إتكاءة بريشة : سامى العطا

فى هذه الإتكاءة استضيف اليوم المهندس / سامى العطا .. كقلم قادم وبقوة ..معه الان ..

تمهيد: ما بين البحر والنيل إختﻼف المكان .. وإفتقاد مريم ، علي عثمان .. حيث النيل والقمر والرمال الدقاقه الثائره .. تهتاج .. ويبدو عليها اﻷنزعاج، لكنها تشكل لوحتها الجميله عند السكون حيث التموجات (ناس أرض بيقولو عليها عﻼمات النيم).. نص: مريم النيل تتأقلم مع بيئتها الجديده تتأبط باقتها، وتربط ثوبها في نصف خصرها، وتنتعل جزمتها البﻼستيكيه لﻺيقاء من شتاءها القارص .. تشرب من ماء النيل العكره البارده، تأكل القراصة، الفطيره، وتقوم بعواستها ﻻ تتجنب لهيب نار الدوكه.. تعد وجبة ” التركين ” و ” الكداد” و ” ألوريق ” ألخ .. وعند الصباح، تقوم بإعداد الشاي، ومديدة الحلبهلتكون زاد حاج ” موهمد” الرجل البسيط الذي يعمل في زراعة الفول .. تجده عند ” التكيقه ” في مواجهة أشعة الشمس لتخفف عنه برودة الجو المعهوده .. مريم تجهز نفسها لمﻸ أزيار المنزل المنصبه في حماﻻتها في وسط ” الكرقه” التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من وضعية البيت التي تتكون من أوضتين خلف خﻼف وديوان به حوش، يتم فيه تخزين قوت العام من التمر ( بركاوي، أبتمودا، قونديﻼ) وتقوم بإعداد الفطور لحاج “موهمد” في الجزائر والسواقي. تمﻸ باقتها من مترة ” كلس ” المسن، الذي يزرع بعض الخضروات، لتأخذها حاجه ” فاطنة ” زوجته وتبيعها في سوق اﻷحد، سوق المنطقة الوحيد، يتقاطر اليه تجار المناطق التي بقربهم .. تجهز مريم الفطور، وتضع قماشا” علي اﻷرض وتضع صحن كبير مغطأ بكيس كي يحتفظ بسخانة اﻷكل، وتضع ” ترمسة شاي ” وتربط قماشه جيدا .. ثم تقفز مريم علي ظهر ” حمارتها” بخفه ورشاقه ممسكة الصحن من رباطة القماش، وتمسك بلجام الحمار بنفس يدها، وفي يدها اﻷخري عود رفيع وقصير تضرب به من حين ﻵخر .. تأخذ الطريق متجهة الي “تحت ” – تجاه النيل- وهو عبارة عن درب رفيع يكفي لمرور حمار واحد، وبدا ظاهرا ” عليه مجري من كثرة مرور الحمير عليه، تمر بين سامقات النخيل، وفي أذنها زقزقة العصافير، وقوقاي القمري، تلمس بأرجلها اطراف جداول المياه، وفي احيان أخري جزع شجره مقطوعه، او أفرع شوك مترامي، أو جريدة نخل تجعلها تتأطأ راسها خشية أن تلسع بشوكها، الي ان تصل ساقية ” البكاكيج” – نسب الي جدهم بكاي – وتضع يديها حول فمها لتقوم بمناداة حاج ” موهمد .” يأتي إليها وفي كتفه الطورية، وعودها يتدلي أمامه، يلبس ” عراقي وسروال” يبدو عليه اﻹتساخ بالطين، أثناء إشرافه علي عملية السقايه، الشي الذي يتطلب منه قلب ” اللبقه” في إتجاه الحوض المراد سقايته .. مريم تفتح القماش وتضع اﻷكل علي نفس القماشه، وما أن يغسل يده معلنا بدء الأكل، همت مسرعة الي حيضان الجرجير والبصل، وأخذت جزء منه وغسلته وقدمته له .. تنتظر مريم، وصول حاج موهمد الي البيت عند الظهيره، ليجدها قد وضعت له عنقريب هبابي في ضل ” اﻷرتيق ” و بالقرب منه تربيزه حديد بها ” رادي ” يسمع نشرة اﻷخبار والوفيات، وتحتها “كوز مويه ” كبير موضوع في تقاطع ” شباحات أرجل التربيزه” ، وإبريق بجانب رجل العنقريب التي بالقرب من موضع رأسه، وبرش ﻷداة صﻼته .. يتكئ حاج موهمد واضعا رجله فوق الأخري، ومشمط أصابعه تحت رأسه المرتفع بحيث تكون المخده مستنده أكثر عند مؤخره الرقبه، بعد أن يشرب قهوته، ويبدأ في التأمل قليﻼ”، ورأسه في إتجاه السماء الزرقاء التي عليها سحب بيضاء تدل علي نزول البرد عند المساء، وصوت الراديو يشدو ويغني بالقرب منه فاتحا الإذاعه المحلية التي دايما ما تتسق مع أذنه: إكو نوقنا إر كﻼ قر ديا كلقا إنباقنا شلدي فنتجون إننجا يرددها بعمق ويعيد شريط ذكرياته الجميله في أيام الطفوله، وفي أذنه ايضا صوت وابور مترة ” كلس” يضرب ضربات متتابعه بفتره زمنية واحده ” توك توك توك ” الشي الذي دعاه أن يتذكر أنه لم يزر حاج ” كلس” الذي يبدو عليه الإعياء من شدة البرد .. يقوم بسرعة منتعلا” مركوبه المعفوص في مؤخرته، يتأبط عكازه ويربط ” شاليته” بحيث تغطي أنفه وفمه بحركة دورانية واحده وتمر لتغطي الأذنين علي ان يستقر طرفه أعلي الرأس تحت اول دوره، يربط وهو متابط عكازه، ويبدو عليه الإستعجال التي تظهرها حركة ارجله المجروره علي الأرض.. يصل كلس، ويجده يقطع خضروات حاجه فاطنه التي ستذهب الي السوق غدا”، يقف جنبه ويسأله عن صحته، والتي تبدو علي ما يرام.. ينتهي كلس من قطع الخضر ويأخذ ” منجله” ليقطع ” جريده” من النخيل، ليستفيد منها في ربط خضاره.. وبعدها أخذ بيد حاج موهمد، وذهبا ناحية موطأ رأس كلس، عنقريب تبدو عليه المتانه مرتفع، تحت أرجله طوب أحمر، نسج بحبل صنع من ” أشميق ” – لب ساق النخل- به برش بني منسوج بتشكيل نوبي جميل، وبطانية، وتوب غطاء، ونفس اغراض حاج موهمد، من راديو وإبريق وذاك الكوز الكبير.. جلس موهمد في كرسي من الحديد، قوائمه مواسير منسوج ببلاستيك آخذا شكلا” جميلا”.. كالعادة جرت الونسه بداية بأخبار الزراعه، وترتيباتها، ثم أخذهم اﻹنس والسمر إلي فضاءت بعيده يسمو عندها المقام.. إستاذن حاج موهمد بالعوده الي منزله ليخلد الي النوم، ليبدأ يوما جديدا، ليستمتع بخدمات مريمه الجميله.. سامي العطا 25/11/2013 .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..