تزوير المجتمع.!

تتعدد المظاهر والحكايات،والنتيجة واحدة،نفاق اجتماعي مستشري على كافة المناحي،وللدرجة التي يصعب فيها التفريق بين ما هو نفاق وقتي يزول بزوال الحالة،وبين ما هو يرقى إلى مستوى الجريمة تطول نتائجها مستقبلاً،شباب يبحثون عن عمل،اضطروا لوشم أنفسهم بعلامة الصلاة على جباههم،حتى يكونوا من قوم “سيماهم في وجوههم” ليس الوشم حباً في أن يصبحوا مقبولين عند مجتمع هو ذاته يعاني أزمة جاثمة في معايير الحق والباطل منذ عقود من الزمان،إنما الغاية من الوشم تجاوزت ذلك الهدف الذي ظاهره بسيط،ليدخل الوشم في معايير اختيار الوظيفة المناسبة،خبر أوردته الصحيفة الاجتماعية اليومية “حكايات” مفاده أن شباباً سجلوا اعترافات للصحيفة بأنهم وشموا أنفسهم بعلامة الصلاة لأجل الحصول على وظيفة،وقد نجح بعض زملائهم في ذلك،وهم إذ يتبعون هذا النهج أملاً في الحصول على الوظيفة التي أصبح عسير الحصول عليها بالوضع الطبيعي السوي،هذا الخبر والذي يبدو أنه دُعابي أكثر من أي شيء،هو كارثة بكل المعايير،أن يتنزل نفاق الخطاب إلى المجتمع ويتحول لسلوك ونهج وبامتياز،هذا أخطر من الحروب التي تدور الآن بأطراف الوطن،هذا الخبر يقود إلى إمكانية أن يصبح المجتمع قابل لانتهاج النفاق لأعلى الدرجات،وأعلى الدرجات هنا أعني به التضليل بالدين،وإن كان هذا نهج متهمة به تيارات تقود السلطة،هاهو يتنزل إلى المجتمع،أن تظهر للمجتمع أنك متدين للدرجة التي أصبحت من الذين “سيماهم في وجوههم” وأنت بالواقع ربما لا تكون من الذين يؤدون الصلوات،هذه مرحلة حرجة،حرجة على عقيدة المجتمع وحرجة أكثر نسيج المجتمع،وهذه الحادثة هي إنما نموذج فقط من أساليب متعددة تحمل في ظاهرها التدين،وفي باطنها المثير الخطر،والخطر يتعدى الفاعل ليصل كل المجتمع،ويتحول المجتمع إلى مجتمع زائف غير حقيقي،لأنه يقبل بالظاهر،مهما ساء الباطن،طالما أن المعايرة اختلت لهذه الدرجة،ورغم علم المجتمع المتلقي بسوء الباطن وعلمه أكثر بأن الظاهر هذا إنما وسيلة للحصول على غاية.
