أنا النبي لا كذب (6) بل لم ولا ينتشر بالسيف أبداً!

ثم جاء فتح مكة ليحد حدا للعداوة ويهدم صرح المشركين المعتدين ويكسر شوكتهم في عقر دارهم، ويطهر بيت الله العتيق من الأصنام والأوثان، ويجبر الكفار على عدم التعرض لهذا البيت أو لمن يسلم وجهه لله. وبالفعل يدخل المسلمون بأعداد هائلة لمكة، ليس كغزاة يستبيحونها وينتقموا ويثأروا لأنفسهم، ولكن فاتحين ومحققين مبدأ السلام والتعايش السلمي والحرية للجميع، و الذي كان قد قاله الله عز وجل من قبل لهم، و على لسان نبيه الطاهر عليه أفضل الصلاة والسلام: ((قل يا أيها الكافرون…….، لكم دينكم ولي دين)).
و رغم كل الدم والثأر والظلم والألم والتشريد والتهجير والتعذيب والعداوة الحاقدة من قريش لهم حقق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبدأ العدالة الإنتقالية، ولأول مرة في تاريخ الإنسانية، ليس بالإنتقام ولكن بالتسامح والصفح والعفو ب: فأذهبوا فأنتم الطلقاء ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. وبذلك تتهيأ أجواء الحرية والسلام والأمن للدعوة لهذا الدين من جديد.
والرسالة لم تختم كما ختمها فيلم الرسالة وعاشوا في سبات ونبات. فمن السذاجة إننا صدقنا بعد فتح مكة إن العداوة للإسلام والمسلمين إنتهت وعاش الناس في سلام وأمان، ولا نعلم هل رعت قريش إتفاقية السلام والأمن المجتمعي والدين لله والوطن للجميع أم لا؟.
قريش لم تفعل وذلك بدليل سورة التوبة أو براءة التي كانت السورة قبل الأخيرة نزولا على النبي صلوات الله وسلامه عليه. وقد نزلت تتبرأ من المشركين (((المعتدين))). ونضع أقواسا على هذه الكلمة لأنها الأصل في مبدأ القتال في الإسلام بمبدأ وجوب قتال المعتدين “فقط” الذي ذكرناه سابقا. وذلك لكي لا يفكر اي معتدي على حريات الناس وامنهم وسلمهم بإجبار الناس على دينه.
السورة أول ما تبدأ أولا، لا تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم كباقي سور القرآن لأن بعضا من قريش و حلفائها نقضوا هذا العهد و واصلوا عداوتهم للإسلام وعلى المسلمين. فأوصت السورة بقتل أولئك المعتدين بعد كل هذا الأمن والسلم، لأن هؤلاء لا يريدون إستقرار الناس ولا الحرية لهم ليتعرفوا على الأقل على دين الله. ولكن توصيهم السورة أيضا بإلإلتزام بالأشهر الحرم في القتال والأعراف السائدة عند العرب بأن لا يقاتلوا في الأشهر الحرم.((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)) [التوبة: 5].
وهي الآية التي يروجون بأنها نسخت الأيات الأخرى ليستبيحوا قتل الناس، غير المسلمين من طرف، إن كانوا معتدين أو لم يكونوا، وأيضا لكي يصادروا حرية إختيار الناس بحد أسموه حد الردة. وقد قلنا في مقال آخر إنه ليس هناك ناسخ ومنسوخ في آيات الله ولكنها آلية وضعت لإبطال مفعول القرآن وأخذ البعض ورد غيره الذي لا يتماشى مع من يريد تشويه الدين. فقد قال تعالى: ((منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله)) [آل عمران: 7]. فيريدون بذلك الفتنة والقتل بسن تلك الاحكام. وسنتعرض لموضوع الحدود ومفهومها الخاطئ لاحقا.
فالدعوة هكذا ((فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد)) [آل عمران: 20]. تبليغ فقط وحرية في الإختيار والهداية من عند الله. فلابد من جو حرية لتبليغ الدعوة، ولابد من حرية الفرد للإختيار ليتم الإقتناع التام بلا إجبار، وحتى لا يكون هناك نفاق ورياء.
