اسماء الحسيني وهيكل..ارجوزات في حضرة الفرعون

لم يفاجأني كثيراً المقال الذي سطرته الصحفية المصرية والمسؤولة عن ملف السودان في صحيفة (الاهرام المصرية) المؤسسة التي التزمت علي مدي عهود الحكم الدكتاتوري في مصر علي التطبيل لكل نظام طاغي وديكتاتوري ،قطعاً لم يفاجأني ذلك المقال الذي جاء تحت عنوان (حلايب.. قميص عثمان للهروب من استحقاقات الخرطوم الداخلية) لانه يجي ضمن سلسلة الحملة التصعيدية التي ابتدرها الاعلاميين المصريين ضد السودان وشعبه وليست ضد نظام الحكم في السودان وذلك بعد موقف السودان من سد النهضة الاثيوبي الذي لايرضي الاخوة في شمال الوادي الذين اعتادوا دوما علي ان يكونوا هم اصحاب القرار في كل ما يخص الشأن السوداني متقمصين شخصيات الحكم الثنائئ في قالب عصري جديد متناسين ان السودان قد رفع راية استقلاله منذ فجر 1965م واعلن تبيعة قراراته لدولته السيادية ومزق ورقة التوت في وحدة وادي النيل الحلم الذي مازال يدغدغ مخيلة بعض ضعاف النفوس من ابناء الوطن الذين يدمنون العيش في عباءة مصر وتحت سلطتها دون النظر الي مصالح بلدهم.
استوقفتني في مقال الكاتبة الشريفية (كما تطلق علي نفسها) التي تخصصت في الشأن السوداني نبرة الحزن والاسي والتعاطف علي الحال الذي وصل اليه الشعب السوداني في ظل حكم الانقاذ ومحاولة الكاتبة دغدغة العواطف والضرب علي وتر المشاعر المرهفة عند السودانيين وتقديم النصح لهم بالثورة ضد النظام القائم متناسية ان السودانيين يختلفون في السياسة ولكنهم يتفقون في عشق الوطن والزود عن ترابه ولايقبلون المساومة في شبر من حدوده من اجل أي جارة حتي وان كانت عربية شقيقة وان الوطنية عندهم اكبر من التي يحملها بعض المصريين،وتناست اسماء ان السودان غمر (ارض حلفا) من اجل ان يقوم السد العالي في مصر دون ان يتم تعويض المتضررين منه او يصل السودان عائد من ذلك السد الا ضياع ارض زراعية خصبة بجرة قلم من سياسيين اعماهم عشقهم لمصر عن مصالح مواطنيهم ،وما حيرني في مقال الكاتبة التي تزيل مقالاتها كبريات الصحف السودانية هو حديثها عن الازمات التي يعيشها الشعب السوداني بسبب حكومته متناسية ان لمصر دور ريادي في تفاقم تلك الازمة وتصاعدها وهنا يحضرني سؤال هام اتمني ان تجيب عليه الاعلامية بصدق اين كانت هي عندما اهدي الرئيس السوداني لفريق كرة القدم المصرية مايقارب الاربعين سيارة مقابل هزيمته للمنتخب القومي السوداني في مباراة ودية يقدر ثمن العربة (45)مليون جنيه سوداني تقريبا تكفي لسداد رسوم دراسية لطلبة سودانيين لايستطيعون سداداها لفقرهم وتعيل اسر متعففة وتقدم الرعاية الصحية لارياف سودانية لا تجد ثمن تذكرة الدخول الي الطبيب ،وتناست اسماء قطيع الثروة الحيوانية التي اهداها السودان الي شعب مصر دون مقابل وتناست الهيمنة المصرية علي مياه النيل وإيثارها لحصة مياه تفوق حصة السودان الذي تنازل عن حصته في ذاك الزمان وفق إتفاقية هزيلة يلعن التاريخ كل يوم موقعيها.
نعم مازال السودان يتنازل لمصر الشقيقة علي حساب انسانه وكرامته ووحدة الامة العربية.،وماتزال الصحف السودانية تفتح ابوابها لقلم اسماء محتفية به ومازالت هي تمارس دور الواعظ لشعب السودان متناسية تقديم النصح والوعظ لشعبها الذي ظل يعاني لمدة عامين في ظل عدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ولم يفتح الله عليها بكتابة مقال ينتقد الحال في مصر ففي عهد الثورة علي مبارك كانت اسماء من الاقلام التي اختبت خلف الادراج ولم تنطق بحرف مع ثوار ميدان التحرير من شعب مصر البسيط الذي ركل الديكتاتورية العسكرية وبعد وصول الاخوان الي الحكم ظلت كما هي تختفي خلف قلمها ومع انقلاب السيسي علي التجربة الديموقراطية في مصر وانقضاضه علي الشرعية ظهرت الحسيني بمقالات تمجد العسكر وتحيي الانقلاب علي الشرعية ولم تتحفنا بمقالات عن تردي الاوضاع الاقتصادية في مصر وأسباب ذلك التردي .
