سودانير .. شركه دمرها الفساد وتدخلات الساسه!ا

سودانير .. شركه دمرها الفساد وتدخلات الساسه!
تاج السر حسين
[email protected]
خلال زمن جميل لا أظنه يعود، فى وطنا السودان الذى كنا نفاخر بأن مساحته مليون ميل مربع .. كانت هنالك العديد من المؤسسات المدنيه، علميه أو عمليه ينظر لها الأنسان بالزهو والفخار، مثل اهرامات البجراويه وكل من ربطته صله بتلك المؤسسات، مهما كان نوعها وحجمها، كان يعد انسانا اسطوريا، فمن تخرج من كلية غردون التذكاريه أو جامعة الخرطوم، أو درس فى مدرسه من ثلاثه مدارس ثانويه عملاقه، هى حنتوب وخورطقت ووادى سيدنا، أو عمل فى الخطوط الجويه السودانيه، يعد انسانا خارقا وغير عاديا، وللعلم وحتى لا أتهم بالأنحياز لهذه المؤسسات فأنا خريج مدرسة أم درمان الثانويه التى افتخر بها كثيرا وبتاريخها، لكنى أعترف بأن سمعتها لم تصل الى سمعة تلك الثلاث مدارس الأسطوريه وفى ذات الوقت لم اعمل فى الخطوط الجويه السودانيه لكنى تعاملت معها فى مجال مماثل لفترة من الزمن.
حدثنى معلم مصرى التقيته فى السعوديه قائلا:
“يا ابنى الطالب فى حنتوب فى ذلك الزمان، كان يعد انسانا اسطوريا فما بالك بشعورى، وانا قد درست وخرجت أجيال فى حنتوب”؟
الشاهد فى الأمر وما حملنى للكتابه فى هذا الموضوع هو أن (سودانير) التى اعرف عنها الكثير بحكم عملى كما ذكرت فى وقت من الأوقات، فى جهات قريبة منها أو لها صلة بسودانير، أشهد بأنه ومثلما عمل فى سودانير قادة وموظفين وكباتن ومهنسين ومضيفين وعمال محترمين، سيرتهم مثل (ذهب شيبون) الذى لا يصدأ، كذلك عملت فيها كوادر قيادية وموظفين لا يستحقون ارتداء زيها المميز الجميل واساءوا للشركه وتسببوا فى خسائرها الباهظه.
وعرفوا بالفساد والمحسوبيه والواسطه واضاعوا كثير من الحقوق لسودانير وللسودان.
وللأسف هكذا حالنا فى السودان تخسر المؤسسات بفعل فاعل خساره باهظه فلا توجد جهة تحاسب أو تعاقب ولا يعرف سبب الخساره كمعلومه ولا يسمح بالحديث والكتابه عن ذلك الفساد الا فى حدود ضيقه لا يمكن أن تطال الكبار.
وأكثر ما سبب الخسائر للخطوط السودانيه وجعلها تحتاج لشريك، هو ذلك الفساد وتدخل الساسه فى تعيين كوادرها القياديه وفى سياستها التسويقيه اضافة الى المحسوبيه والقبليه التى ظهرت أخيرا بين صفوفها خلال فترة الأنقاذ، حتى اصبح يقال أن القسم الفلانى يتبع للقبيله الفلانيه وأن قسم آخر تهيمن عليه قبيلة أخرى، اضافة الى ذلك ظهر اهل (الثقه) فتجد موظفا (شابا) صغير سن ، اعفى (دعونى) أعيش، يدخل مكاتب قادته دون استئذان ينهى ويأمر ويرتعد امامه اؤلئك القاده خوفا من ان يسطر ضدهم تقريرا يحولهم الى كشف الصالح العام.
