طبخات ” المهدي”

يظل السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة احد القادة السياسيين القلائل في المسرح السوداني يستخدم اقصي درجات الدهاء والمكر والمناورة ويتني كذلك غبش المواقف وغموضها لا يسلك طريقا واحد ..يقدم رجلا ويترك الاخري للمناورة يخاصم ويصالح في وقت واحد ..وهو كما يصفه خصومه وحتي حلفائه بانه يقف في منتصف المسافة الفاصلة بين الحكومة والمعارضة فقد تحدث زعيم حزب الامة بالامس بان خلافاتهم الحالية مع المعارضة ستتم معالجتها داخل الغرف المغلقة ..ولكن ما لم يقوله المهدي اعترافا ان المصالحات والصفقات السياسية ايضا تتم معالجتها وطبخها داخل الغرف المغلقة وبعيدا عن عيون الراي العام السوداني ..صحيح ان الصلاة فيها السر والجهر ولكن لا مبرر للسرية حينما تكون مثل هذه الصفقات باسم الحق العام ..!
الربيع العربي بالولايات ..!
علي ذمة المصادر المقربة من القصر الرئاسي بالجزيرة فان البروف الزبير بشير طه قرر طوعا مغادرة قصره بالجزيرة ..وطوعا هذه لا تفهم الا في سياق منهج الاصلاح والتغيير الذي يقوده رئيس الجمهورية شخصيا وهو منهج فيه كثير من الاستجابات لمطالب الجماهير وقيادات ورموز الولاية حيث اتسعت قاعدة المناهضين لمنهج البروف في ادارة شان الولاية ولهذا كانت فضيلة التطوع المغادرة باحسان هي الاستجابة الحتمية لاصوات الغاضبين والداعين لانهاء حقبة الزبير وربما تشهد الايام المقبلة اولي حلقات التغيير بالولايات والذي ربما طال مجموعة من الولاة الذين تضاعفت قناعات القصر الرئاسي بضرورة استبدالهم باخرين وبحسب التسريبات الخاصة فان الحكومة تعكف الان علي ايجاد صيغة لازمة للمخارجة من هولاء الولاء الذين ارهقوا جماهيرهم واذاقوهم الذل والهوان والمسغبة والفقر .
ولكن اسوا ما في قضية التغيير هذه بالولايات ان يتمسك احد ولاة الولايات الطرفية بمقعده وبسلطانه ويتهم الداعين لاقالته بالخونة والمارقين ولا يعترف كذلك بسنة التغيير والتبديل وانقضاء الاجال فسقط هذا الوالي “المثير للجدل ” تماما في امتحانات التنمية والخدمات وبات يطلق التهديدات والوعيد لكل من يتشكك في اهليته وقدرته في الايفاء بحق الراعي علي الرعية .
والغريب ان ذات الوالي الذي بلغ من العمر عتيا يتحدث عن تغيير طاقمه الحاكم باخر اكثر شبابا ووجاهة وحيوية وينسي نفسه ..”حدي يقدر ينسي نفسه ؟ ” سيدي الرئيس ارجوك اكمل مشوار التغيير الي نهاياته بلا تراجعات فجماهير شعبك بالولايات تنتظر ربيعا عربيا في قصورها ومحلياتها البائسة .
فراشات الخريف ..!