و بالنسبة لهذه الآية بالذات [التوبة: 5]، فإنها ليست لها علاقة بردة أصلا. فلا تتحدث الآية أساسا عن مسلمين تركوا الصلاة ولم يؤدوا الزكاة لذلك يجب قتلهم، بل مشركين إن تظاهروا بمظاهر الإسلام. و لا يمكن أن تتحدث على إجبار الناس على دخول الإسلام قسرا بدون حرية إختيار بهذه الطريقة اللئيمة. فإذا أفترضنا ذلك فهؤلاء بالتأكيد سيكونون منافقين ليس إلا.
ولفهم الآية يجب أن تقرأ الآية التي تسبقها مباشرة والتي تثتثني غير المعتدين من القتال ((إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين)) [التوبة: 4]. لتؤكد إن الإسلام والمسلمين لا يعتدون على أحد أبدا، فكل له حريته إذا إلتزم بعهد العيش بسلام. وتأتي الآية، [التوبة: 5]، تحث على قتل المشركين (((المعتدين)))، لأنهم معتدون ويريدون القضاء على دين الله ومن آمن به. والمعتدي عندما يُزنق ويحصر في رُكن ويداهمه القتل، سيحاول النجاة من الموت بالتعلق بأستار الكعبة، ويعلن توبته ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لكي يتخارج من الموقف. لذلك يتجاوز الله سبحانه ولم يقل “فإن أسلموا فقد إهتدوا” ليقول تعالى لهم “فإن تابوا”- والتوبة هنا تعني نوبتهم من العداوة- و أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وتظاهروا بإسلامهم فلا تقتلوهم وخلو سبيلهم، فإن الله غفور رحيم. فالله يريد الناس أن تعيش بسلام أولا. و المنافقين لا يقتلون، والله لم يأمر بتفتيش الضمائر وقتل المنافقين، فهو سبحانه الذي يعلم السرائر وحده، فمن هو منافق ومن هو مسلم حقا. بل و تأتي آية أخرى لتؤكد وإن كانوا منافقين، فإنهم إخوانكم في الدين ما دام يصلون ويزكون ((فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون)) [التوبة: 11]. وإما إن أظهروا لكم العداء ونكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فهؤلاء هم إذن أأمة الكفر الذين يجب قتالهم.
وتأتي الآية التي تليها لتؤكد مبدأ السلم والأمن والتبليغ ثم حرية الإختيار: ((وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)) [التوبة: 6].
وتتحدث بقية السورة عن تحذير المؤمنين من غدر أولئك المعتدين وإنهم لا يراعون عهدا ولا ذمة فيكم فلا يجب خشية من يعتدي وقتاله. وإمعانا في الإذلال وإظهارا لقوة دين الله سيحرموا من دخول المسجد الحرام بعد عامهم هذا لأنهم نجس ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر. وللأسف قد جعلوا الدين مظاهر وشعارات، فهل جعلتم يا قريش سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر!.
ومن ثم خرج المسلمون لصد إعتداء قادم عليهم قبل أن يتوجهوا للمدينة. فقد سمعوا بأن جيشا من قبيلتي ثقيف وهوازن بأطفالهم ونسائهم- ليزيدوا حماسهم في القتال ومما يجعلهم يقاتلون حتى الموت- قادمون إلى مكة لينقضوا على المسلمين ليعيدوا الوضع الجاهلي كما كان. والمسلمون بعد دخول مكة و أعدادهم كبيرة كانوا بنفسيات عالية، وقالوا لن نغلب اليوم من قلة. وعند دخولهم في وادي ضيق إسمه حنين إنهالت السهام عليهم من كل جانب، وتزعزعت الصفوف وفر بعض المسلمين وبقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيدا يقول: “(أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)”.
هذه الكلمة جعلت المؤمنون الصادقون يلتفون حوله مجددا وتمكنوا من دحر الأعداء، ثم لحقهم باقي المسلمين وذهبوا للطائف فحاصورا حصون ومنازل ثقيف حصار شديدا تأديبا لهم. ثم أعلن أن من خرج من عبيد ثقيف للمسلمين فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً، فأعتقهم و بالتأكيد لم يلزمهم بأن يسلموا فهذه حريتهم. ثم رفع الحصار عنهم ورجع إلى المدينة.