فى عالم الطيران التجارى وقبل سياسة السماوات المفتوحه التى لم تطبق بصورة كامله حتى الآن، هناك حق متفق عليه يقال له (الحريه الرابعه)، ويقصد به حق النقل من بلد لآخر مباشرة، وهو حق يعطى للشركه الوطنيه لتنقل المسافرين والبضائع من بلدها الى بلد آخر مجاور أو غير مجاور مباشرة ودون قيود غير عاديه، لكن فى حالة أن تاتى شركة طيران (ما) من بلدها لتقف فى بلد ثان وتأخذ مسافرين أو تحمل بضائع من هذا البلد، لبلد ثالث، فهذا الحق يسمى (بالحريه الخامسه)، وتحتاج الشركه للأستفاده من هذا الحق، موافقة من هيئة الطيران المدنى ومن الشركه الوطنيه، التى لا تسمح فى العاده بذلك الحق الأستثنائى الا فى حالات عجزها وعدم توفر الأمكانات عندها لتوفير طائره، أو أن تجد معامله بالمثل من الشركه التى سمح لها بالنقل أو أن أن ترى الشركه الوطنيه من خلال قسم مبيعات مؤهل أن المصلحه تقتضى منح تلك الشركه حق النقل مقابل فائده ماديه، وتلك الفائده تحصل عليها دون أن تشارك فى توفير الزبون أو الطائره.
ولكى اقرب هذه المسأله للقارئ الكريم اقول، لعل كثير من السودانيين لاحظوا أن الخطوط الأثيوبيه والكينيه (مثلا) كانتا تنقلان مسافرين من الخرطوم للقاهرة وبالعكس مباشرة وقبل ان تمران على دوليتهما ومنذ فترة طويله من الزمن، فهل كانت الخطوط السودانيه عاجزه عن تسيير رحلات على ذلك الخط ؟ وهل هذا الخط غير مربح للخطوط السودانيه لكنه مربح لتلك الشركتين؟
للعلم فقط حينما اصبحت شركة طيران الأمارات افضل شركه فى العالم وحققت أرباح باهظه، لم تكن تملك أكثر من 10 طائرات!
ومن يريد أن يتعرف على الفساد الذى ضرب (سودانير) وانهكها منذ وقت بعيد فعليه أن يراجع صحيفه الأهرام اليوم، وهى صحيفة معروف اتجاهها عدد يوم الجمعه 6/8/ 2010 على الصفحه الأخيره بعنوان (سودانير شاهد على الأنهيار)، وفى الحقيقه تلك شهاده شاهد من اهلهم وأعنى به صاحب الموضوع والصحيفه التى ورد عليها المقال.
اضافه الى ما ذكر فأن الواسطه والمحسوبيه وتوظيف الأقارب وابناء القبيله ثم أخيرا اهل (الثقه) هو ما زاد من خسائر الشركه وانهيارها.
لقد كان المدراء فى بعض المحطات (يقاولون) العميل الممتاز الذى يوفر للشركه عملا دائما، مرتين، مرة لتحصيل نصيب الشركه ومرة أخرى لتحصيل نصيب خاص بهم، باساليب وطرق عديده يصعب اثباتها ومن لا يدفع أو يفهم، يتعرض لأسوأ معامله بل احيانا تضيع حقوق الشركه ويضطر العميل للأتجاه الى شركه أخرى هربا من الأتاوات الباهظه التى تفرض عليه.
وانا على ثقة تامه أن بعض اؤلئك المدراء لو جردت اموالهم وممتلكاتهم، وقورنت بمرتباتهم ومستحقاتهم مضروبة فى عشرة مرات خلال الفتره التى عملوا فيها لوجدوا أن ممتلكاتهم أكبر بكثير.
للاسف الصحفى الذى يستحق الأحترام دوره أن يكشف مواضع الخلل والفساد فى المجتمع والدوله والمؤسسات لا الكذب والتطبيل بالباطل من اجل تحقيق منافع دنيويه زائله فى شكل هدايا وتذاكر سفر معفية القيمه له ولأسرته.
وللاسف كذلك وبعدما ساهمت بعض اقلام (الأرزقيه) فى ضياع اراض شاسعه بالترويج لرجل اعمل عربى من دوله مجاوره اشهر افلاسه، تحولت تلك الأقلام نحو الأنتخابات المضروبه ودعمت فوز من يفصلون البلد ويقسمونها، وغطت على التزوير والتزييف، ثم اتجهوا بعد ذلك للترويج للأستفتاء وللوحده التى سوف تتحقق، لو ترك الخيار لأهل الجنوب دون تأثير، والآن اتضح كذب ما يدعون فالجنوبيين اختاروا الأنفصال والتخلى عن وطن يجمعهم بالأرزقيه والفاسدين الذين يتاجرون بالدين من أجل الدنيا.
