هجرة عصافير الخريف..!

منذ عدة أيام وانا أعبر الشارع القريب من سكني عائداً من المسجد عقب صلاة العشاء إستوقفني شاب سوداني..وكان يجر حقيبة كبيرة ويبدو عليه الإجهاد الشديد !
قال لى أريد أن أذهب الى المنطقة الفلانية ولا أملك قيمة المواصلات..سألته من أين جاء ؟
قال ..من العاصمة ابوظبي ويجر هذه الحقيبة من عند محطة حافلات العين التي تبعد ما لايقل عن ثلاثة كيلو مترات !
دعوته ليتفضل عندي بالمنزل فأعتذر ..عدت اليه بعد دقائق وأخذته الى وجهته بعد أن أحضرت السيارة، وأثناء الرحلة سألته متى وكيف جاء من السودان ..قال منذ ايام فقط وبزيارة إشتراها من إحدي شركات السياحة.. وقالوا له نصيبك في العمل مفروش أمام مطار ابوظبي مباشرة .. !
سألته عن مؤهلاته ..قال شهادة لا إله إلا الله و جواز السفرفقط.. أنزلته عند المكان المقصود وأعطيته بطاقتي التعريفية بارقامي الهاتفية ليطلعني عن أخباره ولم يتصل حتى اليوم !
ياترى كم هم من أمثال هذا الفتى ..بل والفتيات الذين خرجوا بهذه الطريقة يهيمون في طرقات الغربة بلا دليل ..والإنقاذ في خريفها المتساقط الأوراق تتحدث عن إبطال مفعول التمكين بعد دمارها لكل مفاصل الخدمة المدنية وغيرها على مدى ربع قرن .. ..ومسئؤليها يتحدثون بلغة التندر بالأرقام وليس الأسف على خروج المعلمين والأطباء واستاذة الجامعات والعلماء وبعناوين تاشيرات مخجلة قياساً الى مؤهلاتهم النادرة..!
فالمغترب بالنسبة لحكومتنا هو رقم مجهول ..وحينما يتقصد دواوينها وسفاراتها أو جهاز شئون المغتربين ..يعامل كالإبل الغريبة التي تضرب بسياط الضرائب والرسوم الباهظة على غرائبها مقابل عشب الخدمات الجاف .. ومن ثم تتنكر له عن أية حقوق..أوليس هو الجسم المتطفل بالهروب من البلد الطاردة !
لا أحد لا الحكومة ولا تمثيلياتها الدبلوماسية ولا أندية الجاليات تعلم كم عدد مغتربينا ..ولعل الرقم قد وصل الى عدة ملايين لا استطيع تحديدها من كل الفئات العاملة التي يحتاجها الوطن من العالم الى معلم التربية ومعلم الحرف المختلفة والعامل الى الحنانات..!
وياترى كم هم من يهيمون على وجوههم مثل ذلك الشاب الذي وردت قصته أعلاه.. وكم هم الذين يقتلهم الصقيع مثل بهنس ..وبهنسات تانية حامياني !
والحكومة تذكرنا بارقام من يهجرون نعيمها وهي في خريف عمرها ..مثل الذي يعد ضربات العصي على أجساد الآخرين ..فما يعنيه إيلامها طالما أنها بعيدة عن جسده !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فالمغترب بالنسبة لحكومتنا هو رقم مجهول
    المعترب بس هو المجهول قالو سودانير عنوانها مجهول
    محكمة امارتية– سودانير التي انشئت سنة 46 وعنوانها مجهول
    قبل قيام دول ما تسمي بالخليج العربي
    لا حول ولا قوة الا بالله العظيم

  2. الله يا عزيزي الغربة زله ما بعدها زله ولكن الواحد بينظر للذي اخرجه من بلاده هو الاصعب فيرضي بما هو دونه للحفاظ علي ماء وجهه لكن العيب ليس بالسوداني المغترب العيب في الحكومه التي تترك شعبها ليهاجر دون معرفة حهة الهجره او عمله بالمهجر و….و… علما بان هؤلاد يزودونها بالعمله الصعبه بعد توقف المصانع والصادرات بجميع انواعها. فامثال هؤلاء كثر وامل ان لايكون مثلهم من بنات حواء.والواحد في حيره من امره. هل التشبث بالكرسي يوصل الانسان بان يكون اعمي البصيرة والبصر.