اخر تقليعات مولانا السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الاصل انه بصدد انتاج مبادرة سياسية جديدة توقف احزان السودانيين وتنهي نزاعاتهم حول المناصب كانما هذه الدولة السودانية تخلو دواليبها وذاكرتها تماما من أي اوراق او وثائق تتحدث عن مبادرات او مذكرات لم الشمل اوتحقيق التوافق الوطني والتسويات السياسية وغيرها من القضايا فالذي يجدب ان يدركه مولانا وحزبه ان هذه الدولة شبعت ووصلت حد التخمة بسبب المبادرات السياسية وللاسف الشديد باتت كل هذه الاوراق والوثائق كفراشات الخريف جميلة ورشيقة لكنها قصيرة العمر .والمحزن حقا ان هذه المبادرة القادمة بامر الميرغني لم تكن منتوجا خالصا لمولانا وانما الاخبار التي نشرتها صحف امس الاول تحدثت علي لسان الفريق عبد الرحمن سعيد الناطق باسم مولانا ان السيد رئيس الحزب كلف مجموعة من قيادات الاتحادي الاصل لطرح مبادرة تعالج قضايا الدستور وحقوق الانسان والتحول الديمقراطي ومعالجة المشكلات الامنية فهي اذن مبادرة شاملة تشكل برنامج دولة بكامله ..سؤال بسيط يفرض نفسه هنا ..اين المبادرات و الاتفاقات السابقة ؟ واين اتفاق جدة الاطاري ؟واين اتفاقية القاهرة ؟ واين ذهب البرنامج الوطني الذي بموجبه ركب رجال مولانا قطار الشراكة ؟؟ والي اين وصلت هذه الشراكة ؟ تلك هي الاسئلة الموجعة التي يجب ان نتعافي منها قبل ان نطرح بدائل تضيف المزيد من الاوجاع .. وقبل كل شي يا مولانا تصالحوا مع قواعدكم واعيدوا للحركة الاتحادية المازومة وحدتها المفقودة ثم ابحثوا عن الاخرين للتصالح معكم .

كسلا تهتز ..
انباء مقلقة ظلت تتواتر بشكل مزعج من الشرق وبالاخص من حاضرة التاكا والتوتيل فالاوضاع هناك ليس كما ينبغي ..عرش الوالي يهتز والعواصف تهب عليه من كل ناحية ..فالافكار والمشروعات التي تبنتها حكومة محمد يوسف ادم اصطدمت بقاعدة جماهيرية وسياسية رافضة وحانقة لان قلب المدينة النابض بالحياة والتاريخ سلبته اطماع الخزينة وطموحات البحث عن ايرادات طازجة وافرغت المدينة تماما من أي تراث او قديم تعتز به بعد ان دخل السماسرة سوق الاراضي في كسلا من اوسع الابواب واقتطعوا جزءا ليس يسيرا من لحمها وشحمها ودمها ولهذا فان الغاضبين علي هذه المالات يحاولون هدم “العابد” وليس المعبد .
ومن امراض الولاية ان التهريب عبر ارياف كسلا وحدودها الشرقية اصبح علامة بارزة تزداد وتيرته باضطراد تلك هي قضية موجعة لا تنهش فقط في جسد الولاية ولكنها تقتص من الاقتصاد السوداني بكامله والحقيقة موثقة لدي الجمارك وشرطة مكافجة التهريب هناك ..ولكن يظل هوان الحكومة هناك وعدم قدرتها علي حسم الازمة المزدوجة في الغلاء والندرة والتي يعانيها مواطني كسلا في سلعة الغاز امرا احار الناس فيه كثيرا وكما يبدو فان حقيقة الازمة هناك ربما افتعلتها الحكومة بنفسها لانها ابقت علي نافذة واحدة لتوزيع هذه السلعة وحفزت سياسة الاحتكار وبهذا ساعدت علي نمو وتطاول المجموعات الطفيلية فبرزت السوق السوداء والصفوف الممتدة بحثا عن غاز نرجو ان تفيدنا حكومة الولاية بحقيقة هذه الازمة المزدوجة .
الابقار تحاصر المواطنيين ..!
جموع كبيرة من مواطني الريف الجنوبي بامدرمان وتحديدا مناطق الصالحة وجادين والتكامل امتطوا ظهر البكاسي والحافلات وحطوا رحالهم في فناء محلية امدرمان للتبليغ عن شكواهم بالمعاناة التي تطاولت سنواتها بسبب حظائر الابقار التي تحيط بهذه المناطق وتبعث بروائح كريهة تسببت في تفشي العديد من الامراض والحساسيات رغم ان المواطنين ظلوا طيلة هذه السنوات يبحثون عن معالجات عبر المحاكم والسلطات الصحية بالمحلية الا ان كل هذه الجهود باءت بالفشل والتسويف ولكنهم الان ينتظرون من المعتمد الجديد حلا شاملا لكل مشكلاتهم التي يعانون منها عبر حظائر الابقار وغياب الطرق وناشدوا السيد المعتمد الجديد كذلك لزيارة هذه المناطق للوقوف علي مشروع المياه والعمل علي الدفع في اتجاه اكمال شبكة مياه جادين الذي تنفذه شركة برايتون والتي تعهدت بانها عازمة باكمال هذه المشروع حسب العقد والخطة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..