ومن أهل الكتاب الذين أجلوا من المدينة بدأوا ينصبون العداء البواح إنتقاما وتحالفوا مع الروم ليألبوهم للقضاء على دين الله. فلذلك يقول الحق تعالى للمؤمنين في موضع آخر من سورة براءة ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) [التوبة: 29]. ولأن الروم جاءوا للإعتداء عليهم غازين في موقعة الأحزاب من قبل، وبخير وسيلة للدفاع الهجوم، ولتأديبهم، جهز النبي صلى الله عليه وآله وسلم جيشا لذلك. وكانت موقعة تبوك. وقد كانت قبلها موقعة مؤتة التي قتل فيها خيرة الصحابة رضوان الله عليهم. وأنتهت معركة تبوك بلا صدام أو قتال لأن جيش الروم تشتت وتبدد في البلاد خوفاً من المواجهة، والحمد لله الذي نصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرعب.
والجزية هي للإذلال ولكي تفكر الشعوب وتنتبه إن إمبراطورياتها الدينية وحكوماتها الظالمة التي تسلب حرياتها وتفرض عليها دينها بأنها صغيرة ومذلولة. فتنتفض وتسعى لحريتها. فالروم كانت دولة دينية بإسم المسيحية. والفرس أيضا دولة دينية بإسم المجوسية.
وهنا يجدر بنا الملاحظة بأن الله دوما يكفي المؤمنين القتال، لأن دين الله هو دين السلم ولا ينتشر بالسيف أبدا. فهو صلوات الله وسلامه عليه لم يضرب أحد على يده أو يشهر في وجهه السيف لكي يسلم. ولكن ظهرت بعض الخطرفات الإسرائيلية والتي للأسف يرددها كثير من المسلمين بدون وعي، بل ويستخدمها الإرهابيون لتقنين إجرامهم بأن لابد من السيف والقتل لنشر الإسلام. وقتل من يرتد أو يخرج من الإسلام!، وكان الإسلام يتأثر بذلك، والله تعالى يقول ((ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)) [آل عمران: 97]. والله تعالى فعلا غني حميد والآيات كثيرة تدلل على عدم مضرة أحد من كفر أحد.
والقرآن الذي هو خلق النبي يناقض ما يدعيه هؤلاء و سيرته تكذب أهوائهم. فهو صلوات الله وسلامه عليه لم يقاتل الناس حتى يؤمنوا ويسلب الناس حرياتهم و ينزع من الإنسان الذي كرمه الله بعقله حرية إختياره، وفي كتابه العزيز يقول لنا دوما أفلا تعقلون. بل جاء بعكس ما يدعون، وخلقه صلوات الله وسلامه عليه وهو القرآن يفضح إفكهم الذي يلصقونه على لسانه الطاهر بأحاديث مضللة، فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا لأنهم ذهبوا لمصادر أخرى وجعلوا القرآن عضين.
ولم يكن في تلك كل الحروب التي كان يدافع فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن العدوان أي إنتهاكات إنسانية لأسرى أو غيره. ولكن للأسف لفق ذلك لاحقا بالإسلام كسبي النساء وذلك لأغراض السلاطين. فأختلقوا قصة تسري رسول الله بصفية بنت حيي اليهودي والتي تقول الرواية إنه قتل والدها أولا ثم تزوجها في نفس اليوم الذي تسرى بها ليقولوا مبطنا إنه طاغية مثل فرعون. لأن عادة تقتيل الرجال وإستحياء النساء هذا ما فعله فرعون ببني إسرائيل من قبل. وإستحياء النساء ليس فقط معناه أن يبقيهن على قيد الحياة، بل ليغتصبن ويتسرى بهن وينزع منهن الحياء لإهانتهن وتحقيرهن. وهذا ما ينافي أخلاقه العظيمة، أخلاق القرآن، والذي جاء لرفع الإضطهاد والظلم عن النساء وإرساء قواعد لسن قوانين مستقبلية لحفظ حقوقهن. فلم يوثق القرآن أو يقنن السبي أبدا بل قال تعالى: ((وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا)) [الأحزاب: 27]. بل ورفع مرتبة الجواري وسماهن ملكت أيمانكم. بل وقال في سورته المفروضة والتي أنزل فيها آيات بينات لعلنا نتذكر بأن ((والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانهم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا)) [النور: 33]. وبنفس طريقة تحريم الخمر، بالتدريج ليرفع من مرتبتهن كأزواج. ولكن الأيدي الخفية تريد العبث بهذا الدين، والسلاطين الطغاة يريدون ان يسيروا على أهوائهم. ولكن العالم سائر بالفطرة الإنسانية ويلتقي في كل مرة مع قيم دين الله الحنيف.
