دون فترة انتقالية ناجحة — ستعنى الديمقراطية الكارثة

البراميل الفارغة تحدث جلبة مثل ايطالى مر على ببواكير صبانا ووجد فى نفسى هوى وترديد ربما لقرب الواقع حينما كنا نسمع ضجيجيجها وهى تساق متدحرجة الى مواقع البناء بمدينتنا اللاماب وهى ناشئة وتعج بحركة عمران متسارعة منتصف السبعينات وحتى نهايات الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الفائت ولذا ارتبطت لدى بالاعلى صوتا دون مضمون منتصرا على اصوات الجمال صفة ابداعات الراديو السودانى ذاك الزمان من اغانى خالدة وحتى قصة ومسلسلات درامية خالدة وعنت ان الخلود للضجيج للاسف والانتصار.
والجانب الاخر من الموضوع حتمى فما عاد الزمان يقبل تقييد الراى والاحتكار السياسى والثقافى مهما بلغت المحاذير من سيادة الفارغ والكارثى ان تركت الابواب مشرعة بقوانين وثقافات الديمقراطية المفتوحة دون قيود لتكون نتائج الاهداف النبيلة احتراقا وانتحارا ذاتيا وباختيار الحر غير المريب ممارسة فى اصله ولكن العواقب تاكيد ضجيج البراميل الفارغه وانتصارها على ما حولها من منافسين موضوعيين وايجابيين ولكنهم وسط البراميل الفارغة هيهاهيهات لهم .
وباخذ نموذج مسار حركة تحرير السودان كنموذج ربما لم يدر بخاطر قيادتها التاريخية مالات الحاضر وهم يصدرون مانفستو وجودها كقوة مستنيرة مدركة لابعاد مشاكلها ومالات اختيارات وسائل نضالها الانية والاستراتيجية والاستفادة من نواتج تركماتها الزمنية فى اسراء الرؤية خطا” حتميا يتطور راسيا وتطورات مسارات الوصول للاهداف دون انتكاسات خطيرة وقد بلغت باتفاقية نيفاشا قمة نضجها النوعى واستقبلات الخرطوم لقادة فكر السودان الجديد براهين على السير عبر المسار الصحيح غير الامن من المفاجاة غير السارة او المتوقعة بالغياب الفجائى للقائد الملهم وهنا تبرز ازمة ترسخ الفكرة كتيار جامح وليس قيادة و مجموعة قيادات ليتحول الصراع ومهام انفاذ الاتفاقية وبنودها بين اطراف متعددة من ذات الفريق وبروز قوة ديماجوجية اقرب بشعاراتها للسهل القريب ومايمس قلوب العامة والغوغاء ليكون الفرز مابين اجنحة لطرف رئيسى بالاتفاقية والطرف الحكومى الذى وجد فى ضعف الطرف الاخر وتعدديته فرصة للهروب للامام بما يحفظ مصالحة الانتهازية التى انتزعت بتطور الاتفاقية ان تمت وتحولت قضية وبند تحديد المصير ببند يؤكد حق الاختيار بالاستمرار بالحياة لوطن الى حق فى الانتحار وتقسيم وطن لعدم توازن المعادلة لتنتصر اصوات الغوغائية على فلسفة الحكمة والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى وتنصر البراميل الفارغة بضجيجها العارم ببمارسة ديمقراطية لاشك فى اصولها.