وختاماً نقول لأسماء ان ماورد من حديث لمسوؤل سوداني حول سودانية حلايب هو راي كل الشعب السوداني بأن حلايب هي سودانية مية المية حتي وان جثم علي ادارة شئونها المصريين وان التحكيم الدولي هو الحل لقضية حلايب وشلاتين وان طال امده ولتعلم بأن الايام تدور وان السودان سياتي اليه حكام يقدمون مصلحة مواطنيه علي حساب مصالح مصر، وكذا نرجو من الاعلامية المصرية ان تنظر في اتفاقيات السودان ومصر وخصوصاً إتفاقية الحريات الاربعة التي استفاد منها المصريين ولم يستفد منها السودانيين ويظهر ذلك في التعامل مع المواطنين السودانيين في مصر بجلا ،ولتعي الاعلامية اسماء ومجموعة الاعلاميين المصريين الذين يقودون هذه الايام حملة موجهة وحرب اعلامية ضد السودان ومواقفه في الشأن العربي والافريقي ان الشعب السوداني اكبر من ان يتأثر بمقالاتهم ودفاعهم الغير مبرر عن سياسات مصر تجاه السودان ومحاولتهم دغدغة مشاعر السودانيين بإعتبار ان هذه النغمة صارت لا تجدي نفعاً مع الجيل الحالي من ابناء الشعب السوداني الذي يكن الاحترام للشعب المصري فقط ولكنها يمكن ان تجدي مع قلة من السودانيين الذين ليس لديهم قناعات بوطنهم ووطنيتهم كالسوداني الذي كتب قصيدة في اسماء الحسيني ويحتفي بها ويتفاخر بأنها من اوليا الله الصالحين ولم ينعم الله عليه برد علي ماقاله الإعلامي العجوز المصري محمد حسنين هيكل في مقابلته مع قناة سي بي سي المصرية في نهاية العام 2013 بإن السودان هو عبارة عن وضع (جغرافي فقط) مما يعني أنه لم يرتق الي مصاف الدولة أو الأمة ،ولكن هيكل واسماء الذين يخبرون الشعب السوداني وطيبته يدركون ان للطيبة حدود ايضاً ويعون بأن السوداني لايقبل ان تمس كرامته او ان يصغر من حجمه ودوره الاقليمي ويجب عليهم ومجموعتهم التي تقود الحملة علي الشعب السوداني ان تتجه الي تسخير اقلامها وقنواتها الي الوضع الراهن في مصر وطرق الحل وان يتركوننا وشأننا فنحن ادري بطرق حل مشكلات وطننا وحلايب هي ارض سودانية شأو هم ام ابو وستعود الي حظيرة الوطن ان لم يكن بالسلم والتفاوض فبالتحكيم الدولي وتظل المودة والمحبة والاحترام بين شعبي وادي النيل كمائه لا يعكر صفوها الاقلام العاجزة عن طرح مشاكل وطنها والحلول بقلب مفتوح ومسؤولية ومهنية وعقل واعي .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله العظيم ياجماعة نحنا شعب (طيب) وحالنا يحنن العدو طبعا ماعدا المصريين!