المقالات والآراء

من أقوال الحلاج التي ادت لقتله وصلبه

من أقوال الحلاج التي ادت لقتله وصلبه
( مافي الجبة الا الله)
قبل ايام قليلة كتبت مقالا بمناسبة الذكرى 31 لاعدام محمود محمد طه وقد جاءت بعض التعليقات في بعض المواقع اشارة لتشابه فكر محمود محمد طه وفكر الحلاج وبن عربي لتعم الفائدة رايت ان اكتب هذا المقال عن الحلاج تاركا للقرأ استنباط وجه الشبه من عدمه مستصحبين في ذلك اوجه الشبه التالية وحدة الوجود ، الحلول ، الاتحاد ، الانسان الكامل ، وقد اعتقد الكثيرون ان محمودا اخذ من الحلاج وابن عربي في كثير من آرائهما وفلسفتهما وهذا ما لم اتطرق له وتركته لحكم القراء ، حيث يعتبر هذا المقال مقارنة بين الرجلين لتشابه افكارهما و طريقة الحكم عليهما وقد قتلا بعد ان اتهما بالردة الاول قتل شنقا وصلب والثاني أيضا قتل شنقا ودفن في الصحراء
من هو الحلاح :- هو حسين بن منصور الحلاج ولد في البيضاء وهي بلدة بفارس ونشأ في مدينة واسط سنه244 هجرية جنوب بغداد180 كلم اعدم صلبا ببغداد سنه309 هـجرية عن عمر ناهز65 عاما من أعلام التصوف وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره
يعتبر الحلاج من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه.
فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة لم ترض الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام بحسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري. وقد نشأ (االحلاج بواسط) ثم دخل بغداد وتردّد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة، وأظهر للناس تجلدًا وتصبرًا على مكاره النفوس، من الجوع والتعرض للشمس والبرد على عادة متصوفة الزرادشتيين، وكان قد دخلها وتعلم، وكان الحلاج في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وتصوف، كان (الحلاج) يظهر للغوغاء متلونًا لا يثبت على حال، إذ يرونه تارة بزي الفقراء والزهاد وتارة بزي الأغنياء والوزراء وتارة بزي الأجناد والعمال، وقد طاف البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعياً إلى الله الحق على طريقته، فكان له أتباع في الهند حيث تعلم السحر وفي خراسان، وفي سركسان وفي بغداد وفي البصرة، وقد اتهمه مؤرخو السنة الذين لم يكونوا يفهمون التأثير الروحي ذي التاريخ العريق في الدين والفلسفة الزرادشتية، اتهموه بأنه كان مخدومًا من الجن والشياطين وله حيل مشهورة في خداع الناس ذكرها ابن الجوزي وغيره، وكانوا يرون أن الحلاج يتلون مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم، وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو شيعة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساقًا، دون أن يفهموا النظرة الفلسفية للحلاج التي ترى جوهر الإنسان وليس ظاهر سلوكه.
فكـــــره :-
التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكاً فردياً بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهاداً ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع
من أقواله :-
كان يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قال: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.»
و لا يخفى ما بهذه الجملة من فلسفات وحدة الوجود التي ترى توحد الخالق بمخلوقاته . ومع ذلك نجد ان في فكره شيئا من الحلول والاتحاد ولكن من تعمق في فكره وتراثه يجد مقولات كثيره تبرئه من فكر الحلول والاتحاد ، ولذلك نجد الإمام شيخ الإسلام عبدالقادر الجيلاني الذي لم يختلف اهل العلم فيه قال الإمام عبدالقادر الجيلاني في الحلاج : عُثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده .. ولو أدركته لأخذت بيده .
من أقواله:-
ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض
* كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.، وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد
له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ، فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد.
كان من سعى في قتله وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه بما يستحقه من القتل هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله . وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال : وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج اهـ (البداية والنهاية11/172)
من أقوال العلماء فيه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 )
وقال ابن تيميةأيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ ) .اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) اكتفى بعضهم بتكفيره بالاعتماد على ما قيل على لسانه من أقوال أو أشعار، بينما سعى بعضهم إلى تبرئته بالزعم بأن ما قيل على لسانه لا أساس له من الصحة وأنه كلام مدسوس عليه. أما أتباعه فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه، ولكنهم يقولون إن لها معاني باطنة غير المعاني الظاهرية، وأن هذه المعاني لا يفهمها سواهم. بينما جنح المستشرقون إلى تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلاً ثورياً شبيهاً بأساطير الغربيّين. وعند الشيعة : ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية.
محاكمته :-
ذاعت شهرته وأخباره وراج أمره عند كثير من الناس، حتى وصلت لوزير المقتدر بالله الخليفة العباسي، وفي يوم الثلاثاء 24 من ذي القعدة سنة 309هـ تم تنفيذ حكم الخليفة، وعند إخراجه لتنفيذ الحكم فيه ازدحم الناس لرؤيته. ويقال أن سبب مقتله يكمن في اجابته على سؤال أحد الاعراب الذي سال الحلاج عن مافي جبته، فرد عليه الحلاج (مافي جبتي إلا الله) فاتهم بالزندقة واقيم عليه الحد ، وقيل ان السبب قد يكون سياسياً آن ذاك .
لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . ذمه أكثر الصوفية ونفوا ان يكون منهم أجمع علماء عصره على كفره وزندقته ولذلك قتل ببغداد ْ .ما اردته بهذا المقال هو نظرة تعريفية عن الحلاج مولده ونشأته وفكره ولماذ قتل وتم صلبه وقد يكون المقال تعريفيا من باب العلم بالشي لا الجهل به

