جنوب السودان…….اما التعليم او التقليم

عمود فقري هو التعليم لاي دولة تريد الحياة والنهضة والعز والازدهار والتقدم
عمود فقري هو التعليم لاي امة تريد الوصول الى السماك لا بالجهل والوهوم
ليس لدي شك من ان التعليم لاي امة, مهم لبقاء تلك الامة.وشغل مكانها الطبيعي بين الامم.وكذلك التعليم بمثابة خميرة العكننة, به ينهض الامصار.وتستهل الاسفار, وتبنى به جدار العز والكرامة.وهو بمثابة المياه ايضا ,التي لا يعيش كائن كان دونها.والسودان عندما دخله الاستعمار.بدء من العام 1821,ختاما بالاستعمار الانجليزي المصري.اول ما فعلوه في جنوب السودان,اي المستعمرين هو حرمان شعب جنوب السودان من التعليم.وظل الشعب في جنوب الوطن يعيشون ظلام الجهل,وغسق الامية.وبعد استقلال السودان عن الاستعمار العام 1956.وتبؤا السودانيين الوطنيين, مقاعد الحكم في السودان.استمروا ودابوا في نهج الاستعمار,في عدم تعليم الجنوب.لم يستسلم جنوب السودان,وانما قاوم الحكام في الخرطوم,الى ان نال استقلاله اخيرا.بعد خمسين ربيعا من الكفاح والتضحية بالارواح في سبيل الكرامة لغابر الاجيال.وبعد استقلال جنوب السودان العام 2011 ,تقلد على مقاليد الحكم فيه ابناء جنوب السودان.وغني عن القول اي مصر يديره حكومة,لابد لتلك الحكومة ان تولي التعليم اهمية كبرى.وحكومة جنوب السودان ليست بمعفي من تلك المهمة.وهي مهمة تطوير وتحسين التعليم في جنوب السودان.فماذا فعلت حكومة جنوب السودان ازاء هذا الامر الاهم؟؟ ونقول ان الحكومة قد نجحت في شي ,واخفقت في اشياء كثيرة,بخصوص التعليم.والشئي الوحيد التي نجحت فيها الحكومة هي انشاء هياكل مدرسية.بمعنى اخر قامة بانشاء مدارس كثيرة جدا في كل انحاء جنوب السودان.وما وجدت حلة اليوم في ارجاء الوطن الا ووجدت مدرسة جميلة مبنية فيه,حتى في عمق القرية من قرى جنوب السودان, ومن شكلها يعجبك.رغم عدم وجود مدارس مبنية بشكل ثابت في بعض القرى,الا ان العدد الكبير من القرى توجد فيها مدارس بشكل حديث.وهذا محمدة على حكومة جنوب السودان. ولكن من الجانب الاخر:هل المدارس من دون كادر مؤهل تعني شئي؟؟ بكل تاكيد استاذ مؤهل,يدرس تحت ظل الشجرة خير من مدرسة مبني بشكل قشيب وجميل دون معلم مؤهل.وكل المدارس اليوم في جنوب السودان,سواء اكانوا مدارس اساس اوثانوي,تفتقر الى استاذ مؤهل للاسف.وهو امر لا ينكره احد الا سفسطائ.وسبب عدم وجود استاذ مؤهل في المدارس لا يعني عدم وجود كادر بشري يمكن ان يؤدي رسالة التعليم على اكمل وجه.وانما ينبع السبب في ان الحكومة قد اهملت التعليم.والمرتبات التي تعطى للمعلمين لا تغطي شيئا.وعندما يصعب على المعلم الامر,خصوصا مع صعوبة الحياة في جنوب السودان,يلجا الى عمل اخرى,يدر له دخلا افضل.اما كموظف في الحكومة(وظيفة اخرى غير التدريس)او في المنظمات الدولية الغير حكومية.وفي الحقل التعليمي لم يفضل الا الذين لم يحالفهم الحظ في ايجاد تعليما اكاديميا متقدما.او من جعل التدريس محطة لانتظار عربة التوظيف.وبالتالي يقوم بتدريس دون رغبة منه.ويبقى التلاميذ والطلاب هم الضحية ,في كل هذا وذاك.والخاسر الاول والاخير في كل هذا هو دولة جنوب السودان وشعبها العظيم.اما المسؤوليين الكبار فلا ترى ابن من ابناءهم في جنوب السودان,الا اذا كان ثمة وظيفة جهز له لياتي ويشغله.اما حياته المدرسي,اما قضاها في امريكا,استراليا او بريطانيا العظمى وغيرهم من بلاد العم سام.ومن صفاء القول الا ننسى الاقطار الافريقيا مثل:يوغندا,كينيا واثيوبيا لمن كان في فؤاده بصيص من الوطنية.بمعنى اخر ياخذ مسؤلونا ابناءهم لتعليمهم في خارج جنوب السودان ,ولا ياتون بابناءهم الى جنوب السودان,الا بعد تخرجهم.لهذا السبب هم غير مكترثين بامر التعليم في هذا الوطن المعطاء.