصحة والعافية….الله يكرمك في الدارين