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعنى هسى داير تنورنا عن الحلاج زى ما نورتنا قبل أيام عن الأستاذ محمود محمد طه ، فى مقالك ال كلو اساءات و اتهامات باطلة بعضها من بنات افكارك و بعضها من علماء الدجل فى الأزهر و علماء الدجل فى السعودية و السودان .. بالله انت دكتور و عبدالله الطيب دكتور ؟! (أمشى أقرأ قصيدة مصاب و حزن كتبها البروفسور عبدالله الطيب فى رثاء الأستاذ محمود محمد طه .. لتعرف قدر الرجال عند الرجال .. يا عديم الحياء ،، و تذكر جيدا ماذا يعنى البروفسور عبدالله الطيب من الناحية الدينية عند الشعب السودانى) .. هسى عامل قمبورك د قايل نفسك دكتور ! وجايى تتكلم عن الحلاج و عن محمود محمد طه ! ياخى قوم لف بلا يخمك انت و الشرزمة المعاك .

  2. ياخبيث ماذا تريد ان تقول..انها مقارنة سخيفة تهدف منها لقيادة فكر القاري لمرمي يدين الشيخ الشهيد محمود محمد طه بامالم يذهب اليه…فكر الاستاذ يتحدثعن رسالة ثانية للاسلام تستوعب روح العصر ومستجداته وتطور وعي الانسان وماقيه…انك تكاد ان تدين الاستاذ الشهيد بل فعلت لعنك الله ياعميل القتلة…لم تملك الشجاعة لتدلف لمبتغاك لكن من يتمعن في قولك يدرك مراميك…خذي عليك

  3. ياخبيث ماذا تريد ان تقول..انها مقارنة سخيفة تهدف منها لقيادة فكر القاري لمرمي يدين الشيخ الشهيد محمود محمد طه بامالم يذهب اليه…فكر الاستاذ يتحدثعن رسالة ثانية للاسلام تستوعب روح العصر ومستجداته وتطور وعي الانسان وماقيه…انك تكاد ان تدين الاستاذ الشهيد بل فعلت لعنك الله ياعميل القتلة…لم تملك الشجاعة لتدلف لمبتغاك لكن من يتمعن في قولك يدرك مراميك…خذي عليك

  4. الأخ الكاتب
    جزاك الله خيرا.. من الأقوال المنسوبة للحلاج هي دليل على كفر صريح.
    وتعلمه السحر وتلونه حسب الجهة التي يتعايش معها وقوله بالحلول
    لا يترك مجالا إلا اعدامه هذاإذا كان قد استتاب ولم يتراجع عن مواقفه.

    أما الاستاذ/ محمود محمد طه
    استمعت لمحاضرته التي ألقاها بكوستي ولم أجد له حجة أو منطق وكان الذين
    يوجهون إليه الأسئلة على درجة من الوعي والفهم وأفحموه. أعتقد أنه كان على ضلال وحتى في دفاعه عن نفسه ورفض مساعدة المحامين له، كانت دفاعاته لا تدور على الإسلام والشريعة والدين بقدر كانت عن اذلال الفكر والمفكرين والمعارضين السياسيين.
    لكن في حالته، تعرض لخبس الكيزان الذي حرضوا نميري على قتله وهو لم يكن ذكيا ليتراجع عما قال ليفوت عليهم تلك الفرصة الثمينة التي أودت به.
    ونتمنى أنه قد تراجع عن آرائه قبل اعدامه وتاب وآناب.