اما ابناء المساكين والفقراء فليس امامهم خيار اخر غير القبول بالامر الواقع,وهو ان يظلوا هكذا في الحضيض دوما,ما لم ينهضوا بمحض ارادتهم ويكافحوا لكي يغيروا هذا الوضع .وذلك عن طريق كفاح كل فرد منهم لتعليم نفسه بنفسه.ويقولوا لا في وجه الاستسلام.اليس هذا الوضع موجدا حقا؟؟كيف تكون الحركة الشعبية التنظيم الذي ذات رؤية واضحة عن التعليم بهكذا المستوى من التفكير؟؟ هل تغيرت الحركة ام تغيرت قياداتها؟؟ وهل غدا الذين اسسوا لرؤية الحركة التعليمية غير موجودين اليوم, وبات تسيطر عليها المتحركين ام ماذا؟؟ كل هذه الاسئلة وغيرها ظل الذين يعرفون برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمثلة في مشروع السودان الجديد,الذي نظر عنه مفجر الثورة الدكتور جون قرنق,ظلوا يسالون انفسهم بهكذا الاسئلة.لان ما نراه اليوم في ارض الواقع في وطن الجدود,ينافي تماما برنامج الحركة السياسية.او مشروعها السياسية التي ناضلت من اجلها,وشعب جنوب السودان زهاء اثنين وعشرين حولا.وزهف في سبيلها ما لا يقل عن ثلاثة ملائين من ابناء هامش السودان.واخيرا القائد المغوار نفسه الدكتور جون قرنق دي مبيور.اليس هذا ضربا من الخيانة,اذا كان المسؤلين يدمرون التعليم,ثم من بعد ذلك ياخذون ابناءهم الى الخارج لتعليمهم؟؟ فمن الذي يعلم ابناء الشهداء ؟؟ ان قلب كل مؤمن بشروع السودان الجديد,ومن يعرف معنى الرفاقية يكاد يتفطر اليوم.عندما يرى ابن الشهيد في الشارع والسوق مع الكلاب والكدائس يتعشى ويفطر.ناهيك عن تعليمه وكسائه وعلاجه.وابناء الذين لم يذوقوا مرارة الوغى والعيش في الاحراش,بتمتعون بكل شئ:الماكل,المشرب والمسكن.علاوة على ما تقدم فان المناهج التي تدرس اليوم في جنوب السودان,غير مؤهلة.شانها وشان الاستاذ بالمستوى المشار اليه سالفا.منهج ركيك وغير دقيق ولا يعكس جنوب السودان التاريخي والجغرافي والثقافي والديني .وفي بعض الاحيان ليس ثمة منهج موحد في كل ثرى الوطن.بل تختلط حابل منهج يوغندا بنابل منهج جمهورية السودان وضعيف المنهج الذي لينا.اليس هذا نوع من الخرمجة بشكل ممنهج؟؟حتى لو افترضنا افتراضا وجود استاذ مؤهل فهل مثل هكذا المناهج يمكن ان ينتج لنا جيلا يفيد جنوب السودان الوطن؟؟ اشك في ذلك. ان الوضع التعليمي عندنا غير مبشر بمستقبل زاهر,ولا يمكن ان ينتج لنا جيلا ماهرا او للدوقانية والخيانة والعمالة قاهر. نحن نريد جيلا من الفساد يده دوما طاهر,وفي عين الغشم النخوة شاهر.ولكن هذا النوع من التعليم الذي يوجد لدينا اليوم سيدمر الاجيال,ولثقافتنا طامر.واذا اردنا عتاب احد في ذلك فلن نلوم ظلوم اخر سوى حكومة جنوب السودان,في التردي التعليمي.وان ارامت تحسين التعليم فما عليها خلا جلب اساتذة مؤهلين ,وتحسين مرتباتهم,وتطوير ما لدينا من المنهج والبيئة المدرسية وما شاكل ذلك.ولن يتاتى ذلك الا باصدار قرار من راس الدولة بجلب اي تلميذ او طالب خارج جنوب السودان ليتعلم في مدارس داخل الوطن.والا فان من لا ينفذ هذا القرار سيكون لفعله هذا عواقب وخيمة.حينها سيهتم المعنيين في الحكومة بالتعليم,لان الامر بعد ذلك سيكون شانا يهم كل الجنوبين كافة,بما فيه المسؤليين.وبالتالي يلحق جنوب السودان ركب العالم بالتعليم والتعلم.وفي افريقيا سنكون رقم لا يستهان به,وسيحسب لنا الف حساب.اما بالواقع الحالي لتعليمنا فان جزاءنا في العالم سيكون تقليم اظافرنا.ونساق الى اي جهة كما تساق البعير,دون ان نقول شئيا.وفي كل امر وحين, امورنا ستكون في مهب الرياح,ومن الجور لن نرتاح.وفي كل حين ستغيب عننا الافراح,فهلا اهتمينا بالتعليم حتى تكتب لدولتنا وامتنا التقدم والنجاح؟؟.
[email][email protected][/email]