خلف من بعدهم خلْف!!

نواصل الحديث حول الممارسات السالبة والمضرة لمنسوبي التنظيمات السياسية العسكرية التي تمارَس بقبح في الجامعات وتحديداً الذي تعانيه جامعاتا كردفان «بالأبيض» وغرب كردفان «بالنهود» هذه الأيام من هدم ممنهج ومرصود بدراسة واضحة، وهي قضية في غاية الأهمية والخطورة للمجتمع والدولة إذ تستمد أهميتها من الآثار الكثيرة المترتبة عليها وتأثر المجتمع المحيط بها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً.. وهي قضايا ذات صلة وتشابك وكنت قد فتحت هذا الملف ولم أدرك أن المجتمع هناك قد تأذى من تلك الممارسات بتلك الدرجة الكبيرة إلا من خلال تناولي للموضوع المسكوت عنه والتفاعلات التي أحدثها والمحادثات التي تلقيتها من فئات مجتمعية كثيرة أغلبها لا علاقة له بالسياسة وتساءلوا عن سر الصمت الحكومي ومنظمات المجتمع المدني حيال تلك الممارسات السيئة التي ألحقت بهم أضراراً بالغة وبدأ المجتمع يتأثر بتلك الأفعال دون أن تكون هناك وضعية معتبرة للحكومات الولائية في الحلول وإظهار مدى إحساسها بخطورة ما يجري ومعاناة المواطن الذي تعطلت مصالحه بسبب الخطاب العدائي المسلح داخل الجامعات وما تصدره من عنف كل مرة بشكل عطل الحركة الثقافية والإبداعية للجامعات وتراجع دور المثقف والمبدع في الحلول لمثل تلك المعضلات التي باتت تعاني منها ركائز المجتمع والرافد الرئيسي لبنيته المعرفية وهي «الجامعات»، فلم أرَ في الأفق معالجات لما يدور من نشاط خطير، وليس هناك مبرر لحالة الخوف والتعتيم التي تمارس في الولايات سيما المؤسسات السياسية وتابعتها الرسمية وعدم إعلام الرأي العام المحلي هناك والخارجي بما يتم من أعمال تخريب للمنشآت الحكومية، هل الإعلان عن هذه الممارسات يعني أن الولاية المعنية غير مستقرة أمنياً وسياسياً لذلك لزم التعتيم؟؟ أم أن الجميع لا يدرك قيمة الإعلام وإشراك الرأي العام وفضح الممارسات الخطأ؟ هب أحد المسؤولين شارك في نشاط بالجامعة وحدث شغب وفي غمرة الهرج والمرج أطلق أحد طلاب الحركات نارًا على بعض الحضور وردت عليه الأجهزة المختصة في اطار حماية المسؤول وحفظ الأمن أليست هذه كارثة جديدة؟ أعتقد أن الخوف والتعتيم هو ما جعل أن تصبح هذه الجامعات أشبه بالمعسكرات للمتمردين، كما أن دور الجامعات نفسها غائب في التوعية والإرشاد ولماذا لا تقدم على إقامة ورش تناقش هذا الوضع من خلال شخصيات وخبراء عسكريين وفي تنمية المجتمعات وذلك للتعريف بمخاطر هذه الممارسات السالبة وتأثيرها على بقية الطلاب غير المنتمين الذين يمثلون نسيج ومكون هذه الجامعات وهم من كل السودان تأثير ذلك عليهم اجتماعياً ونفسياً وأمنياً وفي بيئتهم الدراسية وتحصيلهم الأكاديمي.. أمر آخر إذا كان هذا طالبًا متفلتًا وحاملاً للسلاح ومع ذلك يكرم بإعفائه من الرسوم وتكاليف الدراسة ولا توقع عليه أشد العقوبات وهو يمارس أشنع الممارسات، ما أثر ذلك على نفسية وسلوك الطالب الذي ليس جزءًا منه ولكنه يعاني من عظم الرسوم وأسوأ الظروف المعيشية والأكاديمية أليس تلك مغريات لهذا الطالب السوي وغير منتمٍ لهذه الفئات أن يسلك هذا الطريق غير القويم لأنه سيوصله إلى أهدافه بأسهل وأقصر الطرق.. إنني أشير إلى مولانا أحمد محمد هارون والي شمال كردفان وهو مهموم بمشروعات النهضة واستنهاض همة المجتمع للمساهمة وكذلك الجنرال أحمد خميس والي غرب كردفان وهو ينشط في إكمال هياكل ولايته وتحسين بيئة العمل للدستوريين أن يضعا رؤية مشتركة لمنتدى أو ورش عمل تناقش هذا الوضع من قبل مختصين وأناس قريبين من هذه المجتمعات حتى تخرج هذه المنابر بمقترحات حلول وجداول تنفيذية لها تعين الجميع على الخروج من هذا المأزق الخطير، لكن صمت الجميع على الوضع له أمر مخل ويجعل الوضع يتفاقم أكثر من الذي عليه ويتحول الى أزمة، كما أنني هنا أدعو العقلاء من رموز وكبار كردفان البروفسور التاج فضل الله والبروفسور محمد أحمد الشيخ مدير جامعة الخرطوم الأسبق والدكتور محمد محجوب هارون والبروفسور نور الدائم عثمان والخبراء العسكريين الفريق أول ركن محمد بشير سليمان والفريق مهدي بابو نمر* والفريق محمد نعمة الله والفريق الطيب عبد الرحمن مختار والمشير سوار الذهب والعم الاقتصادي الرفيع وزير المالية الأسبق إبراهيم منعم منصور وأخاه الأمير عبد القادر منعم منصور وهو الآن رئيس مجلس إدارة جامعة غرب كردفان ورجالات النظام الأهلي وولاة وحكام كردفان السابقين أبو كلابيش وعبد الرسول النور وفيصل حسن إبراهيم ومعتصم ميرغنى أن يتنادوا إلى رؤية تعصم هذه الجامعات والصروح العلمية الشامخة من الانزلاق والسقوط وتزيل عنهم حرج اللوم من قبل مجتمع اهلهم في كردفان وهم الذين شهدوا اللحظات الأولى لميلاد هذه الجامعات العريقة ودرسوا فيها كما أنهم عاصروا حال الجامعات في الماضي ويعلمون ماذا كان وضعها في السابق وكيف هي الآن حيث خلف من بعدهم خلْف أضاعوا هذه الجامعات واتبعوا السياسة فسوف يلغون غيّا، فبئس الخلْف لخير السلف!!
[email][email protected][/email]
مقال يكشف عن سخف كاتبه وإنحطاطه وإنتهازيته…ليتك طرحت الأزمة دون الإشارة الو التلميح الى هذا أو ذاك…كنت ستكون جديراَ بالإحترام …ومن أشرت إليهم (كأجاويد أو مستنيرين في مقالك) جلهم أس البلاء وسبب ادواء الولايتين…أنت تعلم يا فضل الله من كان يبتدر العنف في الجامعات ولا يزال…أخرج رأسك من الرمال …ولو لمرة واحدة يا هداك الله …