  5. أسكت سكت حسك ، انت لا بتعرف الحلاج ولا بتعرف الأستاذ محمود محمد طه ، و بخصوص الأستاذ يكفى مقالك ال كتبتو قبل أيام كلو اساءات و اتهامات باطلة بعضها من بنات افكارك و بعضها من علماء الدجل فى الأزهر وجماعة الدجل فى السعودية و السودان .. بالله انت دكتور و عبدالله الطيب دكتور ؟! (أمشى أقرأ قصيدة مصاب و حزن كتبها البروفسور عبدالله الطيب فى رثاء الأستاذ محمود محمد طه .. لتعرف قدر الرجال عند الرجال ! و تذكر جيدا ماذ يعنى البروفسور عبدالله الطيب من الناحية الدينية عند الشعب السودانى) .. هسى عامل قمبورك د قايل نفسك دكتور ! و جايى تتكلم عن الحلاج و محمود محمد طه ! ياخى قوم لف بلا يخمك انت و الشرزمة المعاك .

  6. حتى هذا الذي استشهدت باقواله ألم يقل بتجسيد الله في عصره ؟ألم يحاكم بالجلد ؟ ألم تصنف شهادته بالسفه ولا تقبل له شهادة ؟

  7. وما العيب ان يات الراجل بمعلومات من اي مرجع سواء البداية والنهاية أو غيره
    الراجل ذكر لك ان المقال من باب العلم بالشي ولا الجهل به وقد كنا نجهل هذه المعلومات ولم نعرف عن الحلاج الا القليل فان كنت انت تعلم فغيرك لا يعلمون وماهو الجديد الذي كنت تتوقعه فهلا كتيته حتى يستفيد الآخرون وقد ترك الكاتب مساحه لابدأ الرأي فلما لم تبدي رأيك
    كن ايجابي
    لم تات وليس لم تاتي كم كتبت ( مضارع مجزوم بحرف العله)

  8. ولله الله ما خاتي عامل صورتك زي الغنماية المستوحشة ..تفووووووا عليك …وعلى المكاشفي طه الكباشي ومن شايعكم يابهايم.

  9. انت رجل منافق أردت ان تعكس للقراء انك محايد في سردك لسيرة الحلاج ولكنك اقحمت نفسك ومفاهيمك الباطنية وكفرت الحلاج وما ذلك الا لجهلك وجهل من كفروه قبلك
    لا يوجد اي شبه بين الحلاج ومحمود محمد طه ودونك سيرة الرجلين فالاول عرف ربه حقا والثاني مجرد فيلسوف مدعي

    اللهم ارحم الحسين بن منصور ونور قبره واجعله من الخالدين

  10. الراجل ابو قنبور ده كيسو فاضي التكتح ما عندو المعلومات التي لدينا عن الحلاج اعمق واكثر من القص واللذق البتسوي فيهو ده. دي نتائج دراسة الفرع انشاء الله الفرع اليكسر تفتك الشينة دي يا ابو تفة

  11. أنت رجل كاذب ، كذبت على رجل ميت ، ويلك من ذلك يوم القيامة أيها الغافل ،،
    يا متخلف أي شخص قرا مقالك هذا ببساطة يمكن أن يبحث في غوغل ،، سيعرف كذبك أيها الجاهل ،،
    قال بن تيمية ،، من الأول مفروض تقول إنت وهابي يا منافق

  12. اصلا المقال كله كوبي بيست من الانترنت واكبر دليل الكلام التحت ده واضح انه كلام من كتاب قدام ومتعمقين في فكر الحلاج

    كان يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قال: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.»
    و لا يخفى ما بهذه الجملة من فلسفات وحدة الوجود التي ترى توحد الخالق بمخلوقاته . ومع ذلك نجد ان في فكره شيئا من الحلول والاتحاد ولكن من تعمق في فكره وتراثه يجد مقولات كثيره تبرئه من فكر الحلول والاتحاد ، ولذلك نجد الإمام شيخ الإسلام عبدالقادر الجيلاني الذي لم يختلف اهل العلم فيه قال الإمام عبدالقادر الجيلاني في الحلاج : عُثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده .. ولو أدركته لأخذت بيده .
    من أقواله:-
    ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض
    * كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.، وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه
    وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد

