أين ذهبت هذه الأموال؟

كلمة حق

قبل شهر أو يزيد نفذت نقابات عمال التعليم بولاية جنوب دارفور إضراباً شاملا عن العمل بسبب عدم صرف مستحقات القطاع بأربع محليات لمدة شهرين أو ثلاث .. في الوقت الذي تدفع فيه حكومة الولاية مرتبات العاملين بعاصمة الولاية “نيالا” .

معلوم أن الأجور فصل أول في ميزانيات الحكومات منذ بداية العام .. فأين تذهب مستحقات هذا القطاع ترى؟؟ .. الإضراب عن العمل يعني أن نقابات العاملين لم تجد سبيلاً لحل الأزمة مع حكومة الولاية .. الاضراب لم يستمر طويلاً حتى أوفت الولاية بمستحقات العاملين خلال عشرة أيام ليعاودون العمل.

الآن لكم أن تتخيلوا معي أن حكومة ولاية جنوب دارفور، لم تدفع أجور بعض القطاعات بما فيها قطاع التعليم لشهر ديسمبر من عام 2013م .. ومعلوم للجميع أن الرئاسة أصدرت قرار بصرف مستحقات ديسمبر قبل عيد الكريسماس .. فهل جنوب دارفور في مالطا؟؟ .. لندع قرار الرئاسة الذي لا يسري على نيالا .. بالمنطق المالي والاقتصادي وبعيداً عن إغلاق الميزانية .. فإن أي مؤسسة حكومية كانت أو خاصة تقوم بإغلاق حساباتها نهاية العام،، فهل عام نيالا لم ينتهي؟؟

معلوم للجميع أن أجور العاملين في قطاع العاملين تبدأ من “300” جنيه .. لا تسمن ولا تغني من جوع .. ومع ذلك تتلكأ الحكومة في دفع هذا المبلغ الصغير لمن يقومون باعداد أجيال وقيادات المستقبل.

إذا كانت الحكومات تدري أهمية الموارد البشرية لجعلت للمعلمين قيمة ورفعتهم في أعلى الدرجات .. لكن للأسف الدستوريون فقط هم الذين يصرفون رواتبهم في الوقت المحدد .. ولا عزاء للمعلمين الذين يعملون صباحاً ومساء في ظروف قاسية حباً لمهنتهم وشعورا منهم بالمسؤولية.

ومع كل ذلك خرجت علينا حكومة الولاية والهيئة التشيعية بالولاية بخبر إجازة ميزانية العام الجديد 2014م، بمبلغ ضخم كما السنة الماضية .. ترى أين ذهب الفصل الأول من ميزانية عام 2013م ؟؟

السيد والي جنوب دافور .. جئتم إلى هذه الولاية أنت وحكومتك لتحسين الأوضاع بها أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً .. هذه الولاية تعاني من عاصمتها حتى أبعد القرى أوضاعاً مأساوية .. حرب قبلية في عدد من المحليات .. انتشار السلاح غير المقنن .. وجود عناصر الحركات المسلحة .. نازحو المعسكرات .. كل هذه الملفات وأخرى لم نرى بها جديد يذكر .. فلماذا الاعتداء على قطاع التعليم؟؟ .. التعليم هو فقط ما تبقى.

هذه الولاية لم تتأثر كثيراً بمجريات الحرب الدائرة من “11” عاماً خاصة المناطق الغربية والغربية الجنوبية .. إلا بعد نشوب الحرب الحرب القبلية بين المكونات الاجتماعية المحلية .. وهي أشد شراسة وخطورة من الحرب المسلحة القديمة .. لم نرى للحكومة المحلية جهود بائنة لاحتوائها حتى الآن.

إن لم تفي حكومة الولاية بمستحقات قطاع التعليم خلال أسبوع بجسب رئيس هيئة منقابية بالولاية فإنهم سيعلنون إضرارباً جديداً .. فهل تعي جكومة الولاية الدرس السابق؟؟

استغفرك يا رب

حافظ أنقابو

[email][email protected][/email] عن السوداني الصادرة 18 يناير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..