و نكشف إسرائيلية أخرى بمطلع سورة الروم المكية. يقول الله عز وجل: ((الم(1)غُلبت الروم(2)في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)) [الروم: 3]. و يقول غالبية المفسرون إنه كان هناك قتالا بين الفرس والروم، وكان المشركون يودون أن تغلب الفرس الروم، لأن أهل فارس كانوا مجوسا أميين مثلهم، والمسلمون يودون غَلبة الروم على فارس لكونهم أهل كتاب!. لا أدري أولا بماذا كانوا يتابعون تلك الأخبار بالإنترنت أو عبر القنوات الفضائية!.
أتفق على إنه غُلِبت الروم، أي إنهم إنهزموا، لكن أين ومتى؟. أما ” وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ”، أي أنهم من بعد إنهزامهم سيغلبوا، فهذا لا نتفق معه. أولا سورة الروم مكية، فموقع الحدث بعيد عن مكة، ثم ثانيا وماذا يضير الإسلام إن إنتصر أهل الكتاب أم لم ينتصروا؟. وهل الإسلام جاء لإشعال الحروب والوقوف مع فرقة وتشجيعها، أم نحن أمة وسطا شهداء على الناس. ثم ثانيا فهم ?أي أهل الكتاب- سيعادوا هذا الدين ويحاربوا الدعوة بأقصى ما عندهم عما قريب. فإذا إفترضنا إنهم سيغلِبون في بضع سنين، كما يقول المفسرون، فكيف ذلك وهم- أي المسلمون الفرحون بنصر الروم- سيدخلون في حرب معهم وليس عداوة فقط في تلك البضع سنين أيضا!. ومتى غلبت الروم بعد ذلك الفرس؟. ويمكن أن نقول بأن تفسيرهم صحيح إذا سحقت الروم الفرس في بضع سنين ولم تقوم لهم قائمة بعد ذلك. ولكن ما زالت الفرس والروم إمبراطوريتين قويتين في كل زمن المسلمين الأوائل وكانوا يكنون العداوة للإسلام.
ولذلك شطر الآية يمكن أن يكون “من بعد غَلَبِهِمْ سيُغلبُون” ?بضم الياء- أي من بعد إنهزامهم سينهزموا مجددا. فكما ل “تؤثرون” يمكن أن تقرأ “يؤثرون” في سورة [الأعلى: 16]، فيمكن ان تكون هناك قراءة أخرى أخفيت علينا.
ففي هذه السورة حديث عن مستقبل للمؤمنين و بشارة لهم. وفي تلك الآيات إنذار لقريش حتى يستسلموا ويتركوا المسلمين للعيش بسلام وأمان معهم. فهؤلاء المؤمنين الضعفاء قليلي العدد سيغلبوا الروم مرتين وفي غضون بضع سنين فقط. وهذا ما حدث في الأحزاب أو الخندق وفي تبوك. وفي سورة الفتح يسميهم القرآن الروم قوم أولي بأس شديد ((ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون)) [الفتح: 16] ويسلمون تعني أن يستسلموا ويعيشوا بأمان. وإذا رجعنا لسورة الأحزاب ((يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود…… إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم)) [الأحزاب: 10]. فهم قد جاءوا من فوقهم، من الشمال بإعتبار منطقتهم أقصى الأرض والتي تحوي المسجد الأقصى. ولما كان المسلمون في مكة فالمدينة تعتبر لهم إنها أدنى الأرض.
فمن بعد غلبهم سيغلبون، إذا من الفريات الإسرائيلية ليس إلا، لأن الآيات التالية تؤكد فرح المؤمنين و وعده سبحانه لهم بالنصر ليستيقنوا ويثبتوا على دينهم وهم ما يزالوا في أوائل مراحل الدعوة. والنصر من عند الله إذا إلتزمنا أخلاق القرآن لأن الملاحظ في المرتين كفى الله المؤمنين القتال، و بالسلم والأمان ينتشر الإسلام، وعند تحقق الإسلام بالسم يتحقق الإيمان بالإطمئنان.