  13. الله يسلم الراكوبة من أمثالك!
    قلت العلم بالشئ؟ هل هذا علمك يا دكتور؟

    لم أستطع حتى الآن فهم المغزى أو الغرض الحقيقي من مقالاتك و حتى لا أذنب في حقك ، فإنني سأُرجع السبب في قصوري عن فهم ذلك ، ٱلى قدرتي على الإستيعاب ، أو إنني قد تجاوزت عمري الإفتراضي و أعيش عصراً ما كان لي أن أُعاصره ، لكني أجد نفسي أستوعب معظم ما يرد في وسائل الاعلام و ما ينشر في الراكوبة ، لذلك يزداد عجبي أكثر!. و حتى نصل لحل وسط ، فإني أود أن أشير لنوع الكتاب الذين نعي الغرض من كتاباتهم و هم من فئة الشباب ، حتى لا تتهمني بإنني أريد تعجيزكم بإيراد نمازج لها باع طويل في المجال.

    إضطلع على مقالات عثمان شبونة ، سهير عبد الرحيم و عزان سعيد ، ثلاث نمازج مختلفة ، لكن القاسم المشترك بينهم هو وضوح الرؤية و الهدف.

    كالعادة لفحت معلوماتك من أقرب سبيل و لم تراعي الله فينا في توخي الدقة و الامانة فيما تنقله إلينا ، و لم تراعي أن هذه المواقع يضطلع عليها مختلف الفئات و الأعمار ، و الأدهى و الأمر أنها أيضاّ متاحة للإضطلاع لكل العالم ، فبماذا سيحكم علينا العالم عندما يجد مقال بلا رؤية علمية تناسب موضوعه!! سأكتفي بهذا ، و أحاول عرض بعض الحقائق التي تغافلت عنها عمداً رغم إنها متاحة ، و رغم أن الكثير العلماء و الشيوخ قد بذلوا جهودا مقدرة في البحث و التمحيص لإجلاء الحقائق و الملابسات و المؤامرات السياسية ، التي طمست الحقائق زمناً طويلاً.

    لفائدة الجميع ، حاولت تجميع بعض المعلومات و الحقائق المتاحة عن الحلاج ، و أدعوا الجميع ، للبحث غي المراجع المعتمدة و المحايدة قبل الحكم بظاهر الأشياء ، و لنتذكر جميعاً ما نسمعه في خطبة الجمعة: (إعمل ما شئت كما تدين تُدان)

    إيجاز عن ظروف محاكمة الحلاج:

    سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أي الجهاد أفضل ، قال : ( كلمة حق عند سلطان جائر) ، رواه النسائي في “سننه الكبرى” و “المجتبى” ، والإمام أحمد.

    كان للحلاج هيبة و مكانة لدي عامة الشعب ، و كان يحتج علناً على فساد الحكم (ربما عندما يُسأل) ، حيث كان الأتراك و الشيعة يسيطرون على مقاليد الحكم فعلياً ، و الخليفة العباسي يحكم إسمياً ، و الخلفاء الذين حاولوا عودة الأمور لنصابها تعرضوا للقتل.

    لذلك ظهر الفساد و الظلم ، و كان إعتراض الحجاج العلني لمظاهر الظلم و الفساد ، قد أغضب الحاشية و مراكز النفوز الفاسدة ، فسعوا للفتنة بينه و بين الخليفة ، و تخويف الخليفة من شعبية الحلاج و خطورة ذلك على الحكم.

    و قبل الإسترسال ، يجب توضيح عقيدة و فكر الحلاج فيما نسب إليه من تهم زوراً و بهتاناً و كان الحلاج في محاكمته أمام القاضي يطلب إحضار كتبه للإستشهاد بها ، و في المحاكمة الأخيرة التي أعدم و صلب فيها ، رفض القاضي بإيعاز من الوزير الشيعي ، إحضار كتب الحلاج للإستشهاد بها ، و أمره بسرعة إصدار الحكم ، خوفاً من حدوث ثورة من العامة الذين تجمعوا لحضور محاكمته.

    عندما أصدر القاضي الحكم بالإعدام ، تأخر الخليفة في المصادقة على الحكم (ذكر في مختلف المراجع إنه كان يتخوف من شعبيته لدي العامة ، لكن المنطق أيضاً يقول أن الخليفة كان يعلم أن الحاكمة كيدية و أن التهم تلفيق ، أو ربما أن إحتجاجات الحلاج كانت اصلاحية لصالح إستعادة الخليفة العباسي لنفوزه و كانت موجهة ضد النفوز التركي و الشيعي).
    [تفاصيل محاكمته الأخيرة و إعدامه ، آخر المداخلة].