وعلىكل ظننا ان دروب الأرتزاق قد اغلقت، لكنهم لا يشبعون ولا تمتلأ عيونهم ولا تعوزهم الحيله، فهاهم يجدون المنفذ للترويج بالباطل لشركه ظلت تترك المسافرين لأسابيع عديده على المطارات، بل حدث فى موسم من المواسم أن بكت النساء مثلما بكاء الفتاة المجلوده بسبب نفاذ اموالهم وبعد أن طردهم اصحاب الشقق التى كانوا يسكنون فيها ولم يتبق معهم ما يطعمون به اطفالهم.
إستوقفنى كلامك..أكثر ما سبب الخسائر للخطوط السودانيه وجعلها تحتاج لشريك، هو ذلك الفساد وتدخل الساسه فى تعيين كوادرها القياديه وفى سياستها التسويقيه اضافة الى المحسوبيه والقبليه التى ظهرت أخيرا بين صفوفها خلال فترة الأنقاذ، حتى اصبح يقال أن القسم الفلانى يتبع للقبيله الفلانيه وأن قسم آخر تهيمن عليه قبيلة أخرى، اضافة الى ذلك ظهر اهل (الثقه) فتجد موظفا (شابا) صغير سن ، اعفى (دعونى) أعيش، يدخل مكاتب قادته دون استئذان ينهى ويأمر ويرتعد امامه اؤلئك القاده خوفا من ان يسطر ضدهم تقريرا يحولهم الى كشف الصالح العام.
ياأستاذ حدد لى مكان واحد ليس به ممارسة ما ذكرت.. يا أخى دى ظاهرة التمكين والله يعيننا
ما عليك أستاذي الجليل فعندما ينتحر محمد البوعزيزي السوداني. سنجيب كل واحد من الجماعة ونقارن ما يمتلك مع ما يمتلك عشرة من أولاد دفعته ونطلع المتوسط حتى لا نظلمه وما زاد عن ذلك يرد للشعب (خزينة الدولة). لو استطاع صابر إستعادة الأموال التي نهبت نهارا جهارا سوف لن يضطر لكي يتلفت يمينا وشمالا خوفا من محمد البوعزيزي السوداني وسيجنب السودان والسودانيين مشاكل كبيرة وكثيرة. أنا خايف أن يقوم محمد البوعزيزي السوداني فيشعل النار في نفسه وعندها (لقد فهمتكم" لن تنفع قائلها..
بداية سقوط سودانير بدات بتعيين تاج السر محجوب حتي ذلك الوقت كان طاقم العاملين بالشركة يتكون من جميع مكونات الشعب السودانى وخاصة الاخوة الاقباط والجنوبيون والذين كانو خير مثال فى الامانة وتجويد العمل اما بخصوص حادثة الشهيد جرجس فهى حالة فردية ولم يكن يستحق هذا العقاب واعتقد انه كان لتخويف الشعب لان صلاح كرار عندما حضر للصالة وكنت موجود قريبا منه شتم الاخ جرجس وقال له انت سوف تكون كبش فداء الثورة وقد عمل ايضا الرائد كمال عبد اللطيف وزير شئون مجلس الوزراء في وظيفة مديرالامن الذى كان مدني خالص وبعد ذلك صارت تعمل له الف حساب ولا ادرى هل هو في رتبة الرائد ام مثل باقي اعضاء التنظيم و مثل الاغلبية فضلت الهجرة على العمل فى تلك الظروف وكم كانت دهشتى كبيرة فى احدى اجازاتى عندما وجدت المدعو كمال عبداللطيف وزيرا وهذه هى سياسة التنظيم الواحد فى سنوات قليلة من موظف صغير الى وزير بدون اى موهل اكاديمى وقد ظهرت النتيجة الان انهيار تام لكل شئ فى السودان وياريت وقفت على سودانيروقد حكى لى احد الزملاء والذى مازال يعمل بالشركة بان الموظفين الحاليين قد يصلوا الى حد التشابك بالايدى ليعملوا بموازين الركاب ليسرقوا المبالغ التى يدفعها الراكب نظير اي وزن زائد واغلبهم ممن يسمون انفسهم بالدبابين وحقيقة من اين اتى هؤلاء