ترويض السياسة.. لا تسيس الرياضة .. والفنون !

الأنظمة السياسية التي لا تطيق التنفس في الهواء الطلق .. دائماً تحجب المجتمعات خلف غيرتها من نجاح كل الأنشطة التي تغطي على سياستها..فتعمل على خنقها بتأميمها الى داخل بيت طاعتها !
نظام الفريق إبراهيم عبود ..وبعقلية ساعده الأيمن في مجال الأنشطة الإبداعية فنوناً وآداباً ورياضة بشتى ضروبها، اللواء طلعت فريد عليهما رحمة الله ..كانا الأكثر ذكاءاً في التعاطي مع المجتمع حيال تلك الفنون التي تستقطب كل فئاته على تفاوت أعمارهم وأمزجتهم .. وربما يكون السبب أن نظام عبود لم يكن منساقاً خلف ايدلوجية سياسية وليس لديه خطة لديمومة حكمه ..طبعاً مع مراعاة عامل الظروف التي كان يعيشها السودان في ذلك الوقت من قوة إقتصادية ورخاءاً في المعيشة بالقدر الذي جعل أذهان الناس صافية للتعاطي مع سعة الحياة باسترخاء شديد !
نظام مايو بدأ بداية حسنة بالسير في ذات الدرب!
فحقق السودان في مجال الرياضة بطولة كأس الأمم الأفريقية و شارك في مونديال ميونخ في بداية السبعينيات من القرن الماضي ..وقامت مهرجانات الأغنية و إنتعش المسرح و الحركة الأدبية !
ولكن عقلية الديكتاتور دائماً لا تحتمل المنافسة في لفت أعناق الناس عنه..فأنقلب النميري على غريميه في ذات الصدد الهلال والمريخ حينما أحس بان جماهيرهما تتفوق على شعبيته .. فابتدع ما سُمي بالرياضة الجماهيرية التي كانت المطرقة التي حطمت رأس السودان رياضياً على سندان الإخفاقات التي لم يتعافى منها الى يومنا هذا.. وقد زادت الإنقاذ الطين بلة بتدخلها السافر تسيساً للرياضة التي أثبتت كل تجارب العالم أنها لم تعد ضرباً من ضروب الفرجة والتسلية بل باتت صناعة تدر المليارات على الدول من دخل نوافذها المدرة و أثمان اللاعبين الذين يخرجون بمواهبهم الى كبريات الأندية العالمية !
لايمكن أن تنهض رياضتنا مالم ترعاها مؤسسات مستقلة بعيداً عن هيمنة وتدخلات الدولة .. ولابد ان يكون الجمهور هو من ينتخب تلك المؤسسات ..لا يعينها الرئيس بفرض شقيقه إدارياً عليها أو سياسين مثل الحاج عطا المنان رئيساً على الهلال وهو الذي قد لا يعرف الفرق بين الفاول و البلنتي !
الدول تتحضر وتنمو بترويض الحُكم في ملاعب الحريات السياسية التي تتحاور فيه الفعاليات السياسية تحت إدارة حكم وسط أنظف وأعدل من البروفيسور مختار الأصم المستفيد من ميزانية إنتخابات الجخ وهو القائل أنا مثل حكم الكرة .. لا أضع القوانين الإنتخابية ولكني أطبقها فقط ،بمعنى أنه قد يركض خلفها ولو كانت تشوت عكس هواء حرية الناخب تماماً !
والمجتمعات لابد بالتالي ان تكون حرة في فنونها وآدابها ومسرحها ورياضتها بعيداً عن تسيس الدولة لها..وإلا فلن نطول بلح اليمن في السياسة .. ولا عنب الشام في الرياضة والفنون ومن لا يصدق فلينظر الى البرازيل التي قفزت الى مصاف الدول العشر القوى إقتصاداً وصناعة.. بفضل إنفتاحها السياسي الديمقراطي و علو كرة قدمها في سماوات الملاعب ركلاً باقدام فتيان باتوا ثروة قومية.. تقوم على توجيهها لمصلحة البلاد سيدة .. كان آخر خططها إنشاء ثمانمائة مطار في شتى أنحاء الرازيل ..لاحظوا الرقم !
بينما نحن .. لازالت خوازيف بناء مطار واحد ترفع اياديها الى السماء متوسلة لإكمال الظلال حولها جراء معاناتها من حرارة شمسنا الحارقة ..مثل شعبنا الصابر .. على سياسة ترويضه الطويلة في مشروع الإنقاذ الذي لحق الرياضة الجماهيرية إياها !
هي فشة غل ليس إلا.. عّنت بالخاطروأنا أشاهد مباراة المريخ مع بايرون ميونخ .. فقفزت ذكريات أمجادنا القديمة الى حافة شاشة الحاضر الأليم المعتمة ..!
وسامحونا .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (هي فشة غل ليس إلا)

    ومأ أكثر الغل والمر وفاقع المرارة ومسبباتها
    صابرون لكنّا متفائلون جدّا بقرب يوم فش الغل الكامن والكامل
    وفش الغلّ (كلّه) ليس فقط بإزاحة النظام ، بل بالحساب العسير
    أمّاالمسامح كبير ، العفو عند المقدرة ،الفات مات وغيره، فقد فات زمانه
    المحاسبةبقدر الجرم (حق) والتغاضي عن الظلم والأذيّة (باطل وجرم)
    وسلام حار لركيتزي الإنقاذ ( الصادق والميرغني) ولمتخصّصي التطبيل والنفاق

  2. ياود برقاوى : انت أبوك ومحمد عبدالله الوالى عليهما رحمة الله ورضوانه كانوا من كبار قادة اتحاد مزارعى الجزيرة والكل يعلم ذلك . سألتك بالله هل أورثكم الوالدان بنوكا وعمارات واستثمارت أم فقط هى بيوتكم المعروفة وحواشاتكم وارضكم المعروفة ؟؟ السؤال ليس لتجريم أحد أطلاقا ولكن اثباتا للحقيقة والتاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..