سلفا ومشار طريق الدمار

بسرعة فائقة انزلقت دولة جنوب السودان في حرب أهليةعبثية ضروس لا تبقي ولا تزر …وكأن الاخوة في الجنوب لا يملون طعم الموت ولا يشتهون غير الجثث المنتشرة في الطرقات والخيران وتحت الاكام والاشجار….متي توقف النزيف في هذا البلد ؟؟؟ بل متي التأمت جراحه العميقة القديمة المزمنة؟؟ متي التأم شمل الأسر هناك ….متي سكت صوت الموت والعويل والدمار…متي خرج الطفل الجنوبي صوب مدرسته في صباح آمن ليجد مقعده في قاعة الدرس دون خوف؟؟ ..بل متي كان له ذلك الحظ من الحق الأساسي الانساني ؟؟….متي ارتفع البنيان هناك مستشفيات ومساكن واسواق ومتاجر؟؟؟!!! …متي امتدت الطرقات بين المدن والارياف وبين الموانئ والحقول.؟؟؟…متي رقصت المراكب والبواخر علي أمواج النيل والأنهار والسدود تحمل الركاب والسياح والقاصدين والعابرين.!!!…ويحي علي الجنوب فقد ضاع مرتين …
يحاول المحللون والسياسيون الاجابة علي الاسئلة الحائرة حول ماهية هذا الصراع العبثي الطائش ويرهقون أنفسهم أيما إرهاق للإجابة لكن لاشيء مقنع اطلاقا…..السبب الوحيد عندي هو الأنانية المطلقة عند هؤلاء الساسة المجرمين وشهوتهم الجامحة للسلطة والمال …ولا يهم بعد ذلك بأي وسيلة جاءت وبأي وسيلة يحافظ هؤلاء المجرمون عليها..
الصور التي تنقلها عدسات الكاميرا عن الأوضاع المأساوية هناك لا تحتاج إلي وسطاء من ايقاد ولا من أنحاء العالم المختلفة لكي يتوقف عن العبث بأرواح البسطاء الابرياء هناك …تجد أحد الجنود هناك وقد احاطت به الذخيرة من كل جانب ويحمل في يده البندقية وهو أحوج ما يكون لثمن كل طلقة يحملها ولذلك السلاح الذي يحمله ليطعم نفسه وأهله ومن معه….لا منطق في ذلك إطلاقا غير تصديق نظرية المؤامرة التي اكرهها جدا لتفسير حالة البؤس الشديد في الحال والمآل الذي تعيشه هذه الدويلات والشعوب المقهورة ….
بهذا الصراع الدموي علي الكراسي والمال بين اللدودين سلفا ومشار تكون قد ضاعت علي الاثنين فرصة تاريخية للنهضة ببلدهم الوليد الجديد ….وهو هش جدا سياسيا اقتصاديا واجتماعيا…. ولن يكون هنالك انتصار لفريق دون فريق فالخاسر هو هذا الشعب المسكين…..ففي تقديري أن حربهم الحقيقية كان ينبغي ان تكون ضد العدو الحقيقي…الفقر الجهل المرض….هذا الثلاثي هو العدو الحقيقي للشعب الجنوبي الذي كان ينبغي أن تصوب البنادق حوله خاصة وان الدولة لا تزال في بدايات التكوين ومشاعر الناس نحو البناء والتعمير والنهضة لا تزال مستعرة جدا ….هذه المشاعر الضخمة يمكن أن تتحول الي رصيد ووقود نحو الوحدة الوطنية بعيدا عن القبلية والجهوية والعنصرية والعرقية التي نخشي علي الجنوب منها أيما خشية فهي لا تبقي ولا تذر…في دولة جديدة يغيب عنها الهيكل الحقيقي للدولة فهي لم تتخلص الي الان من العقد الحقيقية ولم تتح لنفسها فرصة للانطلاق الحقيقي نحو المستقبل بجد واجتهاد….فالقتل لا يولد الامزيدا من القتل والثارات …..
علي سلفا ومشار أن يغيبا عن المسرح السياسي الجنوبي طوعا و فورا فقد فشلا فشلا ذريعا وإلا لن يكون هنالك استقرار بل ربما لن يكون هنالك بلد ليتصارعا عليه….وقد بدأ ذلك فعلا فالجيوش الاجنبية تنتشر الان هناك لتأمين مصالحها….وهذه هي بداية النهاية…..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الهجرة الي الشمال من الاف الجنوبيين هو دعوة للبشير لاعمال الخيال لاعادة صياغة العلاقة بين الجنوب والشمال بالتقاط القفاز من ايقاد وامريكا وغيرها واخذ مشكلة الفرقاء في الجنوب كشان سوداني صرف واطلاق مبادرة يشترك فيها زعماء وحكماء السودان من المسيرية ودينكا نقوك الي حكماء دنقلا والفاشر ابا زكريا والابيض والرهد ابو دكنة وجعل مشكلة الجنوب هم سوداني صرف تكون الخرطوم هي قبلة جميع الجنوبيين لحل مشاكل القبلية والصراع علي السلطة وان تتحرك وفود حكومية وشعبية للالتقاء بالفرقاء في القصر الرئاسي بجوبا وفي الغابة وتقديم المقترحات للطرفين مع تقديم المساعدات والاغاثات للمحتاجين وانشاء معسكرات امنة داخل الجنوب لتقديم الخدمات العلاجية والتعليمية لابناء الجنوب — علي السودان بقيادة البشير ان ياخذ علي عاتقه مشكلة تسوية نزاع الفرقاء في الجنوب لاعادة صياغة علاقة جديدة في الحكم ليس في الجنوب فقط وانما في ايجاد معادلة لعلاقات الشمال والجنوب برؤية شعبية اجتماعية اقتصادية جديدة ويجب ان لا يترك الامر لامريكا وتابعها ايقاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..