…. وذي مابقول مثلنا ( الغنماية تاكل عشاهو)!! أنا قلت الكلام دا لأني بصراحة ومن خلال قراءتي وإهتمامي أخيرا بالتاريخ الحديث للعلاقات بين البلدين وبصفة خاصة بعد قضية الإحتلال المصري لحلايب وشلاتين.. وجدت العجب العجاب! إبتداء من خديعة المصريين للسودانيين ودفع حركات التحرر التي نشأت أيام (الحكم الثنائي) للمطالبة بالإتحاد مع مصر بل ودفعهم حتي للموت في سبيل ذلك الوهم وخذلناهم في اللحظات الأخيرة وهي قصة يعرفها الجميع. ثم جاءت مهزلة إتفاقية مياه النيل وقيام السد العالي خصما علي أراضي وحضارة وأهل السودان والسلسلة تستمر /تأييد الإنقلابات العسكرية/ دعم كل حركات التمرد لتمزيق السودان/ تأليب كل الدنيا ضدنا وعرقلة كل مشروعات التنمية في السودان وأخيرا إحتلال أرضنا عنوة وهلم جرا… مشكلتنا لازالت تتمثل في أننا لم نقتنع حتي الان … أن مانعتبره نحن (تضحيات) قدمناها لمصر تستوجب الشكر ورد بعضا من هذا الجميل لنا يعتبرونهم هم واجب علينا نؤديه لهم ونحن (بنضحك) كمايقولون!! وبالتالي فهم يستغربون وتصيبهم الدهشة حينما (نتجرأ) ونقول (بغم) حتي في القضايا السيادية كموقفنا مثلا من سد النهضة الذي ستتضرر منه مصر وعليه (يجب) أن يتضرر منه السودان (هو نحنا حانعرف مصلحتنا أكتر من المصريين)؟!! ياجماعة نحنا بقينا دولة (مصب) غصبا عننا وعن اللي خلفونا لأنو مصر دولة مصب !! بل وصل الأمر لاستهجانهم لأي كلمة تخرج من افواهنا حتي لو كانت عن (سوق حلايب) في امدرمان!! كذلك هم يعتبروننا (طيبين) يعني هبل وبريالة كمان ونحنا بكل أسف بنأكد ليهم إعتقادهم دا.. عشان كدا تاني قصة نقعد نذكرهم بأفضالنا عليهم دي مابتجيب تمنها.. وكمان من الصعب نقنعهم بأننا دولة مستقلة ذات سيادة وبني ادمين وبنفهم كمان وممكن نقدم مصلحة السودان علي مصلحة مصر!! لذلك فلاجدوي من كل ذلك.. فقط مطلوب كم (ضربة ) علي نافوخهم تصحيهم من غيبوبة الحشيش!! فهل ننتظر الضربة من حكومة أنصاف الرجال؟ لا أعتقد.. لكنها قريبة ويرونها بعيدة.

  2. يادكتور ياجميل لتيت وعجنت كتير وماطلعت لينا بحاجة مفيدة — المصريين البتقول عليهم يمشوا يحلوا مشاكل بلدهم ديل قدروا يعملوا ثورتين واحدة منهم ازالت الاخوان المجرمين من حكم بلدهم الكان حيودوها فى داهية زى ماعملوا جماعتنا هنا قسمونا وخلونا نشحد يادكتور صدقنى ان المواطنين السودانيين من قبائل العبابدة والبشاريين يعيشوا اليوم حياة فيها مستقبل لابنائهم وهم يعلموا بانهم سودانيين قلبا وغالبا لكن انظمة الحكم المتعاقبة خلتهم دائما فى جوع وفقر ومرض وعدم تعليم لتكسب فقط اصواتهم فى الانتخابات بالطائفية حينا وباسم الدين احيانا اخرى ياسيدى الدكتور اذهب مرة لهذه الانحاء لترى بام عينك التغيير الكبير فى الخريطة البشرية ونسبة التعليم وارتفاع مستوى المعيشة يادكتور كل شئ يمكن ان يعود فقط قاوم لنا هذا النظام ولنقلعه من جزوره اولا لان بوجوده فقدنا حتى تاثرنا بوطنيتنا مع احترامى

  3. صرخة حلايب
    كتبت هذه القصيدة في يوم عيد الاستقلال الماضي نظرت الي خريطة الوطن وجدتها محتفلة ولكن لم اجد حلايب محتفلة بالعيد الوطني فسألتها فردت بهذه الصرخة انقلها لكم بني وطني لعلها تجد منكم الاجابة والنجدة.