  3. اخى الفاضل,لعلك ذكرت مشردا من بلادى ولا اقول مغترب فى دوله كالامارات,ليتك ترى الحال هنا فى ليبيا ,وستتألم اشد ما ألم,واقسم بالله العظيم ان حاكمي ومتسلطى البلد هم احقر من حقبه الاحتلال,فوالله ارى ان الاحتلال ان عذب واتعب من يعاصرونه,لكنه ترك نظاما وتعليما ومشاريع كالجزيره,هذا ماتركه لنا الغريب المحتل الذى نحتفل بخروجه,فلنسأل انفسنا ماذا ترك دجالوا الدين وعبده الدولار والكراسى,عكس ما تركه المحتل من اشياء ,دمروا التعليم والاخلاق والصحه والانسان ومشروع الجزيرة,فماذا تود ان تنجز من دمار ايها البشير ؟وعبركم اقول,انا من اولئك الذين كوتهم نيران هؤلاء العنصريين,واقسم لكم لو أن كل أهل السودان قد عفوا عن البشير وطاقم سرقته يوم القيامه,فانى اقسم وأقسم بالله العظيم,انى سأتقاضى معه امام الله تعالى يوم القيامه,غير عاف عنه حتى يلج الجمل فى سم الخياط,واسال الله ان يرينا فيهم بأسه فى الدنيا ويوم يقوم الاشهاد.

  4. مساء الخيرات استاذ برقاوي
    من ضمن المفاهيم التي طالها التغيير خلال السنوات الماضية هو مفهوم الوطن
    اصبح مفهوم الوطن هو تلك البقعة من الارض التي توفر لك حياة كريمة تجد فيها لقمة العيش والتعليم والملبس والرعاية الصحية لك ولأسرتك وذلك مقابل مجهودك الفعلي دون أن تمتهن كرامتك ودون ان تتعرض للمزلة .
    وبما أن السودان لاتوجد فيه هذه المطلوبات الضرورية إلا لبعض الكيزان فقد اصبح لا يصلح للعيش .
    يااااااا رب وطن ولو اسرائيل

  5. والله يا استاذ برقاوي الله يجزيك خير فعلتك العملتها دي معدومة في الوقت الحاضر اقولها بكل صراحة ولا اخاف هجوم المهاجمين والله انا حين قدمت لاول مرة مجربا الاغتراب وجدت حال اولاد البلد يغني عن السؤال والعلاقات بين الناس تجعلك تفضل الاحتكاك بالغريب فضلا عن ابناء البلد وحكى لي بعض من حضر معي في تلك الفترة انه القى التحية على اخرين من بني وطني تمنعوا الرد عليه . فمؤكد انك من طينة اناس خيرين والا (لدقيت الطناش) كما يفعل الاخرون الذين يعيشون لانفسهم الشحيحة الملبدة بالشكوك والاوهام انهم من طبقة تترفع عن مد يد العون لكل عابر طريق . وفي بواكير تلك الايام لجات لاحدهم الذي يتسنم مركزا مرموقا في نفس تخصصي ان يهتم لامر تقديمي لمؤسسته التي حددت لي موعدا للمعاينة وقام الرجل بزجري بصورة حادة ورماني بقبيح الصفات ولما ثرت لكرامتي واعدت اليه بذاءاته وغادرت قام بفتح بلاغ في مواجهتي بغية طردي من الدولة المضيفة حتى انبري له بعض اقاربي واعابوا عليه فعله الفبيح وصححوا للشرطة الامر ولفتوا نظرهم للطريقة القاسية التي ابتدرها هذا الذي يسمي نفسه سوداني .
    اشكرك نيابة عنه واقول لك كمل جميلك واسعى في سبيل مد يد العون له ان وجدت لذلك سبيلا حتما سيعود ذلك بالخير لك والله لا يضيع اجر من احسن عملا .
    ولا تستغرب ان تجد في كل طريق هؤلاء . الم تسمع حسين خوجلي يشجع على الهجرة .. والله انا لدي علم يقيني ان هنالك ضباط شرطة وجيش ومن حملة مؤهلات جامعية يعملون ضمن فرق الامن الخاص في احدى دول الخليج برواتب تكفي بالكاد للسكن والاعاشه وشوية ملاليم لاسرهم بداخل الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..