نعم،منذ عقود تحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع مظهري،يهتم بقشور الأشياء دون جوهرها،الفتاة المحجبة هي إمرأة كاملة دين وعقل،وما عداها فاقدة أخلاق وسافرة،من يحمل المسبحة ويصلي بالمسجد هو شيخ لا يُقبل الطعن في شهادته،ومن لا،فهو منبوذ في المجتمع،من حلف بالله جهد إيمانه أنه لم يسرق،هو شريف،ولو ثبتت التهمة،طالما أنه حلف،هي ليست أزمة مجتمع يعاني انقساما حاداً بين طبقاته التي هي منقسمة بين طبقة عليا سيطرت على السلطة والثروة وحرمت الأخرى من أدنى حقوقها لذلك تحولت إلى طبقة منافقة لأجل الحصول على أقل حقوقها،إنما نحن نحصد بامتياز نتائج زرع ينشد غارسوه الفضيلة ولو كانت بالقوة،بينما هم غارقون في فسادهم،هي نتائج أكثر من طبيعية ولو تحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع زائف،فقط إننا نحصد
=
الجريدة
[email][email protected][/email]
للاسف المجتمع السوداني مجتمع مصنوع المشكلة لا يعرف هو في شخصة ماذا يريد تجديهم مع كل الحكومات (شعب كل حكومات) واتضح لي جليا (المثل )الناس علي دين ملوكهم وفرضت علي المواطن ظروف غير انسانية من الاحزاب الطائفية الرجعية امة اتحادي وجبهة اسلامية اذا لم يتمرد عليها سيفقد انسانيتة شيئا فشيئا السؤال هل هناك طريق للعودة من الهاوية في السودان ام ان الامر يمضي الي قدرنا المحتوم ف الامر بيدنا وبيد العقلاء ببلادي ان وجدوا ف الواجب علي عقلاء ان يستبدلوا البشير بقائد يجكم صوت العقل ولا يوردنا مورد مهالك السابقين ويسعي علي التعاون مع دول العالم وفك العزلة المضروبه علينا ثم يعود الي اقصاء الرادكاليين وان لا يضعوا ثقتهم فيهم ف ضررهم اكثر من نفعهم ف نسعي بين القبائل المتناحرة لمصالحتهم في دارفور خاصة والا سوف يحترق السودان لعقود قادمة يجب اعادتنا الي الصلح مع النفس والتعايش كما حصل ببعض الدول والا سوف يكون هلاك حرثنا ونسلنا وضياع اجيال كاملة في الحاضر والمستقبل ف سياسة الدولة الانقاذية المجرمة هي مسؤولة عن تفشي تلك الامراض الاجتماعية خاصة سياسة التمكين والتزكية(الادخال) الغفلة والاستسهال ما يحدث حتما سيقودنا لنتائج وخيمة وظهرت الان من تزيف وكذب ونصب واحتيال بل وصل لمرحلة القتل والاذي النفسي والبدني رغم توفر تلك البينات والادلة اهيب علماء الاجتماع ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام بالقيام بدورها بالضغط علي هذا النظام بالرحيل غير ماسوف عليه ويجب تعبئة المجتمع لمواجهة تلك الظروف التي تدفع هؤلاء لارتكاب الغش والسلب المصحوب بعنف المفضي للموت او الاصابات الجسيمة وختاما كلما كان الصراع أصعب مع هذا النظام كان النصر أكثر مجدا فتحقيق الذات يتطلب صراعا في غاية العظمة.
اللهم امنا في الاوطان واصلح الائمة وولاة الامور واجعل ولايتنا في من يخافك واتبع رضاك
هكذا يا استاذة شمائل فالناس على دين ملوكها . حكومتنا اهتمت بالمظهر وتركت الجوهر كل شيىء عندنا اصبح مزيف ومزور حكامنا تفوقوا ونجحوا فى الكذب والنفاق والبشير يرقص ويكذب ربع قرن ونحن نصدق ونرقص معه بجوعنا وفقرنا ونوهم بعضنا اننا ميسورى الحال .
الأستاذة شمائل لا تنسي بأن الناس على دين ملوكهم ,,,,, و قد بات ما وصل إليه المجتمع تحقيقاً لذلك فقد رأي طالبي الوظائف و كل الشعب بأن ملوكهم على هذا النهج فهم يفعلون غير ما يقولون و العكس كذلك فسار على ذات الدرب و كما أسلفتي القول فهذا هو الخطر بعينه بأن يصبح هذا هو سلوك الشعب ، و لكن يبدوا أن أعادة صياغة الإنسان السوداني التي وعد بها هذا النظام قد تحققت و لكن وفق ما يفعل الساسة و ليس وفق ما درجوا على القول بأنهم يريدونه من مجتمع فاضل ، فمن أين يأتي المجتمع الفاضل ؟ بالطبع سيأتي مجتمع على شاكلة قادته و يفعل ما يفعلون أو بالأحرى يضطر لفعل ذلك مجبراٍ بظروف طلب العيش ، فصراع البقاء دائما ما يقود الإنسان لسلوك طرق لم يكن يرغب فيها . و الله المستعان