    الحلاج كان ضد العقائد الحلولية و المزجية التي نسبت إليه في ذلك الوقت ، فقد قال في الحلولية : ( إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هي تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ في الأَوْهَامِ فَهْوَ [يعني الله] بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ ؟! ) ، ورد في “أخبار الحلاج” للساعي {ص :47} …
    كما قال في العقيدة المزجية : ( مَنْ ظنَّ أَنَّ الإلوهية تَمْتَزِجُ بالبَشَريَّةِ، فقَدْ كَفَر ) ورد في “أخبار الحلاج” للساعي { ص : 31} …
    وقد كان هذا القاضي الشافعي (الذي دافع عنه المرة الأولى عندما سُجن) من أعوان الجنيد الذين انضموا للواء الحلاج بعد وفاة الجنيد (وكان يعرف كذب ما لفقوه و نسبوه إليه) …

    وكان اللقاء الأخير بين الجنيد و الحلاج حيث قال له : ( لقد أحدثت بالإسلام ثغرة ، لن يسدها إلا رأسك ) ، وكان ما أشار له الجنيد الحكيم الإلهي ،

    ثم قال له : ( أي خشبة أفسدت ) …
    وكان الجنيد يقصد خشبة النفاق عند أركان السلطة الدينية و القضائية و السياسية التي أجمعت على القصاص من الحلاج لأن فساد المنافق فجوره …
    يقول تعالى في المنافقين : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )

    سُجن ثلاث مرات:

    أتهم الحلاج . بأن لديه علاقات مع الشيعة و إنه نصير القرامطة ، فهي شائعة لفقها له الشيعة أنفسهم:

    لكشفه لعقائدهم الخبيثة ومحاربة مبدأ “الإمام المعصوم” عندهم ، ومعارضته للإمامة الاثنا عشرية في مدينة “قم” الفارسية …
    واستمالته لكثير من أتباع التشيع بأن الولاية ليست حكر على آل البيت الأطهار بل هي هبة الله لمن يشاء من عباده الصادقين …

    كانت ردة فعل أئمة الشيعة و هددوه بالقتل واتهموه بمعاداته لله ورسوله صلى الله عليه وسلم …
    و تآمروا للإنتقام منه عندما استلم الشيعي “ابن الفرات” وزارة الخلافة ، وزج بالحلاج بالسجن عام 296 هـ بتهمة تعاونه من الحنابلة ضد الخلافة…

    وعندما عاد لوزارته من جديد جدد قضية الحلاج وسجنه من جديد عام 301 هـ واستمر بعدها حبسه لسنوات حتى قتل في زمن الوزير “حامد بن العباس” …

    وكان الغرض من سجنه من قبل الشيعة هو إبعاده عن ساحة الدعوة حتى لا يشكل خطر على دعوتهم الباطلة.
    احتج و دافع عنه في المرة الأولى القاضي “ابن السريج الشافعي ” ليوقف قصاص القاضي “محمد بن داود” بتهمة الزندقة للحلاج …

    ثم قيض الله له ابن عم الوزير القنائي ، ليفك حبسه بعد أن سجن بتهمة تورطه مع الحنابلة في المحاولة الأولى للإطاحة بالحكم العباسي عام 296 هـ 

    محنته الأخيرة:

    وفي محنته الثالثة قيض له الحنابلة في ثورتهم الثانية ففتحوا السجون عام 307 هـ ، لكن الحلاج رفض الهروب من حبسه ، فقد خمدت همته ، لأنه وجد أن دعوته للإصلاح أصبحت عقيمة ودخلت في طور الفتنة بعد أن تبددت مساعيه بالإصلاح ، فأثر التنسك و العبادة على الاختلاط بالناس وآثر الصمت على الكلام ، رغم أنه كان من الرموز الروحية للحنابلة …
    لقد تعشق الارتقاء في مراتب الولاية تماماً كالغزالي الذي اعتزل الناس في آخر حياته لمدة عشرة سنوات ليخرج بعدها عالم رباني …
    إلا أن الحلاج قبل محنته الأخيرة فقد رغبته بالحياة ؟ (هذا مجرد رأي ، يحتمل الصواب أو الخطأ) ،
    متأملاً من الله يجتبيه من أوحال التوحيد إلى أنوار التفريد ، وأن يغفر له خطيئته بالخروج عن بيعة أشياخه وانشقاقه عن الجماعة ، وشق عصى الطاعة على سلطة الأمير الحاكم …
    ففي يوم قتله صلى ركعتين لله شكراً أن من عليه بالمغفرة بالقصاص ؟؟ !!! …
    ثم ناجى الله قائلاً : ( اللهم أنت المتجلي على كل جهة المتخلي عن كل ، بحق قيامك بحقي [ المغفرة و الرحمة ] وقيامي بحقك [ توحيد الإلوهية ] ، وقيامي بحقك يخالف قيامي بحقك [ أي أنت الرب المتفضل وأنا عبد المتذلل ] … 
    فإن قيامي بحقك ناسوتية [ عبادة بشر خطاء ] ، وقيامك بحقي لاهوتية…
    وكما أن ناسوتيتي مستهلكة في لاهوتيتك [ غلبة الروح الرحمانية على النفس الإنسانية ] غير ممازجة إياها ، فلاهوتيتك مستولية على ناسوتيتي غير ماسة لها [ بالقدرة والقهر ” وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” {الأنعام : 18} ] …
    وبحق قدمك على حدثي ، وحق حدثي تحت ملابس قدمك [ حق ما قدمت لي من لباس المغفرة و التقوى والإيمان ” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ” { الأعراف : 26} ] ، أن ترزقني شكر هذه النعمة [ حقيقة الشكر هي نسب الفضل و الفعل وإرجاعه بكليته لله وحده ] التي أنعمت بها علي حيث غيبت [ بالمغفرة ] أغياري [ كل ما غير الله وحال دون التوحيد ] عما كشفت لي من مطالع وجهك [ معرفة حقيقة أسمائك وصفاتك ] وحرمت على غيري ما أنجت لي [ حلاوة الإيمان ” لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ {المائدة : 93} ] من النظر في مكنونات سرك [ حقيقة الإيمان ] ، وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي مقصاً لدينك وتقرباً إليك ، فاغفر لهم ، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي [ أن القصاص لي مغفرة] لما فعلوا ما فعلوا ، ولو سترت عني ما سترت عنهم [ ما أعددت لي من فضل الآخرة ] لما ابتليت بما ابتليت [ ضياء الصبر ” وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” {البقرة : 179} أي حياة لقلوبكم بالتقوى ] ، فلك الحمد فيما تفعل و لك الحمد فيما تريد ) …
    ثم سكت وناجى سراً …
    فتقدم أبو الحارث السياف فلطمه لطمه هشم أنفه وسال الدم على شيبه…
    فصاح الشبلي ومزق ثوبه وغشي عليه و على أبي الحسين الواسطي وعلى جماعة من الفقراء المشهورين. وكادت الفتنة تهيج ففعل أصحاب الحرس ما فعلوا ) ورد في ” الفواتح السبع” { ص : 75 } للقاضي الميبذي ، وفي “مرصاد العباد” { ص : 66 } لنجم الدين الرازي …
    وهنا صيحة أبو بكر الشبلي لم تكن حزنناً على أخاه بالدين …

    وإنما الشبلي شهد أن القاضي و الجلاد هو الله ؟؟ !! ، فصعق إجلالاً وإكباراً لعظمة الإلوهية ، فأضحى من حينها عارفاً بالله يشار إليه بالبنان وعاد إلى جادة الصواب …
    وكان يقول : ( أنا والحلاج شيء واحد، فأهلكه عقله و خلصني جنوني ! ) …

    قتل الحلاج كان في صبيحة يوم موته وليس ليلاً وصلب وقطعت أطرافه كما يروج المؤرخون و المستشرقون ؟؟؟ !!! …
    وكان مقرر أن يجلد ألف جلده على مرأى الناس حتى يهان ويعلن توبته أمام ذويه وأتباعه وشيعته ، لكن ذلك لم يحدث نتيجة الفوضى التي أحدثها الناس بعد أن لطمه الجلاد حيث اطر الحرس إلى الإسراع في قتله ، كبحاً للهياج ، وتركوا جثمانه الشريف حتى يأمنوا ثورة الناس …
    وأكبر دليل على عدم مصداقية حرق الحلاج ونثر رماده في يوم عاصف من فوق منارة أو رمي الرماد في دجله أن للحلاج قبر موجود في العراق …
    لأن هذه التفاصيل حول قتله وثقها المستشرق الفرنسي ذو الأصول اليهودية “لويس ماسينيون” ليوثق كما أسلفنا عقيدة التطهير النصرانية …
    ولكن الحق أن الحنابلة انتقموا من الوزير حامد شر انتقام حيث قطعوا أطرافه و حرقوا منزله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..