حماية السودان لنفط السودان الجنوبي عسكريا، المآلات والمحاذير

قال السودان علي لسان وزير الخارجية ان زيارة البشير الأخيرة لجوبا تهدف لمساندة حكومة سلفاكير وذلك بحماية حقول النفط حتي لا تقع في أيدي معارضيه وذلك بدفع قوة حماية مشتركة بين البلدين ، (ومعلوم ان هناك حرب دائرة بين حكومة سلفا كير ومعارضيه بقيادة نائبه د. رياك مشار ) وتقول الاخبار أن قوة الحماية المشتركة هذه بين السودان والسودان الجنوبي قوامها فرقتان عسكريتان ولمن لا يعلم ان الفرقة العسكرية البرية الواحدة تتكون من (3 الوية مشاة) وهي قوة كبيرة بالمقاييس العسكرية .
نعم أن للسودان مصلحة اقتصادية تتمثل في انسياب نفط السودان الجنوبي عبر خط انابيب السودان والذي يدعم اقتصاد السودان المنهك جدا بالعملات الحرة التي تصل الي نحو 1.5 – 2 مليار دولار سنويا . هل هذا السبب كافياً ليجعل السودان يتدخل عسكريا ويدفع بقوات عسكرية في صراع بين ابناء السودان الجنوبي (وهو حاليا يعتبر دولة خارجية ذات سيادة ) وهو صراع سياسي بحت حول السلطة والثروة المتمثلة في هذا النفط الذي سنحميه ؟ وهو يعني للعالم ولأحد طرفي النزاع تدخلا عسكريا بكل المعايير .
اما كان من الأسلم ومن الحكمة ان نكون حمامة السلام بين الجانبين دون اي انحياز لطرف ونسبق اثيوبيا وغيرها في ذلك ونحن أقرب الأقربين ؟ او أن ننتظر مُخرجات المحادثات الجارية حاليا باديس ابابا .. وهي قد تفضي بحل سلمي بين الجانبين ينهي المشكلة ويزول بذلك شبح التهديد علي نفط السودان الجنوبي وبالتالي علي عائدنا منه دون ان نتدخل و(نشيل وش القباحة كما يقال ) لا أدري لم الاستعجال والتعجل في امر خطير كهذا…؟
من ناحية اخري أليس من المحتمل أن لا يصل الجانبان المتحاربان الي حلول سلمية في اثيوبيا ، وقد يفلح د. رياك مشار وقواته في الإطاحة بحكومة سلفا والسيطرة علي مقاليد الحكم في السودان الجنوبي ؟ ما هو موقفنا حينها ؟ قطعا سنكون قد كسبنا عداء هذا الجانب بموقفنا المتسرع الغير مدروس استراتيجيا وعسكريا ومن مناظير اخري كثيرة ومتعددة اخطرها التدخل في صراع عسكري حقيقي بوجود قوات السودان خارج حدودها وهي تحمي وتتمسك بمصادر النفط الذي لا ناقة ولا جمل لنا فيه غير اجر العبور وهو ما سنناله ان كان سلفا او غيره علي سدة حكم ذلك البلد…!
هناك سؤال يطرح نفسه هل من الناحية الدستورية يجوز لرئيس الجمهورية أن يدفع قوات سودانية الي خارج حدود البلاد الي دولة اخري تحت اي مسمي دون الرجوع الي المجلس الوطني ؟ او الي مشورة مجلس الدفاع الوطني والقادة العسكريين في هذا العمل العسكري الاستراتيجي الخطير ودراسته بتأني وتحليل كافة المحاذير والمخاطر من كافة الجوانب ومن ثم رفعها للمجلس الوطني ؟ خاصة وان جبهات اخري في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور تنتشر وتنفتح فيها القوات السودانية وتواجه حربا مكلفة في عدة جبهات ..هل من المصلحة فتح جبهة اخري تجر ما تجر من اعباء وإنهاك عسكري واقتصادي واجتماعي يتحمل عبئه الشعب الذي يعاني اصلا ؟
المنطق والتعقل والحكمة تقول ان البلاد تعاني ما تعاني ، وأن هذا العمل له محاذيره وأبعاده العسكرية والإستراتيجية والدستورية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها ، هذه المحاذير تُحتم علينا النأي عن هذا الفعل ولا نتدخل في هذا الصراع عسكريا بأي حال من الأحوال ، طالما ان هناك جانبان قد يتصالحا او ان يحسم أحدهما الامر لمصلحته ويذهب الآخر . أنبوب العبور باق والحكومات في السودان والسودان الجنوبي ذاهبة لا محال فحكموا صوت العقل يا قوم .

—————————————————————-
عمر خليل علي موسي …كاتب في الشئون العسكرية /الدوحة [email][email protected][/email] ——————————————————————————–

تعليق واحد

  1. ان المدعو عمر البشير يعلم أن السبيل الاوحد لبقائة في دست الحكم إستمرار تدفق النفط الجنوبي عبر الاراضي السودانية في محاولة جاهدة لإسعاف إقتصاده المنهك جدا، فهو يعلم تماما أن حياته مرهونة في وجوده في راس السلطه.

    السيد الفاضل .. الخال .. عمر خليل إن منظمومة نظام البشير العسكرية في أقصي درجات اليأس والاحباط بل وصلت حد الانهاك والتعب بل التململ اصبح موجود داخل المؤوسسسه العسكرية نفسها ظهر ذلك جليا في مناسبات عديدة في السنوات الاخيرة ناهيك عن ان النظام يقاتل في جبهات متعددة وحروبات متجدده مع الحركات المسلحة لذلك في إعتقادي غير قادر علي المضي في فتح جبهات جديده وإنما حديثه في جوبا أو غيرهايأتي في إطار الحديث السااااكت (فرفرة المذبوح).

    إن البشير يريد باي وسيله الاستفادة من الحاله الجنوبية بما يدعم بقائة ولو لساعات ولكن لن يستطيع الدخول في مغامرة كهذة ليس لدية من انفس وعتاد لمواجهتها.

  2. استاذنا عمر خليل قرأت مقالك بتمعن واستمتاع فهو عين الحق والحكمة والخبرة العسكرية لكن هؤلاء من اجل حفنة دولارات بامكانهم التضحية بقواتنا وبابناءنا …..وهو امر جلل ان ينفرد شخص واحد او حزب واحد بقرار كهذا ….اين القادة العسكريين ……مره تانيةشكرا لك فقد ابصرت ونصحت يا سعادتك فهل يستبينوا النصح ضحي الغد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماأظن

  3. الغريبة ان وزير الخارجية نفي الكلام وقد سمعته بام اذني في فضائية العربية ……وهناك صحفيين اثبتوا كلام الوزير بشريط فديو يوتيوب منشور في المواقع ……اقسم بالله عمرنا ما شفنا سياسيين بالمستوي ده كذب ونفاق وجهل ……قاتلكم الله اينما تحلوا واسال الله ان اسمع كل يوم عن حادث طائرة او سيارة لحدي ما تنضف البلد من غيكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..