ما أحوجنا لمن هو مثلك ( مرثية للزعيم الأسطورة نيلسون مانديلا )

ما أحوجنا لمن هو مثلكَ
يا حكيمَ آخرِ الزمانْ
و حالنا قد أضحى لا يخفى
على العالمينَ قاطبةً
من قاصٍ و دانْ
فحربُ البسوسِ قد تجدّد عهدُها
و نعبت غربانُها
في مضاربِ أهلِ السودانْ
ما أحوجُنا إلى إقتفاءِ خطوكَ
يا حكيمَ آخرِ الزمانْ
و بلادنا قد أدمتِ العيونَ منّا
جرّاء ما عراها من أحزانْ
و ما عَلاها من ضَيمٍ و طوى !
ما أصعبَ الذلَ لمن كان عزيزا
و ما أصعبَ الحاجة عندهُ و الحرمانْ
شتّان ما بين قد فعلتَه بقومِكْ
و ما قد فعلَهُ بنا ( الأخوانْ ) !
هل يستوي التآخي و التوحّدُ و الغفرانْ
مع التفرّقِِ و التقسيمِ و العُدوانْ ؟
وطنٌ به كلُ هباتِ اللهِ
من أرضٍ و زرعٍ
و ماءٍ زلالٍ و ضرعٍ
و خيراتٍ حِسانْ
وطنٌ به خير ما أوجدَ اللهُ
في الأرضِِ من إنسانْ !
كان منذُ غابرِ الأزمانْ
أولَ من عرفَ الحديدَ
فغدا في رفدِ الحضارةِ طودا !
و عندما أتاهُ المسلمون ودا
برسالةِ السلامِ و الهُدى
صار لإنسانِنا الخلاسيِ معنى و مدى
و صار كالعملةِ لهُ وجهانْ !
كان سودانا واحدا فأضحى
بيدِ من ينكِرون وجهيهِ
سودانانْ !
قبسٌ كان قد أطلّ علينا
من الأحراشِ آتٍ بالجديد
فيهِ شيءٌ منكَ في طرحِ الرؤى
و في التراضي في الأوطانْ
لكن يا حسرتاهُ على قرنق
و هل يفرحُ شعبٌ كتبوا لهُ الأحزانْ ؟
ها هم حكّامُنا ( الأخوانْ )
يتذاكونَ علينا و يتلونونْ
و يلعبونَ بنا قبل قتلِنا
كما تلعبُ القِططُ بالجرذانْ
لقد مدحتُكَ و أنتَ تعلو
صهوةَ الجنوب الأفريقي
و هأنا أرثيكَ و أفتقِدُكَ الآنْ
هأنا أرثي بكَ دياجيرَ ضعفنا
و تشتتَ أمرنا
و ضياعَ أرضنا
و قبولنَا بالهوانْ
يا مَن كنت قد ارتضَيتَ بالسجنِ و السجّانْ
من أجلِ أملٍ
قد تراءى أمامكَ ردحا من الأزمانْ
سنظلُ نحنُ في رِكابِ أملِكْ
لا نَعرَفُ لليأسِ طريقا
إلى أنْ يحينَ بنا الأوانْ

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..