وتجربتى ثورتى اكتوبر وابريل ومسارتها وتقدم القوى الحديثة بفتراتها الانتقالية المحدودة وسقوطها اللاحق والسريع بالعملية الديمقراطية وانتصار قوى التخلف والرجعية تثبت ان اى ممارسة ديمقراطية على ارضية وعى غير مهياة نوع من الانتحار وانقطاع التراكم المعرفى والتطور للقوى الموجبة والحديثة وتقهقر للخلف عشرات السنوات وهنا يبرز الانتباه لقصر الفترات الانتقالية والتى يجب ان تكون سنوات تبلغ العقد على الاقل من الزمان انضج التجربة ودعم حركة الوعى الايجابية مما يقلل من الانتكاسات ويخلق دراجات اكبر من التوازن فى عدالة الصراع الديمقراطى مابين قوى الاستنارة والتطور وقوى البراميل الفارغة الاعلى ضجيجا بافئدة العامة وتحولها الى قوى الغوغاء المنتصرة ………ولتدارك عدم تكرار الازمة وللحروج من عنق زجاجة التخلف القبلى والطائفى الى افاق الاحزاب الفكرية الوسطية واليسارية وحتى اليمينية بطيوفها المتعددة قاعدة ديمقراطية حقيقية ففترة اقل من عشرة سنوات حكم انتقالى ليست بكبيرة امام لخيار المجرب الذى لم ينتج الا الكوارث والضجيج الفارغ كما البراميل.
وتجارب الربيع العربى ليبيا وسوريا تكشف ان الشعار فى حد ذاته تسلق معمارى لبنيان الوطن ووهدمه من اعلى وهو ماترسخ واقعا” ليبيا يحاكى القرون الوسى يمثل فيهه زكريات احاديث القذفى المجنونه حنينا لازمنة الوعى والرخاء وهنا تتبداء الديمقؤاطية بحاجتها الى نموفكرى مرتبط بتطور الشعوب من حالتها الاجتماعية الاولى الى القبيلة الى مابعدها والا سترسخ انتاج الكوارث بالانتماء القبلية رافعة سياسية بنيان اساس للحكم الديمقراطى وفعليا تحمل بذرة فنائها فى تكوينا المشوه لو طبول المستفيدين من قوى استعمار خارجى واتباع مطبلين لنيل رضاه بالاقليم والمنطقة وسوريا على ذات طريق التقسيم الطائفى الدينى والقبلى بشعارات ديمقراطية مدفوعة الثمن لعملاء استقلال من الغرب واتابعها الخائفين على كراسيهم فيلهسون لتقديم اعلى الخدمات لاعداء الامة ولو بتقديم ابناء اقاصيها قرابين لبقائهم.
مع تثبيت ان الديمقراطية خيار حتمى بفعل العولمة وبفعل الايمان بحق الانسان بالاختيار المطلق لمن يحكمه ولكن ليس بباء من يتناسى المخاطر والتى تعنى الكارثة والجنوح نحو العدمية بفعل ارادة الخارج الاستغلاالى والداخل الجاهل الانتحارى فيجب ان لايتم الانتقال الى انتخابات ديمقراطية مباشرة من اوضاع السودان الحالية من ديكتاتورية صعدت من قيم القبلية والجهوية والطائفية اضعافا للقوى المدنية لبقائها يعنى الدخول بالعملية تحت شعارات فترة حكم ديمقراطى ستعنى رعاية اكبر وتسليم الحكم ليس لانقاذولكن لقوى رعتها سيكون استلامها للسلطان اخر المسامير فى نعش الوطن والعودة ليس الى 40عاما للخلف ولكن لمئات السنوات من عناوين الجهل والتخلف وبرعاية الخارج الاستعلالى.
اذن فما العمل فلابد من فترة انتقالية طويلة لاتقل عن عشرة سنوات يعد ويستفتاء فيها على دستور ديمقراطى وتعد فيها لوائح وشروط اللعبة الديمقراطية بشفافية من قبل مراكز البحث العلمى والدراسات العليا المحلية والاقليمية والقيادات السياسية المستنيرة والقوى الحديثة فى المجتمع مما يعنى تحصينا بحده الادنى من الدوران بذات حلفات التاريخ السابقة واعادة انتاج الازمات بشكلها الموحد والمكرر باختلاف الازمنة ………ودون ذلك الحاضر افضل من المستقبل الاسواءباردتنا

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..