ويقول جل وعلا: ((لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون، بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)) [الروم: 7].
فإذا القرآة الصحيحة للكلمة من بعد غَلَبِهِمْ “سيُغلَبُون”. أي غُلب في غُلب والله أكبر كبيرا.
* الحلقة القادمة الأربعاء بإذن الله.
[email][email protected][/email]
قال تعالى : ” ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ”
ورد عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله ، كنا في عز ونحن مشركون ، فلما آمنا صرنا أذلة ؟ فقال : إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم . فلما حوله الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فنزلت الآية . أخرجه النسائي في سننه
قال السدي : هم قوم أسلموا قبل فرض القتال فلما فرض كرهوه . وقيل : هو وصف للمنافقين ؛ والمعنى يخشون القتل من المشركين كما يخشون الموت من الله . أو أشد خشية أي عندهم وفي اعتقادهم .
و الكاتب خصص الاية 29 من سورة التوبة من دون دليل الا اتباع الهوى
انه من سنن البشرية أن الحكم لمن غلب و الغلبة هنا لا تعني حد السيف او اطلاق صواريخ و نشر غواصات و مدمرات و لكن محصلتها الغلبة السياسية و العسكرية
و في الاسلام يعرض المسلمون على الاخرين الاسلام او الجزية و بعدها يأتي خيار الحرب و هذا بالطبع يعتمد على الظروف.
فالغرض في الاسلام هو الدعوة بالحسنى و اعلاء كلمة الله و ليس الهدف هو القتال
الان في القرن الحادي و العشرين لا يختلف الامر عما كان عليه قبل الاف السنين , فالدول القوية تتسارع لزيادة قوتها العسكرية و ضم الدول الاخرى تحت عباءة هيمنتها السياسية و الاقتصادية بل و حتى الثقافية
و في الحديث : عن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم .
قال مشركو مكة لأبي بكر إن صاحبك قال أنه أسري به إلي بيت المقدس ونحن نضرب إليها أكباد الأبل في ستة أشهر وهو يقول أنه أسري به في ليله وعرج به إلي السماء…قال الصــــــــــــــديق صــدق
أما إني لأصدقه في خبر السماء أي الوحي أفالا أصدقه في خبر الأرض….
يعني ما كما قلت :
و نكشف إسرائيلية أخرى بمطلع سورة الروم المكية. يقول الله عز وجل: ((الم(1)غُلبت الروم(2)في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)) [الروم: 3]. و يقول غالبية المفسرون إنه كان هناك قتالا بين الفرس والروم، وكان المشركون يودون أن تغلب الفرس الروم، لأن أهل فارس كانوا مجوسا أميين مثلهم، والمسلمون يودون غَلبة الروم على فارس لكونهم أهل كتاب!. لا أدري أولا بماذا كانوا يتابعون تلك الأخبار بالإنترنت أو عبر القنوات الفضائية!.
الإخبار للنبي والصحابه بالوحــــي الذي يأتيه وحتي كفار قريش كانوا يعلمون أنه لايكذب
أما لم يتابع الفريقين تلك الأخبار كما ذكرت بعض التفاسير مشركو مكه مشابهة للمجوس من ناحية الديانه….والروم بإعتبارهم أهل كتاب ونبي مع ماعندهم من التحريف…
وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم الأنــبــياء أخوان لعلات أمهــاتهم شتي وديـــــنهم واحد..
نواصل
بسم الله العلي القدير تعالي جدك وتبارك أسمك ولا إله غيرك نحمدك ربنا حمد الشاكرين لانحصي ثناء عليك
و صلي اللهم علي خير البرية أحمدا وعلي أله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وعلي التابعين وعلينا بفضلك ومنك ياكريم …أمين…
وبعد
إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
((غزوة بدر)).. في هذه الآية بعض التفاصيل عن معركة بدر.
﴿ إِذْ أَنْتُمْ ﴾
، أيها المؤمنون
﴿ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾.
الحقيقة لو أن هناك جبلين الفراغ بينهما يسمى الوادي، وشاطئ الوادي يسمى العدوة، والنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام كانوا في العدوة الدنيا، كانوا أقرب إلى المدينة لأنهم جاؤوا من المدينة.
﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾
وقريش جاؤوا من مكة، وهم في العدوة القصوى المؤمنون في طرف وظهرهم إلى المدينة، وقريش في طرف آخر وظهرهم إلى مكة المكرمة.
﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ﴾
أبو سفيان كان يقود قافلة ، وخروج المؤمنين كان القصد منه القافلة، فلما علم أن المسلمين توجهوا نحوه غيّر مسار القافلة واتجه نحو البحر، والركب ؛ أي العير، والركب ؛ القافلة التي كانت تحمل الراحلة
﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾
هذه إشارة إلى أن أسفل البحر هو أخفض نقطة في الأرض، لذلك هو مقياس الارتفاع، تقول: أربعمئة متر
فوق سطح البحر، ثمانمئة متر فوق سطح البحر والعكس..
﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ﴾
من هنا أقول لكم هذه المقولة: والله الذي لا إله إلا هو تحل بهذه المقولة كل مشكلات المسلمين ، كل شيء
وقع أراده الله، لأنه لا يليق أن يقع بملكه ما لا يريد، إله، مقام الألوهية لا يسمح أن يقع في ملك الله ما لا
يريد، فكل شيء وقع أراده الله ، لئلا تحقد على أحد، لئلا تقل يا ليت، لو أني فعلت كذا وكذا
((لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه))
….(منقول) [ أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]
وبعد ذلك من قليل الشرح يتضح وبالبدهي من الفكر إمعانا للبحث عن الحقيقه…..
1/أن أبو سفيان كان في ذلك الوقت مشركا وتعلمون أن أخلاق المشركين كانت في نقل الحقائق علي
النحو الذي يلخصه المشـــــــــــــهد التالي
باب كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلاَمِ
وهو حديث طويل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ مِنْ، فِيهِ إِلَى فِيهِ قَالَ انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّأْمِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ يَعْنِي عَظِيمَ الرُّومِ ثم سئل أبي سفيان عن أسئله تخص النبي صلي الله عليه وسلم في نسبه وكيف هو فيكم ….وأنا أريد أن أنقل مقالة أبو سفيان المشهوره
) (فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَايْمُ اللَّهِ لَوْلاَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْثَرَ عَلَىَّ الْكَذِبُ لَكَذَبْتُ .
عليه وسلم طيب هذه القوله التي قالها أبو سفيان وهو علي الشرك فكيف يكون حال الصدق عنده بعد أن يسلم ويؤمن بالله ربا وبمحمد صلي الله
يعني مختصرا كان من الأحري به أن يقول للناس وهم الصحابه (لا كان في عير أنا سقتها ولا صحبت الناس محازاة البحر فرارا من طلب رسول الله
وحاشاه وصحبه أن يوصموا بقطاع الطرق ولكنك قليل الدرايه بالسيره سريع التهور في التفسير….
2/عنوانك الذي عنونت به كتاباتك(أنا النبي لاكذب)….هل تعرف عزيزي القارئ متي قيلت ..لاحظت أنا قلت عزيزي القارئ(لأنو بيهمني أكثر)…..
حدثنا قتيبة حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن أبي إسحاق قال :رجل للبراء بن عازب أفررتم عن رسول الله يوم حنين قال:لكن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون علي الغنائم وأستقبلونا بالسهام فأما رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يفرفلقد رأيته وإنه علي بغلته البيضاء وإن أبا سفيان اّحذ بلجامها والنبي صلي الله عليه وسلم يقول
(أنا النبي لاكذب)….
وللحديث أعلاه مشاهد المعركه يعني بالدارجي( غزا يغزو غزوة)…..في حنين والقرأن سطر مشاهدها..
المشركين رموا النبي بالسهام والنبل هل تفتكر في معركه كهذه لم يكن هنالك سيوف!!!!
أبوسفيان آخذ بلجامها وهو علي الإيمان في حنين وكان علي الشرك في بدر وهذا دليل علي مشاهد
الصدق التي حضرها مع النبي وهو علي الحالتين …
وهذه أعيد نشرها لأنها لم تنشر والحلقه القادمه سنرد علي أن الإسلام هل عليه دائما أن يكون مدافعا أم له
الحق في طلب العدو طالما أنه يتهدد الإسلام وأهلـــــــــــــــــه….
رسالتي لك أصدق مع نفسك أولا ثم مع الله لأنك لن تخدعه…….