كيف توقيه وبانيه هادمه

قال الرئيس :السودان مؤهل لسد فجوة الغذاء في الدول العربية ونحن نعلم أن ذلك ممكنا وكل الأجيال التي عاشت قبلنا في بلادنا أو في بلاد العرب تعلم أن السودان سلة غذاء العالم ولكن سيدي
(مُشِـبُّ الـذي يبـكـي الشـبـاب مُشِيـبُـهُ فـكـيــف تـوقـيــه و بـانـيــه هــادمــه)
كيف الوصول الي تحقيق ذلك؟ وهل أنت مهتم فعلا بذلك؟ وماذا فعلت ليتحقق ذلك؟ وهل من سبيل لأن نعمل جاهدين ليتحقق ذلك ؟ وما هي أولي الخطوات المطلوبة لنشرع في تحقيق ذلك؟ أي ماذا نفعل للنقل البلاد التي أضحت متسولة دوليا في عهدكم وإنسانها الذي مازال يعاني من الفقر والكبت والعطالة وإنعدام مقومات الحياة الاساسية في كثير من المدن والحلال؟
سيدي أنت لم تفعل شيئا لتنهض بنا أو بإقتصادنا ولن تفعل وما فعله نظامك يعد تشويها وتدميرا للذي كان أصلا موجودا ويحتاج لقليل جهد كي يبلغ تمامه.
إن الشعوب والدول دائما ما تحكمها منظومة موروثة من القيم والأخلاق والمبادئ والعادات والتقاليد والتي تتصالح مع الوجدان الجمعي والفردي لكل المكونات الإجتماعية والتي ترشدها لنظام ونمط الحكم وتحثها علي الإنتاج والنمو والتطور وحماية نفسها ومصالحها من الأعداء والمخربيين. وإذا ما توافق الناس وتراضوا علي النظام الذي يحقق القيم السامية التي تسودها فإن ذلك يكون أحد العوامل المؤثرة والمحفزة علي النمو والإستقرار .
وإن شعب السودان يا سيدي يؤمن بالحرية والعدل والمساواة ونصرة المظلوم مثل إيمانه بالله ولا يقبل الزل ولا يستكين للهوان. لذلك إذا لم تقم منظومة حكم فاعل وراشد يعمل ليتحقق ما نؤمن به واقعا معاشا في أرضنا فإن الناس يكرهون هذا الحكم ويعارضونه ويعزفون عنه ويصبرون علي أذاه لحين ثم يثورون عليه وإني أري أن نظامك يحكم بصورة تتصادم مع ما نؤمن به من قيم بل تضيق مساحات الحرية علي الأفراد والمجموعات بصورة لم نألفها حتي عندما كنا تحت وطأة المستعمر .
إن علماء الإقتصاد في كل بلدان العالم يتفقون علي عدة حقائق تؤثر سلبا أو إيجابا علي النمو والإنتاج أولها الوضع السياسي في البلد المعين والسياسات الاقتصادية المتبعة والإستغلال الأمثل للموارد وفتح الاسواق لها بعد التحويل.
والواقع السياسي عندنا مزري ومتغلب فلا أمن ولا إستقرار ولا سلام خصوصا في الاطراف وهي مواقع الإنتاج الحقيقية والتي أصبح إنسانها إما لاجئا أو نازحا أو مغتربا فكيف توجد بيئة صالح للإنتاج قبل أن تحل هذه القضايا التي تتعلق بإنساننا المنتج؟ كما أن سياساتنا الاقتصادية مزاجية وتفتقر لعناصر العلمية والموضوعية والقائمون عليها خبراء تنظيريون أو أنهم يفعلون ما يطلب منهم وليست لديهم تجربة عملية في الإصلاح لأننا كلما إنتهجنا نهجا إقتصاديا إفتقر للبدائل وإعتمد علي الجبايات المفروضة علي الأفراد والشركات والتي في تحصيلها محسوبية مقصودة بما يتنافي مع مبدأ العدل حيث كما يقال( إن السوية في الظلم عدل).
ستظل أرضنا الصالحة للزراعة جرداء ومواردنا المائية مهدورة وثرواتنا الطبيعية منهوبة وحياتنا مأزومة إذا لم ننهج نهجا إصلاحيا في السياسة والحكم تمكينا لقيم الحرية والعدل والمساواة بالقانون وتنزيلا لها في واقع حياتنا لنبني عليها رابطا يوصلنا بالخارج تحسينا لعلاقاتنا مع الدول والشعوب ترغيبا لما في يدنا من خير وإنه لكثير وترهيبا من غضبتنا لأنها غضبة لا تكون إلا بدافع الغيرة علي الوطن في أرضه وسمائه وإنسانه وثرواته وتاريخه العريق.
بعد تحقيقنا لوضع سياسي مستقر يتراضي عليه الجميع في كيف يُحكمون؟ وكيف يصلون للحكم؟ وكيف يحكِمون إذا ما أتيحت لهم فرصة الجلوس علي كرسي الحكم؟ يمكننا بلوغ غايتنا في أن نصبح سلة غذاء العالم بالتخطيط السليم والإستغلال الأمثل للموارد والإنتهاج الأرشد للسياسات وتنفيذ البرامج حسب ما خطط لها في منظومتنا الإقتصادية الهادفة لإحداث الوفرة للمستهلك داخليا وخارجيا والرفاهية للتاجر والمنتح.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..