    صرخة حلايب
    حلائب تصرخ آمد الاحتلالي طال
    أرهقني وأهرمني الأسر والانتظار
    أعيتني وادمتني السلاسل والاغلال
    سئمت الذل والهوان والانكسار
    سئمت التغريب والبعد عن الديار
    سئمت روحي وضعفكم حين استباح الحلب حمايا امام الانظار
    سئمت ثباتكم وصمتكم المنه الكل مندهش ومحتار
    ** **
    ياأبنائي هبوا لنجدتي كبار وصغار
    ردوا لي شرفي وبدمائكم اغسلوا العار
    حلائب تنادي احفاد المهدي وعبداللطيف ودقنه ودينار
    والنجومي وكل الشهداء الابرار
    وتستنجد بالابطال والاحرار
    وبكل ثائر لم يعييه الكفاح والنضال
    وتسأل عن جيشنا الما انهزم او صده فار
    وتسأل عن المحجوب وخليل السيروا الجحافل
    لنجدتها باليل قبل طلوع النهار
    وعن بعانخي قاهر الفراعنة الفي القاهرة صال وجال
    ** **
    يا أبنائي نظموا صفوفكم وتجاوزوا العصابة وزعيمها
    المن اجل بقائهم وزعوا الوطن بالامتار
    فرطوا في وحدته ومزقوا نسيجه واوصاله
    وأشاعوا في ربوعه العنصرية والاحتراب والاقتتال
    بددوا امنه وسلامه واستقراره وأدعوهوا حضن الاخطار
    اوقفوا مسيرة النماء والبناء والاعمار
    سنوا سنة الاغتصاب والخراب والدمار
    في عهدهم المشؤوم غابت التنمية وكم من مشروع عملاق انهار
    عانقوا المغتصبني ومدنسني وكافؤوه بالحريات الاربعه وشريان الشمال
    وبرحيل الجنوب احتفل انصارهم وذبحوا الابقار
    المحزن والمؤسف متخذين الدين ليهم شعار
    والدين براءه من افعال الطغاة والاشرار
    ** **
    يا أبنائي لما الطبول والانوار
    لما المهرجانات والاحتفال
    بما الانصراف والانشغال
    ولما المارشات والأرتال
    يا أبنائي كيف تفرحوا ويهنأ لكم بال
    وتحتفلوا آمام الملأبعيد الاستقلال
    وين الحرية والسيادة واستغلال القرار
    وأنا مازلت اسيرة مكبله بالاغلال
    وحيدة حزينة بعيده عن الديار
    من سنين المصري يرفرف في ساحاتي ومازال
    كيف من دوني ينعقد عقد البلد ويكتمل الاستقلال
    ** **
    لكن ماخاب رجائي فيكم وعليكم معقوده الامال
    انكم تصحوا وتنتفضوا تثوروا وتحطموا الاغلال
    تفكوا أسري تعيدوني لحضن الوطن بأفتخار
    من صفوكم وبقوة كفوفكم فجر الحرية يجيني طال
    بعدها يحق لي الشموخ والاعتزاز والاعتدال
    عندها دقوا الطبول وأشعلوا الانوار
    رددوا الاناشيد وعلي بنات مهيره انثروا الفرح والازهار
    والبسوا العازة ثوب الشرف الجار
    واقبلوا التهاني من كل صديق وجار
    وانصبوا الخيام لكل لاجئ وفار
    اعدوا الجيؤش لكل معتدى وغدار
    لعودة الجنوب أفسحوا المجال
    اليوم اكتمل استقلالكم وحققتوا السياده وملكتوا القرار

    هذه القصيدة مهداء الي حلائب والفشقة وابيي وكل شبر من ارض الوطن مازال محتل والي شهداء سبتمبر والوطن جميعآ .
    احمد جلال الدين بابكر
    السعودية.

  4. اولا:عبد الواحد يريدأن يعرف من هو هذا المدعو د/صبوح بشير ؟!!.
    ثانيا:الذين يكتبون مثل هذه المقالات التى تدعو للتحريض وفى هذا الوقت بالذات تجعلنا فى حالة دهشه وإستغراب !!. ثالثا:
    قضية حلايب وشلاتين قضيه عمرها بعمر جلاء الاستعمار البريطانى من كلتا الدولتين !!.
    رابعا:الذى يتحدثون عن الكنوز المدفونه فى تلك المناطق كان عليهم أن يفكروا اولا إن كان فى مقدورهم توفير حياة كريمه لسكان تلك المناطق!!.
    خامسا:الجالسين على الارائك والمكاتب المكيفه والمساكن الفارهه ويحلمون بإستعادة حلايب وشلاتين كان الاجدر بهم أن يوفروا للمواطنين الذين يجاورنهم فى العشوائيات داخل المدن الحياة التى تليق بآدميتهم اولا ثم بعد ذلك يمدوا أبصارهم لتلك المناطق النائيه التى لايعلمون عنها غير إسمها!!. سادسا:حسب ما رشح وقت محاولة إغتيال الرئيس المصرى الاسبق قيل أن النظام تنازل بكامل طوعه وإختياره عن شلاتين وحلايب للجانب المصرى!!ومعلوم أن المخابرات السودانيه وبإشراف مباشر من نافع على نافع وعلى عثمان طه قامت بتنفيذ عملية محاولةالاغتيال!! وهل الخروج (المزعوم) لنافع وعلى من السلطه جب ما قبله؟!!أم ياترى كما قال البعض أن النظام يخشى من السلطه القادمه التى قد تطالب بفتح التحقيقات من جديد إنتقاما من النظام الذى أهدر موارد البلاد فى شكل سيارات ولحوم حيه ومذبوحه دعما لجماعة الاخوان ولم يكن الهدف سواد عيون المواطن المصرى وإذا كان الامر كذلك نأمل أن نرى مثل هذه المكرمات وهى تنهال وتتدفق فالدوله المصريه مازالت موجوده على حدونا الشماليه واهلها مازالوا فى حاجه ماسه للمعونات!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..