التربية القبلية انعكاسها على التجربة الديمقراطية في جنوب السودان

يبدو اننا نواجه متاعب جديدة في دولتنا الوليدة جنوب السودان فما يحدث الان اشارة على وجود اشياء كثيرة ليست عل ما يرام فقبل انفصال جنوب السودان كنا في حرب ضد الانظمة التي تلت الحقبة الاستعمارية لعدة اسباب ابرزها الاحساس ان الشماليين كانوا امتداد لاستعمار وحاولوا تفكيك خصوصية انظمتنا القبلية وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل انشغلنا بتنفيذ تلك الاتفاقية تحت ضغوط حكومة الانقاذ المشاكسة وهكذا وجدنا انفسنا في دولة مستقلة دون استعداد الكافى وترتيب البيت من الداخل فعاد الكل الى القبيلة كوحدة اجتماعية وسياسية تلعب دورا مهما في الحصول على التاييد من اجل اهداف سياسية و تراجعت الحس الوطنى فاصبح القبيلة هي الحزب السياسي ومنسوبي الاحزاب اصبحوا ممثلين لقبائلهم فقط وبالتالي السياسي لم يعد يجهد نفسه بعناء تقديم افكار تخدم الوطن باكمله طالما ان افراد قبيلته سيقفون خلفه فقط لانه ابنهم ومن الفخر ان يكون وزيرا حتى لو كان ذهنه فارغا وغير مجتهد لخدمة الوطن باكمله باختصار السياسيين في جنوب السودان عبارة ان سفراء لقبائلهم يخدمون مصلحتهم الشخصية ثم ابناء قبيلتهم اما مصلحة الدولة والمواطنين من القبائل الاخرين فلا عزاء لهم ومن المؤسف اننا نسعى الى تطبيق ما يسمى بالديمغراطية كنظام عادل لتداول السلطة بطريقة سلمية و سلسة لكن صعوبة الامر هو مدى استيعاب المجتمعات القبلية و منسوبي الاحزاب المختلفة لهذه الفكرة انهم كفريق كرة قدم تذهب الى مبارة باحتمال واحد و مؤكد هو انهم سيفوزون بالمبارة على اي حال سوى لعبوا جيدا او سيئا فان نصيبهم هو الفوز فقط لا غير وهذا لا يعقل لان عندما يترشح شخص من قبيلة ما فان افراد قبيلته من خلفه يتوقعون فقط فوزه او ظهوره ضمن الذين يتولون مناصب مرموقة في الدولة واى شيئ خلاف ذلك تواجه مقاومة ومعارضة من تلك المجتمعات القبلية انها المازق الحقيقية التي تواجها الديمغراطية في بلادنا ولا بد من ايجاد مخرج امن من هذه المازق نعم تربيتنا تربية قبلية بحت ولكن الوطنية وذرع روح الوطنية لا تاتي من الفراغ انها تحتاج الى برامج استراتيجية من الدولة تستهدف الجيل الناشئ وبرامج اخر توحد كافة القبائل في جنوب السودان نحن لا ندعو الي تفكيك القبائل فالتنوع الطبيعي التي يمتاز بها بلادنا مصدر فخر لنا لكن يجب ان نبحث عن القواسم المشتركة بيننا و نسعى الى تقوية الروابط الاجتماعية و تحقيق المصالحة بين المجتمعات التى حاربت بعضها في الماضى حتى تشفي القلوب من مرارات الماضى والاحقاد التى تدمر النسيج الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد اننا نسال الله ان يعين شعبنا في تجاوز المحنة التى تمر بها في الوقت الحالى وتكون مجرد عثرة تصلح المشي وتمضي مسيرتنا الى الامام ولا تكون تنوعنا القبلي سبب بلاء بل نعمة نحمد به ربنا عليه..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..